خاص: حاورتها- سماح عادل
“إيفان سمان” فتاة في عمر الخامسة عشرة، تكتب منذ بعض الوقت، وكتاباتها تحوي نضج وخفة وروح تهفو إلى الإحساس بالعالم، بدأت الكتابة منذ عام 2016 كانت تنشر نصوصها على ” فيسبوك” لكنها قررت خوض تجربة النشر، واشتركت بنص قصير في كتاب” بوح الصحبة”، تعيش في مدينة stryn بالنرويج، وتدرس في مدرسة ungdomskule في الصف التاسع، كان لنا معها هذا الحوار لنتعرف على ما يدور في عقل فتاة اختارت الكتابة في سن صغيرة:
(كتابات) نصوصك توحي بعقل وخبرات إنسانية أكبر من سنك.. هل تعتبرين نفسك طفلة؟
- نوعا ما, لأنني وجدت أنه من الأصلح لي أن أتقبل آراء الناس بكتاباتي بعقل واع.. واعتقد أنني قد دخلت في عالم كبير يتجاوز عمري، لذلك علي أن أتعامل مع ما يجري بشكل ناضج.
(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟
- خلال سنين الحرب تركت المدرسة فالتجأت لمكتبة منزلنا التي انتقيت منها رواية والدي الأولى, فراق لي الأمر، وأحببت أن أقلد ما يكتب، وسرعان ما نصحني أن أقرأ لغيره ولغيره من الكتاب، وأن أكتب ما يخطر لي بأية لهجة وكان دائم النصح لي في أمور الكتابة.
(كتابات) من الكتاب الذين أثروا عقلك وتحبين القراءة لهم؟
- أحب أن أقرأ ل”جبران خليل جبران” و”نزار قباني” لغتهم سهلة, أما من أثر في قلبي بحق فكان والدي الكاتب السوري”نافذ سمان”، جعلني اشتهي الكتابة، ويكفي أن أسمعه يناقش أحدهم أو ينصح أحدهم لأسرق منه بعض المفردات والتعابير.
- (كتابات) هل ساعدك كون والدك كاتب.. وكيف دعمك؟
- دعم والدي لي هو لا شك غير محدود، ويكفي أنه عرفني على زملائه من الأساتذة الكتاب..
(كتابات) بدأت النشر في كتاب جماعي.. لما هذه الخطوة المبكرة وكيف تشعرين بها؟
- الحقيقة أنه لم يكن في الحسبان، ولم أكن أفكر في نشر نص لي في كتاب، وقد طلب مني أبي أن أرسل نص مما أكتبه للجنة قراءة الكتاب الجماعي, فراق نصي للجنة وكانت مفاجأة سارة لي, الآن الوضع مربك بعض الشيء، ولكني متقبلة مهما كانت النتائج فهي تجربة وعلي أن أتعلم منها.
(كتابات) ألم تخافي أن يتواجد نصك مع نصوص كتاب أكبر منك؟
- لا خوف فهو تحدي بالنسبة لي, فوجود أسماء كبيرة سيدعم نصوصي، وسأستفيد لا شك، هي فرصة أتمنى أن تفيدني.
(كتابات) هل وجودك في بلد غربي تتوفر فيه الحرية للإنسان ساهم في تنمية مواهبك ومهاراتك؟
- إن وجودي هنا له تأثير مباشر علي وعلى كتاباتي, ففي مجتمعنا أن تكتبي شيء عاطفي يعتبر أمرا معيبا، إضافة إلى أن النظام التعليمي هنا يعطيني المزيد من الوقت لحياتي الخاصة.
(كتابات) ما هي أحلامك وطموحاتك؟
- أطمح أن أدخل المجال الصحفي وابني اسما خاصا بي، وأن تتواجد صورتي منفردة في غلاف كتاب خاص بي.
(كتابات) هل أنت متابعة لأحوال الثقافة في سوريا والبلدان العربية؟
- للأسف لا يتثنى لي ذلك, في المنزل أحرص على التواصل باللغة التركية كي لا أنساها كوني لا استخدمها، لأني تعلمت اللغة التركية حين قضيت فترة من الزمن في تركيا وأحرص على تذكرها، إضافة إلى أنني أقرأ باللغة الانجليزية والنرويجية والاسبانية لأتمكن منها أكثر وأكثر.
(كتابات) بالنسبة للغة العربية هل تحرصين على استمرار القراءة بها؟
- احرص على التواصل في المنزل فقط باللغة التركية لعدم نسيانها، ولكن القراءة بالتأكيد باللغة العربية.
النص الذي نشر..
“”أحبك جزء الروح الشارد هناك، المكان الراسخ في الذاكرة، وتمرد على النسيان، نعم أحبك أنا.. برغم ابتعادك المؤلم وغصة الغياب والحرمان، مازال الماضي يمر من هنا، يأتي في أي وقت شاء، يأخذ القلب في رحلة هناك، حيث كنا، لا أعلم كيف يتسلل الاشتياق، وكيف يكون الوقت بلا رحمة، وأنت الحزين المتعب ما وراء تلك السماء، تجلس في فسحة الأمل، منتظرا موعدا ما، يسرق من كتاب العمر في ذاك الرواق.. تحت المطر على رصيف ماء، أنت الساكن تحت عنقي، أتنفسك كالهواء، فأخبرني كيف أنسى وأنت لي الداء والدواء””..
نصوص أخرى..
“”هي كاذبة، تبتسم طوال اليوم وتحاول ملأ الفراغ بداخلها، هي تمر بفترة إرهاق شديدة، لا أحد بجانبها، هي دائما تواسي الجميع ولا أحد يواسيها، تنصح الجميع ولا أحد ينصحها، تقول أنها بخير، فقط تشعر بالملل حتى حين تبكي، لا تتحدث حقا عما تشعر به، فقط تقول لا شئ، هي كتومة لذا بداخلها عاصفة لا أحد يشعر بها، تتألم””..
“”راقصي الليلة روحي قمرا في عمق السماء، اعبري بين النجوم، وامتطي ضوء النيازك، مجنونة هذا المساء، سافري فوق الغيوم، واعبري هذا الفضاء، ملاك بلون الثلج، جنية فاتنة بيضاء، ترسم طريق عشقي، تبعث النور بداخلي، فأعانق معها شوقي، لأنثى تاج النساء، لقلب اعتاد العطاء، سرت كالدم في جسدي، دافئة برغم البرد، فعذرا أيها الشتاء!، لم تعد رياحك تمر بي، وجليدك القابع على أطرافي، سقط عندما أمسكت يدي، فأنفاسها أشعلت الهواء، وطافت على الأجواء، قبلة واحدة تكفي، ﻷكون معها مغرما، اكتفي بعناق طفلة، جمعت سحر حواء””..