كتبت – سماح عادل :
أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” انطلاق فعاليات “مسرح كتارا”، بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح والموافق يوم 27 آذار/مارس 2017، حيث تنظم كتارا حفلاً فنياً للاحتفاء بمسيرة أربعة عقود ونصف من تاريخ المسرح القطري، حيث يتم تكريم أسماء مسرحية رائدة، لإبداعاتها تجربة مميزة، وأثرت المسرح المحلي، ورسمت ملامحه الفنية والتقنية، مساهِمة بذلك في تعزيز حضوره على المستوى الخليجي والعربي.
محاولة لتنشيط وتخليق المسرح المحلي
يقول المدير العام لكتارا “د. خالد بن إبراهيم السليطي”: “أننا نسعى من خلال فعاليات “مسرح كتارا” إلى خلق منصة مسرحية تنصهر فيها حماسة جيل الشباب بخبرة رواد المسرح، وذلك بتقديم عروض فنية هادفة على مدار العام، وتنشيط المسرح المحلي وتشجيع الفنانين والمبدعين القطريين”.
مضيفاً أنّ “جائزة كتارا للرواية العربية” مشروع متكامل ومتجدد، يخدم الرواية في علاقتها بالفنون الأخرى، ولا يكتفي بمقاربة الرواية العربية من حيث كونها جنساً إبداعياً فقط، وإنما ربطها بجائزة الدراسات والنقد، والعمل على تحويلها إلى أعمال درامية، واليوم ينفتح المشروع على المسرح باعتباره منصة تستوعب النص الروائي وتصوغه عملاً إبداعياً، يتنفس هواء آخر ويعيش حياة ثانية على خشبة المسرح”.
والمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، تشتمل على بنية مسرحية مهمة وقاعات للعرض مجهَّزة بأحدث التقنيات، تتمثل في “دار الأوبرا، ومسرح الدراما، والمسرح المكشوف”، وهذه الفعاليات ستكرم رواد المسرح القطري، في حفل ضخم يقام في مسرح الأوبرا.
مسرحة الرواية
يؤكد المشرف العام على “جائزة كتارا للرواية العربية” وفعاليات”مسرح كتارا” خالد عبد الرحيم السيد، على أن كثيراً من الروايات العربية ألهمت التليفزيون والسينما، لكن القليل من هذه الروايات تَحَول إلى أعمال مسرحية، وهو ما جعل “كتارا” تقتحم هذه التجربة، لتشتغل على “مَسْرحة الرواية”، وعياً منها بالعلاقة الوثيقة التي تنصهر فيها الرواية التي تُعتبر اليوم “ديوان العرب” بالمسرح “أبو الفنون”، وإيماناً منها بأن النص الروائي يمتلك خاصية التشكل والتحول إلى عمل درامي ومسرحي وغيرهما.
وأعلن “خالد السيد” أنه سيتم عرض مسرحية “الحرب الصامتة” المأخوذة عن رواية “مملكة الفراشة” للروائي الجزائري واسيني الأعرج، الفائز بـ”جائزة كتارا للرواية العربية” في دورتها الأولى عن فئة الروايات المنشورة القابلة للتحويل إلى عمل درامي.
موضحاً أن الفكرة جاءت بعد نجاح “مهرجان كتارا للغة العربية الضاد “، الذي شهد تقديم عروض يومية على مدى خمسة أيام لمسرح الأطفال وكوميديا بالفصيح، ومسرح الدمى، ومسرح الظل، والمونودراما، فكان لهذه العروض الأثر الطيب في نفوس زوار المهرجان، الذين أبدوا رغبتهم في المزيد من العروض المسرحية بصرح كتارا، على مدار السنة.
مشيراً إلى أن أوبريت “حكاية حلب” التي تمّ تحضيرها في ظرف 36 ساعة فقط، تجاوباً مع حملة دعم الشعب السوري الشقيق، أظهرت المهارات الفنية والتقنية التي يمتلكها الشباب القطري بمشاركة وإشراف رواد المسرح، “الأمر الذي حدا بنا إلى التفكير والعمل على استثمار هذه الخزانات الفنية والطاقات الإبداعية في أعمال مسرحية هادفة، ومن هنا تبلورت فكرة إنشاء فعاليات “مسرح كتارا”، وبدأنا العمل على تنفيذ هذه الفكرة وتشكيل فريق عمل متخصص لتقديم عدة عروض خلال عام 2017”.