27 ديسمبر، 2024 10:46 ص

مع كتابات.. أطياف رشيد: خصوصية الحياة في العراق خلقت بيئة غنية بالحكايات

مع كتابات.. أطياف رشيد: خصوصية الحياة في العراق خلقت بيئة غنية بالحكايات

خاص: حاورتها- سماح عادل

“أطياف رشيد مجيد” كاتبة عراقية، من مواليد بغداد 1969، حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة- قسم الفنون المسرحية، وهي عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وعضو في رابطة المرأة العراقية، وعضو منتدى التسامي في رابطة المرأة العراقية، وعضو مؤسس في بيت المسرح. شاركت في  “مهرجان مسرح الشارع”، كركوك العراق ٢٠١٨، و مهرجان “المسرح الصحراوي” في إمارة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة ٢٠١٨. اختير نصها (الإشارة) ليكون ضمن الكتاب الخاص بفعاليات الجناح العراقي في بينالي فينيسبا 2015، والمترجم إلى الانكليزية، ونشر أيضا في موقع جامعة فرانكلين السويسرية ومواقع أدبية أخرى. قدمت لها مسرحيات على الخشبة منها: مسرحية (الرحلة) على خشبة معهد الفنون الجميلة بنات، من إخراج لبنى علاء وتمثيل ملاذ سالم، ومسرحية (الإشارة) في مهرجان ينابيع الشهادة 2016 بعنوان آخر هو (إنعاش) للمخرج “محمد زكي” والذي فاز كعرض متكامل.

صدر لها:

  • (لا أملك أجنحة لكنني أحلم)، مجموعة شعرية، 2007.
  • (ستارة زرقاء شفافة)، نصوص مسرحية، سوريا، 2015.
  • (صالون تجميل)، نصوص مسرحية، بغداد، 2018.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • الشغف بالكتابة بدأ في سنوات مبكرة من عمري، حيث بدأت بكتابة الشعر، إذ كان الشعر ليس فقط وسيلة تعبير فكري وعاطفي بل هو شغف بالحياة وأسلوب مغاير لممارسة الحياة، وتطور بالاستزادة من القراءة والدراسة الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة. ملكة الكتابة تنمو وتتطور عندما تتغذى بالمعرفة والاطلاع على التجارب المحلية والعالمية المترجمة، القراءة المعمقة والمتنوعة مهمة جدا، وأنا كما أحب قراءة المسرح والشعر والرواية تذهلني أيضا كتب السيرة والرحلات بالإضافة إلى الدراسات النقدية، فكل ذاك يشكل تجارب معرفية تغني الفكر والمخيلة.

(كتابات) ما السر وراء هذا التنوع في مجالات الإبداع؟

  • قد تكمن في الرغبة في اكتشاف مساحات مختلفة من التعبير وفضاءات متنوعة للجمال، ولكن في كثير من الأحيان الفكرة والموضوعة هي من تفرض علي أن أكتب في هذا الشكل أو ذاك، الكتابة مغامرة عظيمة، حياة فيها صخب وعنف ومد وجزر، تأخذني مع مدياتها إلى حدود التماهي معها، واللحظة التي انتهي فيها من كتابة نص ما اشعر أني كنت محلقة في سماوات مبهرة، وعدت من طيران بعيد كما النورس “جوناثان” في رواية الكاتب الأمريكي “ريتشارد باخ”.

(كتابات) انت عضو مؤسس في بيت المسرح.. احكي لنا عن بيت المسرح؟

  • بيت المسرح هو جزء من حركة دؤوبة للنشاط المسرحي في العراق، تقدمنا بهذه الفكرة إلى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق مع مجموعة من الزملاء ورئيس بيت المسرح الدكتور “علاء كريم”، ليكون خطوة لتفعيل دور المسرح في مؤسسة عريقة ومهمة كاتحاد الأدباء. قدم البيت فيه شخصيات مسرحية عراقية وعربية تحظى باهتمام النقد، وقدم أيضا عروضا مسرحية قصيرة على منصته. اتحاد الأدباء ممثلا برئيسه الأستاذ “ناجح المعموري” يدعم النشاطات الثقافية المتنوعة لهذا كان وجود بيت المسرح تفاعلا حيا لتنوع الحياة الثقافية والأنشطة الثقافية فيه.

(كتابات)  كيف كان منجزك في مجال المسرح ومنذ البداية وحتى الآن؟

  • اعتقد أني أسير بشكل صحيح في مشروعي المسرحي، ولو كان بطيئا نوعا ما، أنا أحب كتابة النص المسرحي أعيش مع شخصياتي التي أحيك لها عالما متكاملا، وتسحرني الانتقالات بالحوار بين الشخصيات بل حتى فترات الصمت أجد نفسي أعيشها وأتحسسها.

(كتابات) في رأيك هل تراجعت مكانة المسرح في العراق وما هي الأسباب؟

  • عدم استقرار الوضع الأمني في العراق هو أحد أهم الأسباب التي سببت عزل المسرح نسبيا عن متلقيه من عامة الجمهور، ولكن أيضا هذا لا يعني عدم وجود حراك مسرحي، بل بالعكس هناك إصرار كبير على مواصلة انجاز عروض مسرحية لها أهمية كبيرة. المسرح العراقي بتاريخه الأصيل قادر على تقديم الأفضل مجترحا أساليب لها خصوصيتها في تناوله للموضوعات أدبا وإخراجا وتقنيات.

(كتابات) ما هو مهرجان مسرح الشارع كيف نشأ وما هي أهدافه وأنشطته؟

  • مسرح الشارع هو تماس حقيقي بين الممثل والمتلقي واستثمار في أقصى حدوده التواصلية معرفيا وجماليا، وفي العراق تعد أول تجربة حقيقية وناضجة عام١٩٧٣ في مسرحية الاستعراض الكبير من إخراج “سعدي يونس”، ومهرجان مسرح الشارع عام ٢٠١٠ الذي أقيم في السليمانية مدينة “دربندخان” يعد مهرجان مسرح الشارع الأول والأبرز تنظيميا وتقنيا وعروضا.

أنا شاركت في مهرجان مسرح الشارع في كركوك ٢٠١٨ كناقدة وكانت تجربة مميزة من حيث الأعمال المقدمة، لكن فكرة مسرح الشارع تختلف عن فكرة تنظيم المهرجان إذ أن الممثل في مسرح الشارع يأتي إلى المكان/ المفتوح/ شارعا أو مقهى أو حديقة فيبدأ بتقديم عرضه ويلفت انتباه الجمهور بما يقدم من حركات أو أغان أو حوار، فيكسب انتباه الجمهور وتواصله معه، ولهذا فعندما يقام مهرجان لمسرح الشارع هذا يعني أن الجمهور متهيئ ويعلم مسبقا بعرض ما سوف يقدم وهو ما يتعارض مع الفكرة الأساس لعروض الشارع.

(كتابات) ماذا يحقق لك الشعر ولما اتجهت لكتابته؟

  • الشعر كان مساحتي الأولى للتعبير قبل المسرح، لكن المسرح، نقدا وتأليفا، أخذني عن كتابة الشعر.

(كتابات) الكتابة المسرحية النسوية في العراق هل تمتلك خصوصياتها؟

  • بالتأكيد ..أولا خصوصية الحياة في العراق وتأثير الحروب المتلاحقة والأوضاع الأمنية المتردية خلقت بيئة غنية بالحكايات، ثانيا لابد أن تتحلى الروح والذات المبدعة بحساسية عالية وإمكانية واحترافية وخيال في رسم ملامح الشخصيات، وتفعيل الحوار وبناء عالم الحكاية بسلاسة وحرفة.

الكتابة النسوية وهي تعني شقين بحقيقة الأمر الكتابة عن النساء سواء بأقلام الرجال أو النساء.. والكتابة بأقلام النساء عن النساء، أقول أن الكتابة المسرحية على درجة كبيرة من الصعوبة ثم أنها تحتاج إلى أن تخرج عن كونها أدبا إلى التجسيد على خشبة المسرح، فهي تختلف عن الرواية والقصة وحتى الشعر، فهذه الأنواع تصل مباشرة إلى المتلقي وهي أسرع بالوصول بمبدعها للشهرة، ولهذا تعزف كثير من الكاتبات عن كتابة النص المسرحي إلا من شغفت به.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتبة؟

  • الصعوبات كوني كاتبة في ظل ظروفنا الاستثنائية كثيرة ولكن لدي أحلام كبيرة دائما تذلل أمامي هذه الصعوبات.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة