خاص: حاورته- سماح عادل
“إسماعيل حسن إسماعيل” فنان تشكيلي سوداني وأستاذ بكلية الفنون الجميلة والتصميم جامعة النيلين يعمل فيها رئيساً لقسم التلوين ومنسقاً للدراسات العليا. من مواليد سبتمبر 1983 الخرطوم، تخرج من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية جامعة السودان في العام 2004 وحاصل على درجة الماجستير في الفنون 2010 ونال الدكتوراه في العام 2018. شغل منصب رئيس مجلس اتحاد الفنانين التشكيليين (2014- 2016) وأمين عام إتحاد الفنانين التشكيليين السودانيين 2018- 2021.
وكان لنا معه هذا الحوار الشيق:
** متى بدأ شغفك بالرسم وكيف طورته؟
– اهتمامي وشغفي بالرسم اتضح في بداية المرحلة الثانوية والتي شكلت الوعي الفني المبكر، من خلال حصة الفنون الأسبوعية التي كنا نتلقى فيها قواعد المنظور ورسم المنظر الطبيعي وكيفية تجسيد الأشكال من خلال رسم الطبيعة الصامتة وكيفية الإحساس بالضوء والظل والتباين اللوني.
كنا محظوظين جداً لأن هنالك أستاذ متخصص في التربية الفنية خلال فترة تدريسه لنا طيلة الثلاثة سنوات بالثانوية، وتلك الفترة (1996-1999) نادراً ما نجد انتظام مقرر التربية الفنية في المدارس الثانوية بالرغم من وجود أجيال من خريجي كلية الفنون الجميلة والتطبيقية وكلية التربية قسم التربية الفنية، تلك الجرعات الأكاديمية طورت قدراتي وميولي نحو الفنون وممارستي للرسم باستمرار في أوقات الفراغ ومحاولة محاكاة الطبيعة في شوارع الحي، وممارسة التلوين بالألوان المائية والذهاب للمناظر الطبيعية المفتوحة.
بالإضافة لذلك وجدت دعماً كبيراً من الأسرة وبعض دارسي الفنون، مما زاد رغبتي في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا عبر مكتب القبول بوزارة التربية والتعليم، وبرغم اهتمامي أيضاً بمجال الموسيقى حيث كنت أعزف منذ نعومة أظافري آلة العود والأورغ. فكان التردد في اختيار الموسيقى أم الفنون الجميلة ولكن في النهاية وحسب ترتيب الرغبات تم اختيار الرغبة الأولى وهي الفنون ونتيجتي أهلتني لذلك المقعد وكانت درجة مادة الفنون أعلى درجة لي مقارنة بباقي المواد الأكاديمية.
والبدايات دائماً ما تأتي بالتلقائية والعفوية من خلال الرسم والآن عندما أرجع للأعمال القديمة التي سلكت بها الطريق أجد تلك العفوية والتعلم والبحث عن مصادر الطبيعة وهذه العفوية تختفي تدريجياً أثناء الممارسة مما شكلت قضية هامة في مجال الفنون في المقارنة بين الصنعة والتلقائية ويتضح ذلك في كثير من الأعمال المنفذة فنجد أعمال تتسم بالجرأة والصدق وأعمال أخرى يغلب عليها الإضافات والتعديلات بقيود التكوين والتوازن والانسجام وغيرها من أسس بناء العمل الفني.
** كيف كانت بداياتك وهل تأثرت بأحد؟
– الدراسة بكلية الفنون مهدت لي اختيار الأسلوب والمفردات والقضايا التي بدأت تظهر في السنة الأخيرة من حيث الاهتمام بموضوعات الثقافة السودانية عموماً، بالرغم من حوجتنا في ذلك الوقت لتكثيف الجرعات المتقدمة في الفنون أي الطريق للاحتراف الفني، كنت أبحث من خلال المعارض الفنية عن التميز ودائماً ما أكون في حالة اندهاش من ظهور معارض فنية تتميز بالاختلاف من حيث الموضوعات وطريقة التنفيذ.
فكانت البدايات مرهقة جداً كعملية الرسم في حد ذاتها عندما تجلس أمام سطح أبيض وتبدأ الرسم (لحظة تدفق الأفكار)، تلك المعارض أظهرت فنانين كبار وصلوا بتجاربهم الثرية فما كان لي إلا أفصل بين الدراسة الأكاديمية التي تعلمنا منها الكثير، وبين فلسفتي الخاصة في التعبير الفني من خلال موضوعات اختارها بتفكير عميق، ودوماً أجد إعجابي بتجربة الفنان السوداني المقيم بأستراليا “غسان سعيد” في تجاربه الأولى ذلك الإعجاب باعتبار أنه فنان مجدد وملتزم ومثقف والآن غير أسلوبه الفني واتجه نحو ال installation art وهو فن التركيب.
وطريق الفن طويل حيث يمر الفنان بمراحل مختلفة أي مرحلة تتسم بخصائص مميزة لذلك أجد نفسي في حالة بحث مستمر وتفكير مستمر حول العملية الفنية وقد تكون هي مرحلة طبيعية يمر بها أي فنان وهنا تكمن المتعة والشعور بالرضاء.
** ما هي المواد التي تفضل استخدامها؟
– حالياً أفضل استخدام ألوان الأكريليك Acrylic فهي ألوان معاصرة تتميز بسهولة الاستخدام وسرعة الجفاف بالإضافة للوسائط التي تضاف إليها وهذه الألوان تنتجها شركات دهانات بجودة عالية، وأبرز تلك الشركات liquitexوهي طورت صناعة الألوان لتكون مواكبة ولا تتأثر بعوامل الحرارة والرطوبة.
** حصلت على دكتوراه في فلسفة الفنون. حدثنا عن ذلك؟
– بحمد الله تحصلت على درجة الدكتوراه في فلسفة الفنون في أبريل 2018م والرسالة التي أجيزت بعنوان “أنموذج المرتكزات الفكرية والتشكيلية لمدرسة الخرطوم”.
من الأسباب الذاتية التي حفزتني على اختيار مدرسة الخرطوم. أنها تمثل امتداداً للماجستير في جانب تحليل ودراسة الأعمال الفنية (بمدلولاتها الجمالية والرمزية)، إلى جانب الرغبة في إظهار واحدة من المدارس السودانية والتي قد تساهم في إعطاء طابع وتميز للفن التشكيلي في السودان.
مدرسة الخرطوم من المدارس التشكيلية السودانية التي لم تجد حظها من التوثيق والدراسة العلمية وبذلك تعتبر الدراسة من أوائل الدراسات العلمية النظرية والتطبيقية التخصصية في مجال الفن التشكيلي، وبالتالي إضافة إلي مكتبة الفنون الجميلة في السودان. وتتجلي أهمية الدراسة مدرسة الخرطوم انطلاقاً من المشكلة في تحديد المرتكزات الفكرية لمدرسة الخرطوم التشكيلية بما تحمله من موروث حضاري ليس بالهين، لتفيد طلاب الفنون الجميلة، إضافة إلى إفادتها لنقاد الفن والمهتمين بهذا المجال، وتمثل الدراسة محاولة لإضافة طابع محلي في إيجاد خصوصية للفن التشكيلي في السودان.
ومدرسة الخرطوم التشكيلية اتجاه فني في التشكيل السوداني لها أفكارها وفلسفتها تجاه الأعمال الفنية، تعتبر المدرسة الرائدة للتجربة السودانية في الفنون التشكيلية الحديثة بمفهومها الأوروبي الغربي، فمن حيث بداياتها كانت وليدة مناهج التعليم النظامي لتنمية الوعي بدور الأشغال اليدوية في تطوير المهارات وحفظ موروث الثقافة المادية المفيد في ترقية الصنائع اليدوية. وتشير بعض الدراسات إلى أن مدرسة الخرطوم دورها الواضح في التأثير على التشكيل السوداني وبعض مدارسه.
تعتمد الدراسة في الجانب النظري على المرتكزات الفكرية التي تقوم عليها مدرسة الخرطوم وأثرها على الأعمال الفنية التي أنتجها رواد المدرسة، وتحليل بعض هذه الأعمال الفنية لروادها والذين تأثروا بنهجها وأسلوبها، حيث تظهر الدراسة الدلالات الجمالية (التعبيرية والرمزية) وذلك من رصد لوجود عناصر تشكيلية في الزخارف الإفريقية والخطوط العربية لهذه الأعمال من خلال الاستفادة من الجانب النظري لمرتكزات هذه المدرسة وفنها وأساليبها.
** أحكي لنا عن عملك في تدريس الفن؟
– تم تعييني مساعد تدريس في كلية الفنون والموسيقى والدراما بجامعة جوبا في العام 2005 ومنها توجهت لمقر الكلية بجنوب السودان حالياً مدينة جوبا، كان التجربة حديثة بالنسبة لي باعتبار التدريس مهنة جديدة لي وكنت حديث التخرج، ولكن لم أجد صعوبة لأن مجال الفنون مجال مختلف من بقية التخصصات في طرائق التدريس وطبيعة المواد العملية، ومدينة جوبا كانت مساعدة في حل إشكالية المنظر الطبيعي التي تواجه دارسي الفنون، طيلة فترة عملي كمساعد تدريس كنت اكتسب الخبرات.
بعض المقررات التي قمت بتدريسها هي مادة الرسم الحر والتصميم الأساسي والرسم التخصصي وأسس إنتاج الصورة والتكوين والتلوين (المنظر الطبيعي والطبيعة الصامتة) بأساليب مختلفة وخامات مختلفة، وبعد انفصال جنوب السودان رجعنا للخرطوم وتم تغيير اسم الجامعة إلي جامعة بحري وأسسنا قسم التربية الفنية في العام 2012، ومن ثم انتدبت لجامعة النيلين في العام 2018 حيث تم تأسيس كلية الفنون الجميلة والتصميم وتم تكليفي رئيساً لقسم التلوين وبعدها مسجلاً أكاديمياً ومنسقاً للدراسات العليا للآن، خلال هذه المسيرة كان لي الشرف أن يتخرجوا أجيال ننافس بهم في سوق العمل والحراك التشكيلي والثقافي.
** ما تقييمك لحال الفن التشكيلي في السودان وهل أثرت الحركة الثورية عليها؟
– يظل هذا السؤال مفتوحاً؛ إذا أخذنا كلمة تقييم فالوضع يحتاج لبحث كبير منذ نشأة التشكيل السوداني مروراً بالفن الشعبي (الفطري) والرعيل الأول والأجيال اللاحقة إلى جيل الشباب، ومتابعة النشاط الفني، والعلاقة بين النقابة والدولة متمثلة في وزارة الثقافة، وصالات العرض والنقاد والتوثيق وكل ما يخص الحراك بشكل عام. لكن دعيني أقول بأن الفن التشكيلي السوداني يحتاج لاهتمام كبير من قبل الدولة، هنالك تجارب وفنانين وحركة متطورة لكن ينقصها الدعم من قبل الدولة، فحال الفن التشكيلي ليس فقط مرهون بإنتاج الفنان ولكن بطبيعة اكتمال العملية الفنية وتسهيلها وعرضها بأفضل الطرق.
وللأسف هاجر الكثيرين من الفنانين السودان وهم أيضاً أسماء لامعة في الحركة التشكيلية العالمية أمثال “الصلحي” فهو ترك السودان قسرياً بسبب سياسات الدولة وكان وقتها وكيلاً لوزارة الثقافة وقد تم سجنه هو وكثير من المثقفين إبان حكم نميري، وغيره أيضاً ترك السودان لظروف مختلفة والموجودين يحاولون بشتى السبل خلق نشاط فني مستمر، والمعوقات كثيرة أبرزها عدم توفر صالات العرض والمتاحف المتخصصة وتلك مسئولية الدولة التي أخفقت تجاه الحركة التشكيلية السودانية المعروفة عالمياً من روادها وأجيالها وشبابها.
وبالتأكيد فترة حكم الإسلاميين 30 عاماً ضد الثقافة والفنون كانت لها أثراً كبيراً في إيقاف النشاط الفني أو النشاط الجماعي عبر إتحاد التشكيليين، وللأسف مازال الإتحاد مسجلاً في وزارة الثقافة جمعية وليس نقابة وهنا نجد الفرق الكبير بين الجمعية والإتحاد والنقابة. وهذه إحدى الإشكالات التي تواجه الفن التشكيلي السوداني، وهنا أحيي جميع الفنانين السودانيين الذين يواصلون إنتاجهم برغم المعيقات والظروف التي تواجههم في غلاء المواد الفنية التي ترتبط أيضاّ بحركة التجارة الداخلية، وعدم توفر المراسم الفنية الفردية لأي فنان ليكونوا متفرغين ومنتجين ولكن الوضع الاقتصادي بالتأكيد يؤثر على عملية الإنتاج، وبالنسبة لتأثير الحركة الثورية تجاه الفن التشكيلي السوداني، نجد أن ثورة ديسمبر 2018 بدأت بالتغيير الفعلي ولكن لم تكتمل أهداف هذه الثورة المجيدة وللآن الثورة مستمرة والتي أرى أنها ستغير الكثير من الموازين بداية من هيكلة الدولة.
فالحركة الثورة بالتأكيد أثرت تأثيراً إيجابياً تجاه الحراك التشكيلي عموماً في تزيين الشوارع بجداريات بداية من ساحة اعتصام القيادة أظهرت لنا وعياً فنياً مختلفاً وكان مدهشاً، وامتد النشاط لشوارع الخرطوم الرئيسية والفرعية وحتى مدن السودان لم تخلو من جداريات وللآن مستمرة أعمال الجداريات بأفكار مختلفة، وهذه إحدى الإيجابيات للثورة العظيمة، حتى على الميديا هنالك نشاط اسفيري ضخم صاحب هذه الثورة من بوسترات ورسومات كاريكاتيرية وطوابع بريدية وصور فوتوغرافية وأعمال فيديو متطورة ومواكبة ومنفذة تنفيذاً احترافياً مدهشاً.
والحركة الثورية لابد أن تغير قوانين النقابات الثقافية تغييراً جذرياً لتكون متحررة ومنطلقة نحو آفاق أرحب. وأتمنى أن ينصلح الحال للأفضل طبعاً وأتوقع جيل حديث متمرد وله نظرته المستقبلية يعمل بتفاني وتجريد يختلف عنا ويعبر عن نفسه بشكل أفضل.
** هل تحاول توصيل رسائل ما للمتلقي من خلال أعمالك الفنية؟
– بالطبع أي عمل فني يحمل رسائل ضمنية من خلال رموز وأشكال ومواضيع مختلفة، والتي في غالباً الأحيان أركز على الرسائل الإنسانية في الترابط والمحبة والتكاتف ولحظات الفرح والتحديات التي تواجه الإنسانية، وأعمل على إظهار مقدرات التفكير الإنساني والعقل البشري برغم وجود الآلة وتطور العلوم والفيزياء وكل المجالات وكل ذلك من عقل الإنسان، وأنطلق دوماً من ثقافتي المحلية عبر رموزها البسيطة وأحاول توظيفها بتكوينات مختلفة غير معقدة لأننا نواجه إشكالية التلقي والتذوق الفني فيجدر بنا أن نمزج ما بين الرمز والتجريد في قالب بسيط نظهره للمتلقي. وأميل إلى أن أشغل تفكير المتلقي واستدراجه نحو مركز سيادة العمل الفني أو من خلال تباين الأشكال والمساحات والألوان.
** هل تنتمي لمدرسة فنية ما؟
– لا أنتمي لأي من المدارس الفنية، نحن في مرحلة الخروج من امتداد المدارس الفنية وبطبيعة الحال مع سرعة العصر والاكتشافات المتلاحقة يتوجب علينا المواكبة بروح مختلفة ومغايرة من الأشياء المكررة، وبعد التحرر الذي أنجزته المدرسة التجريدية وظهر بعدها فن التركيب علينا العمل لشيء قادم أكثر عمقاً ومضموناً.
– احكي لنا عن المعارض التي شاركت فيها؟
– شاركت في الكثير من المعارض الفردية والجماعية، وكل معرض له رسالته الفنية وعنوانه، وبطبيعة المعارض الجماعية تكمن المتعة للمتلقي، ومن أهم المعارض الجماعية شاركت معرض افتتاح صالة اتحاد الفنانين التشكيليين السودانيين في العام 2003، وفي جنوب السودان بمقر بعثة الأمم المتحدة معرض عن السلام، وأيضاً من المعارض المهمة وهو معرض الخريف والذي شارك فيه أكثر من 300 فنان كحدث كبير في العام 2008م تحت مسمى مهرجان الخريف.
وأيضاً معرض بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية بالمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، ومعرض الفنون وحقوق الإنسان بصالة إتحاد الفنانين التشكيليين 2012، وفعاليات المعرض الحر بشارع النيل، ومعرض ذكرى مانديلا بالنادي اليوناني بالخرطوم 2013، ومعرض التغيير والذي فازت فيه لوحتي بالجائزة الأولى بغاليري ريمينار 2017، ومعرض مديني أيضاً بغاليري ريمينار 2018، ومعرض ثورة ديسمبر 2019 بجامعة النيلين.
وحالياً سأشارك في معرض جماعي في المملكة العربية السعودية بغاليري تجريد في الرياض وهو معرض يشارك فيه فنانين من دول عربية وأسماء قامة في التشكيل بالوطن العربي سيكون المعرض في نهاية يناير2022.
هذه بعض المعارض التي شاركت فيها حيث لكل معرض ذكرى مختلفة وبالتأكيد إضافة لي ضمن الخبرات الفنية، والمعارض الجماعية هي روح النشاط الفني السائد. بالإضافة لسبعة معارض فردية أقمتها في غاليريهات مختلفة.
** هل يواجه الفن التشكيلي صعوبات في منطقة الشرق وما هي؟
– من خلال ملاحظتي أجد التباين الكبير ما بين جيل الرواد والشباب من ناحية مضمون الأعمال الفنية، والفن التشكيلي في منطقة الشرق يسير بصورة طبيعية وتلقائية بدون تحديات واضحة إذ لابد من وجود رؤية فلسفية وفكرية تؤسس للفن التشكيلي في المنطقة، وليس هنالك خلافاً بإعتبار الهوية واستلهام التراث عند الفنانين الرواد ولكن تجاوز هذه النقطة من قبل الشباب يحتاج لتفكير عميق بعيد عن التأثير الغربي.
فكل الإمكانات متاحة ولكن نقف عند آخر ما توصل إليه التشكيل في منطقة الشرق، فالشباب بحوجة إلى الدعم الكبير من خلال ورش العمل والدعم بواسطة الحكومات في المنطقة بالإضافة إلى إشكالية الحضور النوعي فالتشكيل في غالب الأحيان يكون صفوي في المنطقة ربما يكون دور الإعلام مهماً. والسؤال هنا يظل قائماً حول إمكانية توفر الرؤية الفلسفية والفكرية لفناني المنطقة بعيداً عن ضغوطات التراث وتأثير الغرب والمسألة لا تبدو صعبة من خلال الممارسة المستمرة وحلقات النقاش والندوات التي تقرب للفنانين هذا التحدي.