14 نوفمبر، 2024 9:14 م
Search
Close this search box.

مرض الزهايمر(2)..تغيير نمط الحياة يساعد على تقليل الانحدار المعرفي

مرض الزهايمر(2)..تغيير نمط الحياة يساعد على تقليل الانحدار المعرفي

خاص: إعدادات – سماح عادل

مرض الزهايمر يحدث نتيجة ضمور في خلايا المخ السليمة مما يسبب تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية. وهو ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر، إذ إنه نحو 5% من الناس في عمر 65 – 74 عامًا يعانون من مرض الزهايمر، بينما الذين في سن 85 عامًا وما فوق نسبة المصابين بالزهايمر فيهم تصل إلى نحو 50%.

تشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. وبمرور الوقت، يتطور ليسبب مشكلات خطيرة في الذاكرة وفقدان القدرة على أداء المهام اليومية.

السبب..

هناك نوعان من تضرر الخلايا العصبية لدى مرضى الزهايمر، وهما:

1- تراكم بروتين غير مؤذٍ عادةً يدعى أميلويد بيتا (Amyloid beta‏) هذا من الممكن أن يُسبب ضررًا في عملية الاتصال بين خلايا المخ.

2- التركيبة الداخلية للخلايا الدماغية مرهون بالأداء السليم والطبيعي لبروتين يدعى تاو (Tau protein)، عند مرضى الزهايمر تحصل تغيّرات في ألياف بروتين تاو تؤدي إلى التوائها والتفافها، العديد من الباحثين يعتقدون بأن هذه الظاهرة قد تسبب ضررًا خطيرًا للخلايا العصبية بل والقضاء عليها.

عوامل خطر الإصابة بالزهايمر ..

– العمر:

مرض الزهايمر يظهر عادةً فوق سن 65 عامًا لكن يمكن أن يظهر في حالات نادرة جدًا قبل سن 40 عامًا.

نسبة انتشار المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 – 74 عامًا هي أقل من 5%، أما بين الذين في سن 85 عامًا وما فوق كبار السن فإن نسبة انتشار الزهايمر تبلغ نحو 50%.

– العوامل الوراثية:

إذا كان في العائلة مرضى مصابين بالزهايمر فإن احتمال إصابة أبناء العائلة من الدرجة الأولى بالمرض هو أعلى بقليل، إذ إن الآليات الوراثية لانتقال مرض الزهايمر بين أفراد العائلة الواحدة لم يتم التعرف عليها تمامًا بعد، لكن العلماء يلاحظون بضع طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة في عائلات معينة.

– الجنس:

النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض الزهايمر، وأحد الأسباب لذلك هو أن النساء يعشن سنوات أكثر.

– عيوب إدراكية بسيطة:

الأشخاص الذين يعانون من عيوب إدراكية بسيطة لديهم مشكلات ذاكرة أكثر خطورة، ولكن ليست خطيرة بما يكفي لتعريفها بأنها الخرف، فكثير من الناس من ذوي هذه العيوب يصابون بمرض الزهايمر في مرحلة ما.

– الحالة الصحية العامة:

العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب تزيد أيضًا من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر والتي من بينها:

ضغط الدم المرتفع.

فرط الكولسترول في الدم.

السكري غير المتوازن.

– المواظبة على اللياقة البدنية:

كما يجب المواظبة على اللياقة البدنية العالية ينبغي تدريب الدماغ أيضًا، حيث أن الحفاظ على النشاط العقلي طوال الحياة وخصوصًا في سن متقدم يُقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

– المستوى التعليمي والثقافي:

كلما استخدمنا دماغنا أكثر كلما تم إنشاء المزيد من مناطق التماس والاتصال بين الخلايا العصبية، والتي تشكل احتياطيًا أكبر في سن الشيخوخة.

التشخيص..

يستطيع الأطباء تشخيص 90% من حالات مرض الزهايمر تشخيصًا دقيقًا، للتمييز بين مرض الزهايمر وبين مسببات أخرى لفقدان الذاكرة يعتمد الأطباء عادةً على الاختبارات الآتية:

فحوصات مخبرية.

اختبارات علم النفس العصبي.

اختبارات مسح الدماغ.

من خلال التمعن بصور مسح الدماغ يمكن للأطباء ملاحظة وتحديد نتائج شاذة أو غير طبيعية، مثل: تجلّطات الدم، أو النزيف، أو الأورام والتي قد تكون علامات وأعراض لمرض الزهايمر، كما يمكن استخدام التصوير المقطعيّ بالإصْدار البوزيترونيّ للكشف عن مناطق الدماغ الأقلّ نشاطًا، ومن الصور التي قد يتم إجرائها ما يأتي:

التصوير بالرنين المغناطيسي.

التصوير المقطعي المحوسَب.

التصوير المقطعيّ بالإصدار البوزيتروني.

العلاج..

هناك بعض الأدوية التي ثبتت فعاليتها في إبطاء التدهور العقلي الناجم عن مرض الزهايمر، وهم: مثبطات إنزيم كولِينِسْتيراز (Cholinesterase)، وكميمانتين (Memantine)، وناميندا (Namenda).

المهارات التي يُحافظ عليها..

رغم التغيرات الكبيرة التي تطرأ على الذاكرة والمهارات، فإن المصابين بداء الزهايمر يمكنهم الاحتفاظ ببعض المهارات حتى ولو تفاقمت الأعراض. قد تشمل المهارات التي يحتفظ بها المريض عليها قراءة الكتب أو الاستماع إليها أو سرد القصص أو مشاركة الذكريات أو الغناء أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص أو الرسم أو ممارسة الحِرف اليدوية.

ويمكن الاحتفاظ بذه المهارات لفترة أطول لأن أجزاء من الدماغ المتحكمة فيها تُصاب بالضرر في مراحل متأخرة من المرض.

نمط حياة..

لاتباع خيارات نمط الحياة المفيد لصحة القلب الذي قد يقلل من خطر الإصابة بالخَرَف، عليك:

ممارسة الرياضة بانتظام.

اتباع نظام غذائي من الخضر والفواكه الطازجة، والزيوت الصحية، والأطعمة منخفضة الدهون المشبعة، مثل النظام الغذائي المتوسطي.

اتباع إرشادات العلاج للتحكم في ارتفاع ضغط الدم والسكري، وارتفاع مستوى الكوليستيرول.

إذا كنت مدخنًا، فاطلب من اختصاصي الرعاية الصحية مساعدتك على الإقلاع عن التدخين.

توصلت دراسة كبيرة وطويلة الأمد أُجريت في فنلندا إلى أن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد ساعد على تقليل الانحدار المعرفي بين الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخَرَف. حصل المشاركون في الدراسة على جلسات فردية وجماعية ركزت على النظام الغذائي والتمارين الرياضية والأنشطة الاجتماعية.

وفي دراسة أخرى أجريت في أستراليا، حصل فيها الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالخَرَف على جلسات تدريب متعلقة بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية والتغييرات الأخرى في نمط الحياة. ونتيجة لذلك، فقد حققوا نتائج أفضل في الاختبارات المعرفية بعد سنة واحدة وسنتين وثلاث سنوات مقارنة بالأشخاص الذين لم يتلقوا التدريب.

أظهرت دراسات أخرى أن الاستمرار في الانشغال في أنشطة ذهنية واجتماعية يرتبط بالاحتفاظ بمهارات التفكير لاحقًا في الحياة ويقلل خطر الإصابة بداء الزهايمر. ويتضمن ذلك المشاركة في المناسبات الاجتماعية والقراءة والرقص وممارسة ألعاب الطاولة وابتكار الأعمال الفنية والعزف على آلة موسيقية وأنشطة أخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة