“أمل عامر” شاعرة وقاصة مصرية، بدأت كتابة في أوائل التسعينيات، نشر لها العديد من المجموعات الشعرية بالفصحى والعامية ومجموعات قصصية.
إلى الحوار:
* كيف بدأ شغفك بالكتابة؟
– بداية اهتمامي بالقراءة كانت في التاسعة من عمري وذلك لوجود مكتبة خاصة بعائلتي في المنزل، فقرأت مثلا كتاب “العبرات والنظرات” للمنفلوطى وبعض الكتب الهامة في سن العاشرة. كان شغفي كبير جدا في مطالعة كل ما هو متاح في المكتبة حتى سن الثانية عشر. كان ميلاد قصيدتي الأولى باللغة العربية الفصحى ولكون شقيقتي الكبرى شاعرة وفي وقتها كانت طالبة جامعية يكثر حديثها عن الأمسيات ومشاركتها بأشعارها وحصولها على شهادات تقدير في مسابقات الجامعة، جعلتني أحلم أن أكون مثلها كانت سعادتها كبيرة وهي تقرأ أولى قصائدي وصارت تمدني بالدواوين لقراءتها على شرط ألا أهمل دروسي.
* ماذا تمثل الكتابة لك؟
– الكتابة هي الحياة والمتعة الحقيقية أجدها بعد كتابة أي عمل أدبي، حتى المعاناة الشديدة التي تصاحبني أثناء الكتابة أحبها لحظة مخاض العمل الأدبي، مدهشة حقا.
* ماذا تعني لك الجوائز؟
– حصولي على عدة جوائز نتاج لمجهود ومشوار من التسعينات حتى الآن، وهو تصريح بأهمية مشروعي الإبداعي وكذلك حافز على استمراري في الكتابة، منذ فوز ديواني الأول “الشكمجية” بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية.
* ما رأيك في حال الثقافة في مصر؟
– الثقافة في مصر تعاني من التدهور في كافة المجالات.
* هل واجهتك مشاكل في النشر؟
– عندما فاز ديواني الأول “الشكمجية” كنت أنتظر خروجه للنور بفارغ الصبر لكنه ظل في أدراج الهيئة لمدة ٤ سنوات حتى أصدرت الهيئة سلسلة الجوائز، كنت انتهيت من ديواني الثاني “مساحة دفا” الذي صدر بعد عامين، لكن ديواني الأخير في شعر العامية “سراديب الروح” تقدمت به لهيئة الكتاب عام ٢٠١٠ لكنه صدر عام ٢٠١٤. لذلك يلجأ الكثير من المبدعين للنشر الخاص وهو نافذة لنشر الإبداع في وقت قصير، لكن بعض دور النشر الخاصة لا تهتم بمضمون ومحتوى العمل بل تهتم بالربح المادي مما أنتج إصدارات سيئة للغاية.
* هل تختلف كتابات النساء عن كتابات الرجال وكيف ذلك؟
– لا يوجد إبداع نسائي أو إبداع رجالي يوجد إبداع إنساني، بعيدا عن جنس المبدع، فالشاعر الكبير “نزار قباني” عبر في قصائده عن مشاعر المرأة بكل جرأة وتميز، كذلك الأديب الكبير “إحسان عبد القدوس” في الكثير من رواياته عن أحاسيس الأنثى، وأيضا توجد أعمال لمبدعات تتناول مشاعر الرجل وتتحدث بلسان حاله وتفاصيل حياته اليومية.
* هل خبا نجم الشعر في مواجهة السرد من قصة ورواية ولما؟
– مع الأسف بدأ الشعر في التراجع أمام السرد، رغم وجود الكثير من الإصدارات الجديدة لدواوين الشعر بشقية العامي والفصيح، والعديد من الأمسيات والندوات التي يصدح فيها الشعراء بأعمالهم، إلا أنه زحام ولا أحد، فمبيعات الدواوين الشعرية والإقبال عليها محدود للغاية أمام الرواج الهائل للرواية، الذائقة اختلفت.
* هل هناك فجوة ما بين القراء والكتاب؟
– بالفعل هناك فجوة كبيرة مابين القراء والكتاب لعدة أسباب، منها تعالى بعض المبدعين بإنتاجهم الأدبي على الجمهور، بسرد قصائد غير مفهومة بمفردات غريبة على القارئ. كما أن إبهار السوشيال ميديا خلق جيلا جديدا لا يهتم بالقراءة ويسعى وراء الأخبار والموضوعات التافهة والأغاني والفيديوهات المسفة.
* تكتبين القصة القصيرة أيضا هل فكرت في كتابة رواية؟
– لدى بعض القصص القصيرة الجديدة والتي كتبت بعد صدور مجموعتي القصصية الأولى “الفرصة الأخيرة” حين يكتمل عدد يصلح كمجموعة سأقوم بإصدارها، لم أفكر في كتابة رواية لكن من يدرى ربما أكتب رواية، فالإبداع ليس له ميعاد، يشكل الشعر جزء كبيرا جدا من وجداني وبالطبع لا يستطيع المبدع اختيار ما يكتب فالعمل هو الذي يكتب نفسه.
* ما رأيك في الشاعرات من الأجيال الجديدة؟
– الأجيال الجديدة من الشاعرات لديهن الكثير من التجارب المدهشة والمتميزة من حيث الموضوعات والمفردات والصور، والبعض تتشابهن لدرجة كبيرة خاصة في القصيدة الزجلية.