خاص: إعداد- سماح عادل
انطلقت مؤخرا فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد 2021، في الفترة ما بين 8 ديسمبر حتى 18 ديسمبر 2021، وبالمشاركة مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار وبالتنسيق مع جمعية الناشرين في العراق. في دورته الثانية يوم 9 ديسمبر – کانون الأول 2021 بمشاركة 300 دار نشر محلية وعربية وعدد من الكتاب والمفكرين. افتتحه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي برفقة أمين بغداد “علاء معن”. تحت شعار «النخلة والجيران» المأخوذ من عنوان رواية للكاتب العراقي غائب طعمة فرمان إذ حملت الدورة الثانية اسمه.
وقد أعلنت الجهة المنظمة للمعرض على موقعها أهداف المعرض كالتالي:
– إحياء الثقافة كحركة وعي.
– تحويل معارض الكتب إلى فرصة للمرجعيات الثقافية لاستعادة دورها وتأثيرها.
– تشجيع الناشرين والمؤسسات الثقافية على توسيع حركة النشر والترجمة.
– تأمين إجراء لقاءات وحوارات بين الناشرين والقارئ.
– تحقيق أكثر أشكال التعاون بين الناشرين والكتاب.
– تأمين الفرصة للتفاعل والتواصل بين مبدعين ومستهلكي إبداعاتهم.
– إطلاق مختلف المبادرات ومنها الفرق والنوادي وبيوت الثقافة لتكريس تقاليد القراءة.
– تعزيز الثقة والتواصل بين مؤسسات النشر المختلفة والمنظمات والمؤسسات كافة، الثقافية والتربوية والعلمية وغيرها.
يفتح المعرض أبوابه في تمام الساعة 10 صباحا ويستمر إلى الساعة الثامنة مساء خلال الأحد عشر يومًا، ويتضمن عشرات الفعاليات الفنية والثقافية والإعلامية، من ضمنها أمسيات الرقص الشعبي والغناء والشعر، بالإضافة إلى طاولات حوارية وندوات في موضوعات متنوعة، كما ستشارك فيه، عشرات الشخصيات الفنية والثقافية العراقية والعربية.
يحتوي المعرض على عدد كبير من الكتب، تتناول مختلف مجالات واهتمامات القارئ، تقدم دار المحروسة من مصر هذا العام (أفيون وبنادق) للكاتب المصري “صلاح عيسى”، وهي تتحدث عن قصة حياة “محمد محمود منصور” الشهير بخُط الصعيد، صياد السمك، الفقير وهي سيرة اجتماعية وسياسية لخط الصعيد الذي دوّخ ثلاث حكومات، وتتناول دراسة ظاهرة أولاد الليل التي ظهرت في مصر أيام العهد الملكي، وتتناول كيف تحول صياد السمك هذا إلى عالم الإجرام.
كما حضر الكاتب المصري “إبراهيم عيسى” وحضرت روايته (دم على النهد) التي تقدمها دار الكرمة من مصر، والرواية تدور أحداثها عن الصحفية “مي الجبالي”، وكيف يقودها السبق الصحفي والبحث عنه إلى الجلوس أمام سفاح من السفاحين، وهذا الأخير وبدافع ما يحكي لهذه الصحفية عن أسرار لم يبح بها أمام التحقيق، تدفعها اعترافاته هذه إلى الذهاب باتجاه المزيد من الشك في اعتقاداتها وهو ما يجعل حياتها في خطر.
وعن دار مسكيلياني من تونس تقدم رواية (متجر المنتحرين) للفرنسي “جان تولي”، رواية تتحدث عن هذا المتجر وما فيه من شخصيات وأفكار، هذه الأفكار من شأنها أن تدين الإنسان، وتحذر من زمن آخر، المتجر هذا يقدم أدوات انتحار، ولكن هذا ظاهرها فقط، في عمقها وجوهرها دعوة إلى مزيد من البحث عن الحلول والترياق كما يصفها كاتبها.
ورواية “التانكي” للكاتبة العراقية “عالية ممدوح”، تقدمها منشورات المتوسط ودخلت في القائمة النهائية القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020 (جائزة بوكر العربية)، رواية تغوص في المجتمع العراقي وانفعالاته وخيباته، يقول عنها “جان نايف هاشم” بأنها “رواية نسوية، بطلتها امرأة تؤدي دوراً في مجتمعها، تتأثر به وتؤثّر فيه، وهي رواية “نفسية” أيضاً، وظّفت فيها الكاتبة إلمامها بعالم النفس البشرية وأمراضها، عبر استعادة حياة بطلتها وتسليط الضوء على المؤثرات العائلية والمجتمعية والإنسانية والسياسية التي كونت شخصيّتها وقادتها للجنون”.
الندوات..
جدول الندوات كان دسما ولا يخلو من العناوين المهمة والتي نوقشت بحرص كبير ودقة عالية من قبل المتحدثين بغية توصيل آرائهم ومعلوماتهم بصورة دقيقة. البداية كانت مع ندوة “غائب والمدينة” حيث صورة بغداد التي لم تفارق الكاتب في رواياته، إذ تحدث في ذلك الناقد “د.جمال العتابي”، والناقدة “د.نادية العزاوي” والكاتب ومستشار رئيس الوزراء “د.حسين الهنداوي”، فيما أدارها الروائي “حميد المختار”.
الندوة التي تلتها كانت بعنوان “السرد تحديث للتاريخ” وحاضر فيها الناقد “فاضل ثامر” والناقدة “د.نادية هناوي” وأدارها الناقد “د.أحمد الظفيري”.
وجاء الدور على الكتاب والحديث عن كيفية “كسب الكتاب لجمهوره في العراق والوطن العربي حيث الشاعر “فارس حرام” والكاتب “محمد غازي الأخرس” وبإدارة مميزة من قبل الكاتب “خضير فليح الزيدي”.
وهناك ندوات تخص الانتخابات والنقاشات المستمرة التي خيض بها في جدوى أقامتها من عدمها، إذ تجدد تواجد مستشار رئيس الوزراء “د.حسين الهنداوي” فيها، والقيادي السابق في الحزب الشيوعي العراقي “د.جاسم الحلفي” وأدارها أستاذ العلوم السياسية “د.أثير الجاسور”.
العمارة العراقية الحديثة والتشوه البصري..
أقيمت في خيمة الندوات ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، ندوة “العمارة العراقية الحديثة والتشوه البصري”، حاضر فيها الأساتذة ميسون الدملوجي ود.معتز عناد غزوان ود.بلال سمير، فيما أدارها د.محمد الصوفي.
وفي بداية الندوة ذكرت السيدة ميسون الدملوجي أن “القوانين العراقية لا تختلف عن القوانين في بريطانيا، بل على العكس، هي مبنية على القوانين البريطانية في أصلها، لكن المشكلة في التطبيق، هناك مشكلة تتمثل بعلاقة المجتمع مع الأبنية التراثية ومع الأبنية الحديثة وما نراه اليوم من تشوهات”، مبينة أن “المبنى الذي تحافظ عليه لابد أن تكون لك علاقة به، ورغبة بأن تحافظ على هذا المبنى، وأن لا يكون عضوا جامدا في المدينة، وإنما حيويا في استخدامه، وهذا الأمر غير موجود، والذي يمتلك مبنى تراثيا يشعر بأنه عبء عليه ويحاول أن يتخلص منه بأية وسيلة ليصبح مبنى ذي فائدة مادية”.
وأضافت، أن “القيمة الجمالية في بالعمل ليست العنصر الوحيد الذي يحتاج إلى صيانته، هناك نسيج متكامل يعكس أسلوب وطراز حياة في فترة معينة علينا أن نحافظ عليه، وما يحدث أحيانا أننا نحافظ على بيت واحد والشارع والدربونة كلها مهدمة، فالمبنى لا يعني شيئا بمعزل عن الإطار الذي يحيطه.
ما نراه من تشويهات (الايكوبوند وغيره) يعكس المجتمع نفسه، وان يقبل النظر إلى هكذا تشوهات، فالعمارة قضية أخلاقية، فلا يمكن أن نعمل بناء على أرض مساحتها 100 متر وتكون فيها أعمدة ومرمر وكأنها البيت الأبيض، وهذا الأمر يحدث كل يوم في أرقى مناطق بغداد والمناطق الشعبية أيضا”، مشيرة إلى أن “المعمار يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الأمر، ففي أكثر الأحيان الزبون يعتمد على المعمار ويستمع لمشورته”.
رافدٌ لإغناء حاضنة الحضارات بغداد..
ووفقا لموقع المعرض على شبكة الانترنت يعد معرض العراق الدولي للكتاب رافدٌ لإغناء حاضنة الحضارات بغداد، بتنويع روافدها، حيث أن بغداد عاصمة البلاد بماضيها الحضاري، وحاضرها، تستحق أن تكون حاضنة رائدة لعشرات دور النشر والمنظمات الثقافية ومئات المكتبات، والمنتديات الثقافية والفنية في بغداد والمحافظات العراقية من دون استثناء. وسيكون من باب إثراء الحركة الثقافية، وتوسيع دائرة نشاطاتها وبشكل خاص تنظيم أكثر من معرض كتابٍ فيها، دون تقاطع أو تعارض بينها، بما يعزز مساهمتها في إشاعة عادة القراءة وتداول الكتاب وتيسيره بكل الوسائل، وهو ما يتطلب تضافر إمكانياتٍ تفوق كل ما هو قائمٌ حتى الآن.
وتعبر الجهة المنظمة للمعرض عن احتفاءها بالمعرض مصرحة على موقع المعرض الالكتروني: “أن المدى تجد من مسؤوليتها التأكيد على التزامها بوضع خبرتها وامكانياتها تحت تصرف كل الفعاليات الثقافية، والتعاون مع من يسعون لإغناء الحركة الثقافية ونشطائها. وإذ تطلق مبادرتها هذه، فهي تؤكد مجدداً، أنها تحرص على أن تكون رافداً من روافد الثقافة، مكملة لدور من سبقها ومن يلحق بها وهي تسعى لتأصيل دورها في الحركة الثقافية، وإغنائها بدعم كل جهدٍ يشاركها ذات الأهداف.
وإذ تؤكد مؤسسة المدى الطابع غير الربحي لمعرض العراق الدولي للكتاب في كلٍ من بغداد والبصرة وأربيل، تعلن أنها ستخصص ما يدخلها من وارد بعد إطفاء النفقات لتزويد الجامعات الحكومية والمكتبات العامة بالكتب والإصدارات العراقية والعربية والأجنبية، كما ستخصص جزء من تلك الموارد لدعم الفعاليات والأنشطة الثقافية للمثقفين ومنظماتهم، وستنشر كتاباً يومياً في إطار مشروع كتاب مع جريدة مجاناً مع ملحق المدى في المعرض”.