“محمد سليم سواري”..  رصد بعمق تفاصيل القرية الكوردية

“محمد سليم سواري”..  رصد بعمق تفاصيل القرية الكوردية

خاص: إعداد- سماح عادل

“محمد سليم سواري” قاص وروائي كردي.

التعريف به..

ولد سنة 1951 في قرية “سوار” التابعة لمحافظة دهوك، ولعدم وجود مدرسة في قريتهم، اضطر لدخول المدرسة في قرية ” سبيندار” حيث تلقى رعاية أخواله وأقام ثلاث سنوات عند خالته الكبيرة، وبسبب العداوات العشائرية داخل عشيرتهم ومواجهة عائلته للإقطاع والأغوات اضطر لترك قرية أخواله وانتقل للدراسة في بغداد سنة 1959 عند أحد أقربائه خلال سنتين، وبعد ذلك في سنة 1962 انتقل إلى مدينة الموصل ليكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية هناك، ورغم أنه لم يعش في قريته إلا السنوات الست الأولى من حياته إلا أن كل قصصه القصيرة والتي تتجاوز الخمسين قصة مع روايته الأولى لا تخرج من القرية فأبطال قصصه قرويون والقرية مسرح لتلك الأحداث والأبطال .

بدأ بمطالعة القصص والمجلات في المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة المتوسطة بدأ بقراءة كتب “مصطفى لطفي المنفلوطي” وخاصة “النظرات والعبرات” وكتب “توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وجبران خليل جبران”، ومن الروايات العالمية الأولى التي قرأها “البؤساء” و”أحدب نوتردام” ل”فكتور هوغو”، وفي المرحلة المتوسطة والإعدادية حاز إعجاب مدرسي اللغة العربية في تحرير مادة الإنشاء، والمشاركة في إعداد مواد النشرات الجدارية.

في سنة 1972 انتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته الجامعية، وفي سنة 1977 نال شهادة بكالوريوس في الرياضيات بكلية العلوم في الجامعة المستنصرية. بدأ العمل سنة 1974 مذيعا ومترجما في الإذاعة الكردية ببغداد واستمر بالعمل الوظيفي هناك أكثر من ثمان وعشرين سنة، وكان له الكثير من النشاطات:

ـ مارس العمل الإذاعي (مذيع/ مترجم/ مخرج/ منفذ/ منظم برامج وتنسيق/ ممثل/ رئيس قسم البرامج العلمية/ رئيس قسم البرامج الثقافية/ معاون مدير). في سنة 1983 أصبح عضوا في لجنة الإعلام العلمي المركزي في وزارة الثقافة والإعلام بصفته رئيسا للقسم العلمي آنذاك .

في سنة 1992 عين مديرا للإذاعة الكردية والإذاعة السريانية والتركمانية وبعد ذلك عين مديرا للتلفزيون الكردي والفضائية الكردية. إجتاز دورة تدريب المذيعين سنة 1974، ودورة تدريب المترجمين سنة 1974، ودورة التدريب على البرامج العلمية والإعلام العلمي سنة 1983، ودورة تدريب وتهيئة المدراء سنة 1992 .

– قام بإعداد وتقديم وإخراج العشرات من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وكان من برامجه المعروفة عند المستمعين والقريبة إليهم وإلى نفسه برنامج “مساء الخير” حيث كان يقوم بإعداده وتقديمه وإخراجه لأكثر من 25 سنة، وبرنامج (شخصيات علمية) وبرنامج (أدباؤنا يتحدثون) وبرنامج (شعر وموسيقى) وبرنامج (صباح الخير) وبرنامج (ضيف التلفزيون) وبرنامج (من أروقة الإبداع) التلفزيوني وبرامج أخرى.

قام بإعداد وتأليف العشـرات من المسلسلات الإذاعية مثل مسلسل (عه مي كوزي) من( 24) حلقة ومسلسل (بهار) من(20) حلقة ومسلسلات أخرى .

غنى عدد من الفنانـين الكرد قصائده الشعريـة مثل الفنانة المعروفة (كولبهار) والفنان المشهور(أحمد زيباري) و(جوتيارعقراوي) .

في سنة 1977 بدأ بكتابة القصة القصيرة باللغة الكردية ولكن خلال ثلاث سنوات كانت قصصه تلقى الرفض وعدم النشر، بسبب ما تحمله من إيحاءات ورموز ودلالات، ونشرت قصته الأولى “ره زفان” أي البستاني في 11 شباط 1980 في صحيفة “هاوكاري” أي التضامن في بغداد .

بالإضافة إلى القصة كتب الشعر والمقالات النقدية والأعمدة الصحفية، ومنذ سنة 2003 يقوم كذلك بكتابة المقالات السياسية والصحفية باللغة العربية .

من أعماله..

ـ ” مزكيني ” أي البشرى، مجموعة قصصية سنة 1983 .

ـ ” ري يا به راني ” أي طريق الكبش، مجموعة قصصية سنة 1986 .

ـ المشاركة في إعداد الكتاب العلمي للإذاعات العراقية سنة 1987 .

ـ ” كه فالي بي به رواز ” أي لوحة بدون إطار، مجموعة قصصية سنة 1996.

ـ تحقيق وإعداد الجزء الثاني من رواية “بوهزين” أي الانصهار للدكتور نافع عقراوي سنة 2000 بعد استشهاده .

ـ ” كاني يا ئاشقان” أي نبع العاشقين، ديوان شعر سنة 2001 .

ـ طريق الكبش، مجموعة قصصية للكاتب مترجمة من قبل مجموعة من المترجمين الى اللغة العربية سنة 2003.

ـ ” كوند ” أي القرية، رواية سنة 2005، حيث ترجمت إلى اللغة العربية من قبل الكاتب والمترجم سامي الحاج سنة 2007، وكتبت العشرات من المقالات والدراسات النقدية عنها .

ـ المشاركة في تأليف قاموس “تريفه” كردي/ عربي/ إنكليزي سنة 2008 والذي طبع من قبل المديرية العامة للدراسات الكردية في بغداد .

ـ ” بابى منو ” أي وا أبتاه، مجموعة قصصية سنة 2010 .

ـ ” واري روندكا ” اي “أرض الدموع” رواية في 475 صفحة كبيرة سنة 2010 .

ـ له روايات وكتب أخرى تحت الطبع .

القصة..

في حوار معه أجراه “جمال الشرقي” صحیفة الزوراء يقول ” محمد سليم سواري” عن بدايته مع الكتابة: “”بالرغم من إنني لم اعش في قريتي إلا السنوات الست الأولى من حياتي إلا أن كل قصصي القصيرة التي تجاوزت الخمسين قصة مع روايتي الأولى فكلها لا تخرج عن إطار القرية فأبطال قصصي قرويون والقرية مسرح لتلك الأحداث والأبطال. في سنة 1977 بدأت بكتابة القصة القصيرة باللغة الكردية ولكن خلال ثلاث سنوات كانت قصصي تلقى الرفض وعدم النشر، بسبب ما تحمله من إيحاءات ورموز ودلالات، ونشرت قصتي الأولى (ره‌زڤان) أي البستاني في 11 شباط عام 1980 في صحيفة ” هاوكاري ” أي التضامن في بغداد “.

البرامج الإذاعية..

وعن كتابة وإعداد البرامج الإذاعية يضيف: “بعد أن عرفت طريقة وأسلوب كتابة البرامج الإذاعية قمت بإعداد وتقديم وإخـراج العشـرات من البرامج الإذاعية والتلفزيونية خلال تلك السنوات وكان من برامجي المعروفة عند المستمعين والقريبة إليهم وإلى نفسي كذلك برنامج “مساء الخير” حيث كنت أقوم بإعداده وتقديمه وإخراجه لأكثر من 25 عام، وبرنامج (شخصيات علمية) وبرنامج (أدباؤنا يتحدثون) وبرنامج (شعر وموسيقى) وبرنامج (صباح الخـير) وبرنـامج (ضيف التلفزيون) وبرنامج (من أروقة الإبداع) التلفزيوني وبرامج أخرى وأخرى .

رواية القرية..

عن روايته “القرية” التي عالجت القضايا الاجتماعية والسياسية للمجتمع الكوردي وعن اعتذار مؤسسة ثقافية كوردية عن طبع الكتاب: “أنا أشكر من كل قلبي صديقي هفال زاخويي الذي تطوع لطبع الرواية كما وأشكر تلك المؤسسة الثقافية الكوردية على مزاجيتها لأنها طبعت الترجمة العربية لنفس الرواية .

في ظل عصر كان شعاره لا قرية في كوردستان قمت بـتأليف الرواية وفي ظروف كانت وجود مسودة الرواية حجة كافية للوصول إلى المؤبد أو حبل المشنقة وأنا أعتز لأن يقول كاتب وناقد بمنزلة عبد الهادي فنجان الساعدي حول الرواية (أنا متأكد تماما من أن هذه الرواية لن تغير العالم ولكنها ستضيف للأدب الكوردي شيئا’ ولو قدر للقرية الكوردية أن تزال من خارطة العراق فأنا متأكد بأننا سنستطيع من خلال هذه الرواية أن نعيد بناء هذه القرى المدمرة لقد دخل محمد سليم سواري عالم الرواية من بابها الصحيح) .

بطل..

وعن وجود  بطل محدد ضمن العدد الكبير من المجاميع القصصية وأعماله الروائية: “نعم البطل في كل مجاميعي القصصية ورواياتي هو الإنسان الكوردي الذي تعرض ويتعرض إلى التهجير القسري والإضطهاد وترك أعز ما يملكه من مراتع الصبا والذكريات ويتجرع الآلام والمعاناة ويضحي ويقدم ثم يرى نفسه في المكان غير الصحيح .

وعن النقد الكوردي لأعماله يقول: “أنا أقدر جهد بعض المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة دهوك حيث كان لروايتي “القرية” حصة من بحوث تخرج بعض طلابها وأكثر من ثلاث رسائل ماجستير كما وأن الكتاب والنقاد العرب كتبوا أكثر من خمس وثلاثين مقالة وبحث ونقد ودراسة عن رواية القرية المترجمة بالإضافة إلى الندوات وتكريمى بالدرع الثقافي عن الرواية، ولكن لم تكن للرواية نفس الحصة من النقد الكوردي، وقد عزا سبب ذلك المرحوم سكفان عبد الحكيم في مقالة كتبها في حينه جاء فيها  لقد أستقبل قراء الكوردية بشغف هذه الرواية ولكن المحير إنها لم تأخذ حقها من النقد والكتابة وأعزها لسببين أولها أن الرواية الكوردية حديثة وثانيها أن النقد الكوردي مازال يحبو ولم يفطم ولم يتجرأ كاتب في خوض غمار تجربة غنية ذات ملامح حديثة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة