6 أبريل، 2024 11:31 م
Search
Close this search box.

محمد كمال المصري.. شرفنطح الذي كان يقلد الشيخ سلامة حجازي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“محمد كمال المصري” ممثل مصري، اشتهر باسم “شرفنطح” ولد في 18 أغسطس 1886 في حارة ألماظ في شارع محمد علي، وكان والده معلما بالأزهر، وأراد لابنه مستقبلا تعليميا جيدا فألحقه بمدرسة الحلمية الأميرية، وهناك تكونت أول فرقة مدرسية للتمثيل، وكان الطالب “محمد كمال المصري” أحد أعضائها. كان أول أدواره في فرقته المدرسية هو “بائع أحذية”، وحاز على استحسن زملائه بالمدرسة ومدرسيه، وشجعه هذا على الالتحاق بمسارح الهواة مقلدا الشيخ “سلامة حجازي” في أدواره، حتى أطلقوا عليه “سلامة حجازي الصغير”. عمل في عدة فرق مسرحية بعد ذلك مثل “جوقة سيد درويش” المسرحية، وفرقة “جورج أبيض”، وفرقة “نجيب الريحاني”، وأدى معه مسرحية (صاحب السعادة كشكش بيه) التي حققت نجاحا ذائعا في وقتها أوائل القرن العشرين، وكان منافسا قويا لعملاق الكوميديا “نجيب الريحاني”.

اجتذبته السينما عام 1928، وقدم أول أدواره في فيلم (سعاد الغجرية) مقابل أجر 50 جنيه، وتوالت الأدوار ووقف أمام “الريحاني” في ثلاثة أفلام هي (سلامة في خير) 1937، (سي عمر) 1940، (أبو حلموس) 1947، كما وقف أمام “أم كلثوم” في فيلمي (سلامة) و(فاطمة)، وصفق له “فريد الأطرش” و”إسماعيل يَـس” وهو يغني على العود مقلدا “سلامة حجازي” في فيلم (حبيب العمر).

وفي عام 1933 قدم دور «شرفنطح»، من خلال فيلم (مخزن العشاق)، ثم فيلم (كله إلا كده)، عام 1936، وكان صاحب طلة كوميدية هادئة ومن أشهر أدواره دور “جميل بك” في فيلم “سي عمر”، عام 1941، و”شرفنطح”، في العرسان الثلاثة، عام 1947، بالإضافة إلى دور “مرقص”، عام 1954، في فيلم (حسن ومرقص وكوهين). ومن أبرز إفيهاته في الأفلام الكوميدية” أنا عايز النص ريال بتاعي “، “يتمنعن وهن الراغبات ويتدلعن وهن العايزات ويتربعن وهن الدايبات”.

عمل “شرفنطح” في أكثر من 45 عملا فنيا بين السينما والمسرح، وتميز بالخفة والكوميديا الراقية، وشارك في عدد كبير من المسرحيات، أشهرها «مملكة الحُب، المحظوظ، آه من النسوان، ياسمينة، ونجمة الصباح».

أما حياته الشخصية فتكشف عن معلومات كثيرة أهمها تميزه بالبخل الشديد وحرصه على المال، لدرجة دفعته إلى أن يضع كل أمواله التي يملكها حول وسطه ويذهب بها لأي مكان، ولم يكن يعلم أحد بمكان بيته، فيضطرون للوصول إليه عن طريق القهوة التي كان يجلس عليها دائمًا.

قال إن حياته لم تتسّم بالسعادة، فبعد أن تزوج، لم يُنجب أبناء وعاش مع زوجته فقط، كما كان يقول:«لقد عشت حياتي معذبًا مثقلاً بالهموم والمتاعب، فلم أجد معنى لأن أقدم بيدي ضحايا جديدة للحياة.. لم أشأ أن أقذف بنفوس جديدة في بحر الحياة تعاني مثلي الهموم والأحزان»، وأضاف:«هذا جناه أبي عليّ.. وما جنيت على أحد».

وفي كتابه «وجوه لا تُنسى»، قال الناقد الفنّي، محمود عبد الشكور، إن «شرفنطح» كان لا يُريد أن يعرف أحدًا شيئًا عن حياته الخاصة، ولكن كان من المعروف إنه مكث 8 سنوات في المنزل قبل رحيله.

وفي عام 1953 قرر الذهاب للحج، وأطلق عليه زملائه الحاج شرفنطح، وعاد ليؤدي آخر أدواره عام 1954 في فيلمي (عفريتة إسماعيل يَـس) و(حسن ومرقص وكوهين) إخراج “فوزي الجزايرلي”. ثم يهاجمه مرض الربو ويقرر الاعتزال والانزواء في مسكنه الصغير بـحارة ألماظ، ويعاني الفقر والوحدة بعد أن انصرفت عنه الأضواء، ولم يبق بجانبه سوى زوجته فهو لم ينجب أبناءً، ويشاء قدره أن يتهالك بيته وتخليه البلدية، فيجمع عزاله البسيط ويركب تروماي القلعة مقيما بحجرة صغيرة هناك.

وكان يقول عن مأساته:«أنا كما ترون.. وحيد متعطل مريض بالربو مثقل بالشيخوخة ولم يعد لدي مال.. أنفقت ما أملك على الدواء وليته أجداني، فإن الربو لم يبرح مكانه صدري.. إن الربو عنيد لا يتزحزح، لقد أقعدني وأعجزني عن العمل، وقال لي الأطباء إنني سأموت إذا غامرت بالعمل والربو في صدري».

وفاته..

عانى ” شرفنطح” حتى خصصت له النقابة عشرة جنيه معاشا شهريا بالكاد كان يكفي دواءه، وعاش سنوات من الوحدة والانعزال إلى أن رحل في 25 أكتوبر 1966، ولم يعلم أحدا بوفاته إلا حينما أتى موظف النقابة لتسليمه المعاش، وحين طرق بابه ولم يفتح خرج الجيران ليقولوا له البقية فـ حياتك .. عم “شرفنطح” مات.

https://youtu.be/GUVLa0PTpII

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب