13 أبريل، 2024 5:41 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. جميلة آل ذياب: الشخصية الروائية ترسم تحركاتها في بيئة النص بناء على خلفيتها الثقافية

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورتها- سماح عادل

في رواية “خلف الصورة حائط أبيض” استطاعت الكاتبة اليمنية “جميلة آل ذياب” أن ترصد حيرة المرأة وترددها حين يتم قهرها، وقمع إرادتها، وكيف أن المجتمع مسئول بدرجة ما عن ما يحدث للمرأة من عدم توازن نفسي، ومن تخبط وتردد وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة”.

وكان لنا معها هذا الحوار الشيق:

** متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– شغف الكتابة ولد معي، لم تخلقه مؤثرات ما وحسب، كنت أجيد التعبير دائما بكتابة ما يدور في ذهني، أكثر من التعبير الشفوي.

تطور باستمرارية التعبير الكتابي، الورقة والقلم، ثم لوحة مفاتيح الحاسب الآلي والهاتف الجوال.

**    هل رواية “خلف الصورة حائط أبيض” أول أعمالك الروائية وهل كتبت القصة والشعر؟

– صحيح  “خلف الصورة حائط أبيض” أول ما صدر ونشر لي رسميا، ولكنها لم تكن أول ما كتبت، لي تجارب كثيرة سابقة لم تكتمل. أكتب الشعر الفصيح والعامي والقصص أيضا.

**    في رواية “خلف الصورة حائط أبيض” لماذا كانت قصة الحب حزينة وانتهت نهاية مأساوية. ولما لم يدافع “فيصل” عن حبه ل”سحاب” حتى أمام زوجها “بدر”، وهل حاولت إبراز الاختلاف ما بين تصرف الأمريكي الذي تزوجته “سحاب” من قبل وموقف “بدر” السعودي حيث أن كلاهما صادفا “فيصل” وهو يلاحق “سحاب” لكن رد الفعل بينهما اختلف تماما؟

– تشرفت وسعدت بقراءة روايتي من ناقدة وصحفية مثقفة كشخصك الكريم أستاذة سماح، وهذا جليا لي من خلال أسئلتك المتعمقة في تفاصيل الرواية رغم حجمها.  بخصوص كون النهاية حزينة فهي نتيجة متسلسلة لمراحل ومواقف جميعها كانت تقود إلى هذه النهاية المأساوية كما عبرتِ. وبالتالي نهاية مشتتة لا تعرف طريقا محددا.

من خلال تركيبة شخصية “ليو” الأمريكي وثقافته، وتركيبة شخصية “بدر” وأسلوب حياته من الصغر، كان لا بد أن يبدو الاختلاف في ردات فعلهما في نفس الموقف، فأنا ككاتبة لا أتعمد بطريقة قصدية جعل دراما التصرفات تسير في خط محدد، بقدر ما أن الشخصية نفسها ترسم تحركاتها في بيئة النص. ردات الفعل المتباينة هي حقيقة كل واحد منهما، وتراكمات تربيته ومن ثم تكوّن ثقافته.

** رواية “خلف الصورة حائط أبيض” لما اخترت تركيا لتكون مسرحا لبعض الأحداث وتكون البطلة الأخرى تركية؟

– بالمجمل تركيا ليست إلا إحدى محطات أحداث الرواية، فأحداثها بدأت من السعودية، ثم إلى لندن واليونان.

أما لما تركيا تحديدا فسأخبرك سرا. إن سيناريو رواية “خلف الصورة حائط أبيض” تغير بعد أن كنت قد بدأت في كتابتها ما يقارب الربع منها. حدث أن انقطعت عن الكتابة، وأنا لكي أعود إلى مود انسكاب السرد يكون علي القيام ببعض الإجراءات، كأن أبحث عن صديق يحب الحديث في الكتابة الإبداعية، أو أن أبحث عن لقاءات أدباء العالم.

وصادف أن بحثي نتج عن لقاءات مع “إليف شفق” وهي روائية تركية حققت أعمالها انتشارا وخاصة “قواعد العشق الأربعون” تابعت لقاءاتها وهي تسرد سيرتها والظروف التي مضت عليها، وجدتها تتحدث عن ظروف عامة تعاني منها أغلب النساء في العالم، وهذا الأمر أوحي لي بتغيير سيناريو الرواية واستحداث شخصيات منطلقة من فكرة توحد وتشابه كثيرا من هموم المرأة في العالم مهما اختلفت مجتمعاتهن بانفتاحها.. فكرت في طريقة أجعل المرأتين يلتقيان ويتعرفان إلى بعضهما ويصلان لتلك النتيجة. فالمرأة تعاني ذات المشاكل، فقد تشتكي امرأة من صعيد مصر من مشكلة تشبه أخرى في شوارع لندن مثلا.

** هل حاولت الحديث عن المعاناة التي تعيشها النساء في مجتمعات مغلقة في روايتك، أم أن هذا جاء عفوا مع أحداث قصة الحب؟

– نعم هذا كان محور انطلقت منه حكاية الرواية، الحديث عن المعاناة التي تعيشها النساء في المجتمعات المحافظة.

** في رأيك هل تردد “سحاب” وتخبطها كان نتيجة لضغط الأهل والمجتمع أم ماذا؟

– ستلاحظين أني أعيد تكون شخصية الإنسان لأسلوب حياته من الصغر. بالإضافة إلى عوامل كثيرة، و”سحاب” بطلة الرواية الأولى صنعتها ظروفها، فحدث الصراع بين ما يطلبه المجتمع وما تفرضه عليها شخصيتها وطموحها.

**    كانت “سحاب” متمسكة بقيم مجتمعها وعاداته، وظهر ذلك عندما سافرت إلى لندن مع “فيصل”، لكنها مع ذلك تزوجت بأمريكي ولم توضح الرواية هل غير دينه أم لا، لماذا في رأيك أقدمت على هذه الخطوة؟

– في الرواية كان الطبيب يردد أنه مستعد لتغيير دينه لإقناع أهل “سحاب” بالموافقة عليه كزوج لابنتهم، فهو يتوق للزواج التقليدي العربي بكل تفاصيله، وهذا سبب تعلقه ب”سحاب”.. وفي هذا الجزء تحديدا من حياة “سحاب” كان بارزا سبب قبولها بالزواج وإن كان سرا عن أهلها، كانت تردد دائما “أنه يمكنها أن تفعل بالخفاء ما فعله فيصل” و”فيصل” هو زوجها وحبيبها، الذي كان مرتبطا بالسر بامرأة أخرى.

** هل من الممكن أن تكوني قد أخذت بعض أحداث الرواية من الواقع؟

– دائما ما أجيب على هذا السؤال بأن أي عمل إبداعي هو في الحقيقة صنيع الواقع حتى أدب الخيال العلمي.

** ما تقييمك لحال الثقافة في السعودية، وما مدى الحرية التي تتمتع بها الكاتبات في النشر وفي التواجد على الساحة الثقافية هناك؟

– إذا كنت تتحدثين عن هذا المرحلة، فالسعودية في مجال الثقافة والاهتمام بالإبداع متوهجة بشكل ملفت، مقارنة بمراحل سابقة، أُطلقت رؤية وتوجهات وزارة الثقافة يوم 27 مارس 2019م، وهي تمثل إطار العمل الذي تنهجه وزارة الثقافة في مهمتها لتطوير القطاع الثقافي بالمملكة، وحددت 16 قطاعاً فرعياً ذا أولوية للتركيز عليها في عملها، ومن أجل تعزيز قدرتها على أن تقود وبفعالية المبادرات الرائدة في مختلف مجالات القطاع الثقافي. منها الكتب والنشر، والمكتبات العامة.

 

وبالطبع حتى مدى الحرية الكتابية النسوية أو العامة فنطاقها تحرر، وإن حصل أي تقييد فهو فعل فردي لوجهة نظر شخصية، كما حدث لي عند طلب فسح إعلامي لروايتي من وزارة الثقافة.

**    هل لديك جديد على مستوى الكتابة؟

– أصدرت ديواني الأول موازيا للرواية، وهو يحوي قصائد عامية وفصيحة هي مجموع ما استطعت تدوينه،  أما الآن فمنكبة على كتابة رواية معتمدة على الخيال العلمي المنطلق من الواقع. ولدي مجموعة قصصية أبحث عن وقت لتهيئتها للنشر .

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب