خاص: إعداد- سماح عادل
قام علماء علم النفس بتقسيم مرحلة المراهقة إلى ثلاثة أقسام، وذلك بسبب اختلاف فترة مرحلة المراهقة بين مجتمع وآخر، وهي:
مرحلة المراهقة الأولى: من الفترة 11-14 عاما، وتتصف بتغيرات بيولوجية سريعة.
مرحلة المراهقة الوسطى: من الفترة 14-17عاما، وهنا تكتمل التغيرات البيولوجية.
مرحلة المراهقة المتأخرة: من الفترة 18-25 عاما، وفي تلك المرحلة يتحول الفرد إلى إنسان راشد مظهرا وتصرفاً
علامة دخول مرحلة المراهقة..
النمو الجسدي: ظهور العضلات وتوسع المنكبين عند الذكور، والطول وتوسع الوركان عند الإناث.
النضوج الجنسي: بدء الحيض عند الإناث ولا يشترط هنا ظهور الخصائص الجنسية الثانية مثل كبر حجم الثدي وغيرها، وبدء زيادة حجم الخصية وبدء نمو شعر العانة عند الذكور.
التغير النفسي: تسبب التغيرات الهرمونية والجسدية للفرد المراهق بعض الاضطرابات، حيث أن أول قذف منوي للذكر يرافقه بعض المشاعر السلبية والايجابية. وفي الإناث أيضا حيث يسبب الحيض لهم بعض الانزعاج والخوف.
المراهق والأسرة..
فتره المراهقة تتميز عن غيرها من فترات العمر بكثرة ما تمتلئ به من مشكلات، وأن هذه المشكلات تعتبر ذاتها خاصية مميزة لهذه المرحلة من مراحل العمر. ومن بين مشكلات المراهق التي تواجهه في حياته اليومية مشكلة علاقته مع الكبار وخصوصا الآباء، ومحاولة التخلص من السلطة والشعور بالاستقلال. وعلاقته بالكبار هي مشكلة تتطلب تقبل القيود التي تفرض على رغباته وشهواته، قدرا من التقبل لإخضاع نفسه للآخرين. ورغبة المراهق في الاستقلال أمر طبيعي ومظهر عادي من مظاهر النمو. وتعتبر عملية الاستقلال سمة من سمات المراهقة وفي الوقت نفسه مشكلة من مشكلاته.
الوظيفة النفسية للمنزل..
المنزل سيظل الوحدة الثقافية الأساسية التي يتطبع فيها الطفل بالآراء والقيم والمعتقدات السائدة في الأسرة والمجتمع. وأثر المنزل يظهر على الطفل من خلال:
الوراثة البيولوجية التي تحدد إلى حد ما الصفات التي يولد الطفل مزودا بها.
البيئة الثقافية للأسرة والتي يكون لها أكبر أثر في القيم والأهداف التي يكونها الفرد بعد ذلك.
الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة والتي يكون له دور هام في نمو الطفل الجسمي.
الجو النفسي للأسرة له أكبر أثر في نمو الطفل أو المراهق مثال ذلك: إن الأطفال الذين أتوا من بيوت تسودها الثقة والمحبة كانوا أحسن توافقا وفهما لدور الأسرة وتكوين شخصياتهم من أطفال أتوا من بيوت يسودها الخلاف العائلي.
المراهقون هم أكثر عرضة للأمراض النفسية. وهذا ما تحدثت عنه الدكتورة الأخصائية في علم النفس التقويمي التربوي/ لما بنداق، أن المراهقة مرحلة لا تخلو من الأزمات النفسية الناجمة عن التغيرات الفيزيولوجية يرافقها تغييرات فكرية.
من هذه الأمراض التي يعانوا منها؛ الاكتئاب والشعور بالملل والوحدة. رغم وجود بعض وسائل الترفية والتسلية للبعض منهم إلا أن أكثر ما يحتاج له المراهق هو الإحساس بالأمان والحنان من قبل الأسرة. لذلك يجب الجلوس معهم والاستماع إلى حديثهم وعدم التقليل من شأنهم وأن نشاركهم آلامهم وأفراحهم، لأن هذه المرحلة تعتبر مرحلة الثورة والتمرد على الواقع. لذا واجب علينا أن نشعرهم بقيمتهم الاجتماعية والثقافية، وأن نكون إلى جانبهم دومًا.
مشكلات النمو في الطفولة والمراهقة..
الطفولة المبكرة:
التبول اللارادى.
مص الأصابع وقرض الأظافر.
الغيرة.
الطفولة الوسطى:
الكذب.
الغياب والتأخير.
السرقة.
الطفولة المتأخرة:
التأخر الدراسي.
الخوف وضعف الثقة بالنفس.
السلوك العدواني..
يكثر هذا النمط السلوكي بين تلاميذ المدرسة الإعدادية والثانوية. ولا يمكن إرجاع هذا السلوك العدواني إلى عامل بالذات، بل ترجع إلى الأنماط السلوكية إلى عوامل كثيرة متشابكة وهي: الشعور بالخيبة الاجتماعية كالتأخر الدراسي، والمبالغة في تقييد الحرية، وتوتر الجو المنزلي الذي يعيش فيه المراهق، وجود نقص جسمي في الشخص، مما يضعف قدرته على مواجهة مواقف الحياة أحيانا.
الانطواء والعزلة إن التلميذ المنطوي أو الميال للعزلة يثير مشكلة للمعلم ومع ذلك فلا يجوز إهماله.
وان الانطواء دليل على نقص النمو الاجتماعي. وينبغي أن نكتشف أولا نوع العرقلة في حياة المراهق المنطوي ثم نعمل على إزالتها أو مساعدته على التغلب عليها.
أهم التحديات التي يمر بها المراهق..
العصبية وحدة التعامل: يتوتر المراهق، ويزداد عناده وعصبيته أملاً منه في أن يحقق مطالبه، غير مكترث بمشاعر الآخرين أو طريقة تحقيق مطالبه.
التمرد وفردية الرأي: حيث يشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل لهم، وعدم إيمانه بحق في الحياة المستقلة. لذا، يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغبات والديه في عمليه لتأكيد نفسه وآرائه وفكره للناس. ولأن أغلب المراهقين يؤمنون بتخلف أي سلطة فوقية أو أعلى منه، فيلجاً المراهق لكسر تلك القوانين والسلطات، وبذلك تتكون لديه حالة من التمرد على كل ما هو أعلى أو أكبر.
الصراع الداخلي: يتزايد الصراع الداخلي لدى المراهق مع دخوله وتوغله في تلك المرحلة. وتحدث تلك الصراعات بسبب الاختلاف بين حقيقة الأمور والتفكير الحالي له.
المشاكل الجنسية والعادة السرية: حيث يعاني المراهق ازدياد شهوته الجنسية ومشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية في بعض الأحيان، الأمر الذي قد يتعارض مع العديد من التقاليد الاجتماعية والقيم الدينية للمراهق، والتي في الأغلب تنظر إلى الأمور الجنسية بتحفظ شديد لدى المراهقين.
المشاكل النفسية وبعض الاضطرابات التي قد لا تكون بالضرورة مرضا يتطلب العلاج إلا إذا أصبحت الحالة أسوأ وغير طبيعية. ومن هذه المشكلات الوسواس القهري، الخجل، الانطوائية، النرجسية، العصبية، التوتر، الحزن بلا سبب، الضيق، الاكتئاب، القلق، وغيرها من اضطرابات قد تزول وقد تكون اقل حدة ولكن إذا تطور الأمر فقد يستدعي الأمر زيارة طبيب نفسي.
صحة المراهقين..
يجب الانتباه على المضاعفات الصحية الناجمة عن سوء التغذية أثناء فترة المراهقة.يجب على الأهل أن يعلموا بأن جسم المراهق يحتاج إلى البروتينات الضرورية لبناء العضلات والكالسيوم والفسفور وفيتامين D لبناء العظام، ذلك لتفادي المشاكل الصحية مثل هشاشة العظام أو غيرها من الأمراض. ولأن المراهقين يضطرون إلى تناول الوجبات السريعة خارج المنزل مما يجعله فجأة مسئول عن اختيار الجزء الأكبر من نظامه الغذائي. لذلك لابد من التوعية الغذائية والاقتناع بها، وذلك عن طريق العادات والتقاليد التي تكون لدى الأسرة منذ مرحلة الطفولة. فنجد بعض المراهقين لا يأكلون البروتين ويصبحون نباتيين في طعامهم كما نجد منهم من يتبع حمية غذائية قاسية جدً، وخصوصا الفتيات اللاتي يمكن أن تتعرضن بعد ذلك إلى أمراض نفسية متعلقة بالغذاء منها كخطر الإصابة بمرض فقدان الشهية أو غيرها.
كما من الضروري أن يتناول المراهقون الأغذية الغنية بالكالسيوم ومن أجل بناء العظام في فترة المراهقة والوقاية من الأمراض الناجمة عن عدم تناول الكالسيوم وتعتبر من أهم الأغذية الغنية بالكالسيوم؛ أسماك السلمون والتونة والحليب والخضروات الورقية مثل الجرجير والبقدونس والخس وغيرها من الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية التي تعمل على حماية الجسم من الأمراض والأوبئة. لذا واجب على الأهل الاهتمام بغذاء أبنائهم المراهقين، وأن يبتعدون عن تناول الوجبات السريعة والحلويات لما فيها نسبة عالية من السعرات الحرارية والصوديوم والدهون المشبعة. كذلك يجب على المراهقين والأهل عدم الإهمال في وجبة الإفطار لأنها تعمل على تنشيط الدورة الدموية والحالة المزاجية والحالة الصحية للشخص، وإن إهمالها تُصيب الفرد بالخمول والكسل.
لذا واجب على الأسرة ما يلي حتى تتفادى المشاكل الصحية الناجمة عن عدم التغذية الصحية السليمة
أولًا: أحتفظ في منزلك بمجموعة من الوجبات الصحية الخفيفة التي يسهل على المراهقين تناولها، حيث أن أغلب المراهقين قد لا يفضلون عمل شئ لتناوله. احتفظ بطعام مثل (قطعة جبنة- خيارة- حبة طماطم- قطعة خبز- خسة أو جرجير- زيتون).
ثانيًا: إذا كان أبنك لا يحب تناول اللحوم والبروتينات الحيوانية عموما فمن الممكن تعويض ذلك بمزج الحبوب مع البقول، مثل الأرز بالفول الأخضر أو الذرة للحصول على بروتين المتبادل، قد يحل محل البروتينات الحيوانية مع ضرورة تناوله مع فيتامين B12 بعد استشارة الطبيب.
ثالثًا: الفواكه الطازجة والمجففة مهمة جدًا وتكون متوفرة في المنزل، مثل الزبيب والمشمش والفواكه وذلك لسهولة تناولها وفائدتها العظيمة، فهي مليئة بفيتامين C والحديد والزنك وفيتامينات أخرى مفيدة للجسم وتقوية الذاكرة.
لكن ليس هذا وحسب لأنه يجب أن يكون الآباء قدوة مثالية يحتذى بها أمام أبنائهم، من خلال مشاركتهم في تناول الوجبات التي يأكلون منها وتشجعيهم على الإقدام عليها.
مع الأخذ بعين الاعتبار عدم توجيه أية انتقادات على سلوكياتهم الغذائية دائما، حتى لا يتولد لديهم التعنت وعدم احترام آراء أبائهم.