7 أبريل، 2024 2:12 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. الفائز بكتارا  د.خالد علي ياس: لا يوجد نقد عربي نقي تماما

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

“د. خالد علي ياس” من مواليد 1976، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة العربية- كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى- العراق من عام  2005- 2014  بدرجة امتياز، متخصص في نقد السّرديات وسوسيولوجية الأدب والثقافة، ويعمل أستاذ مساعد في جامعة “ديالى” العراق. ولقد عمل عضو هيئة تحرير صحيفة (الأديب الثقافية) وهي صحيفة ثقافية متخصصة – العراق/ بغداد، وهو عضو اتحاد الكتّاب والأدباء في العراق بصفة ناقد، حاز مؤخرا على جائزة كتارا للرواية العربية في فرع “الدراسات النقدية غير المنشورة” عن دراسته “النقد الروائي العربي الحديث”.

حاورته “كتابات” احتفالا معه بالجائزة:

“كتابات” لما اخترت مجال النقد الأدبي ليكون تخصصك؟

* الحقيقة- خلال دراستي وأنا ما زلت طالبا في مرحلة البكالوريوس- تفتحتْ ذهنيتي على المناهج والمعرفة النّقدية والرغبة في تحليل النّصوص, ومع أني حاولتُ في تلك المدة كتابة القصة, إذ كنت مولعا بالقصة القصيرة جدا، إلى جنب كتابة النّقد مثل المقالة النقدية أو دراسة مختصرة, إلاّ أنّ ذائقتي وطبيعة تفكيري انجذبتْ نحو النّقد بشكل أكبر وهو ما كان جليا من خلال استقبال الصحف آنذاك لما أرسله لهم من مقالات، وقد ترسخ أكثر بعد حصولي على الماجستير في نقد القصة القصيرة ثم الدكتوراه وهي في حقل السرديات أيضا.

“كتابات” حدثنا عن فوزك بجائزة كتارا.. وماذا تعني لك الجائزة؟

* جائزة كتارا من أهم الجوائز المعنية بقضايا الرّواية في عالمنا العربي, لذا فإنّ طموح كل روائي أو ناقد معني بنقد الرواية أن يذكر اسمه ضمنها؛ لما توفره من امتيازات مهمة ودعم يفتقر إليها المثقف الآن, معنويا وماديا من تكريم واحتفاء وطباعة ونشر وتوزيع, فضلا عن أهميتها للموضوعية الواضحة التي من خلالها يصل الفائزون إلى المرتبة النهائية, مما يمنح الفائز بها دعما معرفيا أيضا.

“كتابات” هل الجوائز تشكل وسيلة دعم للمبدعين والباحثين خاصة الشباب.. ولما؟

* نعم أكيد طبعا وقد سبق أنْ بينت ذلك في جواب السؤال السابق.

“كتابات” كتابك الفائز بالجائزة (النقد الروائي العربي الحديث) ما هي أهم أطروحاته؟

* الكتاب يتحدث في حقل نقد النقد ولاسيما تحليل التجارب النّقدية التي نقدت الرواية برؤية سوسيولوجية معاصرة, على وفق تطور نظرية النقد الأدبي, ومن هنا تتأتى ضرورة التذييل في العنوان(رصد سيوسيولوجي لتجارب ما بعد الحداثة), مما يثبت أنّ هذا المنهج لم يتوقفْ في المشهد النقدي العربي الحديث والمعاصر عند رؤى ومفاهيم كلاسيكية في ضمنه مثل الانعكاس ومؤثرات المجتمع والأيديولوجية وغيرها, بل شق طريقه نحو الحداثة وما بعدها للبحث داخل النص ومعارفه, وتأمل المتلقي برؤى سوسيو نصية معاصرة, وبهذا يتحقق النزوع النقدي عالي المستوى للنص الروائي وصولا إلى مستوى إبداعي لا يقل عن ما طرح في الساحة النقدية الغربية.

“كتابات” باعتبارك متخصص في النقد الأدبي.. هل يمكن الحديث عن نظرية نقد عربية.. أم أنها محاولات نقدية تستمد مرجعيتها من النظريات النقدية الغربية؟

*هذا الأمر نوقش كثيرا لدينا نحن العرب, وحقيقة الأمر يجب أن نتقبل حقيقة عدم وجود نقد عربي نقي تماما, فالنقد العربي تأثر كثيرا بالمناهج المعرفية للنظرية النقدية الغربية, ولا سيما في حقل مهم ومعاصر مثل السرديات, فضلا عن تأثره بشكل أو بآخر بالمدونة النقدية العربية القديمة, وهذا يؤكد حالة صحية- برأيي- وليس العكس لأنّ المعرفة البشرية تتلاقح بالضرورة وتبقى الرؤية والأسلوب نقية خالصة معبرة عن المؤلف والثقافة التي ينتمي إليها.

“كتابات” في رأيك لما لم يتخلص النقد في البلدان العربية من أسر النظريات الغربية؟

* السبب يعود لما سبق ذكره وهو عدم قدرة الثقافة العربية الحديثة إنتاج نظرية خاصة بها, بمعنى, لم يتم العمل على نتائج النقاد العرب القدماء وإكمال ما فيها وتطويرها بما يتناسب مع تركيبة النص الحديث,  فضلا عن تأثر ثقافتنا بأجناس نشطت وانتشرت في العالم الغربي أولا مثل الرواية والقصة القصيرة والمسرحية وغيرها, ومن البديهي في ذلك أن يكون التأثر بنقدها أيضا وما فيه من مناهج.

“كتابات” ما رأيك في حال النقد في البلدان العربية وهل يواكب حركة تطور الرواية وباقي أشكال القص؟.

* بالتأكيد ومن غير إطالة في الكلام أقول: لولا وجود حركة نقدية تنافس حركة إنتاج الرواية لدينا لما وصل النّص الروائي لما وصل إليه اليوم من نجاح واضح وكبير.

“كتابات” في رأيك هل يجب أن يكون الناقد الأدبي متخصصا في مجاله وأكاديمي.. أم يمكن أن يكون خارج المجال الأكاديمي؟

* بالتأكيد الأكاديمية ليس شرطا صارما رغم أهميتها, لأنّ كثيرا من النّقاد المهمين عربا وغربيين, حققوا نجاحا هائلا وهم ليسوا أكاديميين, المهم في النّاقد نمطية تفكيره وخبرته وثقافته العالية للوصول إلى المخرجات المعرفية التي تؤهله للتعامل مع الإبداع, سواء أكان أكاديميا أم لا.

“كتابات” لك أبحاث عن سوسيولوجيا الأدب حدثنا عن هذا المصطلح وأهميته؟

* نعم هذا صحيح, سوسيولوجية الأدب هو علم اجتماع الأدب أي العلم الذي يدرس الأدب والإبداع في ضوء مؤثرات المجتمع والثقافة, وتاريخه طويل وقديم لا يمكن إيجازه هنا, لكنّه ينشأ مع نشأة علم الاجتماع ووعيه بالعلاقة الجدلية مع الثقافة, نجد بداياته مع “كارل ماركس” و”فيكو” و”تين” و”مدام دي ستال”, من منطلق أنّ الثقافة هي بنية أساسية للمجتمع وهذا ما عمل عليه كبار مشاهير علم الاجتماع مثل:”هيربرت سبنسر” و”اميل دوركايم” و”ماكس فيبر” وغيرهم, لكنّ هذا العلم أخذ صورة جديدة متطورة تطور النص نفسه عندما تحول من مرحلة ما قبل الحداثة إلى مرحلة ما بعد الحداثة, إذ بنى علاقة دينامية مع المناهج النقدية المعاصرة ليستطيع المواصلة والاستمرار وهذا أهم شيء أكد عليه كتابي وتتبعه في المشاريع العربية التي حللها.

“كتابات” ما تقييمك للرواية العراقية خاصة خلال العقدين الأخيرين؟

* الرّواية العراقية ونتاجها الضخم أكبر من أنْ أقيمه بهذا الحوار المختصر, لكنني يمكني الجزم بأنّها قد حققتْ- الرّواية العراقية المعاصرة- في العقدين الأخيرين ما لم تحققه في تاريخها كله, وهو ليس بالقليل إذا عدنا منذ (جلال خالد- 1928) ل(محمود أحمد السيد), وهنا أريد التأكيد على مقدرتها في إيجاد هويتها الخاصة في التّعبير والأسلوب ورؤية العالم التخييلي واصطناع الأحداث والمفاهيم, مما منحها دفعا كبيرا استطاعتْ من خلاله تحقيق نتائج مهمة على الصعيدين المحلي والدولي, ولمعتْ في ضمن ذلك أسماء لا يستهان بها ,إلى جانب الأسماء الرائدة التي أسستْ لحداثة المشهد السّردي في العراق.

كتبه:

1- حفيد أوروك- قراءات في أدب زيد الشهيد القصصي- كتاب مشترك(دمشق- 2010).

2- جدلية النقد الرّوائي- تأملات في بنية الخطاب للدكتور عبد الإله أحمد (بغداد-2012).

3- سوسيولوجية النّقد القصصي العربي الحديث/مقاربة في نقد النقد (القاهرة-2015).

4- سوسيولوجية النقد القصصي العربي الحديث- مقاربة في نقد النقد: (الأردن)- 2017.

5- إدراك النّص- مقاربة في سوسيولوجية النّقد العربيّ القديم: (الأردن)-2017.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب