13 أبريل، 2024 9:20 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. إبراهيم خليل ياسين: الأدب يلمس آلام ومعاناة الناس بمختلف شرائحهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

“إبراهيم خليل ياسين” شاعر وقاص عراقي، أول قصة نشرت له تحت عنوان “صدفة” سنة 1989 في جريدة (العراق)، صدرت له المجموعة القصصية الأولى تحت عنوان (أحلام رمادية) 2004، والمجموعة الثانية (آخر الليل أول الفجر) 2010.

إلى الحوار:

(كتابات) كيف بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • بدأ شغفي بالكتابة منذ وقت مبكر من حياتي، منذ أن أدركت للحرف حجم تتمخض عنه الصور بشتى ألوانها فضلا عما يرسمه من رؤى وأفكار تتسم بالجمال والإثارة، وتعزز اتجاهي نحو الكتابة بعد أن عزلتها بالقراءة المتواصلة للكتب بمختلف أجناسها الأدبية، حيث توزعت قراءتي بين الشعر والقصة والرواية، وأحيانا الأعمال النقدية والبحثية وركزت في قراءتي على ما يتاح لي من روايات عالمية وعربية لكتاب غربيين وعرب وعراقيين، منهم على سبيل المثال لا الحصر “جيمس جويس”، “كولن ولسن”، “سارتر”، “كافكا”، ومن الأدب الروسي قرأت ل”تشيخوف”، “غوغول”، “مكسيم غوركي”، “ديستوفسكي”، ومن الأدب الروائي العربي يأتي في الصدارة الكاتب الكبير “نجيب محفوظ”، “يوسف إدريس”، “يوسف زيدان”، “سلمان فياض”، “محمد ديب”، ومن الأدب العراقي، “محمد خضير”، “فؤاد التكرلي”، و”هشام توفيق الركابي” وقد اقتصرت على ذكر هذه الأسماء هذا لا يعني قراءتي اقتصرت عليهم تحديدا إنما تحسبا من الحديث قد يستغرق طويلا.

(كتابات) لما اتجهت لكتابة القصة القصيرة؟

اتجهت للوهلة الأولى نحو الشعر في الوقت ذاته كنت أمارس كتابة القصة القصيرة، بعد أن أدركت من خلالها أنها أقرب نوافذ المتابعة لما يدور من أحداث تقع هنا وهناك، في ظل زحمة وتشابك ما يقع من مآسي، ووجدت تحت ظلها ما يحفز على قراءة المجتمع على نحو دقيق وبارز وعميق، وقد خرجت بنتائج تؤكد صحة ما ذهبت إليه من دوافع، حيث لمست عن كثب طموحات وألام ومعاناة الناس بمختلف شرائحهم. طيلة الفترة الماضية أنجزت حصيلة لا بأس بها من مجاميع قصصية، ووضعتهم في مجموعتين قصصيتين، والبقية مازالت مخطوطات بانتظار دورها في الإصدار وأتمنى أن يتحقق ذلك في أقرب وقت.

(كتابات) ما هي أبرز الموضوعات في قصصك؟

  • الموضوعات التي تناولتها توزعت بعضها بين السيرة الذاتية  فانطلقت منها إلى مجتمعنا، والبعض الآخر ولجت إلى واقعنا عن كثب وأعني ملامسة أحزانه عن طريق محاكاته، حيث قرأت عمق المأساة والصعوبات في نيل الناس طموحاتهم وما يترتب عن ذلك من معاناة لا تقف عند حد، حيث يسعون إلى تحقيق أمانيهم  بطريقة تكلفهم أحيانا ثمنا باهظا، إن أهم ما يشكل ذروة اهتمام القاص والروائي كيف يتسلل إلى معاناة الناس من حوله ومتى وكيف الخروج بمتن يجعله دقيقا ومؤثرا فيما يكتب؟ وهل استطاع إقناع المتلقي بما توصل إليه، أما اختياري لطريقة السرد فأنا باعتقادي قد مزجت في أسلوبي بين الواقعية واللغة الشعرية، واستخدام الأدوات القصصية المهمة كالفنتازيا يرافقها اللعب بالألفاظ والانزياحات بما يجعل القصة تخرج بثوب شفيف وسلس.

(كتابات) اتجهت لكتابة الشعر ولديك عدة مخطوطات.. كيف يعبر عنك الشعر؟

كسائر نظرائي الشعراء قرأت هموم الناس وأمانيهم وأحلامهم بطريقة متأملة ويقظة تكاد تكون مماثلة لمن سبقني من الشعراء الكبار، بيد إني لم أقلد أو اتبع طريقة لشاعر ما فكتب بما أراه مقنعا لذائقتي الشعرية، وخلال فترة قصيرة كتبت الكثير من النصوص الشعرية ذات النفس النثري المركز، واترك الحكم في معيار ما كتبت للمتلقي هو باعتباره هو الأول والأخير كونه يشكل الواجهة الحقيقية لما نكتب جميعا.

(كتابات) في رأيك على طغت الرواية على الشعر والقصة القصيرة؟

  • بلا أدنى شك أن الرواية قد احتلت مساحة واسعة من الحضور وفي هذا الوقت بالذات تحديدا، وسط زحمة الأجناس الأدبية وكما أظن لا مبرر لهذا الحضور لدى المتلقي لكون جميع الأجناس الأدبية تذهب باتجاه واحد، وهو طرح هموم وآلام وطموحات الناس، وكل جنس يشكل كيانا قائما بذاته، فللشعر دوره والقراءة النقدية دورها وكما للقصة القصيرة دورها وبقية الأجناس لا تقل أدوارها أهمية عن الرواية، وثمة أمر لابد أن أعرج إليه فادعاء الوقت الحاضر أنه عصر الرواية هو عزف منفرد يؤديه البعض ليس إلا.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يمكن الحديث عن نهضة ثقافية؟

  • إن الثقافة العراقية منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت تسير على نحو مشرق، حيث ازدهرت بطريقة تثير الانتباه فيجد القارئ كل الأجناس الأدبية قد وصلت حد من النضوج ما يسر القارئ في أنحاء متفرقة من العالم العربي ولاسيما دول الجوار. وقد أثمر هذا النضوج عن نتاجات كثيرة لاسيما الرواية حيث بلغت رقما مثيرا ومذهلا وعلى صعيد القصة والشعر والنقد وبقية الأجناس الأدبية.

(كتابات) هل واجهتك مشاكل في النشر وما تقييمك للنشر في المنطقة العربية في الوقت الحالي؟

  • لم أجد أية صعوبة في النشر لأنني متواصل منذ وقت طويل مع الصحف اليومية ولي باع طويل في نشر نصوصي، رغم توقفي حاليا عن النشر وقد لمست ذلك من خلال مناشدة محرري الصحف لي بالنشر.

(كتابات) هل فكرت في كتابة رواية ولما؟

  • نعم لقد باشرت في كتابة رواية وقد أنجزت منها فصولا طويلة، وأنا الآن حائر بين التواصل أو العزوف عنها لأسباب تتعلق بطبيعة الرواية وخشية اعتبارها تناص مع روايات أخرى.

(كتابات) في رأيك هل لابد أن يعبر الأدب عن مجتمعه؟

  • بالتأكيد لابد أن يعبر الكاتب بغض النظر عن جنسه الأدبي عن واقع مجتمعه وإلا ما جدوى ما يكتب…؟

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟

  • لم أجد أية صعوبة أبدا.. أما آخر نتاجاتي وتحت الطبع مجموعة شعرية تحت عنوان……..( بيني والرصاصة حلبة للرقص).

نصوص لإبراهيم خليل ياسين..

ظلك عاشق لك

حد الثمالة

يتبعك حيثما تحل

مرحا كنت أم حزينا

دون أن يحتسب لحجم قامتك

ويربأ النظر إليك

إن نلت أم لم تنل

الحد الأدنى من الأناقة

ولا يخوض معك في بقية أجزائك

ولن يتجاذب معك

في ما تدخره من الأشياء

ولن يبادرك بالسؤال

عن عمق تجاربك من عدمها

أحيانا يغادرك مرغما

حين يلعقه حاجز

يتصدى لك هنا وهناك

لا يلبث أن يعود إليك مجددا

في صلابة عودك وهوانك

ويبقى ببقائك مهما

بلغت من العمر

ويلقى حتفه برحيلك.
……

عند نقطة الحبر

تتلوى كل مخاضات الكون

فتمسي براكين وسيولها إعصارا

قد تهدأ  حد السكينة

إن أراد من يدخرها

هو الوحيد من يخبئ

شفراتها في جيوبه السرية

ذلك المتربع في جبين الأبراج

و فوق عروش الأضواء

كل شئ بات محض رهان

أيها اللائذ خلف كوة الانتظار

أملا في العبور إلى ضفاف أخرى

كي ترسم  ما حولك غابات حب

تضج بكل الألوان

إن شحوب فناءك لا يتيح لك

يبقى  ظلا لرفقتك

لذا عليك أن تبلل ذاكرتك

بهاجس الترقب حصرا

ليس إلا

جرح..

“في ليلة ممطرة ولاذعة البرد جرى الرجل المثير للجدل.. مهرولا يبحث عن ملاذ آمن يخبئ نفسه عن عيون بعض من يلاحقه، كان الخوف مهيمنا عليه لدرجة ظل حائرا أي مكان يحتويه…؟ أغلب من طرق أبواب بيوتهم تأتي ردودها تصفق صاعقة شديدة بوجهه، لكنه ما لبث إن أطمئن إلى بيت صغير، فتحت بابه على مصراعيها له، ولج خلسة والارتعاش لم يفارق جسده.

– أرجوك، لا بل أتوسل إليك دعني ألوذ في بيتك هذا.

– تمهل حتى افتح لك الطريق.

– لا تتأخر لئلا…

– ماذا طرأ لك؟

– إنهم يطاردوني!!

– كن مطمئنا، لكن من هؤلاء؟.. وما السبب؟..

– لا أعرف لكنهم مدججون بالأسلحة.

بعد أن خبئه الرجل في أحد الغرف جاء له ببعض الأغطية ثم دعاه للاستلقاء على سرير وحيد منزوي.في خلوة شبه معتمة، بمجرد أن أنعم بالدفء غط في نوم عميق، وعند نهوضه في الصباح جاء له بالفطور، لم يتأخر الرجل المثير للجدل التهم معظمه بتلذذ وشهية، ركز في وجه الرجل الذي مازال محتفيا به، تذكره على الفور قائلا في.سره “نعم إنه هو! ضمن أولئك الأشخاص الذين استدعيتهم إلى مكتبي مقتادا بصحبة بعض رجال الحماية في تلك الليلة، فألقيناه أرضا ثم أمرهم بوسعه ضربا وركلا بأقدامهم حتى أغمي عليه وبقى في المشفى على حالته تلك فترة تجاوزت الأسبوع قبل أن نودعه السجن!!، وبغية الاطمئنان إلى حقيقة ما يساوره من أفكار سأله بهدوء وروية:

– أتعرفني؟

لزم رجل البيت الصمت

-……

كرر الرجل سؤاله لمرات عديدة غير إن ضيفه حرص وبإصرار على سماعه دون الرد عليه خجلا لكنه وجد نفسه رد مضطرا بعد إصراره وبصوت خفيض.

– نعم أعرفك.

قرب الضيف رأسه من الرجل وهمس:

– كيف..؟

– أنا أعرفك جيدا،

– متى وأين..؟

بنبرة هادئة أجاب:

– إنك أحد أبناء محلتنا، وأعرف أين تسكن؟..

– و أنت ماذا تعمل؟

– لدي كشك صغير أسدد منه متطلبات أسرتي!!

عاد الضيف يتساءل خلسة:

– أتذكر كيف تصرفنا معك في ذلك الوقت…؟

– بلى بكل تأكيد….

– مادمت تعرفني لم فتحت بابك لي..؟

-……

لم يجب الرجل بينما الضيف ظل يركز نظراته نحوه باندهاش شديد.

– ……..

وحالما اطمئن الضيف إلى وجه من ضيفه خرج من بيته فيما عصف الهزيمة ظل ينخر فيه بعمق شديد منذ أن التقت عيناه بعينيه، لملم شتاته ثم هرول يسحقه ظل الانكفاء دون أن يفترق عنه.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب