12 فبراير، 2025 6:09 م

مشروع إم كي ألترا.. سعت أمريكا إلى التحكم في عقول الناس لتحقيق أغراضها

مشروع إم كي ألترا.. سعت أمريكا إلى التحكم في عقول الناس لتحقيق أغراضها

 

خاص: إعداد- سماح عادل

مشروع إم كي ألترا هو اسم برنامج غير قانوني للتجارب على البشر ، تابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وكان الهدف من التجارب على البشر تحديد وتطوير العقاقير والإجراءات التي تُستخدم في عمليات الاستجواب والتعذيب، من أجل إضعاف الفرد وانتزاع الاعترافات من خلال السيطرة على العقل. وقد أدارت المشروع شعبة الاستخبارات العلمية التابعة لوكالة المخابرات المركزية، وكان المشروع بالتنسيق مع شعبة العمليات الخاصة من الكتيبة الكيميائية في الجيش الأمريكي.

نظريات المؤامرة..

في تقرير نشر على موقع “بيج ثينك” ترجمته إلى العربية “عبير الوكيل” يقول في المقدمة: “تعد وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه»، مركزًا لمنظِّري المؤامرة، وربما تحمل شرفًا مشكوكًا في استحقاقه، كونها مصدرَ معظم نظريات المؤامرة التي تحققت في نهاية المطاف، وفي حين أن بعض نظريات المؤامرة التي تدور حول «سي آي إيه» ليست سوى تخمينات غير قائمة على دليل، إلا أن القليل منها حقيقي تماما وموثّق جيدا، من ضمنها مشروع ذو مزايا علمية ضئيلة، ومخاوف أخلاقية معتبرة يدعى مشروع «MKUltra– إم كي ألترا»”.

ويضيف التقرير: “في الخمسينيات والستينيات اختبرت «سي آي إيه» عقار «LSD» على مواطنين أمريكيين، ومشروع «إم كي ألترا» هو الاسم الرمزي لسلسلة من الأبحاث حول المواد والتقنيات والإجراءات الطبية المتعلقة بإخضاع العقول، كان الهدف من المشروع هو تطوير أمصال الحقيقة، وعقاقير السيطرة على العقول، وتحديد المواد الكيميائية والطرق التي يمكن الاستعانة بها في حالات التعذيب، والإرباك، والتجسس، بدأت هذه التجارب عام 1953، وتم تقليص مجالها ببطء خلال العشرين عاما التالية، قبل أن يتم إيقافها عام 1973”.

وعن ما قامت به «سي آي إيه» يذكر التقرير: “أن مجموعة متنوعة من التجارب قد أجريت على الأفراد الآمنين الذين خضعوا للدراسة بهدف فهم آثار العقاقير القوية، وعادةً ما كانت تتم هذه التجارب بالتعاون مع المستشفيات والجامعات التي ادعت في ما بعد أنها لم تكن على علمٍ بالهدف من تلك التجارب، وقد شارك ما لا يقل عن 86 من الجامعات والمعاهد في توفير مواد الاختبار، وإدارة التجارب”.

ذروة منتصف الليل..

ويحكي التقرير عن نموذج لإحدى هذه التجارب التي سميت بعملية «ذروة منتصف الليل»: “في هذه التجربة تمت الاستعانة ببائعات الهوى المدرجات في سجلات «سي آي إيه»، اللاتي قمن باستدراج زبائنهن إلى مخابئ حيث قمن بإعطائهم عقار «LSD»، بينما يقوم عملاء المخابرات بملاحظة وتسجيل تأثير العقار في الضحايا غير المدركين من خلال زجاجٍ يسمح بالرؤية من جهة واحدة.

كما اعتاد عملاء «سي آي إيه» على تخدير بعضهم البعض في أوقات العمل، وفي عطلات نهاية الأسبوع إلى الحد الذي تحولت فيه مناورات «LSD» العشوائية لمعرفة تأثير العقار في الأفراد غير المدركين، إلى مخاطرة في مكان العمل، وقد تسبب ذلك في حالة وفاة واحدة على الأقل عندما طور أحد الأفراد سلوكيات ذهانية حادة بعد إعطائه العقار، وعلى الرغم من ترجيح اعتبار الموت حادثة أو انتحارا، إلا أن احتمالية كونه جريمة قتلٍ مطروح كذلك”.

ويشير التقرير إلى: “إجراء تجارب أخرى تم فيها حرمان الأفراد من حواسهم، وتنويمهم مغناطيسيًّا، وتعريضهم للإيذاء النفسي، وإعطاؤهم موادا ذات أثر نفسي، كالإكستاسي المعروف طبيًّا باسم «MDMA»، ونبات السلفيا، وفطر السيلوسيبين، ومزيجٍ من الباربيتورات والأمفيتامين، وذلك لتهدئتهم قبل إعطائهم دفعة كبيرة من مخدرٍ؛ أملًا في انتزاع أسرارهم”.

ويوضح التقرير على من أجريت هذه التجارب: “خضع لهذه التجارب، المتطوعون من الطلاب، والمرضى في المستشفيات العقلية، والمساجين سواء تطوعوا لذلك أم لا، كما خضع لها مدمنو المخدرات لقاء مزيد من المخدرات، وأُجريت كذلك على أشخاص عشوائيين، بالإضافة إلى عملاء «سي آي إيه» الذين لم يحالفهم الحظ، كما ذكر التقرير.

وكان الكاتب «كين كيسي» من الذين تطوعوا للتجارب عندما كان طالبا في جامعة «ستانفورد»، وقد عمل لاحقا على هذه التجارب في كتابه «One Flew Over the Cuckoo’s Nest– أحدهم طار فوق عش الوقواق»، كما كان منجذبًا بشدة لاستخدام مخدر «LSD»، الذي استضاف حفلات لتناوله في منزله عرفت بـ«Acid Tests– اختبارات الحمض»، كما أدخله إلى الثقافة المضادة.

ويُظن أيضًا أن «تيد كازينسكي»، المعروف باسم «Unabomber»، كان جزءًا من مشروع «إم كي ألترا» عندما شارك في سلسلة من التجارب في جامعة هارفارد، والتي تعرض فيها للإساءة اللفظية، والاستخفاف بمعتقداته الشخصية، ونكرر هنا أن هذا ظن على الأرجح، بالرغم من إشارة مصادر عديدة إلى احتمال ذلك”.

وعن مدى نجاح تلك التجارب يخبرنا التقرير: “نجحت بعض هذه التجارب، لكن معظمها باء بالفشل، فبينما استطاعت بعض العقاقير جعل الأفراد الخاضعين للاختبارات أكثر قابلية للإقناع أو الإذعان، إلا أن أمصال الحقيقة، ووسائل التعذيب الفعالة التي أرادتها وكالة المخابرات المركزية لم تكن ضمن تلك العقاقير، يضاف إلى ذلك أنه مع تعقيد الأمر كان البحث غير علميٍّ للغاية في بعض الأحيان، وكان قدر كبير من البيانات محدود الاستخدام.

في أحيان كثيرة أتت التجارب بنتائج عكسية من نواح عدة، فقد أتاحت للثقافة المضادة الوصول إلى مخدر «LSD» لتأخذه معها إلى الطريق المعاكس، وقد ذهب «جون لينون» إلى حد السخرية من وكالة المخابرات المركزية في أحد اللقاءات قائلا: «علينا أن نتذكر دائما أن نشكر وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، والجيش على (LSD)، هذا ما ينساه الناس، فقد ابتكروا (LSD) للسيطرة على الناس، وكان ما فعلوه أن منحونا الحرية»”.

غسيل العقول الوحشي..

في مقالة بعنوان (برنامج غسيل الأدمغة الوحشي) كتب “لؤي عواضة”: “هل تريد أن تعلم كيف تستطيع المخابرات الأميركية صناعة الأحداث العالمية عبر ما يعرف بالإرهاب العالمي دون لفت الأنظار إليهم؟ وكيفية صناعة منظمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة, ومليشيات مسلحة خاصة مثل بلاك واتر قادرين على خدمة المشروع الأميركي التوسعي في أرجاء المعمورة؟. وكيفية إدارة رجال مبرمجين قادرين على القيام بعمليات الانتحارية, وكيفية توجيه جنود عقائديين مستعدين لتضحية بأنفسهم في سبيل خدمة المشروع الأميركي؟.

أم ك ألترا هو مشروع سري ومفصلي في تاريخ أميركا الإرهابي, وبالتالي علاقة أميركا بالعالم, تم ابتكاره من قبل وكالة السي أي أيه, لغسيل الدماغ وإفراغه من المعلومات السابقة, وإعادة وضع معلومات جديدة فيه لسيطرة على الأفراد (الضحايا), ومن الممكن السيطرة على تصرفات الفرد (الضحية) الذي خضع لبرنامج أم ك ألترا عن بعد, عند استعمال اتصال هاتفي, أو عبر إرسال شيفرة سرية معينة له, أو أعطائه أنواع  معينة من المخدرات الكيميائية, مما يدفع هذا الشخص إلى تنفيذ ما يطلب منه من قبل السي أي أيه من أعمال إرهابية, مثل القتل, تفجير أماكن معينة, عمليات تجسس, أو حتى أعمال سياسية ذات منفعة للسياسة الأميركية الخارجية.

ومن الممكن أن يكون من تم برمجته وفق برنامج أم ك ألترا من الطبقة السياسية الحاكمة في أي دولة في العالم (جراء دراسة هذه الشخصية في أميركا), ويكون عرضة للسيطرة الأميركية عبر تلاعبهم بوظائف الخلايا الدماغية لتلك الشخصية, أو عن طريق الابتزاز جراء أدلة موثقة تدل على تعاون هذه الشخصية مباشرة مع المخابرات الأميركية أو تورطه بأعمال إباحية مخلة بالآداب”.

ويواصل: ” كان الهدف الأول لأميركا من برنامج أم ك ألترا ضرب المعسكر الشيوعي أثناء الحرب الباردة, لهذا بدأت التجارب عليه في الخمسينيات من القرن الماضي على مرضى (المشاكل النفسية) من كندا والولايات المتحدة الأميركية دون علمهم, وتم العمل به في الستينيات. بعد رفع السرية عن مشروع أم ك ألترا, أشارت المعلومات أن المشروع ينطوي على استخدام منهجيات لمعالجة العديد من الحالات الذهنية الفردية, وتغيير وظائف الدماغ, بما في ذلك إدارة الجلسات العلاجية بإعطاء المريض الأدوية, والمواد الكيميائية الأخرى خلسة. إضافة إلى عزله, التنويم المغناطيسي, الحرمان الحسي, الإيذاء اللفظي والجنسي”.

وعن كشف المشروع يوضح: “تم الكشف عن المشروع غير الشرعي, وغير الإنساني في سنة 1975, أدعت القيادة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن الاعتماد على المشروع انتهى في سنة 1973, ورغم إصرار الدولة الأميركية على أنهم امتنعوا عن العمل به, إنما بعض عملاء السي أي أيه السابقين (منهم من كشف اسمه ومنهم من لم يكشف) يقولون أن السيطرة على عقول البشر لتنفيذ مطالب الوكالة والدولة الأميركية ما تزال قائمة”.

وعن بداية المشروع يقول: “وتعود أفكار هذا المشروع إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بنصر الحلفاء, على أثرها سعت أميركا للفوز بعلماء النفس الألمان لدى نظام أدولف هتلر النازي, والذين كانوا يعملون على إجراء تجارب للسيطرة على الأفراد, وهذا ما حدث وتم تطويره لاحقا في أميركا. من أهداف هذا المشروع الوصول إلى المقاتل الخارق (الجندي العقائدي), والذي يستطيع أن يقوم وهو تحت تأثير أم ك ألترا بما لا يستطيع القيام به في وعيه الحقيقي, تلك التجربة التي أجرى أبحاثا عليها المحقق الأميركي والسيناتور السابق جيسي فينتورا.

بعد الحرب العالمية راج في الدول الكبرى كالإتحاد السوفياتي وأمريكا برامج تدعي أنها تقوم على إعادة تأهيل الدماغ والسيطرة عليه وقد استعملت تلك التقنيات من قبل الشيوعيين والنازيين الذين كانوا السباقين لاكتشاف مثل هاته الأساليب في البحث والتعذيب ضد العدو”.

دراسات التحكم في العقل..

وتواصل المقالة: “في 1 يونيو 1951 حدث اجتماع في فندق بمونتريال حضر فيه مجندين من المخابرات الأمريكية، وقد كان الموضوع المطروح هو إمكانية استخدام الشيوعيين لدراسات للتحكم في العقل في عمليات استجواب الأسرى الأمريكيين واستخراج المعلومات منهم. لسوء حظ العالم أنه كان من بين الحضور رئيس القسم النفسي بجامعة “ماغيل” الذي شرح لهم نظريته حول حرمان الإنسان من الحواس من خلال جلوسه منعزلا لفترات طويلة وبعث الرسائل الصوتية إليه والذي يسببان غسيلا في الدماغ.

أعجب الأعضاء الحاضرين الذين من بينهم رئيس مجلس الأبحاث الدفاع الكندية والسير هنري تيراد ورئيس مجلس الأبحاث الدفاعية البريطاني إضافة إلى ممثلين من وكالة الاستخبارات. حصل الطبيب هيب على منحة مالية للبدء بأبحاثه وقد استنجد بعدد من الطلبة في جامعته ليقيم عليهم التجارب، فكان يحرمهم من حواسهم من خلال عزلهم في غرف ويغطي أعينهم كما يضع لهم سماعات ويغطي أيديهم بأنابيب كرتونية، وقد بقوا على هذه الحال لمدة أيام، ثم أخذ يسمعهم تسجيلات تحمل أشياء وهمية كوجود أشباح أو ما شابه ذلك، فكانوا يبرمجون عليها رغم أنهم في حالتهم العادية لم يكونوا يؤمنون بوجودها. وقد ذكر هيب في تقريره الذي حمل للمخابرات على أن تجربة الحرمان من الحواس تجعل ذهن الإنسان مشوشا وضائعا ويصبح الطالب في حالة من الهستيريا مما يتسبب في التقليل من القدرة على التحليل.

لكن بعد أن قدم الطبيب التقرير للمخابرات الأمريكية شعر بالخوف من إمكانية استعمال أبحاثه في التعذيب، عوضا عن البحث مع الرهائن فقد صرح العديد من الطلاب بكونهم كانوا يشعرون بأنهم يتم تعذيبهم خلال التجارب فقرر إيقاف الأبحاث”.

وعن مواصلة الأبحاث: “رفض هيب لمواصلة الأبحاث لم يمنع الولايات المتحدة من مواصلتها فقد دخل عنصر جديد على الخط وهو الطبيب “إيون كاميرون” وقد عمل في نفس الجامعة مع الطبيب الأول وقد حصل هذا الأخير على  دعم من وكالة الاستخبارات الأمريكية لمواصلة الأبحاث. التي سميت ب”أم.ك.ألتر”حيث تم تخصيص ميزانية قيمتها 25 مليون دولار لهذه التجارب.

كان كاميرون يؤمن بأن الصدمات الكهربائية ستجعل النتيجة أفضل إذا كانت كثيفة، فكان يزيد من عدد الصدمات وقوتها التي تم وضعها في البحث من قبل واضعي الجهاز الكهربائي، كما استخدم بعض العقارات والأدوية من بينها “أل آس دي” و“بي سي بس” ويعرف هذان العقارين بتسببهم للهلوسة والاضطرابات في الإدراك، وقد اعتمد كذلك على الحرمان الحسي والنوم المطول لجعل العقل أكثر تقبلا للرسائل المبعوثة له.

وقد كان أسلوب كاميرون قاسيا فقد كان يجعل المرضى ينامون لساعات طويلة جدا ويوقظهم فقط أثناء الطعام، وقد وصلت ساعات النوم إلى 65 ساعة متواصلة إضافة إلى استعمال عقار مشل للحركة بالكامل. كما عمد حسب نظريته إلى التلاعب بالزمان، فهو يرى أن فقدان الإنسان الإحساس  بالمكان والزمان سيفتك بإدراكه، فكان يتعمد إعطاء وجبات الطعام في مواعيد غير مواعيدها حيث يقدم فطور الصباح في المساء والغذاء في الصباح.

وإضافة إلى ذلك استعمل الصدمات الكهربائية لإلغاء الذاكرة والحصول على صفحة بيضاء، فقد كان المريض يصل إلى حالة يتصرف فيها كالطفل الصغير فيبكي مناديا والديه ويفقد القدرة على المشي، نعم لقد كانت صفحة بيضاء بكل معنى الكلمة تم برمجتها كما يحلو للمبرمج”.

كاثي أوبراين..

وتذكر المقالة نموذج لذلك المشروع: “كانت كاثي من أشهر ضحايا التحكم في العقل التي استطاعت التعافي من الصدمات واستعادت حالتها الطبيعية بعد علاج بمساعدة مارك. ثم قام الاثنان بكتابة كتاب حمل عنوان “غيبوبة الولايات المتحدة” وقد سردت فيه تجربتها في مختبرات التعذيب التي كانت تشرف عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية.

تعرضت كاثي لأعلى درجات التحكم حيث كانت تصف حالتها وتشبه نفسها قائلة “لقد كنت كالإنسان الآلي” ولم يكن هذا مبالغا فيه فقد مثلت هذه الفتاة الغنيمة التي لا يمكن التفريط فيها فقد كانت تعاني من انقسامات داخل دماغها مما سهل العملية على الأجهزة القائمة على المشروع، فقد تعرضت الفتاة إلى اعتداء جنسي من قبل والدها وهي صغيرة جدا، وتواصلت هذه الاعتداءات مما جعلها تخزن كل تلك الوقائع في جزء من دماغها الذي أصبحت تشغله عندما يحلو لها وتنسى تلك الحوادث عندما تريد.

لقد جعلت تلك الميزة الطريق قصير أمام المخابرات فبعد أن تخلى عنها والدها في صفقة مع أجهزة المخابرات مقابل إسقاط دعوة إرسال أفلام إباحية للأطفال عملت الأخيرة على تحويلها لآلة للمهمات. كانت كاثي تتعرض لصدمات قوية لإجبارها على الاستسلام وعدم المقاومة، فكانت ترسل للقيام بطقوس غريبة على غرار الحوادث الدامية التي تجبر على مشاهدتها، وقد شارك في تجنيدها الرئيس السابق “فورد” كذلك “بيل كلينتون” الذي كان له علاقة بالمشروع والتجارة بالكوكايين الذي كانت ترسله إليها في عدة مهمات وعلاقات جنسية مع الجنسين بمشاركة زوجته “هلاري كلينتون”.

غايل..

نموذج آخر هي “غايل”: “كانت غايل النموذج الذي بنت عليه “نعوم كلاين” كتابها “عقيدة الصدمة” الذي تحدثت فيه عن صعود رأسمالية الكوارث ونظرية فريدمان التي استوحاها من مختبر التعذيب. عندما دخلت كلاين لشقة غايل وجدت امرأة على كرسي متحرك تجلس عليه منذ سنوات بسبب الصدمات الكهربائية التي تعرضت لها في مختبر كاميرون، وقد كان مازال يطاردها حتى في أحلامها حتى بعد موته فقد استقبلتها بكلمة “لقد زارني الوحش الليلة الماضية”.

لقد عانت غايل كثيرا داخل مستشفى الأمراض العقلية التي كانت تتعالج فيها من حالة الاكتئاب التي عانت منها، ولسوء حظها وقعت بين يدي كاميرون الذي قام بتحطيم حياتها عوضا عن مساعدتها. لقد تلقت الفتاة ذات العشرين ربيعا العديد من الصدمات الكهربائية، مما تسبب في كسور في عمودها الفقري أقعدها عن الحركة، كذلك عانت من اضطرابات نفسية حادة لمكوثها في الظلام لساعات طويلة، مع الحرمان من الحواس. وقد وصلت الفتاة إلى حالة الصفر حيث أصبحت تتصرف كالصغار فتتبول على نفسها وتنادي والديها كما ذكرنا سابقا، لكن إصرارها أبقاها متمسكة بالأمل الذي لم تفقده أبدا وهذا ما جعل العملية تبوء بالفشل في آخر المطاف.

وبداية من سنة 1992 وبينما كانت تسير مع صديقها جايكوب لفت انتباهها عنوان في جريدة يتحدث عن حالات محاولة للسيطرة على العقول من قبل أجهزة المخابرات، فاشترت الجريدة وأخذت تبحث وتقارن بين ما حصل لها وما ورد في المقال فتبين لها أنها كانت من بين ضحايا البرنامج الإرهابي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة