خاص: إعداد- سماح عادل
“محسن سرحان” ممثل مصري، ولد في 6 يناير 1914 بمدينة بورسعيد، التي نشأ بها حتى حصل على شهادة البكالوريا ثم حضر إلى القاهرة عام 1939 وعمل موظفاً بوزارة الزراعة. ويعتبر من قدامى الممثلين. بدأ مشواره الفني في الخمسينات في القرن العشرين واستمر في مشواره حتى التسعينات.
من أفلامه: (أجنحة الصحراء- حياة الظلام- ماجدة- فتاة متمردة- تحيا الستات- شاطئ الغرام- أميرة الأحلام- السعادة المحرمة- عاشت في الظلام- فرجت- على كيفك- حدث ذات ليلة- لك يوم يا ظالم- أنا بنت ناس-حبيب قلبي- أمال- أنا الحب- ظلمت روحي- غضب الوالدين- ذئاب لا تأكل اللحم- العذراء والعقرب- الشيماء- أوعى المحفظة- سكة السلامة- المتشردة- ثمرة الجريمة- العريس الخامس- بنت الشيخ- الأحدب- الخمسة جنيه- حرم الباشا)
تزوج”محسن سرحان” أربع مرات، إحداهم من الفنانة “سميحة أيوب” وأنجب منها ولداً واحداً، والباقيات من خارج الوسط الفني، أما زواجه الرابع من السيدة “هناء داوود فله” قصة طريفة، فقد كانت في المرحلة الإعدادية ومن أشد المعجبات به، وتعرفت عليه مصادفة أثناء زيارتها لإحدى صديقاتها في منطقة شبرا وهي نفس المنطقة التي كان يسكن بها، ودعاها وصديقتها على الغداء ثم اتفقوا على حضور العرض الخاص بافتتاح فيلمه الجديد “غضب الوالدين” العام 1952 في سينما الكورسال، وهناك قدمها لجميع زملائه بالفيلم على أنها خطيبته، فانتباها إحساس بالسعادة والاستغراب في نفس الوقت.
وبعد شهر واحد تقدم لخطبتها ولكن أسرتها رفضت ذلك لأن فارق السن كان 19 عاماً، وانتهت علاقتهما وقتها، وتزوج “محسن” بعد ذلك زوجته الثالثة ولكن الزواج لم يدم سوى شهراً واحداً، وبعد لقاء تم مصادفةً عرض عليها محسن الزواج مرة أخرى، وقبلته هي على الفور رغم معارضة أهلها، الذين قاطعوها بعدما تم الزواج ولم يسامحوها حتى أنجبت ابنتها الوحيدة ألفت العام 1954، وقد اختار “محسن “هذا الاسم بنفسه تفاؤلاً، إذ كان يصور فيلم “أنا الحب” في ذلك الوقت مع “شادية”، والتي كانت تحمل نفس الاسم في الفيلم.
السينما..
تمتع “محسن سرحان” ببنيان جسماني قوي حيث كان يمارس رياضة الملاكمة التي تألق بها، الأمر الذي جذب إليه أنظار الكثير من المخرجين في تلك الفترة ليبدأ مشواره الفني في السينما المصرية عام 1940 من خلال فيلم (فتش عن المرأة) الذي حقق نجاحاً كبيراً، وفي عام 1944 التحق بالفرقة القومية، كما قدم للإذاعة عدداً من المسلسلات الناجحة.
أنطلق “محسن سرحان” في سماء الفن كبطل بالعديد من الأفلام السينمائية والمسرحيات الناجحة حتى بلغ رصيده الفني حوالي 280 فيلماً وأكثر من مئة مسرحية، تميزت بالتنوع ما بين أدوار ابن البلد الشهم والعاشق الرومانسي، فضلاً عن الأدوار الكوميدية التي أبدع فيها بأدائه الممتع.
كما شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية المتميزة، ومنها: “القضاء في الإسلام” و”لا إله إلا الله” و”ألف ليلة وليلة” و”سباق الثعالب” و”الأصيل” و”النشال” و”حكايات هو وهي” و”جمال الدين الأفغاني” و”القرين”.
حصل “محسن سرحان” خلال مشواره الفني على العديد من الجوائز منها، وسام الجمهورية عام 1964، وشهادة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية لكُتاب ونقاد السينما للريادة في فن التمثيل عام 1983، بالإضافة إلى درع التليفزيون عام 1985.
سميحة أيوب..
وقالت عنه “سميحة أيوب”: “محسن سرحان، كان معي في نفس المعهد ولكن كان يكبرني بصف، وكان يستفزني بأحاديثه وقالي لي ذات مرة “بطلي كآبة ستكونين مثل أمينة رزق”، شاركت معه في فيلم وعندما مرضت وتغيبت عن التصوير قام طاقم الفيلم كله بزيارتي في منزلي وعندها طلب مني الطبيب أن أتناول كميات من العنب دون قشره وخلال تناولي له دخل محسن سرحان وعدد من الأصدقاء وعندما هممت لأخرج القشر من فمي وضع يده وأخذه هو.. وقتها تبدل حالي وتبدلت مشاعري، ولم أفق منها سوى بعد مرور عام ونصف العام على زواجنا، وذلك بسبب غيرته الشديدة حتى أنه منع أهلي من زيارتي، حتى وإن زارونا فكنت لا أدخل إليهم إلا إذا كان يحملني أو يمسكني من يدي”..
وأشارت إلى أن عيد ميلادها كان قد قارب ووقتها سألها عن الهدية التي ترغب في أن يأتي لها بها فقالت له طلقني، وصدم واعتبر الأمر هزار ولكنها أكدت له أنها ترغب في ذلك وبعد مماطلة حصلت على الطلاق ولم تقدم في السينما طوال فترة زواجها منه سوى فيلم وحيد وهو «شاطئ الغرام»، وكانت وقتها حامل في ابنها”. وأكدت أن “تحية كاريوكا” ساعدتها كثيرًا حيث كانت تنهر “محسن سرحان” عندما كان يرفض مشاركتها معهم في الجلسة، ويتركها في غرفتها بالمنزل وكانت كاريوكا تجبره على السماح لها بالخروج والجلوس معهما.
أما زوجته الرابعة «هناء» قالت عنه في حوار لها في جريدة النهار: “تعرفت عليه في ظروف لا يصدقها عقل، حيث كنت طالبة بالمرحلة الإعدادية في ذلك الوقت، وفي هذه السن كان لكل فتاة فتى أحلامها، وكان محسن سرحان هو فتى أحلامي، وأحببته بشدة، رغم أنني لم أره ولو لمرة واحدة في حياتي، ولكنني كنت أجمع كل صوره التي تُنشر في الصحف والمجلات، بل أحضر كل أفلامه في السينما، خاصة العروض الأولى لها، على أمل أن أراه في أحدها ولو لمرة واحدة، لكن لم أوفق في هذا الأمر، ورغم ذلك كنت أقول لصديقاتي إن محسن سرحان خطيبي، وكان هذا مجرد لعب عيال ولم أكن أعلم أنه في يوم من الأيام سيتحقق هذا الحلم ويصبح حقيقة واقعة”.
وأضافت: “في أحد الأيام بعد زيارتي لإحدى صديقاتي وتقيم هي في حي شبرا وهي من أصل إيطالي، وعند خروجنا من شقتها رأتني جارتها وسألتها عني، خاصة أنني كنت أتمتع بقدر كبير من الجمال، فأمي لبنانية وأبي مصري، لذلك جذبت انتباهها فقالت لها إنني صديقتها، ومزحت معها بإعلان إعجابي وحبي لمحسن سرحان، فقالت لي هذه الجارة: ممكن أعرفك به، فقلت لها: ياريت وفرحت جداً بذلك، واتفقنا على الذهاب إلى منزله لأراه.. في اليوم المحدد للزيارة ارتديت أجمل ثيابي، وقلت لوالدتي إنني سأذهب لزيارة إحدى صديقاتي، كانت أول مرة أكذب فيها عليها، ولم أكن أعلم أنه يقيم في شبرا أيضاً، وعندما دخلت منزله أنا وصديقتي وزوجها، وجدت ابنيه إبراهيم وآمال من زوجته الأولى وكانت من خارج الوسط الفني، وابنه محمود من زوجته الثانية التي لم يستمر زواجه بها كثيراً، وتناولنا الغداء وهو عبارة عن أنواع مختلفة من الأسماك، لأنه يعشق الأسماك، خاصة البوري المشوي، وبعدها اتفقنا على الذهاب معاً لحضور افتتاح فيلمه الجديد (غضب الوالدين) في سينما الكورسال، من إخراج حسن الإمام، ودخلنا بصعوبة من شدة الزحام وجلسنا في لوج، ودخل علينا حسن الإمام، وقدمني محسن له على أنني خطيبته، وحدث نفس الأمر مع الفنانة شادية والفنان حسين رياض، وكان يفعل نفس الأمر مع كل من يدخل علينا.. انتابني شعوران: أولهما السعادة بهذا الكلام، والثاني الدهشة والاستغراب، وبعدها ذهبنا إلى أستوديو مصر، حيث كان يصور فيلمًا”.
الدفاع عن الحق..
نشرت مجلة روز اليوسف في عام 1956 خبرًا مفاده تجميع الفنان “محسن سرحان” توقيعات زملائه أعضاء نقابة ممثلي المسرح والسينما لدعوة الجمعية العمومية للاجتماع في جلسة غير عادية لسحب الثقة من نقيب الممثلين الفنان، أحمد علام، ومجلس إدارة النقابة في ذلك الوقت، بسبب قيام النقيب بعدة تصرفات خاطئة ومنها أنه قام بصرف سلفيات لبعض الأعضاء الذين ليسوا في حاجة إلى سلفيات، بينما رفض المجلس طلبات أخرى لأعضاء في حاجة ماسة إلى سلف لظروفهم القاسية.
وفاته..
وفي عام 1993 عقب عودته من أداء مناسك العمرة التي اعتاد عليها بصحبة “يحيى شاهين” وعائلته، لم تمر إلا أيام قليلة ليلقى” محسن سرحان” ربه في فبراير من نفس العام.