25 ديسمبر، 2024 6:55 م

مع (كتابات) .. الشاعرة “عاتكة حسن” : سوريا هي أيقونة السلام والمحبة

مع (كتابات) .. الشاعرة “عاتكة حسن” : سوريا هي أيقونة السلام والمحبة

حاورتها – سماح عادل :

شعر هادئ في موسيقاه.. كلمات ناعمة تصور المرأة حين تعشق، وحين تمتلئ بتفاصيل من تحب.. رغم ظروف الحرب والدمار لازالت الشاعرة السورية “عاتكة حسن” تكتب.. ترسم قصائد مفعمة بالأمل والرغبة في الانعتاق.. ترصد العالم بروح امرأة حالمة.. أصدرت ديوان “فصول امرأة” وتحضر لديوان آخر، حاورتها (كتابات)..

(كتابات): الحزن.. السحر.. الحب غير المكتمل.. لما يمتلئ شعرك بكل هذا ؟

  • في الحياة نتمنى الكثير.. لأن أحلامنا دائماً أكبر من استطاعة تحقيقها، قد تكون الصدمة كبيرة عندما نكتشف أن ما حققناه كان جزءاً شديد البساطة، وهذا ما يبعث الحزن، أما السحر ربما يكون صورة من صور اجتراح المعجزات.

(كتابات): في شعرك كان الرجل قيداً.. يحد من حرية المرأة ما رأيك في ذلك ؟

  • الرجل ليس قيداً.. ربما هي النزعة في نقد واقع يقيد الرجل والمرأة في وقت واحد، فالمجتمع الشرقي ملئ بالتابوهات التي نخضع لها.

(كتابات): كيف بدأت طريق الكتابة ومتى ؟

  • بدأت الكتابة منذ زمن طويل.. لكنها كانت خواطر بسيطة، ومحاولات للدخول في عالم الشعر، منذ أيام الدراسة في الجامعة، ثم أصبحت أكتب شعراً.

(كتابات): هل وجدتي الدعم كونك امرأة وشاعرة ؟

  • الدعم غير المحدود كان من والدي رحمه الله، كنت أقرأ له ما أكتب وهو يقوم بالتصحيح وإبداء الملاحظات.. أظن أنني لقيت الدعم الكامل في هذا الاتجاه.

(كتابات): ما رأيك في حال الثقافة في سوريا والوطن العربي ؟

  • أظن أن الحالة الثقافية حالياً في سوريا جيدة.. رغم الظروف التي نعيشها على كافة الأصعدة، وذلك مما ساهم في دفع وتيرة الكتابة إلى الأمام.. في الوطن العربي لست على إطلاع شامل، ولكن مما أراه أجد أن هناك رغبة لتغيير واقع ما، يحاول الأدباء فعل ذلك.

(كتابات): كيف أثرت الحرب عليكِ ؟

  • الحرب أثرت على الشعب السوري عامة، وليس على أشخاص محددين.. أشعر بالألم لما حدث في سوريا، وهي أيقونة السلام والمحبة والتعايش المشترك.

(كتابات): ما هي الصعوبات التي واجهتيها في طريق الكتابة ؟

  • ليس من صعوبات تذكر.. أنا متصالحة مع ذاتي ومع الواقع الذي أعيشه، أرتب أحلامي بموازاة الواقع وأكتب.

(كتابات): هل وسائل التواصل الاجتماعي تسهل وصولك للناس ؟

  • وسائل التواصل الاجتماعي سهلت جداً من مسألة الوصول إلى الآخرين، كونها أصبحت أكثر شعبية وانتشاراً من الكتاب الورقي، أو الصحف والمجلات التي هجرها أغلب الناس.

(كتابات): من هم الشعراء الذين تأثرت بهم ؟

  • ربما التأثر لم يكن بشاعر محدد، بل كان مجموعة من الاتجاهات التي قرأت فيها، والشعراء الذين أحببتهم جداً، منهم “نزار قباني، فدوى طوقان، محمود درويش، نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب”.

(كتابات): هل تسعين لكتابة شعر مختلف يعتمد على توصيفات جديدة وأفكار صادمة ؟

  • أنا لا أستطيع أن أحدد ما إذا كان ما أكتبه صادماً أو مختلفاً عما يكتبه الآخرون.. فكل شخص يكتب وفقاً لتجربته الشخصية، ولغته الشعرية التي تبقى في طور التجدد الدائم.

 

  • نصوص لعاتكة حسن:

كان عليه ألا يسترسل

بالكلام

عن الحب والحياة

وصوت الطائرات التي تعبر فوقنا

عن صوت العصافير وهي تلتهم كرماً من عنب زرعناه معاً

كان عليه أن يتوقف

عند إشارة المرور الأولى

حيث الروح تختلج بحرارة البوح

كان عليه أن لا يأتي

في الوقت الملاصق للحزن

وأن لا يغفو تحت أهداب الفجر

الذي قضى ليله يصلي

كي تصحو على أحلامه

هو ذاته الذي يتكئ على شريط من ذكريات الورود

***

الطائر الغريب الذي حاول يوماً

أن يعبر من ضفة إلى ضفة

مشياً

مخالفاً طبيعته كأن جناحيه لا يعملان بشكل صحيح

يستطيع أن يهرب دائماً

لركن بعيد

فارغ

يمارس فيه ألعابه الصبيانية

دون خوف

يقفز.. يرقص.. وربما يغني ألحاناً

حفظها عندما كان لا يزال في غيبوبة النشأة

ولأنني أعرف كل طقوسه وتقلباته

يأتي إلي كل ليلة

ليعترف ويغسل كل ذنوبه

ثم يشرق

بدموع يمسح بها فشله بالهروب

إلى المدن الدافئة

حيث يستطيع بكل مهارة أن يفرش جناحيه

ويطير باتجاه الشمس

ويعدني أنه ربما قد يحملني

ذات صباح معه

***

أرى ظلك يقف خلف زجاج النافذة

كل ليلة

يستمع.. يكتب ملاحظاته

على البخار المتكاثف على الزجاج

ثم ينصرف عند الفجر

مطمئناً أنني لا أزال أقرأ ما يكتب

يضحك في سره

متباهياً.. يغمز لأصدقائه بعينه الساحرة

ثم ينصرف لشؤونه الكثيرة

وأنا أتأمل لون الشفق الذي خلفه وراءه كطفل ينظر للمرة الأولى

لطائرة ورقية ويظن أن باستطاعته

الطيران مثلها

وهو لا يعلم أن الطيران يحتاج جناحي حلم وغيمة..

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة