24 سبتمبر، 2024 11:23 ص
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “إنجي هُديب” : الاكتئاب هو أكثر مرض منتشر في مصر حالياً !

مع (كتابات) .. “إنجي هُديب” : الاكتئاب هو أكثر مرض منتشر في مصر حالياً !

خاص : حاورتها – سماح عادل :

نتيجة لتعقد المجتمع وظهور مشاكل كثيرة مرتبطة بتطور المجتمعات؛ أصبحت المشاكل النفسية والاضطرابات التي يواجهها الأشخاص أمور تستدعي العلاج والإرشاد والتوجيه، في مصر خاصة في العقود الأخيرة إزدادت المشاكل والأمراض النفسية بصورة ملحوظة، وتخطى الأمر كونها اضطرابات عادية تتعلق بأمور المعيشة، ونتيجة لذلك ومواكبة مع التطور التكنولوجي الهائل ظهر العديد من الأشخاص الذين يتمتعون بوعي وخبرة لتقديم استشارات نفسية للناس، ظهروا بشكل متزايد في وسائل التواصل الاجتماعي؛ التي أصبحت متاحة للجميع والذين يعرفون بالأخصائيين النفسيين.

الأخصائي النفسي له دور مهم جداً في نشر ثقافة الصحة النفسية، التي تقوم على الوقاية من الاضطرابات والمشكلات والأمراض النفسية، وكذلك الإرشاد الذي يهدف إلى تحقيق الصحة النفسية للشخص، وهناك برامج وقائية وإرشادية وعلاجية في علم النفس يقوم بها الأخصائي.. إلى جانب برامج إنمائية للمواهب التي تحتاج للاكتشاف والظهور.. وأصبح بعض الأخصائيين يروجون لعملهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ إلى جانب تقديم استشارة الدعم في أماكن خاصة بهم.

“إنجي هُديب”.. أخصائية نفسية لها صفحة خاصة على، (فيس بوك)، تقدم من خلالها نصائح وإرشادات نفسية عامة للناس، كما تقدم خدماتها ودعمها في أماكن خاصة بها.. تخرجت من كلية الهندسة قسم اتصالات وإلكترونيات – “الأكاديمية البحرية”، وعملت مديرة منذ سنوات طويلة ولديها ماجستير في الإدارة، إتجهت لدراسة علم النفس لفهم طبيعة النفسية ودوافعهم وردود أفعالهم المختلفة.. وهي حاصلة على دبلومة في “counseling &psychotherapy”..

أجرينا معها الحوار التالي للتعرف على أحوال الاستشارات النفسية في مصر وأهم الأمراض التي تصيب الناس:

(كتابات) : لما اخترت مجال علم النفس بعد تحقيق نجاحات في مجال آخر ؟

  • الفكرة أنني كنت عملت مديرة لفترات طويلة من عمري، عملت مهندسة ومديرة مشروعات، والإدارة وعلم النفس يتلاقيان سوياً في عدة نقاط، لأن الإدارة تعتمد على تشغيل الناس بناء على فهمهم وفهم كيفية التعامل مع اختلافاتهم النفسية واختلاف مهاراتهم، لذا أصبحت مهتمة بمعرفة دواخل الناس، دوافعهم النفسية وكيف يفكرون حتى استطيع التعامل معهم كمديرة، وتسهيل التواصل معهم، فلجأت لمجال علم النفس وأخذت أقرأ فيه كثيراً، ثم إزداد شغفي به وقررت دراسته، ومع الدراسة والعمل إزداد إعجابي به وأحببته كثيراً وقررت أن أعمل في هذا المجال.

(كتابات) : هل مجال العلاج النفسي والإستشارات له جمهور في مصر.. ومن أية طبقة وفئة عمرية وجنس ؟

  • في الوقت الحالي أصبح علم النفس مجالاً يجذب اهتمام الكثيرين، ففي هذه الأيام أصبح هناك وعي، لكن في الماضي لم يكن هناك وعي، ورغم ذلك ليس هناك الوعي الكافي الذي يسمح للناس أن تذهب للطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي بالشكل المطلوب، ولكن مجال علم النفس أصبح منتشراً ولديه المعجبين به والواعين بأهميته؛ يقرأون عنه ويفهمون أنفسهم ويذهبون لأخصائي ليكونوا أفضل.

(كتابات) : ما هي النظريات الحديثة التي تعتمدين عليها في عملك.. وهل اختفى أثر “فرويد” بعد انتقادات كثيرة قدمت لتحليله النفسي ؟

  • أنا أحب أن أعمل في مجال يدعى “العلاج المعرفي السلوكي”؛ وهو يركز على الأفكار والمشاعر وكيفية تغييرها، فبالتالي يتم تغيير السلوك غير المرضي عنه، أو بالعكس يتم تغيير السلوك الذي بدوره يغير الأفكار والمشاعر، وهذا المنهج يختلف عن منهج التحليل النفسي الذي برع فيه “فرويد”، والذي يعتمد على أن الشخص يرقد على الشيزلونج ويحكي، دون أي علاقة بين ما بين المعالج والشخص الذي لديه مشاكل نفسية، و”العلاج المعرفي السلوكي” يركز على مبدأ هام هو “الآن وهنا”، بمعنى التعامل مع اللحظة الراهنة والواقع، عكس التحليل النفسي الذي كان يعمل به “فرويد” وأتباعه؛ والذي يعتمد على تاريخ الشخص وعلاقته بأبيه وأمه وأحداث الطفولة وتأثيرها عليه، أنا لست مع هذه المدرسة، وإن كان لها تابعين لها ولازالوا يعملون بمنهج التحليل النفسي حتى الآن، لكن “العلاج المعرفي السلوكي” و”العلاج الجدلي السلوكي” لهما تابعين أيضاً وأصبح العمل بهما شائعاً.

(كتابات) : ما هي في رأيك أشهر الأمراض والمشاكل النفسية التي تنتشر في مصر ؟

  • أكثر المشاكل النفسية عموماً التي يأتي أصحابها للإستشارة هي “الاكتئاب”، ويسمونه المرض الشائع والعادي في مجال الأمراض النفسية مثل “البرد”، هناك حالة من الاكتئاب تستمر فترة طويلة سنتين وأكثر، يصبح الشخص لديه اكتئاب ومزاجه سيء، لكنه يستطيع العيش ويستطيع الذهاب لعمله ومواصلة حياته، وهذا يختلف عن الاكتئاب الذي يمنع صاحبه من مواصلة الحياة بشكل طبيعي، لا يستطيع أن يذهب لعمله أو يتحدث مع أطفاله وغيرها من الأمور، طبعاً الأوضاع العامة في مصر وما حدث في الفترة السابقة جعل نسبة الاكتئاب أعلى والإحباطات لدى الناس وأصبح المجتمع يعاني من الإحباط والضغط من المشاكل المادية؛ لذا فالاكتئاب هو أكثر مرض منتشر في مصر حالياً.

(كتابات) : هل العادات والتقاليد ووضعية المرأة في مجتمع ما تسبب بعض الأمراض والمشاكل النفسية ؟

  • حالياً وضعية المرأة في مصر؛ أنها تحمل كل المسؤوليات والتي أصبحت عبئاً ثقيلاً تحمله وحدها، إما لغياب الرجل في العمل والبحث عن لقمة العيش، أو لأن هناك تغييرات طرأت على شخصية الرجل في مجتمعنا حتى أصبح غير مسؤول وغير مهتم، أو تركها تتحمل مسؤولية الأسرة وحدها، أو لأنها طلقت، ونسبة الطلاق أصبحت عالية جداً، لذا فالمرأة أصبحت مضغوطة ومتوترة وقلقة لأنها أصبحت تلعب دور الرجل ودور المرأة معاً.

(كتابات) : هل وسائل التواصل الاجتماعي أحد القنوات المهمة للوصول لجمهورك ؟

  • وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة مهمة جداً للوصول للناس، وهي من أسرع وأكثر الوسائل انتشاراً، فنسبة كبيرة من الناس تستخدم الـ”فيس بوك” والـ”إنستغرام” و”تويتر”، وهي أسهل انتشاراً وسرعة من باقي وسائل الإعلام كالراديو والتليفزيون.

(كتابات) : ما هي النجاحات التي حققتها في مجال علم النفس ؟

  • عندما يجيء إلي أي شخص ليطلب استشارة ويتأثر مني بسلوك بسيط يغير حياته للأفضل أنا اعتبر ذلك نجاح، أحيانا أقول للشخص لو استيقظت من النوم حتى لو خمس دقائق مبكرا هذا يعني أن هناك تغييرا قد حدث، إذا كنت شخصا يعاني من أنه لا يذهب للعمل في موعده ولديه مشاكل مع مديره، و لديه اكتئاب لدرجة أنه لا يستطيع أن يتواصل مع الناس بصورة طبيعية وفي العمل، لو استيقظ هذا الشخص خمس دقائق مبكرا هذا يعني انجازا في حد ذاته وأي انجاز صغير أقوم به مع أي شخص أتعامل معه أنا اعتبره نجاح واعتز به.

(كتابات) : كيف يستجيب الناس مع نصائحك وهل تمس مشاكلهم بعمق ؟

  • كل شخص يستفيد من النصائح التي أعطيها له بالطريقة المناسبة له، هناك شخص ينفذها كما هي، وهناك شخص يقرأ أكثر حول تلك النصيحة، وهناك شخص يسأل سؤالا ليفهم أكثر وينمي وعيه ويستفيد بطريقة مختلفة، كل شخص يتعامل معي كأخصائية نفسية يستفيد بحسب شخصيته وظروف حياته ولكل شخص استجابته المختلفة.

(كتابات) : ما هي النصائح التي توجهينها لمن يعاني من مشاكل نفسية ؟

  • النصائح التي أوجهها لأي شخص لديه مشاكل نفسية، أول نقطة وأهم نقطة أن يكون لديه وعي وإدراك بالمشكلة التي يعاني منها، وعندما يحدث ذلك فإن ثلاثة أرباع المشكلة قد حلت، وهناك أوقات تحتاج فيها أن تذهب لشخص تتحدث معه وتفضفض وتفرغ ما بداخلك، ويكون هذا الإدراك للأسف عصي، لا تستطيع أن تصل إليه وحدك فتحتاج لأحد ينور في عقلك الأماكن المظلمة حتى تستطيع أن تتحرك نحو أن تصبح أفضل، لذا فأهم النقاط الوعي والإدراك والقراءة حول ما تعاني منه والاستشارة هذه هي الأمور التي أحب أن أنصح بها الشخص الذي  لديه مشكلة، ومن الممكن أن لا تكون هناك مشكلة وأن يكون الشخص يعاني من مشكلة وهمية تزحم عقله وبعد وقت يدرك الشخص أن ما يعانيه ليس مشكلة نفسية وأنها مجرد ضغط أو أمور طارئة وستمر ولا تحتاج إلى القلق أو الألم الذي يعاني منه الشخص ويحمله داخله.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة