29 مارس، 2024 9:51 ص
Search
Close this search box.

مصادر غير موثوقة

Facebook
Twitter
LinkedIn

عرض: وليد خالد احمد
الكتاب الذي نحن بصدد مراجعته عن طبعته الانكليزية الصادرة في الولايات المتحدة عام 1991، لمؤلفيه الامريكيان مارتين لي و نورمان سولومون ، فضحا فيه العلاقة العضوية بين المصالح الاقتصادية واحتكارية الاعلام من قبل الشركات الكبرى . فقد اشار المؤلفان في بداية الكتاب الى اسطورة ان الاعلام ملتزم وفوق ذلك كله يبحث عن الحقيقة ويعلنها مهما كان الثمن تواجه تحدياً من الواقع الذي يؤكد ان الاعلام شركة مساهمة ومعظم وسائل الاعلام يتم تمويلها عن طريق الاعلانات او ممولين فمن الذي يدفع لوسائل الاعلام ( كذا ) بليون دولار كل سنة في الولايات المتحدة الامريكية ، بل ان شركات الاعلام هي نفسها من الشركات التي تدر الملايين او البلايين سنوياً .
وينقل المؤلفان عن باكديكيان ـــ العميد السابق لمدرسة الصحافة بجامعة كاليفورنيا ـــ قوله :- ان خمسين شركة احتكارية كبرى قبل احداث 2 / اب / 1991 ، في الخليج ، تتحكم في النشاط الاعلامي ، وتقلصت بسبب الاندماج والاستحواذ الى اقل من عشرين احتكاراً بعد عام 1991 .
وتنبأ ريتشارد مونرو ـــ الرئيس المساهم لاحتكار تايم ـــ وارنر :- ان العدد سيتقلص الى نصف الموجود خلال السنوات الخمس الاولى من القرن الواحد والعشرين ليس في امريكا فقط بل في العالم كله . ويؤكد باكديكيان ايضاً :- ان الشركات المعلنة تتحكم في مضمون الاعلام والبرامج الثقافية . فيذكر المؤلفان ان الشركات التي تقدم الاخبار هي نفسها تشارك في صياغة الاخبار قبل ان تصبح اخباراً بالرغم من ان شركات الاعلام لا تعترف بهذا ، والدليل على ذلك ان شركة NBC تمتلكها شركة GENERAL ELECTRIC التي تعد واحدة من اكبر المتعهدين العسكريين في الولايات المتحدة حيث تقوم هذه الشركة بتصميم وصناعة او تزويد بقطع الغيار تقريباً كل انظمة الاسلحة الامريكية .
لقد باتت آلية الاعلام وقدرتها التقنية العالية وبرامجها المصنعة بطريقة انتقائية موجهة ، تضطلع بدور متميز في استراتيجيات المحتكرين واداة لصياغة الوعي حقيقياً ام مزيفاً .
وقد تنبهت اغلب البلدان منذ عقد السبعينيات من القرن العشرين لخطورة تأثير محتكروا الاعلام على مستقبلها السياسي والاجتماعي . فهذا الاعلام يقدم اكثر من 85% من البرامج الاعلامية / الثقافية التي تصوغ وعي شعوب هذه البلدان وبالتالي تقرر موقفها وعاداتها وقيمها وتوجهاتها ، فهي تركز جهودها على تقديم صورة نمطية للكون والحياة تتطابق مع الاستراتيجية الكونية للاحتكارات الصناعية والاعلامية .
ان غايات هذه الاحتكاريات تتمثل في نشاطاتها عابرة الجنسية في مجالات الثقافة والاقتصاد .. فهي تنكر حقوق الشعوب في هذه البلدان وتكثف جهودها الاعلامية الرامية الى اخضاعها لهيمنة السوق الرأسمالية وآلياتها حيث تلعب المصالح المالية الضخمة دوراً هائلاً في تقرير ما نشاهده وما لا نشاهده على شاشات التلفاز .
وقد اورد الكتاب نتائج استفتاء اجري بين كُتّاب السيناريوهات في امريكا ، تبين منه ان 86% منهم ذكروا انهم يعرفون من التجربة الشخصية ان برامج التسلية تخضع لرقابة المؤسسات الراعية لها .
فمن الجوانب الاخرى في الاعلام الامريكي ، انه تسيطر عليه التسلية والترفيه التي يغلب عليها طابع العنف والجنس والتلاعب المتعمد في التغيير السريع للصور والاصوات بحيث لا تترك للمشاهد الفرصة للتفكير . وطغيان التسلية على الاهتمام بالامور الجدية الى ان اصبح الامريكي اقل مستوى في الرياضيات من امثاله اسبانيا او كندا او بريطانيا .. وعرف عن التلفزيون مثلاً الاهتمام بقضايا صغيرة وجعلها هي القضية الرئيسة في كل نشرات الاخبار ..
ويكشف المؤلفان النقاب عن امتلاك شركة General Electric لشبكة تلفزيون NBC ، والشركة من اضخم احتكارات التجمع الصناعي ـــ العسكري في امريكا . فهو صمم وصنع وورد القطع واعمال الصيانة لكل نظام حربي استخدمته امريكا في عدوانها على العراق عام 1991 . ولذا نشطت شبكة NBC في الدعاية لفاعلية هذه الاسلحة ودقتها في اصابة الهدف ، كما لو ان اهدافها حشرات تجارب وليسوا بشراً .
وترتبط الشبكتان التلفزيونيتان الاخريان ABC و CBS بتجمعات اخرى من التجمع الصناعي ـــ العسكري . ويعمل في مجالس اداراتها مدراء تنفيذيون لهذه الاحتكارات ومحامون وممولون وموظفون حكوميون سابقون .. يمثلون اضخم البنوك والشركات الامريكية وشركات نفطية وزراعية وتأمين .. وترتبط صحيفة ( نيويورك تايمز ) اكبر الصحف اليومية بعلاقات مع صناعات نووية . وهذا سبب دعمها غير المحدود للاسلحة النووية والمحطات النووية .
ويحضر في اجتماعات وجلسات مجلس العلاقات الخارجية الذي يصنع السياسات الدولية لامريكا ممثلون عن مجالس ادارات وسائل الاعلام الكبرى . وبذا تتضح معالم التجمع الصناعي ـــ العسكري ـــ الاعلامي الذي يقرر مجمل السياسة الكونية والمحلية لامريكا ، وهو الذي يقرر مصائر السياسيين ويصنع رؤساء الولايات المتحدة الامريكية .
وتوزع ( C.I.A ) عملاءها على الصحف واجهزة الاعلام ، ولديها كادر مختص في ( فبركة ) الاخبار والتعليقات وتوزيعها داخل الولايات المتحدة وعلى نطاق العالم .
وقد اشار المؤلفان الى التغطية الصحفية او التلفزيونية او الاذاعية للاخبار وان هذه التغطية تميل الى جانب وجهة النظر الحكومية ، حتى انهما احصيا ما ينتجه البيت الابيض من افلام فوجدا انه يتفوق على هوليود . ففي دراسة قام بها المؤلفان على كل من صحيفتي الواشنطن بوست والنيويورك تايمز ( 2850 مقالة ) وجدا ان 78% من الاخبار مصدرها مسؤول رسمي . وقد نقل المؤلفان عن Walter Kaep من مجلة Harper’s Magazine قوله :- ان الغالبية العظمى من القصص الاخبارية مبنية على مصادر رسمية ، اي معلومات مصدرها رجال الكونغرس او مساعدوا الرئيس او سياسيون . وصرح دونالدسون من شركة ABC بأننا كقاعدة ان لم نكن خدم لدى السلطة فأننا على الاقل اخوة دم .. وفي نهاية النهار ننتهي بقصة قريبة من رواية البيت الابيض .
ان تبيان العلاقة العضوية بين الاعلام الاحتكاري الامريكي والنشاطات والفعاليات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ، يكشف زيف ادعاء الغرب بحرية الاعلام ويفضح الكذب والتزوير والتلفيق في موضوعات الاعلام والثقافة ، ويفضح كذلك المضمون الايديولوجي الصارخ للرسالة الاعلامية الثقافية الواردة في امريكا ام في غيرها من البلدان الرأسمالية .
واستطاع هذا الاعلام ان يغلف انحيازه الايديولوجي وتبعيته للمصالح المالية الكبرى بقناع الحرية التعددية الشكلية ، وبهذا القناع ستر اعلام الاحتكار الامريكي على لا موضوعيته وافتقاره الى التحري بل وتعمده نشر الاكاذيب والتلفيقات في خدمة الرأسمال العالمي ومغامراته الكونية والتغطية على جرائمه ..
يقول المؤلفان في كتابهما : ان وسائل الاعلام الامريكية تصنع الاخبار ولا تنقلها . انها تقيم الاخبار وتقرر اي الاخبار يمكن تغطيتها وايها تهملها .. اي الملاحظات التي لا حصر لها مما تواجه الصحفي ينبغي التركيز عليها .. واي الحقائق تورد في القصة الصحفية .. واي الاخبار تندرج في الفقرة الاولى .. واي قصة تنشر على الصفحة الاولى .. وايها يدفن او يرمى في سلة المهملات .. وما من شيء من هذا يخضع للقرار الموضوعي .
وتتكشف بين الحين والآخر التلفيقات المفبركة في مواد الاعلام الامريكي لغايات ايدولوجية واستراتيجية ، فقد اندمجت مع الحملات الاعلامية ـــ الثقافية لاحتكارية الاعلام ، دعاية ، الامن القومي ، السلام العالمي ، سباق التسلح .. مع تشويه صورة الآخر .. وكذلك مع التستر على آلية عمل السوق الرأسمالية العالمية بالدعاية المحفزة لشعوب آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية .. وتبرير تخلفها وتبعيتها بعوامل بيولوجية وراثية او صفات عرقية بحيث بدا التخلف والتبعية قدراً لا فكاك فيه بالنسبة لشعوب هذه القارات .
الى جانب ذلك ، فقد تعرضت هذه الشعوب لحملات من الحرب النفسية تضمنت دعاية للعنف وحق القوة الجسدية او الذهنية او المالية في الهيمنة ، وللمخدرات والجنس واشكال الفساد والنهب القرصني ( القرصنة ) ، واستخدام التلفزيون اداة لنقل وترويج هذه القيم وتخدير الوعي بالثقافة الاستهلاكية الهابطة وقيمها المنحطة ، بعد ان هيأتها نفسياً لهذه الثقافة انماط العمل والمعيشة التي افرزها اقتصاد التبعية والتخلف في البلدان النامية .
ازاء هذا التنسيق بين النشاط الاعلامي والثقافي واستراتيجية الاحتكارات الامريكية ، يتضح دور ومضمون ورسالة الرد المضاد من جانب ثقافة التقدم واعلامه . فهذا الاعلام مطالب بكشف الحقائق خلف اكداس الاكاذيب والتزييف مدافعاً عن ايديولوجيا التقدم .
وهذا يتطلب تقديم اجابات على الاسئلة الصعبة التي طرحتها متغيرات ارض الواقع .. والتحلي بالجرأة في ممارسة النقد الذاتي وتبيان اوجه القصور في النشاطات الثقافية والفكرية لقوى التقدم وتطوير الجوانب المعرفية للفكر الوطني والقومي عن طريق الاستغراق في دراسة الواقع المادي والنفسي والاجتماعي وتحليله كما هو على حقيقته . فأنتاج المعرفة بالواقع المتشكل تاريخياً والكشف عن عوامل الضعف والقوة فيه مهمة صعبة ومعقدة ولكنها ضرورية يجب ان تضطلع بها صحافة القوى التقدمية واعلامها .
ان ازمة الحياة الفكرية في وطننا العربي كامنة في قصور الفكر عن البحث والتحليل والتركيب واقتصاره على التأمل ونقل الافكار المعبرة عن سيرورات اجتماعية مختلفة ، وامتلاك الواقع عن طريق معرفته يشكل المخرج من هذه الازمة .
كما ان تخليص الجماهير العربية من الاحباطات والانكسارات المتولدة عن فشل بعض التجارب الوطنية المقرون بتأثيرات ثقافة ( الامريكانية ) وحربها النفسية يحتفظ بأهمية فائقة في هذه الظروف التي تتطلب تعبئة الجماهير والاستناد اليها لمجابهة التحديات .
وفي عصر يتعاظم فيه دور وسائل الاتصال الجماهيري في عمليات التغيير والتطور الاجتماعي، لابد من التصدي للحرب النفسية المضادة بثقافة التنمية المادية والبشرية الثقافية التي تحترم حق الانسان في المعرفة وتحرره من الخرافة وتنمي قدرته على التفكير ومهاراته التقنية كشرط لتنمية الاقتصاد الوطني واقامة مجتمع حر تحترم فيه حقوق الانسان وسلطة القانون والمؤسسات الديمقراطية . فمن حق الناس الوصول الى صورة موضوعية للواقع عن طريق اعلام دقيق شامل عبر مختلف المصادر ووسائل الاعلام المتاحة ، وكذلك الحق في التعبير عن الذات وممارسة دور فاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية .
ان دعم وتطوير الديمقراطية وحرية التعبير للافراد والجماعات يعزز الوحدة الاجتماعية وينمي ثقة المواطن بنفسه وبمجتمعه واعتزازه الوطني مما يحد من تأثير الدعايات الخارجية وبالذات دعايات الاحتكارية الامريكية وحروبها النفسية . كما انه يبدد اثر الدعاية العنصرية للرأسمالية الامريكية ويبين في الممارسة العملية قدرة كل شعب على امتلاك المعرفة والابداع في مجالات التنمية المادية والثقافية الى جانب ذلك فأحترام حقوق الافراد وكرامتهم في اي مجتمع انما يرفع من هيبة ذلك المجتمع في المحافل الدولية ويزيد عن ثقله النوعي في العلاقات الدولية .
والصحافة الوطنية الحقة مطالبة برفع الاحتجاج ضد اي انتهاك لهذه المبادئ الديمقراطية في الحياة الاجتماعية والوقوف بجانب حق الرأي الآخر في التعبير عن نفسه اذا ما التزم بالنهج الديمقراطي وبالتعددية وبحوار الاراء من غير اكراه او عنف .
وبهذا الصدد فأن الاستقامة المبدئية والتماسك يتطلب من الصحافة الوطنية اتخاذ موقف نقدي ازاء مظاهر العنف الاستبدادي ، وفي التعامل مع التراث القومي الفكري ، ومن خلال رفض قيم الاستبداد والتسلط وامتهان مكانة الفرد وخاصة الفرد المنتج ، يجري استنهاض قامات الجماهير وترسيخ قيم الكرامة الانسانية والقومية في المجتمعات العربية .
ان النفسية الاجتماعية مازالت ذاك اللاقط الذاتي الذي يقرر رفض او قبول هذا النسق الفكري او ذاك ، هذا التوجه السياسي او نقيضه مازالت ـــ اي النفسية الاجتماعية ـــ ظاهرة مجهولة لدى اغلب المثقفين .
فكل خطاب يتوجه الى نفسية اجتماعية مركبة من عناصر معرفية واخرى ظرفية ترسبت تلقائياً عبر العصور ومع تعاقب الاجيال ترسخت في الوعي كمسلمات .
وغالباً ما تكون عناصر النفسية الاجتماعية متناقضة يطفو بعضها في ظروف وملابسات ، ويترسب في اللاوعي عناصر اخرى .
وفي ظروف الانكسار والاحباط تتلون النفسية الاجتماعية بمزاج مستلب يهب نفسه لخطاب عدمي او لا يكترث بدور الجماهير وطاقاتها في العمليات الاجتماعية . اما الثقافة الوطنية ، فتستنهض وتستحث عناصر النفسية الاجتماعية المتميزة بالتحدي والمبادرات العملية والمشاركة في سيرورات النهوض وعمليات التغيير التقدمي . وفي هذه العملية تستحضر الاصول القيمة في التراث القومي والدين المشتملة على العناصر العقلانية والانسانية وتتفاعل معها افكار الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والتحرر والتنمية الاجتماعية في الصراع ضد الظلامية والتخلف والتبعية .
ان للاعلام الوطني ـــ الشعبي والرسمي ـــ دوراً حيوياً في الصراع الدائر فوق وطننا العربي ضد التحديات الخارجية ممثلة في التحالف الغربي وضد عوامل التخلف والظلامية .
وفي هذا الصراع يحارب الاعلام الوطني ضد الثقافة الغربية المتدفقة عبر ارقى منجزات التقنيات فوق المتقدمة وضد عوامل التخلف في الوعي الاجتماعي . وظلت علاقة التحالف والمساندة المتبادلة قائمة طوال اكثر من قرن مضى بين عاملي التحدي ..
وتواجه الثقافة الوطنية في هذه المرحلة العصيبة استحقاقات التطبيع الاقتصادي والثقافي مع اسرائيل ، وهي استحقاقات قد تكلف المثقفين والاعلاميين ( التقدميين ) غالياً ان لم يتصدوا لها بمسؤولية عالية وبمنهجية علمية.
وحري بالثقافة الوطنية في هذه المرحلة ان تكف عن استجابات الرفض او القبول والمراوحة عند افكار تجريدية تأملية او مطالب مطلقة لا تلقى الاستجابة لدى الجماهير العربية سيما وهي في هذه المرحلة تعاني مرارة الانكسار والاحباط .
فألى اي مدى سترتفع الجهود الاعلامية والفكرية لتنوير الجماهير بالعمليات والتداعيات المترتبة عن المتغيرات التي تجري على اراضيهم ؟
الى اي مدى ستمضي هذه الجهود مع تطورات الاحداث وترصد وتتفهم وتحلل وتطرح المهمات العملية التي تمكن الجماهير من التحكم بالاحداث وتسيطر على توجهاتها ؟
الى اي مدى ستتعامل مع معيار النظرية والممارسة الفاعلة ؟ تختبر من خلاله نجاعة الفكر وتستنبط في الوقت نفسه الفكر العملي والممارسة ؟
هل سينجح اعلامنا ومؤسساتنا الثقافية في تحصين الكيان الحضاري القومي بوجه فيروسات ثقافة الاستهلاك والعدمية ويحافظ على الذاكرة الحضارية من عوامل التداعي والاستلاب ؟
هل سينتشل الجماهير العربية من حالة الاحباط والقهر ويحولها الى قوى بناء وتقدم وتنمية ؟
نحن نقف على عتبة انعطاف على واقع لم يخطر على اكثر التخيلات جنوحاً ، واقع لا تنفع فيه الافكار المعلبة والاراء الجاهزة والمطلقات والمسلمات ، واقع يحتاج الى جهود البحث والتحليل وحوار الاراء المتعددة وجدل الفكر والممارسة العملية ومخاطبة المدارك والعقل في الانسان والجماعات .
ثمة نقطة اخيرة اوردها الكتاب ، ان بعض الصحف تقوم بين الحين والآخر بايقاف بعض كتابها لانهم ازعجوا بعض المسؤولين ، فمن ذلك ان صحيفة نيويورك تايمز قد اعلنت ان الكاتب Sydney Schanberg الذي كان يكتب مقالتين اسبوعياً في صفحة الرأي قد طلب اليه قبول مهمة اخرى في الصحيفة لم يتم تحديدها بعد . وقد اشرح احد الصحافيين الامر بأن Schanberg كان يتناول موضوعات مثل : المشردين والجرحى والاصابات التي تحدث في صفوف العمال بسبب طمع المقاولين الكبار والمصرفيين واعمدة السلطة الاخرى . وقد ازعجت مقالاته بعض المسؤولين في الصحيفة ، كما ان من جعلهم هدفاً لنقده صاحوا بصوت مرتفع وبدون انذار . وفي احد الايام أمر الكاتب بالتوقف .
الكتاب يستحق القراءة لما فيه من حقائق عن الاعلام الغربي والامريكي على وجه الخصوص الذي طالما ملأ الدنيا ضجيجاً بأنه افضل اعلام في الدنيا وانه اعلام حر . فهل ظهر في الغرب من رد على مثل هذا الكتاب . لاننا يجب ان لا نسلم بكل ما فيه ، ولكنه على الاقل بحث علمي يحتاج الى متخصصين لفحصه ودراسته .
*الكتاب :-
Unreliable Sources : A Guide to Detecting Bias in New Media , Martin Lee and Norman Solomon , Carol Publishing Group , New York , 1991.
[email protected]
[email protected]

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب