9 أبريل، 2024 7:02 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. الصحبة الثقافية: المثقف العربي هو سابح في حقل ألغام

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورتهم- سماح عادل

نتيجة لتدهور أحوال الثقافة في مصر، وتلاشي دعم الكتاب الشباب، ووجود مشاكل بالنشر، وتسيد ظاهرة النشر المدفوع، حيث يتكفل الكاتب بثمن طباعة عمله، وما ترتب عن ذلك من فقدان لمعايير الكتابة الأدبية، وظهور موجة من الكتابات التي ترضى السوق أكثر من كونها تتبع معايير أدبية جادة.. تظهر دوما مبادرات ثقافية.. تحاول معالجة تلك المشاكل التي تواجه الكتاب خاصة الشباب ومنها مبادرة الصحبة الثقافية التي تسعى لمساعدة الكتاب الشباب وتنمية مهاراتهم وإبداعهم..

أجرينا الحوار مع ثلاثة من أعضاء الصحبة الثقافية للتعرف على تفاصيل تلك المبادرة..

(كتابات) متى بدأت فكرة تأسيس الصحبة؟

  • خالد الجزار: بدأت الفكرة في خريف 2017، عندما عُرضت الفكرة على مجموعة من الأصدقاء المثقفين والمبدعين، تلقى الجميع الفكرة بالترحاب وحماسة، ومن حسن الحظ أنّ جميع التخصصات الفنية والثقافية متوفرة في الصحبة، من روائيين وقصاصين وشعراء وفنانين تشكيليين ونقاد وكتّاب مقالات، لكن ما يلفت النظر حقًا في هذه الصحبة هو التكاتف وروح التعاون كفريق واحد، ورغبة الجميع في المساعدة وتبني المواهب الجديدة.

(كتابات)  كم عدد الأعضاء والمتعاطفين مع الصحبة؟

  • نهاد كرارة: تضم الصبة الآن ك”جروب” على “الفيسبوك” أكثر من 1150 كاتب محترف أو هاو، أما عن المتعاطفين معها فلا نستطيع أن نقول علي وجه التحديد، لكن المنضمين للجروب أو الصحبة عدد لا بأس به يتزايد باستمرار، وحرصنا علي اختيارهم، فكل فرد في صحبتنا فرد مميز.. يمنحنا إضافة مميزة مثله.

(كتابات) ما هي الأنشطة التي تقوم بها الصحبة؟

  • نهاد كرارة: اعتقد أننا كصحبة نحاول أولا الارتقاء بالذوق العام عن طريق منشورتنا الواضحة في الجروب، أو طرحنا لمواضيع راقيه تهم المجتمع ككل، ونهتم بتقديم إبداعات الشباب الذين يبدأون طريق الكتابة ومناقشتهم فيهم، وكما أن لنا كتاب الصحبة الثقافية سيصدر قريبا، تجتمع فيه إبداعات الشباب الذين ينشر معظمهم لأول مرة في كتاب مطبوع، وقريبا سيتم الإعلان عن نشاطات مختلفة ومميزة للصحبة.

(كتابات) لما فكرة كتاب جماعي وهل الكتب الجماعية مفيدة للكتاب الشباب؟

  • نهاد كرارة: الكتاب الجماعي يمنح فرصة جيدة جدا لشباب الكتاب للنشر، وتعريفهم علي الجمهور، كما أنه يحوي عدد مميز من الكتاب المعروفين بالفعل مما يمنحه مذاق خاص وتوليفة مميزة جدا ومتنوعة في المواضيع والطرق المطروحة داخله، وبذلك نصل لرسالتنا المرجوة من إيصال صوت الشباب للجميع مع المتعة المنبعثة من كتاباتهم جميعا.. الكتب الجماعية مفيدة جدا للشباب علي وجه الأخص الذي لم يسبق له النشر فيستطيع أن يوصل إبداعه للقراء ككاتب مبتدئ بتكلفة أقل من النشر الفردي إن خاض فيه، مع ضمان نجاح الكتاب لأنه يضم فئات متعددة ومستويات متنوعة من الكتاب والكاتبات..

(كتابات) ما هي آلية إدارة العمل داخل الصحبة؟

  • خالد الجزار: الصحبة تعتمد على روح الفريق في كل شيء، وبالطبع من أهم هذه الأشياء هو الإدارة، لا أحد ينفرد بالقرار، ورغم وجود مجلس إدارة للصحبة وهو مكون من المؤسسين للصحبة؛ إلا أننا دائمًا عند اتخاذ قرار حيوي أو مفصلي يتم التصويت عليه من خلال المجموعة وأعضائها على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”.

(كتابات) هل المبادرات الثقافية في رأيك هي الحل للركود الذي تعاني منه الثقافة في البلدان العربية؟

  • نافذ سمان: المبادرات الجماعية التي تشابه تجمع “الصحبة الثقافية”، هي الحل الأقل كلفة في غياب أي دعم حكومي أو خاص لحركات المجتمع الأهلي ككل، وهي بضمها الشباب المتحمس، تكون مندفعة وحيوية وخلاقة بالضرورة.. لذا أراني أشجع مثل هذه التجمعات علها توقظ شيئا داخل الشباب الثقافي العربي بشكل عام.

(كتابات) هل الكاتب العربي مهضوم الحقوق مقارنة بالكاتب في البلدان الغربية

  • نافذ سمان: انتابتني الضحكة التي تلتها غصة مؤلمة حال قراءتي للسؤال، وهل للكاتب العربي أي حقوق أساساً حتى نقارنه بمثيله في دول العالم المتقدم؟.. دعيني أصارحك أن الكاتب العربي هو أحد بقايا الكاميكازي اليابانيين، كيف لا؟ وهو المنتحر عن سابق الإصرار والقصد، كيف لا وهو العالم بأن الكل سيحاربه، مجتمعه، أقاربه، دور النشر، السلطة الحاكمة، السلطة الدينية، بل وكل من يجرؤ على انتقادهم، وحتى في بعض الحالات، كل من لا يستجيب لدعوات تقديسهم.

إن المثقف العربي بشكل عام هو سابح في حقل ألغام لا أكثر ولا أقل، ينتظر فقط لحظة تفجر الكل في وجهه، وأعانه الله على ما يعاني.. في حين نجد أن الكاتب الغربي يُنظر له على أنه ذلك الشخص صاحب السلطة القاهرة، والقادر بقلمه على التغيير، والمُحتفى به، والمدعوم من الجميع دون استثناء.

(كتابات) ما رأيك في أداء دور النشر وهل يؤثر على الكتاب الشباب؟

  • خالد الجزار: دور النشر مؤسسات ربحية من الطراز الأول ونحن نرى هذا أمر مشروع، ولكن في الحدود التي لا تضر بالدور الحقيقي للكتاب الذي هو بمثابة المادة الخام لدور النشر، لكن الواقع غير هذا مطلقًا؛ ومع ذلك فدور النشر ليست فئة أو شريحة واحدة، بعضها رغم شهرته إلا إنها لا تتعامل إلا مع أسماء معينة من الكتّاب، وإذا ما تقدم لهم كاتب جديد بعمل ممتاز فهو مرفوض بكل تأكيد وذلك ليس لقيمة العمل لكن فقط لأنّ اسم المؤلف مجهول.

وهناك نوع آخر من الدور وهي التي تنشر لأي كاتب إذا ما تكلف هو بنفقات النشر ولا تهتم مطلقًا بالمحتوى المنشور، وبالطبع كما هو واضح للمتابعين للحركة الثقافية تضخم عدد الكتب المنشورة كل عام وهذا له وجه إيجابي ووجه سلبي، الجانب الإيجابي هو توفر الفرص للنشر لجميع الكتاب، أما عن الجانب السلبي فهو أن كل من هب ودب يمكنه النشر.. بالطبع هناك تأثير سلبي على الكتاب الشباب الجيدين، فزحمة العناوين تشوش على القارئ، واختياراته، وتقلل وتأخر من فرصة انتشار الكتاب الحقيقيين.

نافذ سمان: لعل دور النشر في مصر خاصة وأداءها السلبي، وصمة عار على جبين المعرفة المجتمعية ككل.. فكيف لمجتمع أن ينظر هذه النظرة السطحية الغبية مع صناعة الكلمة والمعرفة، أن يجد حلولا معرفية أو رقيا فكريا منشودا، أو حتى محافظة جادة على قيم الجمال والخير الذي يحفظه ويرفده الأدب كونه أحد أساليب النهضة التراكمية.. الأداء السيئ والسلبي والمنحط من بعض دور النشر هو عار على الوسط الثقافي العربي بمنتهى الصراحة والتجرّد.

(كتابات) ما هي الحلول في رأيك لمشاكل الثقافة؟

  • نافذ سمان: لا نستطيع أن نتعامل مع المشاكل الثقافية ككل منفرد متفرد عن مشاكل المجتمع المتشعبة المتداخلة الأخرى، فالثقافة أولا و أخيرا نتاج معرفي لمجتمع ما، وغالبا ما تكون هذه الثقافة صدى وردة فعل سريعة لكل ما يجري مجتمعيا، سواء على الصعيد المعرفي أو الاجتماعي أو السياسي، لا تجزيء بينهما.. الأمر أكثر تعقيداً مما نظن، إلا أنه يبدأ دائما مع رفع مستوى الدخل المعيشي الذي يوازيه رفع مستوى التعليم وتقديس شأن العقل والمعرفة.

(كتابات) ما هي طموحات وأحلامك بشأن الصحبة؟

  • نافذ سمان: أرى الصحبة تكتلا جماليا قاهرا لظروف الكبت والخراب الذي تعيشه ساحنا العربية في العشرية الأخيرة، ورغم عقد نقص بعض المحسوبون على فئة المثقفين العرب، فأنا أرى لها مستقبلا جيدا واستمرارية مضمونة كونها تعتمد على قاعدة جماهيرية يساندها الكتاب الشباب الذي لم تتح لهم فرصة الظهور، ويبحثون بأمل عن بقعة ضوء تسلط على إبداعهم.

أحلم بأن تكون الصحبة مشروعا يُحتذى به، وتكثر تجمعات المثقفين الايجابية، ويا ليتها تستطع النشر بمفردها لتكسر احتكار تجار الكلمة وجشعهم المتغول.

الكتاب..

– “نهاد كراره”: كاتبة مصرية، من مدينة المنصورة، تعمل محاسبة في شركة، صدر لها (قطرات مطر، عمل مشترك- نيسان الوجع، مجموعة قصصية- كتاب مدن الفراشات- رواية الدمشوري- ومؤخرا بوح الصحبة، مشترك).

– “خالد الجزار”: كاتب روائي ومسرحي مصري، ولد في يناير 1968 بمحافظة الشرقية، صدر له (مسرحية بخيل جدي- رواية ولاد شديد – رواية آمورزاو (عمل روائي مشترك مع الكاتب محمد آدم) – رواية نائب السلطان- مسرحية المقاطيع- مسرحية الكلمة الملعونة- مسرحية افهموها بقا- مسرحية السهرة- مسرحية الريش السحري- مسرحية فندق النجوم- مسرحية السيرة الحلوة- مسرحية إيه المناسبة- مسرحية في حضرة جودو- مسرحية سفيرة النوايا الحسنة- مسرحية ساذج جديد).

 – “نافذ سمان”: كاتب سوري مقيم في النرويج ، محامي سابق ورئيس شعبة الضرائب في وزارة المالية لمدة 11 سنة، درس كورس الصحة النفسية للطفل من جامعة هارفارد الأمريكية، يكتب في العديد من الصحف والمواقع العربية كما أنه يكتب باللغة النرويجية كصحفي ومراسل في صحيفة فيورنغدن النرويجية، صدر له ديوان نثري عام 2004 عن دار المعارف في سورية، وثلاث روايات مطبوعة هي على التوالي ( إنهم يخفون شيئا) و (حب وثني) و (ذاكرة ملعونة)، مهتم بالشأن الإنساني و حرية التعبير ومتطوع مع آفاز ومنظمة العفو الدولية.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب