24 نوفمبر، 2024 10:34 م
Search
Close this search box.

معرض “ملتقي البرلس” في دورته الثامنة.. تجربة ممتعة واستخدام خامات من البيئة

معرض “ملتقي البرلس” في دورته الثامنة.. تجربة ممتعة واستخدام خامات من البيئة

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تم مؤخرا افتتاح الموسم الثامن لمعرض «مراكب البرلس الفني»، بقاعة «آزاد» بالزمالك. تنظمه مؤسسة الفنان التشكيلي “عبد الوهاب عبد المحسن للثقافة والفنون والتنمية” بقرية البرلس بمحافظة كفر الشيخ، ويشهد كل عام تجمع فنانين مصريين وأجانب خلال فعاليات الملتقى السنوي.

يتفرد ملتقى البرلس بدعوة فنانين من مصر ودول أخرى إلى منطقة البرلس والرسم على المراكب التي تشتهر بها المنطقة. إضافة إلى تجميل منازل وحوائط القرية من قبل الفنانين المشاركين. وبعد انتهاء مدة الملتقى يتم تجميع أعمال الفنانين المشاركين في معرض فني بالقاهرة. حتى يتمكن أكبر عدد من الجمهور من رؤية أعمالهم الفنية التي شاركوا بها في الملتقى.

البهجة..

صرحت الفنانة التشكيلية “إيمان عزت”، قوميسير المعرض ومشاركة به أيضا: ” المعرض هذا العام مختلف، حيث لم ندشن الملتقى في البرلس بمحافظة كفر الشيخ كما في الأعوام السابقة، وذلك بسبب جائحة كورونا، حتى أنه هذا العام لا توجد مشاركات أجنبية سوى فنانة واحدة وتقيم بالقاهرة”.

وتضيف: “عمل الفنانون في مراسمهم الخاصة على مراكبهم الصغيرة، والتي تعد نموذجا مصغرًا لمراكب البرلس الشهيرة. وقد حرصنا بالرغم من الظروف الراهنة أن نحافظ على استمرار الفعالية. ونستعد حاليًا لتنظيم الدورة التاسعة من الملتقى في محافظة كفر الشيخ مطلع نوفمبر القادم. أشارك في الملتقى بمركب “البهجة”. حيث تعمدت أن يكون تصميم المركب الخاص بي مبهجا، ولأني أعشق رسم الطبيعة، فقد انعكس ذلك على تصميم مركبي، واستخدمت الألوان الترابية المستوحاة من لون الأرض والطين، التي تخرج منها الورود والأزهار بألوانها الزاهية، وتطير حولها الفراشات المبهجة بألوانها الجميلة”.

 

التجربة ممتعة..

وقال  الفنان التشكيلي “أحمد سنبل”، مدرس بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، عن مشاركته الأولى في الملتقى: “تلقيت دعوة من مؤسسة عبد الوهاب للمشاركة في ملتقى البرلس للرسم على الحوائط  والمراكب لهذا العام. وأعتقد أنه بات جزءا من خارطة الفعاليات الفنية المهمة التي تقام في مصر.

الملتقى استطاع خلال سنوات قليلة أن يجذب العديد من الفنانين المصريين والعرب والأجانب من الدول الأوروبية. وما يميز ملتقى البرلس هو ‏الخروج بالفن التشكيلي، من قاعات العرض إلى شوارع القرية وخلق حالة من التفاعل، بين السكان والفنانين. ‏وهو بلا شك يقدم  في ذلك رسالة جمالية وحضارية وتنموية دائمة ومستمرة. ‏

في الدورات السابقة لملتقى البرلس كان الحظ الأوفر للمشاركين لأنهم كانوا متواجدين في القرية، ويقومون بتنفيذ أعمالهم الفنية على الجدران وعلى المراكب وسط السكان والأطفال. وهي تجربة بالتأكيد تركت أثرًا إيجابيًا كبيرًا على الفنان وعلى الأهالي بالطبع”.

ويضيف: “هذا العام  تأتى مشاركة الفنانين من خلال الرسم على نماذج المراكب الخشبية. وهي تجربة جديدة بالنسبة لي من حيث التعامل مع سطح المركب المجسم، وإيجاد أفضل الحلول المناسبة تصميميا وجماليا. نفذت العمل على نموذج خشبي لمركب صغير. وقد اخترت في تصميم العمل استغلال مساحة قلب القارب، في تصوير بورتريه جانبي لفتاة، مع توزيع عدد من القوارب الصغيرة بألوان مختلفة على باقي سطح المركب.

وقد استوحيت التصميم من أعمال معرضي (صورة شخصية للنهر) والذي كانت العلاقة المباشرة بين القوارب والأشخاص أهم مفرداته. ولا يسعني إلا القول بأن التجربة ممتعة والمشاركة في حدث مثل هذا أسعدتني كثيرًا خاصة وقد زرت قرية البرلس عدة مرات بشكل شخصي مع أصدقاء من الفنانين، ومع مجموعات من طلاب الفنون. وأتمنى أن يستمر الملتقى وأن يعود بكامل فعالياته في الدورات القادمة”.

 

 

استخدام خامات مختلفة من البيئة..

وتقول الفنانة التشكيلية “سماء يحي”، التي تشارك في الملتقى هذا العام، للمرة الثانية: “سعيدة بمشاركتي في المعرض هذا العام وقمت من قبل بالمشاركة في قرية البرلس بالرسم على جدران وحوائط منازل القرية. إضافة إلى الرسم على مركب بالحجم الطبيعي، وكانت بالفعل تجربة ممتعة من خلال ورش العمل المشتركة. لكن هذا لعام اقتصرت مشاركتي وباقي الفنانين من خلال نماذج لمراكب صغيرة، نقوم بتنفيذها في مراسمنا الخاصة، تشبه بشكل كبير جدًا مراكب البرلس الشهيرة”.

وتضيف: “تعد تجربتي مختلفة بعض الشيء. فأنا أعمل على تجميع الأشياء واستخدامات خامات مختلفة من البيئة. حيث استخدام العروق الخشبية القديمة وأسقف المنازل وغيرها من خامات البيئة، لتكوين تركيبة نحتية، لافتة أنها استخدمت ذلك خلال مشاركتها الأولى.

استوحيت فكرة التصميم هذا العام من فكرة التكامل بين الرجل والمرأة والتي شاهدتها في منطقة البرلس. فالرجل هناك يذهب للصيد، في حين تجلس المرأة لبيع ما يأتي به، في تكامل واضح. فهذا مضمون الحياة في البرلس.

كما أن الصياد رجل، والمركبة مؤنث. لذا تعمدت تلوين المركب باللون البني الغامق المحمر بعض الشيئ، وهو اللون الذي كان يلون به المصري القديم الرجل، والذي يدل على سمرة الشمس وأثرها على لون جسم الرجل. واستخدمت مجسمات من العروسة والحصان تعبيرًا عن تكامل الرجل والمرأة، فهو مركب خير وفرح.

رسمت ما يأتي به الصياد من البحر ويعلقه على أبواب منزله مثل نجمة البحر، حصان البحر وغيرها. وهذا العمل بالنسبة لي منحوتة متكاملة مثل المركب فهو أيضًا عمل نحتي في الأساس. وقد راعيت أيضًا المحافظة على إظهار عناصر المكان، من بشر وشجر وبحر ومراكب، كون العمل معبر عن حالة وفكرة. حيث يعكس شخصية المكان وفكرة الملتقى من الأساس الذي يهدف إلى تسليط الضوء على منطقة البرلس وما تتميز به من خصوصية”.

صيد السمك عنوان الرزق والحياة..

يقول الفنان إبراهيم البريدي، عن مشاركته الثالثة في الملتقى: ” ارسم على مركب في التجربة الحالية. لكن مشاركتي السابقة كانت من خلال إقامة ورشة لتعليم الرسم بالمرج خيط باستخدام قصاقيص القماش، في منطقة البرلس على هامش الملتقى هناك.

هذا العام قمت بالرسم على المركب باستخدام أسلوبي الخاص. وهي تجربة جديدة لي حيث أنفذها لأول مرة. وكان تحدي أن أنفذ التصميم من خلال الرسم بالقماش على الخشب بدون خياطة.

وتدور فكرة تصميم المركب حول صيد السمك عنوان الرزق والحياة. بجانب إظهار أمواج البحر الجميلة، من خلال تكوينات لونيه شديدة الثراء، باستخدام قصاقيص الأقمشة الملونة، كما جعلت الأسماك الملونة تحيط بالمركب”.

ويؤكد: “سيكون المركب الخاص بي مختلفا عن باقي الأعمال بالمعرض. حيث إن معظم الأعمال المعروضة من جميع المشاركين منفذة بألوان الأكليريك أو ألوان الزيت المتعارف عليها. لذا فإنني انتظر رد فعل الجمهور والمشاهد لتجربتي الخاصة، وبالطبع أشعر بسعادة بالغة بمشاركتي في هذا المعرض وسط تلك الكوكبة الكبيرة من الفنانين المصريين. وأن تعُرض تجربتي وسط العديد من الأساليب المختلفة والمتنوعة لهم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة