13 أبريل، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. الفرزدق عبد الله حسن: الثورة أصحبت سلوكا وهواء وأحلاما يتنسمها الشعب السوداني

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“الفرزدق عبد الله حسن، كاتب سوداني من مواليد مدينة “ود مدني”، خريج لغة إنجليزية وحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة البريطانية. علاقته بالكتابة بدأت منذ الجامعة حيث نشط مع عدد من الأصدقاء والمولعين بالأدب من خلال إصدار جرائد أدبية حائطية ثم تواصلت منذ ذلك الحين دون انقطاع.

بعد الجامعة اشتغل بالتدريس لمدة معينة قبل الانتقال لمجال التخطيط وتطوير الأعمال حيث يعمل الآن. تعتبر رواية “أهزوجة أعلى النفق” باكورة أعماله الأدبية ونصّه الأوّل الذي تفتّح في انتظار أعمال قادمة له قيد الاشتغال، منها رواية “أبناء خاصرة النيل”.

كان لنا معه هذا الحوار:

** متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– بدأ الشغف للكتابة مع بداية الدراسة الجامعية، حيث بدأت ببعض الأعمال الشعرية ومن ثم إلي الخواطر والقصص القصيرة علي صفحتي في الفيسبوك، إلي أن تبلورت التجربة ونتج عنها باكورة أعمالي الروائية “أهزوجة أعلي النفق”.

** في رواية “أهزوجة أعلى النفق” لما اخترت عن تحكي عن الثورة في السودان؟

– لا شك أن ثورة الشعب السوداني المجيدة شكلت حالة وجدانية فريدة كتفرد هذا الحراك، الذي عبر عن الشعب السوداني التواق للحرية والسلام والعدالة، فقد كانت الثورة متفردة وملهمة في كل شيء، في تمازج وتعاضض وتضحيات هذا الشعب الباسل، في زغرودات الكنداكات الثائرات في بدايات المواكب،  في جسارة هذا الشباب في ذلك الحراك، في تضحيات الشهداء والجرحي، وصولا إلي مواكب السادس من أبريل واعتصام القيادة الملهم وامتلاك الشعب لذلك الفضاء السرمدي.

راسمين لوحه زاهية لهذا الوطن الجميل، وعازفين ألحان الحرية العصية، فكان لابد لتلك الحالة أن تمس دواخلي وتتشكل في وجداني، كفاعل في ذلك الحراك، فكان وبالضرورة أن أعكس هذه الحالة الوجدانية في عمل روائي يوثق لسلمية وتضحيات هذا الشعب الثائر، فكانت “أهزوجة أعلي النفق”.

** في رواية “أهزوجة أعلى النفق” صورت كيف كانت النساء عنصرا هاما في الحراك الثوري كيف كان دور النساء في أحداث الثورة؟

– الثورة السودانية في أصلها أنثي، حيث كان لهن الدور الطليعي والمفصلي في هذا الحراك، فكانت دائما زغرودات الكنداكات الثائرات السودانيات شرارة الانطلاقة لأي موكب، أشعارهن شعلة منها تتقد جذوة نضال هذا الشعب الثائر، كن الطبيبات المداويات حين سقوط الجرحى، وكن من يعد الطعام والشراب طيلة فترة اعتصام القيادة المجيد، وأيضا يرسمن لوحات الوطن المنشود الذي خرج من أجله هذا الشعب.

في رواية “أهزوجة في أعلى النفق” رصدت التلاعب الذي حدث والالتفاف والغدر الذي ذاق مرارته شباب الثورة والشعب الثائر الذي كان يتدفق من كل المدن.. حدثنا عن ذلك؟

– لاشك أن ثورة ديسمبر المجيدة وجهت بالقمع والعنف بالرغم عن سلميتها منذ انطلاقة شرارتها الأولي، لكن هذا كان كله يزيدها اشتعالا واتقادا، إلى أن أسقطت أعتي ديكتاتورية في إفريقيا في تاريخنا المعاصر في 11 ابريل 2019، لكن هذا دائما لا يخدم أجندات ومطامع قوي الظلام، التي تمثلت في لجنة النظام البائد الأمنية التي ادعت انحيازها إلي الثورة وحاولت أن تتسيد المشهد وتنفرد بالسلطة لولا يقظة ووعي هذا الشعب السوداني العظيم.

فكان اعتصام القيادة العامة كشكل من أشكال المطالبة بحكم الشعب لنفسه وتشكيل حكومة مدنية تمثل وتعبر عن تطلعات السودانيين وثورتهم المجيدة. أمام ذلك الإصرار كان لابد أن تسقط الأقنعة وتتكشف وجوه قوي الظلام الحقيقية، فتلجأ مرة أخرى إلي العنف والقمع فكانت مذبحة فض اعتصام القيادة العامة التي سقط فيها شهداء وجرحي ومفقودين بأعداد كبيرة من خيرة شباب هذا الوطن، علي أرواحهم الطاهرة الرحمة والمغفرة. وكان الغرض من هذا كله كسر شوكة هذا الشعب الثائر، لكن هيهات فهاهو يهب مرة أخري في 30 يونيو ويعيد شيء من الأمور إلي نصابها.

** هل في رأيك حققت الثورة السودانية أهدافها ومطالبها؟

– عندما خرج الشعب السوداني في ثورته الملهمة المجيدة كانت مطالبه حرية وسلام وعدالة، انتزع الأولي بإسقاطه نظام البشير وزبانيته، وحقق السلام مع بعض التحفظات، إلا أنه هنالك طريق طويل يجب أن نمشيه حتى نحقق العدالة، لأن مؤسسات الدولة بما في ذلك العدلية عانت ولمدة ثلاثون عاما من اختطاف وتسيس لتخدم النظام البائد وأجندته الشيطانية، وهي عملية طويلة ومعقدة.

** هل تتوقع أن ينزل الشعب مرة أخرى ويستمر الحراك الشعبي؟

– الثورة السودانية متفردة بأنها فعل مستمر، وأن الشعب السوداني يعي ذلك تماما وسيستمر في هذا الفعل إلى أن تبلغ الثورة غاياتها، فهاهو ومنذ يومين في 21 أكتوبر نزل إلي الشوارع بالملايين في كل مدن السودان، عندما أظهر العسكر نواياهم الانقلابية مرة أخري.

** هل كان للثورة السودانية تأثيرا على الثقافة وكيف ذلك؟

– بالتأكيد، فالثورة كان لها تأثيرها الثقافي الكبير، فظهرت الكثير من الأعمال الموسيقية والشعرية والأدبية تمجد وتخلد ثورة ديسمبر المجيدة، فهذه الثورة الآن أصحبت سلوكا وهواء وأماني يتنسمها الشعب السوداني بشبابه وشيبه وأطفاله.

** هل هناك روايات أو أعمال أدبية أخرى تناولت الثورة وكيف كان التناول في رأيك؟

– هنالك العديد من الشعراء والكتاب والفنانين تناولوا ثورة ديسمبر الملهمة في أعمالهم، فظهرت في شتي أنواع وضروب الفن والأدب، من أشعار وأغاني وروايات، والتي في تقديري شكلت حراكا وحقبة ثقافية ثرية سيكون لها تأثيرها الكبير في خارطة الثقافة السودانية خاصة والإقليمية بصورة عامة.

** ما رأيك في الأقوال التي تشيطن ثورات الربيع العربي والثورات التي تلتها وتنسبها للدول الكبرى ومؤامرتها؟

– بالتأكيد قوي الظلام مدعومة بتلكم المحاور الشيطانية لا تريد أي تحول ديمقراطي في المنطقة العربية، فهي تعمل بكل ما أوتيت من قوة وخبث لوأد تلكم الثورات وشيطنتها حتى لا يتم ذلك، ودونكم ما حدث لبعض الدول العربية.

** هل كتبت أعمالا أخرى وما هي طموحاتك في مجال الأدب؟

– رواية “أهزوجة أعلي النفق” هي باكورة أعمالي المنشورة، حاليا أعمل علي مجموعة قصصية ورواية، نأمل أن يرايا النور قريبا بإذن الله، وطموحي أن أصل إلي العالمية وتترجم أعمالي إلي عدة لغات.

** هل في رأيك يعاني الأدب السوداني من المحلية ومن عدم انتشاره في الدول المجاورة وما أسباب ذلك؟

– لا أعتقد ذلك فالأدب السوداني وصل إلي العالمية منذ زمن بعيد، أوضح مثال لذلك الروائي العالمي “الطيب صالح”، وترجمت أعماله وانتشرت في بلدان ودول عربية وعالمية، وحاليا هنالك كتاب وصلت أعمالهم إلي العالمية، علي سبيل المثال وليس الحصر الكاتب السوداني “عبد العزيز بركة ساكن وحمور زيادة” وغيرهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب