“محسن أبو العزم”..  لوحات تعكس فهم عال لكل تفاصيل الحياة اليومية

“محسن أبو العزم”..  لوحات تعكس فهم عال لكل تفاصيل الحياة اليومية

خاص: إعداد- سماح عادل

” محسن أبو العزم” فنان تشكيلي مصري.

التعريف به..

مواليد 1958 الفيوم، حاصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير جامعة حلوان عام 1981.وعضو نقابة الفنانين التشكيليين .

عمل بالتدريس بالخارج من 1982- 1996، رسام صحفي في مجلة الثقافة العربية بالجماهيرية الليبية، معيد في كلية المعلمين في تبوك السعودية، عمل بمجلة “صباح الخير، روز اليوسف، أخبار اليوم” .

تجليات الهوية..

في مقالة بعنوان (أبو العزم يكشف تجليات الهوية في «أيقونة الروح المصرية») كتبت “أماني زهران”: “«مصر جميلة .. مصر جميلة.. خليك فاكر» بهذه الأغنية استقبل جاليري ليوان بالزمالك زواره، على أنغام فرقة حسب الله وبصحبة عربة بائع البطاطا وبائع العرقسوس في افتتاح معرض «أيقونة الروح المصرية» للفنان محسن أبو العزم. صاحب البصمة المتميزة في الفن الواقعي التعبيري وهو من التشكيليين المصريين الذين جسدوا بصدق الحياة الاجتماعية المصرية بعاداتها وتقاليدها الراسخة وطقوسها شديدة الخصوصية، وعبر عنها بصور تحمل الكثير من الابتسامة التي تحمل بداخلها النقد اللاذع أحيانا، برؤية كاريكاتيرية وباليتة لونية ثرية مبهجة ومتناغمة وبخطوط قوية مع مفردات شعبية تعمق من أصالة العمل الفني، فاستطاع أن يزيل الفجوة بين الفن والجمهور بأعماله التي تتميز بالبساطة، مما خلق لديه قاعدة جماهيرية من محبي الأعمال المصرية الشعبية في مصر والعالم العربي” .

وتضيف المقالة: “ويشير أبو العزم إلى تأثره في شبابه بالفنان هنرى دومييه، رائد الواقعية في فرنسا بالقرن التاسع عشر الذي يتسم بالمبالغات في الملامح. ولكن تأتى مبالغات أبو العزم بشكل مختلف، حيث يلجأ للمبالغة في حجم الأسنان مثلا حتى يظهر الضحكة بشكل أكبر، أو المبالغة في الأطراف لإظهار الحركة أو التأكيد عليها، وليست مبالغة كاريكاتيرية فجة بلا معنى.

كما تأثر أيضا بالرواد المصريين محمود سعيد ومنير فهيم وحسين بيكار، إلا أنه استطاع خلق توليفة فنية فريدة خاصة به وتحمل توقيعه، لأنه كان أكثر تعمقا في الواقع الشعبي في الماضي والحاضر مع رصد التطور بعين ثاقبة. وإضافة شيء من الطرفة أو المبالغة حتى يتقبلها الجمهور، مع إضافة مفردات مثل صينية القلل، أو وابور الجاز والطشت، وهذه التفاصيل تعتبر من مكملات اللوحة، وقد أضاف عشقه السينما وأدب نجيب محفوظ له الكثير.

ويسلط المعرض الضوء على المناسبات والاحتفالات الشعبية الإسلامية والقبطية، مثل الموالد و ليلة الحنة وصانع الكنافة والمسحراتي في رمضان واحتفالات الأعياد ولعبة النشان في المولد وغيرها من مظاهر الاحتفالات الشعبية،التي استهوت الطفل بعين المراقب منذ طفولته قبل عين الفنان وذلك لنشأته الشعبية.

بعض اللوحات تم تنفيذها بقطع متوسط وكبير بخامة الألوان الأكريليك على ورق على خشب، مثل لوحة “المسحراتي العجوز” بصحبة صبى صغير يحمل فانوسا ليضيء الطريق، والمسحراتي يدق الطبلة فيكاد المرء يسمع نداء السحور الشهير «إصحى يانايم وحد الدايم.. رمضان كريم»، بينما رجل استيقظ لتوه من النوم وأمامه طبق السحور و«قلة» الماء.

أو لوحة «الكنفاني» بين صانع الكنافة على الفرن الشهير والبائع الذي يتعامل مع الناس بتفاصيل غاية في الجمال والواقعية لمشاهد من الحياة اليومية في أيام الشهر الفضيل. ولوحة «العازف» من فرقة حسب الله وهو ينفخ فى آله الترومبيت على قهوة شعبية. ولوحة النشان أو الحاوي في المولد وغيرها من الموضوعات الجميلة الثرية”.

بهجة..

لوحات الفنان التشكيلي “محسن أبو العزم”، تجسد الفرحة بطابعها المصري بشكل مثير للدهشة، في حديث له مع “اليوم السابع” يكشف عن سر البهجة في لوحاته.

موضحا إن سر البهجة في لوحاته يرجع لسبب نقدي، وهو تصور المثل الشعبي بشكل كوميدي ليلقى استحسانا وقبولا لدى الناس، وإنه دائما يميل إلى تجسيد وتصوير كل المناسبات والاحتفالات التي يمر بها المصريون مثل مناسبة رمضان والعيد وغيرهما.

وأشار محسن أبو العزم، إلى أن فرحة الاحتفال في العيد اختلفت عن زمان، فكان ما يميز الاحتفال قديما هو تجمع الأهل والأقارب على مائدة الإفطار الجماعي، لكن الآن اجتماع الأهل أصبح نادرا،  بسبب استخدام التكنولوجيا، فهي سلاح ذو حدين ليها مميزات وأيضا عيوب”.

الحارة..

في مقالة بعنوان (الحارة ملهمة الفنانين والأدباء) كتبت “نسرين مهران”: “مقهى‏، صالون حلاقة‏،‏ عربة الفول المدمس، البيوت التي تعلوها المشربيات‏،‏ المساجد‏، المآذن، السوق‏.‏ ومفردات أخري نقلها بوعي كامل الفنان التشكيلي محسن أبو العزم في ما يقرب من مائتي لوحة عن الحارة الشعبية،‏ بدأ في رسمها مع بداية الثمانينات،  تجدر الإشارة إلي أن جميع الرسومات المرفقة بالتحقيق هي جزء من هذه الأعمال.

تميزت لوحاته ببعد درامي وفهم عال لكل تفاصيل الحياة اليومية التي يمكن أن تشاهدها عند المكوجي، أو طبيب الصحة. و ربما تعايشها في فرح شعبي أو سبوع لمولود جديد. عن اهتمامه بالحارة يقول: من خلال الانفعالات والملابس والخلفيات، حاولت نقل العادات والتقاليد التي تسود هذه المناطق. في الغالب أقدم الشخصيات في صورة هزلية ساخرة. المرأة تكون بدينة ملامحها سمراء نظرا لتعرض بشرتها الدائم للشمس. والرجل كذلك يكون أسمر البشرة، تعكس ملابسه البسيطة غير الأنيقة انتماءه للطبقة الكادحة. علما بأنني نقلت من خلال لوحاتي بعض المهن التي ارتبطت بالحارة مثل القرداتي، والدلالة، والخطبة، والنجار الشعبي، ومكوجي الرجل…ألخ”.

وتضيف المقالة: “مؤكدا أنه تأثر بحارة نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي، يري الفنان أبو العزم أن الحارة المصرية لا يفهم تفاصيلها إلا المصري.. وهو ما يفسر قدرة الفنان الأجنبي أو المستشرق علي نقل صورتها بمنتهي الأمانة، لكنه لا ينجح في نقل جوهر التفاصيل. ومهما كانت لوحة الفنان الأجنبي للحارة المصرية بديعة، دائما ما تتخللها رائحة أوروبية تنال من شرقيتها الأصيلة.

يوافقه في الرأي فنان الكاريكاتير ياسر حسين قائلا: بالطبع هناك اختلاف جوهري بين رؤية الفنان المصري للحارة عن رؤية الأجنبي لها، خاصة في نقل المشاعر والتفاصيل الدقيقة وروح الحارة تشكيليا، فالفنان المصري عاش واقع الحارة وتعامل مع أهلها سنين عن قرب وانفعل بكل تفاصيلها. بينما الأجنبي ينقل صورة مختلفة لفتت انتباهه ليس بها عمق مثل الفنان المصري, فالأجنبي يتعامل مع الحارة مثل الكاميرا الفوتوغرافية حيث يعطي صورة متقنة تشكيليا قد تفتقد الروح أحيانا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة