9 فبراير، 2025 3:53 ص

مع كتابات.. أباذر آدم الطيب: نجح إجماع الشعب على التغيير لكن ما زلنا ننتظر الثمار

مع كتابات.. أباذر آدم الطيب: نجح إجماع الشعب على التغيير لكن ما زلنا ننتظر الثمار

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“أباذر آدم الطيب” كاتب سوداني يعيش في مصر في محافظة السويس ، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان (شجرة المحنة) ومجموعة أخرى قيد الطباعة بعنوان (سوايسة من أم درمان).

إلى الحوار:

** متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– بدأ قلمي يتلمس خطاه منذ نعومة أظافري، وأنا بين الواقع وخطواته المتسارعة أخط وأمحوا، مترددا ما بين الشعر والقصة. هكذا بدأت المسير وبدأت الحياة تعج بضوضائها فكانت أولى قصصي عن الحب وعن الطفولة، مقتبسا من بيئتي إلي أن كتبت عن مجتمعي الكبير وقضاياه. كنت استمتع بعرضها وقراءتها للراغبين وغير الراغبين، إنه الشغف الذي أنتابني. كان الفضل لأسرتي التي دعمتني وأنا أنفق جل وقتي لشراء الكتب ومطالعتها. و القراءة كانت بالنسبة لي متعة حقيقية تغنيك عن العالم الخارجي، تجعلك تنظر بتمعن لكل شيء، ومن الأشياء التي أثقلت تجربتي كنت أتابع الإذاعة السودانية التي تزدحم بالملفات الثقافية، فكان ربوع السودان وعمالقة الفكر السوداني أسمعهم من خلالها، كنت أدون منها مباشرة ما يشدني، هكذا ثقلت التجربة شيئا فشيء.

** في مجموعة (شجرة المحنة) تحكي عن الوطن وعن السجن وعن محنة العمال حدثنا عن ذلك؟

– الوطن هو الحب الأول الخالد لذلك كان لابد أن يأخذ قدرا كبيرا في (شجرة المحنة). في تقديري وطني ملهمي الأول، كنت دائما ما أكتب جملة وأرددها (السودان والتطور عبقرية الحاضر ومجاز المستقبل). وأنا أحلم بها وتحقيقها واقعا إلي يومنا هذا. جعفرية لم يكن إلا لسان حال السودانيين جميعا والواقع المرير لذلك خاطبهم بقوله: (لازم نعمل حاجة مهمة نصحي ضميرنا من الأطماع، نزرع، نصنع، نعمل نخلة بتبني خلية  في تماسك واتحاد).

أما السجن والعمال هما شريحتين لم تجدا الكثير من الاهتمام والتناول، لذلك أردت لفت الانتباه لهما. العامل هو أساس البناء في الأمم هو رأس الرمح الذي لولاه لا يوجد إنتاج ولا اكتفاء ذاتي، إذن لا مقومات للدولة بدون العامل، يجب أن تراعى حقوقه، يجب أن توفر له السبل التي تعينه في شدته. والسجين جزء من هذا المجتمع، له حياته وأسرته، ساقته أقداره للخطأ وعوقب، إذن علينا تقبله وأن لا نذكره بماضيه حتى يكون فردا صالحا وفعالا في المجتمع ويعود لحياته الطبيعية.

** في مجموعة (شجرة المحنة) هل كان الحكي مباشرا عن العالم الثالث ومعانات الفقراء فيه؟

– القاصي والداني يعلم ما تعانيه شعوب العالم الثالث، وما الهجرة غير الشرعية إلا أكبر دليل على هذه المعاناة، ومعسكرات اللجوء والحروب وحرب النزاعات الطائفية وهدر الطاقات واستخدامها لمنافع شخصية. كان لابد من أن أكتب عن هؤلاء الناس المنسيين بين أزقة الحياة ومعاناتهم.  إننا لسنا عالم ثالث فقط بل عالم ثالث وأخير، هناك ملايين المشردين وملايين النازحين تنقصهم أبسط الحقوق، بل تعتبر حلم بالنسبة لهم. كما ذكر ذلك مسعود في (شجرة المحنة) في قصة “الهذيان” موضحا أن السبب لما نعانيه من اختلافات إما أحيانا محاولة لإثبات النفس، وأحيانا أخرى لهذيان الصيادين بنا ومتقدمي صفوفنا.

** في مجموعة (شجرة المحنة) استخدمت العامية السودانية هل كنت تفكر في قارئ غير سوداني أم كان تركيزك علي القارئ السوداني فقط؟

– القراءة تغذية روحية لا أعتقد أن اللهجة السودانية حاجز للقراء غير السودانيين، القارئ في كل مكان يبحث عن الكتاب الذي يدعمه ويسد فراغ الواقع، كما أعتقد ككاتب أن مجتمعي هو من يقدمني للعالمية.

** هل اختلف حال الثقافة في السودان بعد الثورة الشعبية الكبيرة؟

– بالتأكيد بعد التحولات الكبيرة التي شهدتها البلاد لابد أن تسير الثقافة متقدمة، لاسيما أن المثقفين والمبدعين كانوا من قادة الحراك الشعبي الكبير. بتلك الحيوية يعملون بجهدهم الشعبي عسي أن يخرج قمرها ١٤ ويتوسط كبد السماء مغرسا ضوئه و في كل  شبر من تراب الوطن الحبيب.

** في رأيك هل نجحت الثورة السودانية؟

– قال انجلوا ما زلنا لن نتقدم طالما ينظر بعضنا لبعض بالنقص، اللون مثال واللغة والدين، ونحن منصرفون تماما في قضايا ساذجة لا تقي حرا ولا برد. أعتقد نجح إجماع الشعب علي التغيير لكن ما زلنا ننتظر الثمار وأن يلتئم الجرح العميق بجمع الشتات، السائد الآن أن ننتظر أن يجف نبض الحرب تماما وتمتليء الأرض بالزرع ليمتلئ الضرع ويعم السلام ويسكت السلاح إلي الأبد.

**هل يجد الكاتب المبتدئ الدعم في الوسط الثقافي السوداني؟

– نعم يجد الدعم المعنوي في الإطار الاجتماعي لكن ليس هناك جهات رسمية توجه دعما فالثقافة كما بقية مقومات الحياة. لذالك تموت آلاف المواهب قبل بزوغها.

** هل الأدب السوداني مقروء في البلدان المجاورة له؟

– أعتقد أننا لم نفلح في التسويق أو التعريف بمنتوجنا الأدبي والثقافي ككل البلدان من حولنا تعرف كتاب عرفهم العالم أجمع. لكن هناك أمل بأن ينقشع الظلام ويعم نور القمر.

** حدثنا عن مجموعتك القصصية الثانية؟

– هي مجموعة تخرج من رحم معاناة ناقشت قضايا مختلفة مثل (التشرد، التنمر، الهجرة غير الشرعية، التعليم، الصحة)، والأسباب الحرب لعنة الله عليها التي أفشت الجهل والوهن والترهل النفسي والفوارق بين أبناء الشعب الواحد.

** هل تستقي شخصياتك وأحداثك من الواقع في قصصك وهل فكرت في كتابة رواية؟

– نعم الواقعية ممزوجة ببعض الخيال فالواقع يعزز صمته بالخيال ويخرجان مفعمين بالجمال الذي يحسه القارئ بكل تأكيد، فالخيال الذي يرج بالواقع من ذكريات طفولة ونضالات مختلفة في معترك الحياة يتألق، وما الرواية العالمية للروائي العالمي “الطيب صالح” رحمه الله (موسم الهجرة إلي الشمال) إلا دليل. نعم فكرت بل بدأت فعليا في كتابة رواية سيجدها القارئ جميلة إن شاء الله.

رسالة أخيرة؟

– أقول كما قال جعفرية في (شجرة المحنة): (إنما الأمم الأخلاق والعلم هو السلاح والجهد المبذول هو الواقي هيا خفافا وثقال لنبني وطننا متحدين). شكري ومحبتي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة