خاص: كتبت- سماح عادل
مسلسل “وش وضهر” مسلسل من عشر حلقات، يتميز بأنه ينقل مشاهد من الواقع، يهتم بتصوير الشوارع كما هي، ويضعها تحت عين الكاميرا كما هي دون تجميل أو محاولة للتنظيم.
الحكاية..
يبدأ المسلسل بحكي “جمال” البطل الذي يقوم بدوره الفنان “إياد نصار” حكي بصوته يعطي سحر للأحداث، حيث يحكي عن نفسه وأنه أمين مخازن في إحدى شركات الأدوية، وأنه يقوم بقراءة روشتات الأدوية لقضاء وقت فراغه أو مراقبة الموظفين الفاسدين الذي يتلاعبون بالأدوية المخدرة ويبيعونها بأسعار ضخمة، ثم وفي أحد الأيام بعد أن تفوته سيارة الشركة ليعود لمنزله ينتظر محتارا، فيفاجئه أحدهم ويعطيه أموالا في كيس أسود بسبب تشابه اسمه مع اسم أحد الموظفين الفاسدين.
يتفاجيء “جمال” من المبلغ الذي في يديه والذي لم يحصل عليه من قبل، ويذهب لزوجته محاولا إخبارها ليجدها تعامله بازدراء كعادتها وتأمره أن يتخلص من فأر في المصيدة قد استطاعت القبض عليه، فيأخذ “جمال” الفأر ويجلس أمام المنزل في رمزيه واضحة، وكأنه هو الفأر الذي في المصيدة فيهرب راميا بالمصيدة، ويقرر ركوب أول ميكروباص يقابله خارجا من محافظة القاهرة، ثم يسال أحد الركاب ليتفاجيء أنه ذاهب إلي طنطا.
عاملة..
ثم نتعرف علي “ضحي” بطلة المسلسل التي تحكي عن نفسها وأنها كانت تعمل في أكثر من مصنع، وأن لديها صديقة اسمها “هبه” تعيشان سويا في إحدي شقق الإيجار في طنطا، ثم تعرفتا علي “سيد وردة” الذي كان يغازل “هبه” وأقنعهما أن يعملا كراقصات في الأفراح لأن المكسب المادي أكبر بكثير من العمل كعاملات في المصانع، وتوافق “ضحي” علي العمل كراقصة لأنها تعول أسرتها أمها وأختها وأخيها. ونجد أن “ضحي وهبه” ينتميان إلي الفقراء الكادحين كذلك “جمال”.
في أحد الأيام يسلط الحاج “أبو براء” بعض من رجاله أن يعترضا طريق “هبه وضحي” ليعرفا ماذا تعملان، وتجد “ضحي” نفسها في موقف صعب حيث يصر رجال “أبو براء” علي تفتيش حقائب الفتاتين، وتتصل ب”سيد وردة” لكي ينقذهما، وتدعي “ضحي” أنها تعمل بإحدى المستشفيات كممرضتين وينقذهما “سيد وردة” حين يمثل دور الطبيب، بعد أن يصر “أبو براء” ورجاله علي اصطحاب “ضحي” وصديقتها إلي المستشفي.
بداية..
“جمال” بعد أن ينزل إلي طنطا يجد طفلا مصاب بالإغماء في الشارع فيسعي لنجدته ويحضر له دواء من الصيدلية، وتشكره الأم ثم يطلب منها “جمال” معرفة طريق سمسار فتدله علي “أبو براء” الذين نتبين أنه يعمل محامي وأنه ينتمي لفئة المتدينين الذي يرددون كلاما مكررا ومعروفا، ويحاول فرض سيطرته علي أهل منطقته. يعد “ابو براء” “جمال” بأنه سيجلب له شقة لتكون عيادة لطبيب وسكن حيث عرف “جمال” نفسه علي أنه طبيب .
بالفعل يجد “جمال” شقة ويجهزها بالأدوات والمعدات ويغير تسريحة شعره وشكل ملابسة ليكون أشبه بطبيب، وينتظر وصول المرضي وحين يأتي إليه أول مريض يرتبك ويظهر عليه عدم الثقة في النفس، ويكتب للمريض دواء ثم يعرف أنه يفتقد لثقة الطبيب، مستعيدا الصورة الذهنية للطبيب الذي كان يعمل والده عنده والذي عمل هو أيضا عنده كتمرجي بعد أن فشل أن يكون طبيبا.
من ناحية أخري تستمر “ضحي” في العمل كراقصة هي و”هبه” بعد أن خطبت أختها لكي تستطيع توفير الأموال لتجهيزها، ثم يطلب منهما “أبو براء” أن تعمل إحداهن كممرضة لدي طبيب، وتوافق “ضحي” التي كانت مستاءة من طريقة تعامل “سيد وردة” معها لأنه لم يحميها من مضايقات جمهور أحد الأفراح في حين قام بحماية “هبه” لأنها تخصه.
لقاء..
تعمل “ضحي” مع الدكتور “جمال” الذي عرف نفسه بأنه “جلال فرحات” مقتبسا اسم الطبيب الذي كان يمثل القدوة بالنسبة له واسم أبيه، تعمل “ضحي” لكنها تخاف من أن يكشفها الطبيب، في حين أن “جمال” يخاف منها لأنها تقول له أن لديها خبرة في التمريض لمدة خمس سنوات، ويظل الاثنان يتعاملان مع بعض بطريقة سيئة. “جمال” ينتظر أن تمشي “ضحي” من طريقته السيئة في التعامل معها و”ضحي” تنتظر أن يطردها من العمل، وبالفعل يذهب “جمال” إلي “أبو براء” ليبلغه أنه لا يريد أن تعمل “ضحي” معه.
الاقتراب..
تأتي إحدى البائعات وهي في مخاض الولادة ومعها أطفالها ويرتعب “جمال” طالبا منها أن تذهب إلي المستشفي، لكن المرأة توشك علي الإنجاب وتساعدها “ضحي” التي تعرف القليل عن الولادة بسبب ذهابها مع والدتها التي كانت تعمل كداية وتستطيع “ضحي” أن تقوم بتوليد السيدة بمساعدة “جمال”، ويقربهما هذا الحدث ويتعرف عليه الناس خاصة مع أسعار الكشف الضئيلة التي يتقاضاها، ويندفع الناس إلي عيادة الدكتور “جلال فرحات”. ويزدهر العمل وتتحسن العلاقة بين “ضحي وجمال” لتصبح انجذاب بين امرأة ورجل.
يأتي أحد المندوبين لشركات الأدوية وينوه إلي أن الدكتور لا يضع شهاداته العلمية، ويشعر “جمال” بالمأزق فيذهب إلي صديقه إلي زور له البطاقة الشخصية ليزور له شهادات خبرة، ومع معضلة الحصول علي شهادات يذهب إلي الدكتور “جلال” ونعرف خلفية “جمال” الذي كان أبوه تمرجي لدي الدكتور “جلال” الأصلي، وأن “جمال” كان منذ أن كان طفلا يري الدكتور “جلال” وهو يكشف علي المرضي وأنه كان يريد أن يكون طبيبا، لكنه لم ينجح في الثانوية العامة ورفض أن يعيد السنة ليصبح حاملا للشهادة الإعدادية وفقط، وأنه متزوج من “إسراء” التي لديها شهادة خدمة اجتماعية وكانت تعامله بازدراء لأنه أقل منها.
غيرة..
مع توتر “جمال” يتعامل بشكل سيء مع “ضحي” ويتطور الأمر إلي أن تترك العمل معه وتفكر في العودة للعمل كراقصة، رغم أن “هبه” قد تشاجرت مع “سيد وردة” الذي لم يرض أن يتزوجا رغم أن بينهما علاقة حميمية، لأنه لا يريد تحمل مسؤولية بيت وأطفال، وتكتشف “هبه” أنها حامل وحين يبحث عنها “سيد وردة” تخبره بذلك لكنه يثور عليها ويقول لها أنه لن يتحمل مسؤولية طفل.
ثم يهاتف”جمال” “ضحي” فتعود دون أن تذهب إلي الفرح وتعود للعمل معه، لكنها تحاول إثارة غيرته بإن تحضر صديق خطيب أختها الذي يريد التقدم لها، فيشعر “جمال” بالغيرة فعلا ويشعر أنه يحب “ضحي” ويظل مترددا قليلا لكنه في النهاية يعترف بحبه لها .
خطبة..
يذهب “جمال” لحضور فرح أخت “ضحي” ويقوم بالتقدم لخطبة “ضحي”، ثم في قاعة الفرح يسمعها وهي تتحدث إلي “سيد وردة” الذي كان يبحث عن “هبه” التي اختفت تماما ولا ترد علي هاتفها.
وفي نفس الوقت تكون “هبه” قد ذهبت إلي عيادة لعمل إجهاض سري وحين تسوء حالتها ترميها الطبيبة في الشارع وهي تنزف. تستنجد “هبه” بعد أن تفيق ب”ضحي”، فتذهب إليها “ضحي وجمال” لينقذانها ويودعانها في إحدى المستشفيات، يتم إنقاذها ويأتي “سيد وردة” ملهوفا إليها ثم يتقدم إليها ليتزوجها، خاصة أن حالته المادية تحسنت بعد أن أعجب أحد المنتجين بموسيقاه وأنتج له أغنية.
واستمرت علاقة “جمال وضحي” ومرض “أبو براء” حين اكتشف أن “ضحي” خطبت ل”جمال” لأنه كان يعشقها، ساءت حالته الصحية حتى جاء العيادة لدكتور “جمال” وكانت حالته سيئة وقد أعطاه “جمال” حقنة وتوفي في الحال، ولمح أحدهم إلي ضرورة طلب البوليس لكن أخو “أبو براء” رفض ذلك.
موت..
هز موت “أبو براء” “جمال” من الداخل وفكر في أن ينهي تلك التمثيلية التي يقوم فيها بدور الطبيب، ثم يذهب إلي “ضحي” في قريتها ليتزوجها، ويعيشان أسبوعان في بيت والدتها ويعودان. ثم يتفاجيء بزوجته التي تخبره أنها كشفته بعد أن صوره أحد المرضي في إحدي الفيديوهات ونشرها علي الانترنت، تهدد “إسراء” “جمال” بأنها ستفضحه وترفع عليه قضية تبديد عفش.
ويعترف هو بأنه ينتحل صفة طبيب وحين يعرف الناس يسلط عليه أخو “أبو براء” أحدا يضربه ضربا مبرحا داخل غرفة الحجز، وتعرف “ضحي” بأمر اتهامه وتلومه أنه أخفي عليها، لتعرف أنه هو أيضا قد عرف حقيقتها، ولم يهتم، لكنها تظل معه وتسعي لمساعدته ويجلبون له محاميا ويكون المحامي محترفا فيقوم بالحيلة بإجبار إسراء علي التنازل عن قضية التبديد، ويحاول جلب أقل عقوبة ل”جمال” الذي يقضي ستنين في السجن ليخرج يجد “ضحي” تنتظره ويبدأن حياة جديدة.
واقعي..
المسلسل مميز علي مستوي الإخراج واختيار أماكن التصوير، حيث كان قريبا من الواقع وحرصت المخرجة علي تصوير الشوارع الحقيقية التي أعطت جوا حميما للمسلسل، كما كان أداء الممثلين بارعا في تصويرهم للشخصيات الكادحة التي تعيض في فقر وفي قاع المجتمع، علي مستوي السيناريو القصة جيدة وأعطي السرد للبطلين “جمال وضحي” سحرا للأحداث حيث نسمع صوتيهما والأحداث تدور وحكي عن أنفسهما ومشاعرهما.
المسلسل يحكي قصة حب لطيفة بدأ فيها الحبيبان بصور مخالفة عن حقيقتهما لكنهما عندما انكشفا ظل الجب بينهما، ف”جمال” عرف أن “ضحي” كانت راقصة ولم يهتم بذلك بل تعامل معها بحنان، و”ضحي” أيضا حينما سجن “جمال” ظلت تسعي وراءه وانتظرته، كذلك قصة حب “سيد وردة” و”هبة” كانت جميلة وعميقة مما يعطي قصص إيجابية ولطيفة حتى مع الفقر والعمل الشاق، والخيبات التي يعاني منها الناس في الطبقات الكادحة.
كانت الصورة بارعة والديكورات ملائمة تماما والملابس وكل شيء، تشعر أن المسلسل خالي من الافتعال وأقرب إلي الواقع وأيضا خالي من الابتذال، فرغم أن هناك مسلسلات كثيرة تصور الحارة والفقراء ويسعون إلي ابتذال الألفاظ والمواقف لكن المسلسل هذا اقترب من الحارات الحقيقية دون ابتذال أو تصوير تلك الطبقة بأنها مليئة بالمساوئ بل صورهم في علاقات حب لطيفة وإنسانية .
المسلسل..
“وش وضهر” هو مسلسل دراما مصري، من إخراج “مريم أبو عوف” وبطولة “إياد نصار، ريهام عبد الغفور، إسلام إبراهيم، ثراء جبيل، محسن منصور، ومحمود قابيل، ومحمد فريد. وعبد العزيز الجبالي”، صدر المسلسل على منصة شاهد في 27 يونيو 2022، ويتكون من 10 حلقات.