10 أبريل، 2024 7:08 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. الفاتح ميكا: السودان بحكم موقعة الجغرافي والتاريخي عامر وزاخر بالتنوع الثقافي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“الفاتح ميكا” كاتب صحفي وقاص سوداني، عمل في مجال الصحافة لسنوات طويلة، وله عدة إصدرات، ما بين المجموعات القصصية، والدراسة الفلسفية والكتابة النثرية

كان لنا معه هذا الحوار:

** متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور..؟

– ذهبت للقراءة في سن مبكرة وجأتني الكتابة تمشي على استحياء، لم أترصد أن أكون كاتبا. هوس القراءة لمختلف الكتب وخاصة القصة القصيرة والرواية والشعر، والنقد محليا وعربيا وعالميا كان حافزا أن تنمو بذرة الكتابة داخلي. وكلما أقرأ ينفتح أمامي بابا جديا للمعرفة وتتسع الرؤيا..

وأنا في المرحلة الابتدائية قرأت ل”ألبرتو مورافيا وألبير كامو وسارتر وطه حسين والعقاد ويوسف إدريس وحنا مينا وغادة السمان” وغيرهم من الكتاب العرب والعالميين. ومن الكتاب السودانيين “عيسى الحلو وعلى المك ومحمد عبد الحي ومصطفى سند وأبو بكر خالد ومحي الدين فارس” وغيرهم. كان شغف القراءة يسيطر على أفكاري وأنا في تلك السن الصغيرة…! قد لا أستوعب تماما ما أقرأ في مجال القصة والرواية والشعر ولكن ثمة رغبة تتقد داخلي يوما إثر يوم.

هذا الشغف المبكر فتح أمامي باب الكتابة، وأصدرت أول مجموعة قصصية وأنا طالب بالمرحلة الثانوية كانت بعنوان “لن ترقص شامة”. وأذكر الفنان التشكيلي الراحل “الطيب بدري” مدرس الفنون بمدرسة الأحفاد الثانوية قال لي يومها: (يابني الفاتح هذه الموهبة المبكرة سوف تدمرك)..!

كانت مرحلة وبداية لتسلق ضفائر الكتابة في عام 1969، وتواصلت الكتابة من مرحلة التجريب وعقلية الطفل الغضة إلي عقلية الرجل الناضج.

** كيف كان مشوارك في الصحافة السودانية..؟

– مشوار طويل بدأت بصحيفة “الأيام” السودانية، وكان لأستاذي الكاتب الصحفي الكبير “مصطفى أمين” له الرحمة و المغفرة الفضل في فتح باب العمل الصحفي لي، وكانت جريدة “الأيام” تصدر أيضا مجلة “الحياة” وهي مجلة ثقافية كنت أحرر بها صفحة بعنوان (قصاصات وقصص).

وبعد تأميم الصحف غادرت السودان للقاهرة لمواصلة الدراسة، وعدت وعملت أيضا مع أستاذ “مصطفى أمين” بوكالة السودان للأنباء “سونا”، وكان مديرا للوكالة.

بعدها غادرت مرة أخرى للعمل بدولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي، وعملت صحفيا بمجلة “درع الوطن” لأكثر من عشرين عاما، أتاحت لي تلك الفترة مواكبة المشهد الثقافي 1974.

** تكتب القصة القصيرة احكي لنا منجزك الأدبي منذ البداية حتى الآن؟

– كما ذكرت أصدرت أول مجموعة قصصية في 1969، وفي الإمارات أصدرت مجموعتي القصصية الثانية (الاغتراب والموت) عام 1974.

ثم توالت الإصدارات (الفراشة السوداء) كتابة و(الصرخة) مجموعة قصصية و(امرأة مثيرة للشفقة) مجموعة قصصية، ومسرحيات قصيرة تعالج مشكلة العادات الضارة.

** هل كتبت الرواية وكيف كانت التجربة؟

– كتبت رواية قبل سنوات بعنوان (قبل التعري) ولكنها لم تنشر حتى الآن!! لظروف عديدة متشابكة، وإنشاء الله تصدر قريبا مع بقية الإصدارات. والتي هي:

  • مؤامرة العقل/ دراسة فلسفية.
  • الإبداع والسلوك.
  • رجل غير ضار بالصحة/ مجموعة قصصية.
  • الكتابة المتوحشة/ كتابة نثرية.

** لما نشرت كتبك خارج بلدك هل هناك مشاكل في النشر.؟

– كل كتبي نشرتها داخل السودان ما عدا (الفراشة السوداء) نشرته بالقاهرة.

** ما تقيمك لحالة الثقافة بالسودان؟

– من الصعب اختزال مراحل تطور الثقافة في بلد كالسودان. السودان بلد شاسع وواسع، يزخر بالعديد من اللغات واللهجات يصل عددها وفقا لبعض الإحصائيات إلى مائة وأربعين لهجة. وحالة الثقافة السودانية الآن تتصاهر فيها وبها عدة ثقافات محلية ويطول الشرح في ذلك. وبإيجاز السودان بحكم موقعة الجغرافي والتاريخي عامر وزاخر بالتنوع الثقافي.

الثقافة السودانية حصيلة تمازج وانصهار الثقافة العربية والثقافات الإسلامية والأفريقية، فالسودان نموذج للقاء الزنوج والساميون والحاميون. كما أثرت الثقافة النوبية والمصرية على مكونات الثقافة السودانية إضافة لتلاقح الثقافات العربية الإسلامية. السودان مركز لتفاعلات حضارية متعددة.

أما تقيمي لحالة الثقافة السودانية فهذا نتاج طويل لنشأة الثقافة السودانية التي استفادت من التراث الثقافي والتاريخ الموغل في القدم، فهي ثقافة عميقة أصيلة.. وبرغم اختلاف المتغيرات التي حدثت في السودان السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فلكل مرحلة ثقافتها التي تنبع من الراهن وتعكس الثقافة ذلك الواقع من خلال الأعمال الإبداعية، قصة، رواية، شعر، مسرح، تشكيل. والثقافة السودانية ليست بمعزل عن الثقافة العربية والعالمية.

** احكي لنا عن مركز “الفاتح ميكا الثقافي” بالخرطوم. بصفتك صاحب المركز والمدير العام. وعن مجلة المرفأ الثقافية الإلكترونية كرئيس تحرير؟

– مركز “الفاتح ميكا الثقافي” بدأ باسم “منتدى نسمات الخريف” وحوله الأعضاء إلي مركز “الفاتح ميكا الثقافي”، وهو ضمن المراكز الثقافية بالخرطوم، نافذة للثقافة يطل من خلالها المبدعون وهو مركز رسمي معترف به من وزارة الثقافة، وله أكثر من 17 سنة ومازال يواصل نشاطه.

أما بالنسبة لمجلة المرفأ الثقافية الإلكترونية فهي مجلة محلية عربية عالمية، أكملت الآن عاما كاملا وتعد من نشاطات المركز.

وأحب أن أشير أن المركز لا يتلقى دعما من أي جهة….! وكذلك المجلة مما يهدد بتوقفها بعد النجاح الذي حققته داخل وخارج السودان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب