27 ديسمبر، 2024 2:30 م

“معرض الكتاب الإلكتروني العربي”.. منفذ خروج من تسليع الثقافة

“معرض الكتاب الإلكتروني العربي”.. منفذ خروج من تسليع الثقافة

كتبت – سماح عادل  :

أصبحت شبكة الإنترنت مع تطورها المتلاحق والمستمر الآن من أهم وسائل التواصل بين البشر في العالم.. وبالنسبة للمنطقة العربية ازداد عدد المتفاعلين مع شبكة الإنترنت خلال العقد الأخير بصورة كبيرة، وكثرت المنتديات والمواقع التي تبيح تداول الكتب الإلكترونية، بعد تصويرها عن كتب ورقية مطبوعة، ثم انتشرت دور نشر ومواقع تهتم فقط بالنشر الإلكتروني للإنتاج الأدبي والفكري للشباب، بدعوى محاربة إستغلال دور النشر لهم ومكافحة تسليع الثقافة.. وكانت مبادرة معرض الكتاب الإلكتروني إحدى المبادرات الهامة التي سعت لخلق عالم موازي لعالم الثقافة الورقي والذي من أهم قواعد تنظيمه التعامل مع الثقافة كسلعة خاضعة للعرض والطلب.

جاءت فكرة إنشاء اول معرض للكتاب الإلكتروني بمبادرة من دار “حروف منثورة للنشر الإلكتروني المصرية”، التي حرصت (كتابات) على إجراء حديث مطول مع مديرها الروائي الشاب “مروان محمد”، لرصد بدايات الفكرة وفاعليات المعرض ومدى فرص نجاحه داخل الاوساط الثقافية العربية عامة والمجتمع المصري خاصة..

ولادة الفكرة
في البداية يشرح “مروان” كيفية ولادة الفكرة مؤكداً على انه “جاءت الفكرة منذ العام الفائت 2016، وتم الترتيب لفعاليات الدورة الأولى من معرض الكتاب الإلكتروني في شهر كانون ثان/يناير 2016، وأنطلق المعرض في الأول من شهر آذار/مارس 2016 واستمر عشرة أيام، بمشاركة أربعة دور نشر إلكترونية فقط من “مصر وفلسطين”، وكان المنظم والمستضيف لكل فعاليات معرض الكتاب في دورته الأولى موقع دار حروف منثورة”.

الروائي مروان محمد

وابتداء من الدورة الثانية لمعرض الكتاب الإلكتروني، والتي أنطلقت هذا العام 2017 بداية من الخامس عشر من شباط/فبراير وحتى أخر الشهر، تم تخصيص موقع خاص بمعرض الكتاب الإلكتروني من تصميم دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني، وشارك في المعرض خلال دورته الثانية إحدى عشر دار نشر إلكترونية، من “مصر واليمن وفلسطين والجزائر”، مع استمرار تنظيمه من قبل نفس الدار.

فعاليات ثقافية “أون لاين”
اما عن فاعليات المعرض الإلكتروني، فاوضح مدير الدار المنظمة في حديثه لـ”كتابات”، انه يمكن لزائر موقع معرض الكتاب الإلكتروني أن يتجول بين اجنحة إحدى عشر دار نشر إلكترونية ليطلع على إصداراتهم المجانية، والمتاحة للجمهور بدون مقابل، كما يمكنه أيضاً التواصل مع كل دور النشر، وفي إستطاعة الزائر حضور جميع الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية للمعرض، والتي تحدث كل يوم بداية من اول ايام المعرض حتى اخر يوم ختامه برعاية دور النشر المشاركة، وتأتي هذه الفعاليات في شكل:

“ندوات أدبية وثقافية “أون لاين”.. يتم إجرائها جميعاً من خلال صفحة “الإيفنت” الخاصة بالمعرض على “فيس بوك”، وأيضاً هناك حفلات تكريم لعدد من الشخصيات الأدبية الشابة ذات الإصدارات الورقية والإلكترونية مثل كاتب الرعب محمد عصمت والكاتبة منال سالم والكاتبة منى لطفي، بجانب حفلات توقيع لكتب عدد من كتّاب دور النشر المشاركة في المعرض، مثل حفل توقيع الكاتبة آية ناصر الإلكتروني لدار حكاوي وحفلتين توقيع إلكتروني لدار حروف منثورة لكاتبة الرعب منال عبد الحميد والكاتب السوري محمد كرزون، بالإضافة إلى وجود الخيمة الفنية التي تضم عدد من المواهب الذين يعرضون فيديوهات لهم، يستعرضون فيها مواهبهم أمام زائر الموقع، سواء كانت موهبة غنائية أو تمثيل أو إلقاء شعر”.

مشيراً إلى ان المعرض قد حقق في يومه السابع 1500 زائر، “ولا نعتبر هذا رقم كبير، ولكن نعتبره رقم معقول نظراً لحداثة الفكرة على الوطن العربي إجمالاً، وغرابتها لدى الكثيرين وأنها تبدو غير مفهومة، ولكنها شيئاً فشيئاً تتضح أكثر، مع استمرار معرض الكتاب الإلكتروني بشكل سنوي. نحن نعتبر هذا العدد مبشراً جداً نظراً لإنعدام أية فرصة لحملات إعلانية ممولة من قبل المشاركين في المعرض، لأن جميع الجهود تطوعية بالكامل”.

فكرة عربية خالصة
عن مدي أصالة فكرة معرض الكتاب الإلكتروني ووالدتها من العقلية العربية لخدمة ثقافة المجتمعات العربية، يقر مدير الدار المنظمة للمعرض.. “أقول بكل وضوح أننا لم نتأثر في هذه الفكرة بأية فكرة غربية، وأننا نعتبرها فكرة عربية خالصة، وعلى حد علمي الشخصي لم أسمع بوجود معرض إلكتروني غربي للكتاب، ولكن مؤكد أنهم سبقونا إلى ذلك ولكنها راودتنا بدون الإستلهام من الغرب”.

مؤكداً في حديثه لـ”كتابات”، على بعض الكتاب المعروفين قد ابدوا تعاونهم مع فكرة المعرض بالإضافة إلى بعض آخر من الكتاب والروائيين غير المعروفين، “ويمكن أن نقول أن هذه المبادرة تلقى ترحاب وإقبال أكثر من فئة الكتّاب الشباب غير المعروفين وهي ليست مرتبطة بفئة الشباب وحدهم، ولكنها مرتبطة أكثر بالكتّاب غير المعروفين إعلامياً، وإذا أخذنا دار حروف منثورة كمثال، يوجد لديها عدد من الكتّاب المعروفين أو شبه المعروفين شاركوا بأعمالهم في المعرض التي نشرت من خلال الدار، مثل “الكاتبة صفاء حسين العجماوي، الكاتبة إنجى مطاوع، الكاتبة إيمان الدواخل، الكاتب محمد الدواخلي، الكاتبة منال عبد الحميد” وغيرهم من هذه الفئة من الكتّاب الذين لديهم كتب ورقية بالإضافة إلى كتب إلكترونية”.

كما تقول مدير دار حكاوينا للنشر الإلكتروني “ميرفت البلتاجي” لـ(كتابات): “أننا كدور نشر نأمل في العام القادم أن نقدم أفضل ما عندنا.. مازال لدينا حلم أن نعمم تجربة المعرض الإلكتروني وأن يصبح في مثل ضخامة حدث معرض الكتاب الورقي”.

مضيفة أن “الدور المشاركة بذلت جهوداً متواصلة منذ شهور في الإعداد لهذا الحدث، وأن مكسب هذه الدور الحقيقي هو زيادة عدد القراء للكتب الإلكترونية التي تصدر”.

وعن سؤالها عن هدف هذه المبادرة وهدف دور النشر الإلكترونية بنشر كتب تعرض مجاناً للمتصفحين على شبكة الإنترنت قالت: “كل دور النشر الالكترونية قائمة على جهود تطوعية، ونحن لا نسعى إلى الربح المادي وإنما نسعى إلى نشر الثقافة، وتوفير منابر للكتاب الشباب الذين لا يملكون أموالاً لنشر أعمالهم رغم تمتعهم بالموهبة، وأن يكون النشر الإلكتروني منبر ثقافي موازي للنشر الثقافي الورقي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة