9 أبريل، 2024 12:19 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. أحمد حازم: كلامنا الحالي مرحلة متقدمة من اللغة المصرية القديمة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

أصبح الاهتمام بالحضارة المصرية القديمة غير مقتصر على الدارسين لها أو المختصين بها فقد زاد الاهتمام في السنوات الأخيرة بإحياء مظاهر الحضارة المصرية، والتي ربما لم تمت بالفعل وإنما توارت قليلا وراء مظاهر زائفة وافدة على المجتمع المصري، فهي مستوطنة في الممارسات اليومية وفي الكلام بين الناس بشكل يومي، ويلاحظ ذلك بسهولة كل من يهتم بالتفتيش عن مظاهر الحضارة المصرية القديمة في حياة المصريين اليومية. “أحمد حازم” صاحب شركة تدريب شركات، خريج اقتصاد جامعة القاهرة 1999،  من أحد هؤلاء المهتمين بحضارة أجداده المصريين وقد سعى لدراسة اللغة المصرية القديمة كما أنِشأ صفحة تدعى (مشروع أحمس) ليتشارك مع الناس الكلمات التي يكتشفها من القواميس والتي مازال المصريون يستخدمونها في حياتهم اليومية.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالحضارة المصرية القديمة؟

  • غالبا منذ طفولتي.. أتذكر أنه كان هناك صورة جميلة جدا لقناع “توت عنخ آمون” في البيت، وأنا كنت منبهر بها وأنا طفل.

(كتابات)  هل تعلمت اللغة المصرية القديمة والكتابة الهيروغليفية وكيف فعلت ذلك؟

  • أنا مازلت أتعلم اللغة المصرية القديمة والكتابة الهيروغليفية، وأشارك قراء صفحة (مشروع أحمس) عندما أجد أشياء ملفتة أكثر من العادي وتستطيع مساعدتهم في التعلم..

والدي د. “حازم حسني” دلني على طرف الخيط، و بدأت أتعلم تاريخ اللغة و استمراريتها في كلامنا المعاصر، من كتب أساتذتي أ. “عبد العزيز جمال الدين” و أ. “سامي حرك”، هذه الأسس فتحت لي باب اللغة المصرية القديمة.. بعدها أخذت كورس في “بيت السناري” التابع ل “مكتبة الإسكندرية” و بدأت أدرس وحدي من القواميس و بمتابعة أساتذة آخرين كبار، يمكن أهمهم أ. “أحمد دياب” و د. “شريف السركي”، و أتناقش مع متخصصين و هواة آخرين.. رحلة طويلة لكنها ممتعة و مفيدة..

(كتابات)  صفحة (مشروع أحمس) متى أنشأتها وما الهدف منها؟

  • هذه الصفحة كان هدفها مشاركة خواطري عن مواضيع مختلفة سواء في شغلي أو هواياتي، وأغير اسمها كل فترة حسب أهم اهتماماتي.. “مشروع أحمس” ابتدأ من السنة الفائتة مع زيادة شغفي ب الخط الهيروغليفي، وهدفها تعليمي ترفيهي، كان أصلا أن أراجع الحروف والكلمات المصرية القديمة التي أتعلمها في شكل خفيف يضحك حتى أتذكره بسهولة، وأصدقائي هم الذين كانوا يطلبون مني هذا، حتى يجدوه في مكان سهل الوصول إليه..

والأصدقاء جلبوا أصدقاءهم يا رب أكون عند حسن ظنهم، ولو لم استطع إفادتهم بكلمة جديدة على الأقل يتسلوا بالحواديت و يستمتعون من طريقة العرض..

(كتابات)  ما هي الكتب التي اعتمدت ومازالت عليها للتعرف على اللغة المصرية القديمة؟

  • كتاب “ب نتكلم مصري” ل أ. “سامي حرك” و قاموس الجيب ل أ. “سامح مقار” و قاموس “فايجاس”.

(كتابات) هل حدث تعتيم متعمد وتحريف للحضارة المصرية القديمة من قبل بعض الباحثين الأجانب؟

  • دعينا نقل أن كل أحد منا يرى الدنيا من وجهة نظره.. الأجانب “كتر خيرهم” ساعدوا في فك رموز كثيرة في اللغة المصرية القديمة، و عندما يفهموا حاجة غلط أو يغفلوا بعض النقاط مهما كانت مهمة، علينا نحن أن نكملها و نساعدهم بها..

ممكن رؤية الأمر مثل لو شخص غريب يحكي لي عن جدي، مهما كان يعرف عنه، أكيد هناك تفاصيل لن يستطيع اكتشافها ومعرفتها غير حفيده الذي يعيش في بيته وورث عاداته.. دعينا نقول إننا محتاجين الأجانب ونظرتهم وهم أيضا ممكن يستفيدوا من نظرتنا.. و بالمناسبة الأجانب لم يفكوا كل الرموز هذه وحدهم، إنما بالاستعانة بمصريين و هذا موضوع يعرفه كل المتخصصين..

صفحة مهمة مثل صفحة “حراس الهوية المصرية” (صفحة تعتبر تكملة ل كتاب أستاذنا “سامي حرك” والصفحة الأم الملهمة ل(صفحة أحمس) ليها “بوستات” كتير تبين أن هناك كلمات كثيرة مازلنا نقولها في الريف سواء بحري أو قبلي، والخواجة مازال محتار كيف يترجمها، أو ترجمها خطأ وتوقف.. هو يعمل دوره ونحن نقوم بدورنا..

(كتابات)  يتردد دوما أن اللغة المصرية القديمة هي الأصل وأن لغات كثيرة أخذت منها وخاصة العربية؟

  • مصر أصل أشياء كثيرة جدا في العالم.. لكن دائما هناك آراء و آراء أخرى عكسها.. الأكيد إن هناك كلمات نقولها في كلامنا في الوقت الحالي نظن إنها تنتمي للغة العربية، واكتشف إنها موجودة في اللغة العربية وأيضا في اللغة المصرية القديمة، يعني هي جزء من كلام المصريين من قبل تحدثهم باللغة العربية، وظلت نفس الكلمات من بعد تحدثهم باللغة العربية، غير إنها موجودة في لغات أخرى كثيرة آسيوية وإفريقية وأوربية.. و هذا هو المدهش في الأمر.. التاريخ القديم للغات مبهر.. الانجليز عندما كانوا في الهند اكتشفوا تشابهات كثيرة بين اللغة الإنجليزية والهندية، رغم البعد المكاني، وظلوا يدرسون حتى اقتنعوا إن الإنجليزي من ضمن اللغات التي أصلها هندي قديم.. عائلة اللغات الهندوأوربية..

(كتابات) هل هناك اتجاه لإحياء اللغة المصرية والثقافة المصرية خاصة وسط الشباب؟

  • اسمع هذه الأشياء بطبيعة شغفي واهتمامي باللغة المصرية القديمة.. لكن بحسب معرفتي إنها حالات فردية لا يمكن نسميها اتجاه.. فمثلا كتاب “ب نتكلم مصري” ل أ. “سامي حرك” يبين إن كلامنا الحالي هذا مرحلة متقدمة من اللغة المصرية، يعني اللغة المصرية لا تحتاج إحياء لكن تحتاج عناية و تقدير واعتزاز بيها..

(كتابات) هل ساعد التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي الساعون إلى إحياء اللغة المصرية وكيف ذلك؟

  • التطور التكنولوجي يساعد كل الناس.. “اليوتيوب” و “الفيسبوك” يساعدون في نشر كل شيء، المفيد وغيرالمفيد.. المفيد ب يظل ويبقى، و غير المفيد ينسي مهما أحدث فرقعة في فترة ما..

(كتابات)  ما رأيك في من يصر على أن هويتنا عربية ويهاجم كل إشارة للحضارة المصرية القديمة؟

  • طبعا جزء لا بأس به من هويتنا عربي، لكن من المهم أن نعرف أنه عندما صنف العرب الشعوب، لم يعتبروا المصريين عرب بل صنفوا الشام “عرب مستعربة” وصنفونا “أعاجم”، وحتى الوقت الحالي يقولون أن المصريين لا يجيدون التحدث باللغة العربية..

كما أن الاعتقاد بأن المصريين المسلمين أصلهم عرب هذا كلام غير صحيح لا تاريخيا ولا أنثروبولوجيا.. عندما كنت صغير ووالدي يقوم من على الكرسي كنت أجري لأجلس عليه وأقول ب كل فخر “بقيت بابا”.. وهذا لا يعني أني أصبحت والدي أو تغيرت بمقدار شعرة، و لما أشجع “محمد صلاح” و ألبس التيشيرت بتاعه وأعمل القصة بتاعته هذا لا يجعل مني لا لعيب كورة محترف ولا رافع رأس بلدي في إنجلترا..

لكنه شعور طفولي طبيعي برغبة الانتماء والتشبه بالذين نحبهم.. المشكلة عندما أنسى إني لست والدي ولا صلاح، وتتملكني تهيؤاتي وأوهامي، وأربي أولادي على إنه ينتمي لأحد غيري، وأظن أن الذي افعله هذا يعني تعليمهم أشياء خاطئة..

و طبعا من أسباب هذا تفاخر العرب بالإسلام وكأن كفار مكة الذين عذبوا المسلمين وحاربوا الرسول كانوا أجانب، الطريف أنهم كانوا عرب.. و الرسول نفسه قال لهم: “لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى”..

عكس هذا حدث في قصة فرعون مع سيدنا موسى، جهل العامة ورجال الدين بالتاريخ المصري واستسهال رجال الدين في حكي قصة فرعون للدلالة على نهاية الطغيان بدل قصص كفار قريش، بسبب أن كثير منهم أسلموا بعد فتح مكة جعل العامة في مصر يربطون الكفر والطغيان بقصة فرعون، وكإن سيدنا محمد لم يقابل كفر وطغيان من العرب.. رأيي المختصر أن من يفعل ذلك هم عاقين لجدودهم و لم يقوموا بعمل الواجب الذي عليهم في تحري الحق.. ربنا يهديهم..

(كتابات) هل تعلم اللغة المصرية والتعرف على سمات الحضارة سهل لغير المتخصصين ويمكن اكتسابه بشكل ذاتي دون مؤسسات متخصصة؟

  • في أول طريق التعلم يكون الأمر صعب، بعد ذلك يصبح سهل جدا.. وفي الوقت الحالي أيضا أصبح متوفرا كتب و صفحات على “الفيسبوك” و كورسات ممكن تساعد المهتم بتعلم اللغة المصرية القديمة.. زمان عندما بدأنا وقبلي لما أساتذتي بدءوا بم يكن يوجد إنترنت والكتب كانت قليلة والمحتوى كان معظمه جاف وقليل منه المصري.

في الوقت الحالي أصبح التعلم أكثر سهولة، وأحب أن أقول لمن يرغب في تعلم اللغة المصرية القديمة هذا وقته.. اذهب بيت السناري، تابع الصفحات المهتمة، دور على الانترنت، كمل مع الذي يفيدك واترك الذي يضايقك أو الذي لم تستطع فهمه.. لو بعد ما دورت لم تجد إجابة، اسأل على الجروبات والصفحات.. جروب فيسبوك “نادي اللغة المصرية” ممكن يفيد مثل باقي الصفحات والكتب التي ذكرتها سابقا.. في هذه الجروبات تجد أناس كل أحد متخصص في منطقة ما.. بعد التعلم منهم سوف تجد نفسك مهتم وتبحث بنفسك و تجد أشياء من الممكن أن تعلمها للآخرين..

(كتابات) هل واجهتك صعوبات في محاولة نشر اللغة وهل لك طريقة خاصة في شرح الكلمات؟

  • صعوبات جميلة، مثلا هناك كلمات لم تصدق الناس إنها تنتمي للغة المصرية القديمة من كثرة ما حفظوا إنها تنتمي للغة العربية، أو غير مصدقين جمال تركيبة الكلمة وعمق معناها فظنوا إني أنا الذي اخترع ذلك وادعى انتمائها للغة المصرية القديمة.. و طبعا نقص التمويل يمنعني أن أجهز موقع متخصص أو إني أتفرغ لها..

أنا أشرح اللغة بالحواديت.. أظن هذه طريقة نادرة بعض الشيء بس بتفهم الناس بشكل جيد و تحفظهم دون تعب.. يهمني رأيك ورأي كل اللذين يتابعوا الصفحة ومازلت أطور طريقتي.. لا يهمني مطلقا رأي أحد دخل يوم واحد وانتقد وذهب..

هناك شيء آخر أود قوله وهو  إني أكتب ب”البلدي” و أكتب الحروف مثلما ننطقها، “ز” بدل “ذ” وهكذا.. هذا ليس جهلا مني، هذا تمرين للذي يقرأ لكي يعرف يرى الحروف كيف تتبدل مع الزمن..

وعن كيف أعرف الكلمات المصرية واربطها بما نقوله أنا أستخدم القواميس، افتح القاموس وأقرأ الكلمات كلمة كلمة، بس الطريقة معتمدة على مزج الطريقة التي تعلمتها من أ. “سامي حرك” التي تعلمها من “محسن لطفي السيد”. إذا رفعنا الحرف الهيروغليفي ووضعنا مكانه الحرف العربي كمصرية ستكونين قادرة على تشكيل الكلمة بطريقة غير الخواجة ما شكلها، مثلا (Nut goes of the sky) مكتوبة عندهم كده

“نوت” لكن التاء عندنا “ت و ة” إذن تصبح “نوة”، تلاقينا لسة ب نعمل حساب النوة، زي ما أقول لك “المدير”.. باقي الجملة مفهومة.. المدير جه أسكتي أو طالبك ح يزعق لك.. النوة هي السما.. لو قلت لك “السما” تبقا السما فيها حاجة غريبة.. والمصري لما يسكت تبقا الحاجة وحشة.. بس اتنقلت إن النوة غضبة السما مش السما نفسها.. وده تحريف. والتغيير اللي بيحصل للغة. بالظبط دي طريقة “أ .سامي حرك”.

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب