29 مارس، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “أيوب الحجلي” : التصوف وجد له جمهوراً من القراء مؤخراً

Facebook
Twitter
LinkedIn

حاورته – سماح عادل :

“أيوب عطاف الحجلي” كاتب سوري ولد في1981.. وهو حائز على درجة دكتوراه في علم النفس عام 2013، ورئيس تحرير مجلة “حروف” الثقافية السورية منذ عام 2014، وصدر له باللغة العربية (معتقدات مظلمة: “دراسة في التاريخ الديني القديم” 2012، العبادات الآثمة: “دراسة في التاريخ الديني المعاصر” 2012، آلهة الدموع: “رواية اجتماعية” 2013، تحت ظلال النجوم: “مجموعة قصصية” 2015، أبواب الروح السبعة: “رواية صوفية” 2016، الحقيقة السوداء: “دراسة في الميثولوجيا الدينية” 2017، أساطير العالم المفقود: “دراسة في علم النفس الأسطوري” 2017.

حاورته (كتابات) حول إبداعه الثقافي والأدبي..

(كتابات): لك دراسات في التاريخ الديني قديم ومعاصر.. لماذا هذا الشغف بتاريخ الدين ؟

  • اعتبر أن الدين والبعد الروحي هو حالة من الوعي المعرفي وخلاصة تجارب العقل البشري عبر أحقاب ممتدة في القدم.. والتاريخ الديني بشكله العام هو مذكرات الشعوب بما فيها، والمثيولوجيا الرديفة لعلم الدين هي الجانب الخفي من المعرفة الباطنية برموزها وأشكالها المتعددة وعالمها الخلاب، وهذا ما دفعني لخوض هذا العالم بما فيه.

(كتابات): كمختص في علم النفس بماذا استفدت بدراسة الدين والمثيولوجيا ؟

  • لقد استطعت من خلال تخصصي بعلم النفس دراسة الغائب في الأسطورة والتاريخ الأسطوري.. فمن المعروف أن الأسطورة هي تراكم من حضارات تتالت في اتساعها وانتشارها وسعت لوضع أساطيرها لبناء تاريخها الوجداني واستمراره، فساعد علم النفس في سبر أغوار الباطن باعتبار أن الأسطورة صنعة أدبية ببعد روحي بنيت على قواعد قدسية لتسيطر على فكر وأهواء الناس في حينها.

(كتابات): لماذا اتجهت إلى كتابة الأدب.. قصة قصيرة ورواية ؟

  • بما أن الشعوب تتغنى بأدبائها ومفكريها فيجب على كل ممتهن للكتابة أن يختار الجنس الأدبي الذي يستطيع أن يبني من خلاله عالمه الإبداعي الخاص.. وهذا الاختيار يجب أن يكون مدروساً بشكل دقيق، وأجد أني أمتلك الأدوات اللازمة لأن أختار الرواية والقصة القصيرة وأني استطيع أن أشهد ولادة أفكاري وتربيتها وإيصالها للقارئ العزيز دون أي تكلف أو عناء، لأن الرابط الأقوى بين الكاتب وجنسه الأدبي هو الحب لهذا النوع وقدرته على بناء حالة وجدانية أثناء التبحر فيه.

(كتابات): في رواية “أبواب الروح السبعة” تتناول المعرفة الباطنية.. لما ؟

  • “أبواب الروح السبعة” هي تجربة روحية وجدانية مبنية على أساس العرفانية من مبدأ (إعرف نفسك), والذي يعتمد منذ نشأته على الروح ومخزونها الكامل، وبناء فكرتها على قواعد المعرفة الباطنية جعل من هذه التجربة قريبة للعقل وتحاكي الوجدان وتفتح للقارئ أبواباً من المعرفة قد يدركها أو يعيش فيها أو يتلمس من خلالها نوعاً من أنواع الوعي الروحي المتصل مع عرفانية الوجود، وقد تركت له أن ينهي الرواية بطريقته واتجاهه الوجداني الفكري والروحي ليشاركني في متعة فتح الأبواب.

(كتابات): هل يلقى التصوف احتفاء لدى الشباب في الوقت الحالي ؟

  • التصوف بحد ذاته حالة جدلية منذ إن ظهر بشكله المعروف.. وإذا كان قد دخل الأدب فسوف يجد لدى طبقات القراء مهتمين به كأي مادة من المواد الموجودة مثل أدب الرعب والأدب الساخر والأدب الاجتماعي والسياسي والتاريخي وغيره من المواضيع الأدبية العامة، وحقيقة الأمر أن الصوفية والتصوف وجدت لها جمهوراً من القراء الشباب في الآونة الأخيرة وأخذت من اهتمام الكثيرين فأصبحت من المواضيع المهمة والحاضرة في عالم الأدب وفن الرواية تحديداً، وليس في العالم العربي وحسب وإنما في الثقافات الأخرى ويرجع هذا السبب لثراء هذه المادة بالقيم الأخلاقية البعيدة عن التعصب بكل أشكاله.

(كتابات): ما هي الروافد الثقافية التي أثرت في إبداعك ؟

  • طبعاً أولاً اللغة العربية العريقة هي العنصر الأول الذي زرع في مخيلتي بذور الإبداع وعالم الكلمات، فبدأت في رحلتي مع اللغة التي أظهر احترامي لها بكل حرف أكتبه وهذا واجب الابن لتقدير أمه التي أنجبته وأرضعته حتى بلغ أشده، وبعد ذلك الأدب العالمي قديمه وحديثه، حكاية التاريخ والممالك والدول، أساطير الأولين وتجاربهم وأفكارهم المظلمة والنيرة، دراستي وتخصصي في علم النفس ومجاهل العقل البشري، وأيضاً مما رأيت وسمعت وقرأت.

(كتابات): تعيش في ألمانيا هل حياة الغرب أثرت عليك وكيف ؟

  • إني أعيش في مجتمع غربي مختلف عن المجتمع الشرقي ١٨٠ درجة من خلال العادات والتقاليد وأساليب المعيشة، وحقيقة هذا ما جعل عندي حالة من التوازن والتنوع الفريد بالاختلاط مع حضارات غريبة أفكار ومبادئ مختلفة، نظرة جديدة للحياة والإنسان بذاته، هذا ما مكنني من تطوير أفكاري ومنافذ خيالاتي وصقل معارفي من تجربتي المزدوجة هذه.

(كتابات): ما رأيك في حال الثقافة في العالم العربي ؟

  • استطيع أن أتحدث عن الحالة الثقافية في الوطن العربي كقارئ وليس ككاتب.. فأنا أرى أن هناك حالات من الأدب والفكر حققت قفزات مهولة عالمياً وليس عربياً, وبالمقابل هناك حالات قد تؤثر على الأدب العربي برمته، والأمثلة كثيرة مثل تلك الكتابات التي تعتمد على تصورات الأفلام الأجنبية واللغة الركيكة واللهجة المحكية، نحن بحاجة إلى رقابة حقيقية على كل ما ينتج من أعمال أدبية وفكرية, فالجيل الشاب سيتأثر سلباً بالنوعية الرديئة وكلنا مسؤول عن هذا الأمر، فأنا كقارئ من حقي الحصول على الكتاب الجيد مضموناً وشكلاً، مع احترامي لكل التجارب والكتابات دون استثناء.

(كتابات): هل واجهتك صعوبات في طريق إبداعك الثقافي والأدبي ؟

  • كل تجربة لابد أن تحفها المصاعب والكبوات والإخفاقات لتستحق نجاحها.. وأعتقد أن تجربتي لم تكن سهلة بعد أن حققت مجموعة من المؤلفات لدى دور نشر في أغلب البلدان العربية، فالصعوبة هي التي تعطي للنجاح وزنه ولا اعتبر نفسي قد وصلت إلى أي هدف من أهداف مشروعي الفكري والأدبي ولكني أسعى جاهداً لتحقيق ولو جزء يسير من حلمي أو لترك بصمة وأثر جميل في دفتر الأدب، ودائماً أذكر كل العقبات التي مررت بها من ظروف وأشخاص وأشكرهم مخلصاً لأن الفشل هو المعلم الحقيقي للإنسان، وأني أسعى لتحقيق ذاتي من خلال قلمي وإذا لم أصل لما أصبو أكون قد اكتسبت شرف المحاولة والتجربة وأذكر قول الشاعر الكبير “عمر أبو ريشة”:

شرف الوثبة أن ترضي العلا

غلب الواثب أم لم يغلب

(كتابات): ما رأيك في حال النشر وهل النشر الإلكتروني حلاً ناجحاً ؟

  • إن النشر الإلكتروني هو حالة طبيعية في خضم ثورة الاتصالات والعالم الالكتروني (الافتراضي), وإن هذه الدور أتاحت الفرصة الواسعة للقارئ أن يحصل على كتاب حقيقي, وللكاتب أن يجد له جمهوراً واسع الانتشار عبر الانترنت وما فيه، وإذا كانت هناك رقابة حقيقية على دور النشر تفرض معايير جدية باعتبار أن الانتشار أوسع من حدود دولة أو بلد ستكون هذه الخطوة رائدة في العالم العربي.

(كتابات): بما أنك عضو في لجنة تحكيم في جائزة ثقافية ما رأيك في كتابات الشباب ؟

  • بالنسبة للكتاب الشباب فهناك تجارب وكتابات رائدة وجريئة باعتبار أن الكتاب الشباب يستخدمون ثقافتهم الحديثة لتطوير الفن الأدبي، ولكن يجب مراعاة فكرة البناء اللغوي فكلما كان الاهتمام باللغة أكثر كلما كان الباب إلى العالمية أوسع من خلال الترجمات والأدب المقارن ويجب أن تحصل هذه الكتابات على الاهتمام النقدي والأدبي واللغوي لتصل إلى مصاف الإبداع الراقي والعريق.

أما بالنسبة لجائزة “منف”, فهي مبادرة رائعة تستحق التقدير باعتبارها الأولى في الوطن العربي التي تقدم لإصدارات الكتاب الالكترونية، وهي خطوة جريئة وفاعلة في إنشاء جيل جديد من الكتاب ومن القراء, طبعاً مع احتفاظ الكتاب الورقي بمكانته المرموقة دائماً، وإني أرى تجارب راقية وجميلة وتستحق النقد والدراسة والنشر لكتاب شباب، وأطمح أن تكون هناك مجالات عدة للنشر الالكتروني غير الرواية لتضاهي مثيلاتها في الغرب الكبير، فكاتبنا الشاب يستحق أن يأخذ فرصته وقارئنا يستحق أن يحصل على تنوع في مادته الفكرية المقروءة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب