9 أبريل، 2024 7:51 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. بولص الآشوري: كلمات الكاتب تضيء الطريق إلى الحرية المفقودة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

“بولص شليطا ملكو النودس” شاعر عراقي، بدأ بالعمل في الحقل الثقافي منذ تأسيس النادي الثقافي الآثوري في بغداد عام 1970، منذ فترة السبعينات أخذت منشوراته القصائد والكلمات تظهرعلى صفحات الصحف المحلية: (الجمهورية- القادسية- التآخي) العراق ( مجلة المثقف الآشوري- مجلة الثقافة- قالاسريايا- الكاتب السرياني- مجلة معلثا- ومجلة سفروثا- الزمن) وغيرها

وشارك في مهرجانات المرابد الشعرية في بغداد والمحافظات لغاية 2002، وفي دهوك وبخديدا وأربيل وعنكاوا، وفي شيكاغو، وغيرها.

أعماله الشعرية:

– ديوان شعري بعنوان (ذاكرة القصيدة) عام 2000.

– ديوان شعري بعنوان (الكلمات شموع القيدة) عام 2013.

– ديوان شعري بعنوان (صدى القصيدة) عام 2014.

– ديوان شعري بعنوان (سفر آشور) عام 2015.

– ديوان شعري بلغتين الآشورية والعربية بعنوان (اعتراف القصيدة) عام 2010.

– ديوان (عندما ينطق الحجر) عام 2016.

– ديوان (مرآيا الكلمات) عام 2017.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • في الخمسينات من القرن الماضي، وكنت طالبا في الصف الخامس الابتدائي، عندما طلب منا المدرس الكتابة عن أحد المواضيع الإنشائية، وطلبت من أحد أقاربي مساعدتي لكتابة الموضوع، وحصلت منه على درجة جيد جدا، مما حفزني على الاعتماد على نفسي بالمطالعة كل الكتب والمجلات التي تقع تحت يدي، وبدأت في قراءة “جبران خليل جبران”  وَ”عَبَد المجيد لطفي” و”ادمون صبري” وَ”عَبَد الحليم عبد الله” و”سلامة موسى”، توسعت مداركي للقراءة وبعد تعرفي على الصديق “سركون بولص” الذي كنت أتابع قراءة قصصه القصيرة في مجلة (العاملون في النفط) وتعززت صداقتنا بالقراءة المتنوعة من القصص ودواوين شعرية للشعراء العراقيين، وخاصة “بدر شاكر السياب” وَ”عَبَد الوهاب البياتي”  و”الفريد سمعان” والشعراء الغربيين المترجمة أعمالهم إلى العربية، مثل “بودلير” و”لوركا” و”ناظم حكمت” وغيرهم .

(كتابات) ما هي الإشكاليات التي تواجه الشعر السرياني؟

  • بالحقيقة السريانية هي تسمية مسيحية وأجنبية أطلقها اليونانيين والعرب على الآشوريين في سوريا، والإشكاليات التي تواجه اللغة الآثورية قبل الشعر، بسبب منع وضعف تعليم اللغة الآثورية  في العراق وسوريا، وقلة وجود المدارس بلغتنا، أتذكر كنت صغيرا في سوريا في قرية “تل مساس”، وكان أبي يدرسنا اللغة الآثورية  في إحدى المدارس الأهلية التي كانت تديرها كنيسة المشرق.

وعندما عدنا إلى العراق، مرة أخرى، (للعلم نحن الآشوريون بعد مذبحة الحكومة الملكية بقيادة بكر صدقي في السابع من شهر آب ١٩٣٣  ضد الآثوريين المطالبين بالحقوق القومية وإيجاد وطن ثابت لهم، وبعد قتل ما يربوا إلى (٥٠٠٠) شخص ما بين رجل وامرأة وطفل، تم  ترحيل قسم منهم إلى سوريا ولبنان، وقسم سافر خارج العراق، والقسم المتعاون مع الحكومة بقى في العراق، حتى لا تقوم لهم قائمة ويفقدون القوة للمطالبة بحقوقهم القومية واسترداد أراضيهم وقٌراهم ومزارعهم التي وزعت  من قبل اتفاقيات “سايكس بيكو” ما بين تركيا وإيران وسوريا والعراق).

 

سجلت في المدرسة  الآثورية الأهلية  في كركوك التي كانت تديرها كنيسة المشرق، وبعد تخرجي من الصف السادس الابتدائي ولعدم وجود مدرسة متوسطة أو ثانوية  في المحافظة تدرس  لغتنا الآثورية، اتجهنا إلى المدارس التي تٌدرسْ كل المواضيع باللغة العربية، وضعفت عندنا تدريجيا لغتنا الآثورية، وهكذا بقى الشعر الذي يكتب بلغتنا الآثورية  في مراحله الأولى ضعيفا، ولكن بعد التغييرات والتطورات الحديثة أصبح للشعر الذي يكتب باللغة الآثورية قراءه ومحبيه، وانتشر بين أبناء شعبنا، مثل الشاعر “منصور روئيل” و”وردا نرساي”، و”عوديشو ملكو”، و”أوراهم يلدا اوراهم”، و”بنيامين حداد”، و”نزار الديراني”، و”بشير متي الطوري” ،والشاعر الكلكامشي الآثوري المعاصر “وليم دانييل” صاحب ملحمة بثلاث أجزاء باسم (فاطينا الجبار) و”يوسف نمرود”، و”جبرائيل ماموكا”، و “يوخنا دانييل القس”، وغيرهم، والتطور يتطلب وجود نقاد للشعر الآشوري.

(كتابات) بدأت كتابة الشعر في السبعينات حدثنا عن طريقك الطويل مع الشعر والأدب؟

  • في السبعينات بعد افتتاح النادي الثقافي الآثوري في بغداد الذي أصبح مركزا ثقافيا للآثوريين كافة بنشاطاته الثقافية والفنية والاجتماعية المتنوعة أسبوعيا، أغنتنا في المجال الشعري وباعتباري أول من قرأ القصيدة الحرة طبعا في أول سفرة للنادي في ذكرى تأسيسه، وبعد تشكيل اللجنة الثقافية في النادي وتشخيص الوجوه الأدبية، تم تشكيل أول تنظيم أدبي (أصدقاء الأدب الآثوريين) وتم إعداد أول أمسية شعرية ١٩٧٢ لشعراء النادي فقط والتي وضعت الأساس لإقامة المهرجان الشعري الآثوري السنوي.

وفي ١٩٧٣ تم إعداد أول مهرجان للشعر الآثوري برعاية وزير الثقافة والإعلام، والذي حضره كثير من الشعراء العراقيين من العرب والأكراد والتركمان والآثوريين كل منهم يقرأ بلغته  القومية، واعتبر في حينه من أهم الفعاليات الثقافية في بغداد، وبعد صدور المجلة (المثقف الآثوري) عام ١٩٧٣ عن النادي، نشرت في عددها الأول أول قصيدة باللغة العربية بعنوان (في الربيع تتفتح الزهور) وهكذا تطور نشاطنا الثقافي والشعري بعد متابعة ما يصدر حديثا من دواوين الشعرية العراقية والعربية والأجنبية.

(كتابات) في كتابك (عندما ينطق الحجر) كتبت نصوص نثرية لما وهل يمكن اعتبارها ضمن قصيدة النثر؟

  • أنا تأثرت بالشاعر”سركون بولص” الذي شجعني على كتابة القصيدة الحرة بدون التقيد ببحور الفراهيدي، ومجلة الشعر اللبنانية والمواقف ومجلة الآداب البيروتية وخاصة ما كانت تنشره من قصائد تسمى النثر المركز كما سماها الشاعر “حسين مردان”، والتسميات التي يطلق عليها النقاد لا تستند إلى واقع القصيدة التي تعالج أمور اجتماعية وثقافية وسياسية وقومية، وأكد الناقد العراقي المعروف “علي جواد الطاهر” أن كل ما يكتب من الشعر بتسمياته المتنوعة ويؤثر في الناس هو الشعر الحقيقي.

(كتابات) في كتابك (عندما ينطق الحجر) الحب هو المنقذ من الحروب والتفرقة بين البشر حدثنا عن ذلك؟

  • الحب نافذة للمعرفة والحريّة لدى الشعوب جميعا، وهو طريق لكتابة الشعر، و(عندما ينطق الحجر) هو حكمة آشورية قديمة تطلق على واقعنا الآشوري منذ تشردنا وتشتتنا إلى دول العالم، وحينما ينطق الحجر تبدأ الحقيقة الآشورية في الوصول إلى الإعلام الدولي، وبما أن الشعر هو الوسيلة الوحيدة لدى الكاتب الآشوري سوف يعمل لكي تضيء كلماته شموعا أو نجوما لإضاءة الطريق إلى الحرية المفقودة.

(كتابات) في كتابك (سفر آشور) تناولت شهداء العراق الذين تكالبت عليهم أمريكا وكانوا ضحية الطائفية التي تفشت حدثنا عن ذلك؟

  • ديواني الرابع (سفر أشور) هو خلاصة مسيرة الموت من أجل الحياة التي عاشها شعبنا الآشوري والمعاناة التي عاشها تحت ظل حكومات قومية وعنصرية وطائفية، وأيضا شعبنا العراقي الذي عاش المأساة تحت ظل الحكم الديكتاتوري منذ عام ١٩٦٣-٢٠٠٣ أي أربعون عاما، والحروب العنترية تجعل من الشباب وقودا لحروبهم العنترية وخاصة الحرب العراقية الإيرانية التي اسشترت لثمان سنوات، وبعدها الدخول إلى الكويت وحرب الخليج الأولى والثانية والثالثة التي دمرت البنية التحتية للعراق الحضاري، هذه العوامل أدت إلى عودة العراق إلى الوراء، وبعد التغيير الذي كنّا نطمح أن يكون تغييرا حقيقيا، اتضح بأنه كان احتلالا أمريكيا، وجلب من الشوارع العارية والكهوف المظلمة عصابات للقتل والفساد واللصوصية لكي تحكم العراق الحضاري، والآن ثلاث ملايين أو أكثر من الشعب العراقي مهجرين خارج العراق، وخاصة الكوادر الثقافية والفنية والتعليمية والعلمية،بعد تدمير الاقتصاد العراقي وسرقة خزينة الدولة والفساد.

وكل أربع سنوات تجري مهزلة الانتخابات بشراء المناصب والتزوير من قبل مثلث الموت الشيعي والسني والكوردي، يتصارعون لتمزيق النسيج الوطني العراقي والحضاري كما تريده أمريكا وإيران والسعودية، والشعب كل أسبوع يتظاهر تحت نصب الحرية ويصدح صوته كبروق آشور (بأسم الدين باگونا الحرامية) والقوميات الصغيرة كالآشوريين والايزيديين والصائبة المندائيون وقود لصراعاتهما الطائفية والقومية.

(كتابات) شعرك محمل بالتراث الآشوري والاعتزاز به.. في رأيك هل محاولة إحياء الثقافات القديمة للشعوب العريقة في الحضارة من الممكن أن تنجح؟

  • التراث الآشوري البابلي، واجهة من التراث العالمي الذي خدم الإنسانية بالكلمة والفنون الجدارية والآثار الخالدة، ولن ننسى مكتبة (آشور بانيبال) بما احتوته من العلوم والمعارف وهي مكتوبة بالخط المسماري واللغة الآشورية والتي بعد مرور ٩٠ تسعون عاما تم ترجمتها بحدود عشرون مجلدا تحت اسم (الموسوعة الآشورية) من قبل جامعة أمريكية في شيكاغو، وثانيا يحاول البعض تهميش اسمنا وتاريخنا وحضارتنا ولغتنا وآثارنا الآشورية، حتى لا نطالب بحقوقنا القومية في أرض بلاد آشور، والمضحك هو أن القيادة الكوردية العنصرية تحاول تزييف التاريخ وإدعاء بأن قلعة كركوك الأثرية في كركوك وقلعة أربيل في اربائيلو هي كوردية وفِي دهوك (نوهدرا ) الآشورية جداريات آشورية في منطقة (معلثا) المدخل  بارزة.

أيضا يقومون بتدمير الآثار الشاخصة هناك مثل ما فعل الدواعش في الموصل، وتراثنا الآشوري نعم يعاد ترميمه من قبل أبناءه في كل المجالات التعليمية والثقافية والفنية والإبداعية، لكي يقول للعالم بأن الآشوريين ما زالوا أحياء ويعملون لإثبات وجودهم  لغويا وقوميا وشعريا وفنيا وثقافيا وسياسيا .

(كتابات) استطاع كثير من المثقفين الآشوريين تعزيز ثقافتهم من خلال النادي الثقافي الآشوري وما تبعه من مؤسسات رغم صرامة النظام السابق وقسوة الحروب وغزو العراق كيف حدث ذلك؟

  • كان لميلاد النادي الثقافي الآثوري الذي ولد بالمخاض العسير، وأصبح واحة ثقافية ليس للآثوريين فقط بل لكل العراقيين، نتيجة نشاطه الثقافي والفني والاجتماعي، وخاصة إقامة نشاطه البارز (المهرجان الشعري الآثوري السنوي) الذي كان يشارك فيه الشعراء العراقيون مثل العرب والأكراد والتركمان والصابئة والأرمن ويلقون قصائدهم بلغاتهم القومية، وأحيانا تترجم إلى اللغة العربية بالإضافة إلى الشعراء الآثوريين، كما في هذا البرنامج للمهرجان الأول والثاني .

وكان لصدور مجلة (المثقف الآثوري) العدد الأول حزيران عام ١٩٧٣ باللغة العربية والآثورية التأثير الكبير في تنشيط دور الكتابة الثقافية والأدبية ونشر المقالات والقصص والقصائد المتنوعة لأعضاء النادي وغيرهم، وبالرغم من هذه النشاطات كانت هناك دورات لتعليم اللغة الآثورية لمن يرغبها من أعضاء النادي وأصدقائهم، نعم كانت هناك مضايقات من أجهزة الأمن لوجود بعض عملاء لهم لأعضاء الهيئة الإدارية وبعض النشطاء في المجال القومي، إلى حين بدأت الحروب العنترية بين العراق وإيران، تقلص دور النادي وتوقفت المجلة والفعاليات الثقافية لالتحاق أكثريتهم بالجيش.

(كتابات) هل تكتب الشعر باللغة العربية لكي تصل إلى القراء من العرب أم لماذا؟

  • أكثرية الشعراء الآثوريين المعروفين يكتبون باللغة العربية مثل “سركون بولص” و”جان دمّو” و”ميخائيل مروكل” و”بولص شليطا”،”و”نينوس اندريوس”.

ولكن كان لنا أيضا شعراء يكتبون بلغتهم القومية ال’ثورية منهم (عوديشو ملكو، واوراهم يلدا، وردا نرساي، ويوسف كانون، شموئيل دنخا، شموئيل باكوس) وغيرهم.

كتبنا باللغة العربية لتعريف القارئ العربي بِنَا أولا وإيصال أفكارنا إليهم ومشاركتنا في أكثر من المهرجان وخاصة مهرجان المربد الشعري بإلقاء قصائدنا باللغة الآثورية أولا وثم بالعربية ثانية، وصدرت أكثر من مجموعة شعرية إما باللغة الآثورية أو بكلتا اللغتين، والسبب الرئيسي كما قلت سابقا لعدم وجود مدارس ثانوية وكليات لتدريس اللغة الآثورية ضعفت عندنا لغتنا، إلا قليلا عند البعض وخاصة في شمالنا العزيز التي بدأت كنائسنا بإعداد دورات صيفية لتعليمها وتطويرها في النطاق الأضيق، لعدم منحنا الحرية لفتح المدارس الخاصة إلا ما ندر من قبل الحكومات القومية العربية على مدى عهود. ولكن الآن انتعشت حركة الثقافة الآشورية بفضل وجود مؤسسات تعليمية وفتح كلية في جامعة بغداد وفِي الشمال العراق.

(كتابات) ما هي الصعوبات التي واجهتك ككاتب وما هو جديدك؟

  • الصعوبات التي واجهت كل الكتاب والأدباء في أوطانهم في الدول العربية طبعا، هي نظرة السلطة الضعيفة تجاه الثقافة بصورة خاصة، لأن الثقافة هي تنوير العقل وبث شرارته نحو الحرية وتحقيق الإنجازات الثقافية في مجال التعليم والتغيير المجتمعي نحو الأفضل وغيرها، والحكومات التي يفرضها الاستعمار الإنكليزي أو الاحتلال الأمريكي وخاصة  لمسيرة الدولة العراقية، تؤتي بشخصيات نصف أمية وجاهلة لكي تقود السلطة تكون خاضعة لهم، ولا تفكر بالتغيير الذي يدعو إليه المثقف، وهنا يبدأ الصراع بين السلطة والمثقف، والتشرد نحو أوطان الحرية وأكثر الأدباء والشعراء العراقيين المعروفين مثل الجواهري وغيره تَرَكُوا أوطانهم وتشردوا في دول أخرى وماتوا في مقبرة الغرباء، طبعا هنا نقصد ذوات الأفكار التقدمية واليسارية التي تعارض السلطة السياسية التي تحكم البلد، وهناك من يصمت، وهناك من ينحاز إلى جانب السلطة لحاجته الاجتماعية، والعائلية أيضا، والمسيرة طويلة جدا.

أنا الآن طبعا خارج دائرة ما كنّا نسميه وطن الحضارة، والآن أصبح وطن منسي وضائع بين الحكام الطائفيين الذي مزقوا النسيج الوطني العراقي إلى الشيعي والسني والكوردي ويتصارعون كالثيران السوداء لتقسيمه، حتى الانتخابات وتوزيع المناصب توزع طائفيا لمثلث الموت وتحرم باقي القوميات غير المسلمة طبعا كالآشوريين والإيزيديين والصابئة المندائيون  والأرمن من الحقوق القومية والمناصب السيادية، وبالحقيقة لأنهم أكثر وطنية منهم في الإخلاص  بالعمل الوطني.

في ذكرى ميلاد نجم …

بولص آشوري

ملايين تضيء  قلوبها كالقناديل،

وملايين ما زالت تعيش في الظلام ،

والصراع الطبقي يشتّد،

بين افراح ذكرى ميلاد نجم ،

الذي يضيء الشوارع والبيوت  والمحلات والقلوب ،

وبين المشردين  من كبار السّن والأطفال  والنساء بين الشوارع المظلمة

وبين الشعوب المهجرة من أوطانها

وأحزان السنة الجديدة للفقراء

ويقولون لماذا لا تحتفل وتضيء الشموع،!

وأقول لو هذه المصابيح كلها،

لو تعلقت في بيوت الفقراء!

لميلاد يوم سعيد لهم ،

لكان أفضل ايّام السنين،

انا وغيري نملأ الموائد بألذ

المأكولات والمشروبات والنبيذ الأحمر ،

ونغني يوم سعيد لكم ،

وغيرنا ينام على أنغام  قيثارة البطون

ما الذي يحدث في نهاية ايّام السنة !

افراح ومسّرات وأنغام موسيقى

والشوارع كلها مضاءة بشجرة الميلاد

وانا وحدي استذكر أولئك الجياع

في الشوارع والسجون المظلمة

في العراق وسوريا ،

وأقول ،لماذا ،يا ……ميلاد؟

تفّرقٌ  بين الشعوب،؟

أهكذا نحتفل بكل ايّام الميلاد ،

تحت أنغام موسيقى وانخاب  الكؤوس الدافئة،

والاخرون يحلمون بمصباح نفطي

وخبز يابس وشاي بلا سكر!

وبسلام  ينامون،

تٌصرفٌ الملايين من الاوراق النقدية

لإضاءة الشوارع العارية ،

والاخرون في ظلام الشوارع ربما

بيوم جديد يحلمون،

وبابا نوئيل سوف يذكرهم بالهدايا

وهم  ينتظرون. …وينتظرون . …وينتظرون ،

وفِي الصباح توقظهم لسعة البرد

وبأن احلامهم سرقها  الفاسدون الأغنياء والطفليون؟

ولكنهم بعالم الاشتراكية

يحلمون؟

نامي جياع الشعب نامي….

—————————-

٢٠١٨/١٢/٢٥ تورونتو/كندا

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب