خاص : حاورتها – سماح عادل :
“إنجي مطاوع” كاتبة مصرية.. حاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة المنصورة، عملت محررة صحافية بعدد من الصحف الإلكترونية.. صدر لها: (رسائل)، (يا أنت.. أنا) 2014، رواية (شهرنان) 2015، مجموعة قصصية (روح وجسد) 2014.
إلى الحوار:
(كتابات) : كيف نشأت لديك رغبة الكتابة .. وكيف تنامت ؟
- لدي رغبة في الكتابة من الصغر.. ولكن لم أنميها لأنني كنت مقتنعة أن الكتابة فضح للأسرار الداخلية ومكنوناتي التي لا يجب أن يراها أي شخص مهما كان، تعري علني لكل ما يجول بخاطري، ولكن بعد سنوات كانت هي الملجأ الآمن والملاذ لكل الضغوط التي نمر بها في هذه الحياة، لذا تركت لها العنان لتغرق كل شبر فيَ وتعبرعن كل ما ألمسه ويلمسني أو يمر عبري وحولي.
(كتابات) : أشتركت في كتب جماعية .. ما رأيك في هذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة .. وهل تفيد الكاتب الشاب ؟
- في البداية كنت أحب المشاركة في الكتب الجماعية، ولكن الواقع الفعلي أثبت عدم جدوى هذه المشاركات، هي مجرد “ضحك على الدقون” ولا يستفاد منها إلا دار النشر، لذا كففت عن حب المشاركة فيها أو تكرار تلك التجربة، ولكن هذا لا يمنع من الإشتراك مستقبلاً من مبدأ تقدير من يطلب مني ذلك أو من باب التسلية ليس أكثر دون إنتظار لأي مردود أدبي أو إعلاني منها.
(كتابات) : ما رأيك في حركة النشر .. وهل واجهتي صعوبات معها .. ولما أتجهتِ للنشر الإلكتروني ؟
- بالنسبة للشق الأول.. حركة النشر بشعة أغلب الأحيان مع أغلبنا، نضطر للتنازل عن أشياء كثيرة مقابل الحصول على شيء واحد مثلاً، ولكن وجود الأمل والطموح يساعدنا على تجاوز ذلك والمحاربة لتحقيق ما نصبو إليه، لأننا إذا توقفنا أمام كل عثرة تعرقلنا لذهبنا إلى القبر بسرعة الصاروخ.
أما بالنسبة للشق الثاني.. النشر الإلكتروني له مكانته داخل قلبي، هو نوع متحرر من أغلب القيود المرتبطة بالنشر الورقي؛ من تعاملات مع دور النشر والمكتبات والسعي للتوزيع بما يغطي مساحة واسعة للوصول إلى القراء، هو تفاعل حر بين القارئ والكاتب وساحة مفتوحة لعرض الكتابات ومعرفة ردود الأفعال في نفس لحظة الإنتهاء من القراءة.
(كتابات) : هل المستقبل للنشر الإلكتروني في رأيك أم سيظل الكتاب الورقي متسيداً ؟
- أعتقد سيظل الإثنان متجاوران؛ فلكل نوع محبيه وقراءه، عن نفسي أقرأ الورقي والإلكتروني دون تفضيل لأيهما، ولكن أحياناً اختار الورقي لظروف صحية، غير ذلك الكتاب الإلكتروني موفر جداً في ظل الإرتفاع الرهيب في الأسعار.
(كتابات) : في رواية (شهرنان) تناولت الحرب في لبنان .. لما هذا التجاور بين الحب والحرب ؟
- الحرب بقمة قسوتها وعنفها خير مظهر لمعادن البشر، هي الرحم التي تلد الحقائق وتجليها، كما أنها خير مبرز لأفضل ما فينا، البشاعة هي العصا السحرية، للأسف، التي تظهر الجمال المخفي وتبلوره بجلاء ووضوح وقوة، مقتنعة أنا أن السواد رغم غلظته داخله من البياض ما يمنحنا الفرصة للتنفس بين الحين والآخر والتقاط الأنفاس، لذا السؤال الباهر هنا كيف ولماذا تظهر ؟.. هذا هو الأساس دوماً، ومما يمنحنا القدرة على التلاعب بتلك الحالة الفريدة من التناقضات داخل كتاباتنا، إظهار الإنسان على حقيقته دون تشويه أو تجني.
(كتابات) : في رأيك .. هل هناك إقبال من القراء في الآونة الأخيرة على الرواية التاريخية ؟
- الرواية التاريخية لها قراءها، ولكن موضوع الإقبال أو غيره لا أستطيع البت فيه صراحة، فلست متابعة جيدة حالياً للوسط الأدبي وأخباره أو ما يدور داخل جنباته لأجيد الحكم.
(كتابات) : ماذا يغري الكاتب في التاريخ ؟
- التاريخ مغري جداً، لأنه مادة خام لإستكشاف المستقبل، الزمن يدور في دوائر لا متناهية تتكرر في الغالب أحداثه بنسب وأشكال متفاوتة، فالبشر بشر مهما تبدل الزمن، تحدث إختلافات طفيفة تناسب التطور والتغيرات التكنولوجية والحضارية، ولكن في النهاية التيمه واحدة في المجمل، بما يتيح للكاتب طرح كل ما يجول في خاطره من أفكار وإسقاطات بجمال وأريحية وببساطة.
(كتابات) : هل تجد الكاتبة صعوبات لكونها امرأة في مجتمعنا ؟
- لست مقتنعة بوجود فرق بين كاتب رجل وآخر امرأة في مجال الكتابة، الأزمة عامة على كلينا، نفس القارب يحملنا ويتأرجح مع الأمواج بنفس الطريقة والأسلوب، نحارب نفس الحروب سواء مع النشر أو المجتمع، الذي يتعامل مع ما نكتب على أنها خصوصيات أو أحداث شخصية، مما يعرضنا أحياناً لمواقف محرجة أو صعبة.
(كتابات) : ما رأيك في كتابات الشباب .. وما تفسيرك للغزارة في الإنتاج ؟
- أُعتبر من جيل الشباب.. لذا لا أستطيع الحكم على نفسي، والغزارة الإنتاجية في رأيي بسبب أننا نعتبر الكتابة حياة ومتنفس نخرج فيه كل ما لدينا من طاقات مكبوتة وحالات إحباط وفشل مما نعايشه ويحيط بنا، في النهاية لا يصح إلا الصحيح ولن يبقى إلا ما يستحق البقاء، فالزمن كفيل بتنقية وتصفيه كل الموجود حالياً.
(كتابات) : هل كتاب الأقاليم يعانون التهميش مقارنة بمن يعيشون في القاهرة ؟
ليس تهميشاً بقدر ما هو حالة صعوبة في التعامل المباشر والإستفادة من كل الإمكانات والفرص المتاحة في القاهرة فقط، مثل دورات تدريب على كتابة السيناريو أو الإعداد، مثل المتاح أمامنا هو ما يوجد على (اليوتيوب) فقط وإلا نضطر للسفر إلى القاهرة بما يؤثر على حياتنا الخاصة والاجتماعية، بالإضافة إلى العمل الذي نضطر للحفاظ عليه، لأنه وسيلتنا الأساسية للعيش، في الأقاليم نحن بعيدون عن أغلب الأحداث المفيدة لبناء شخصية الكاتب ومساعدته على الإرتقاء بأسلوبه وكتاباته، خاصة لكاتب ناشئ يحتاج للدعم أو الفرص لإظهار كتاباته وتعريف القارئ بها.