قصة قصيرة
خاص : بقلم – كرم صابر :
مصر
كنت أسير وراء حمارة يركبها شخصٍ مجهول، أعتقد أنه يعرفني، فجأة وقع من فوق حمارته وأصيب بالشلل.
ناداني، فجريت نحوه، دلكت أقدامه، وفردتها حتى تمكن من السير على قدم واحدة.
وضع إحدى يديه على كتفي وسحب الحمارة باليد الأخرى، وسرنا ببطء بجوار سكة زراعية تلاصق قناة، وتتوسط أرضًا مزروعة برسيم.
ابتسم وهو يُلقي السلام على جيرانه المتجمعين حول رُكية النار، وسمعتهم يقولون: لحقه قبل موته الفطيس أبن المحظوظة.
تجاهل تلقيحهم واقترب من كومة سبّخ، وقفز فوق حمارته وضحك من قلبه.
كنت أرغب في سؤاله عن اسمه، لكن الحمارة رمحت، وجرت ناحية سوق مملوء بالمواشي، فجريت خلفه كأني مُكلف بحمايته.
نزل بتروٍّ، وترجل مع حمارته ناحية التجار، وجلس وسطهم يفاوضهم، فاتجهتُ ناحية امرأة تبيع عصيرًا لأخفف عن بطني القيظ.
ناولتني المرأة كوب ليمون يمتليء عن آخره، وحلفتْ بأغلظ الإيمان ألا تأخذ ثمنه، فوجدته يمُّد يده من خلفي ويُسلمها قطعًا فضية، ويأخذني بحضنه قائلاً: أرجوك لا تتركني وحيدًا في هذه الحياة.