خاص: إعداد- سماح عادل
مصطلح الاحتراق النفسي هو مصطلح جديد قام بصياغته “هربرت فرودنبرجر” لأول مرة في 1974 في كتابه “الاحتراق النفسي” وعرفه بأنه “انقراض الدافع أو الحافز خاصةً عندما يفشل تفاني المرء في عمل أو علاقة عن تحقيق النتائج المأمولة”، والاحتراق النفسي رد فعل على ضغوط العمل الطويلة أو المزمنة ويتميز بثلاثة أبعاد رئيسية، الإرهاق، التشاؤم، والشعور بضعف القدرة المهنية.
أنواع متلازمة الاحتراق النفسي..
للاحتراق النفسي أنواع منها ما يرتبط بتعامل الفرد مع نفسه ونوع ناتج عن تأثير الآخرين والضغوط الحياتية عليه وتشمل:
. الاحتراق الفردي:
ينتج الاحتراق الفردي عن الحديث السلبي المفرط عن النفس والرغبة في الكمال، بمعنى آخر عندما تضع معايير عالية للغاية على نفسك أو تعتقد أن لا شيء تفعله جيد بما فيه الكفاية.
. الاحتراق النفسي المتقاطع مع الآخرين:
ينتج هذا النوع من الاحتراق النفسي عن العلاقات الصعبة مع الآخرين في العمل أو في المنزل، مثلا يمكن لرئيس أو زميل عدواني معك في العمل أو غير مرحب به أن يضاعف الضغط الذي تشعر به بالفعل في العمل إلى درجة أن تعاني من متلازمة الاحتراق النفسي.
. الاحتراق التنظيمي:
ينتج عن سوء التنظيم والمطالب الكثيفة دون مراعاة الوقت والمواعيد النهائية غير الواقعية التي تجعلك تشعر أنك تفتقد الهدف وأن وظيفتك في خطر.
الأعراض..
كلما تجاهلت عوامل الضغط في حياتك زاد احتمال تعرضك لمتلازمة الاحتراق النفسي، وكلما تمكنت من التعرف على علامات متلازمة الاحتراق النفسي استطعت التخلص منها بسرعة.
.الشعور بالتعب والإنهاك:
هل تصل في عملك للحد الذي لا تستطيع أن تحرك فيه عضلة واحدة؟ هل تجر نفسك من السرير للذهاب إلى العمل في الصباح؟ هل تمر فترة العمل في ساعاتها الثمانية وكأنها 80 يوما؟ السبب هو متلازمة الاحتراق النفسي التي هي نوع أشد من الإرهاق والتعب المرتبط بالعمل وتتميز بالشعور بأنك مرهق عاطفيًا وجسديًا.
. شعور بانعدام القيمة:
الشعور بقلة الكفاءة، وأنك لا تستطيع أن تكون فعالاً أو ذا قيمة ملموسة، وهذا يؤدي إلى عدم الإنجاز والإنتاجية،وأحيانا يتشكل في نفسك هذا الشعور بين الضغوط المتواصلة واليأس ثم ينزل عليك هذا الشعور ثالثا لهما.
. الاكتئاب:
الاحتراق النفسي مرتبط بمهنتك أما الاكتئاب فمرتبط بكل حياتك لذا يتصلان عند نقطة معينة.
. كره وظيفتك:
عدم الرضا المهني هو أحد الآثار الجانبية العديدة للاحتراق النفسي مع أشياء أخرى أكثرها شيوعا التغيب والتمارض حتى لا تذهب للعمل.
. العصبية دون مبرر:
إذا أصبحت ضغوط عملك كبيرة جدًا ووجدت نفسك تنزلق إلى هاوية الاحتراق النفسي، تصبح عصبيًا مع زملائك في العمل أو الأسوأ من ذلك مع عملائك.
. فقدان التركيز:
يبدأ عقلك وأفكارك في أخذ جولات سياحية بعيدة عن نطاق عملك في حين تكون موجودا على كرسي العمل دون أن تعمل أي شيء.
. الأرق:
المشكلة أن التحايل على مشكلات النوم وعدم وضع حد لذلك قد يؤدي ذلك إلى زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكتة الدماغية، السكري، وأمراض الكلى.
. الشعور بالصداع:
أول العلامات التي استخدمت للاستشهاد بمتلازمة الاحتراق النفسي من قبل مؤسس المصطلح، كان الصداع المتكرر.
. التدخين وتعاطي المخدرات:
استخدام الطعام، الكحول، المخدرات، أو زيادة التدخين كوسيلة للهروب من الواقع أو الحصول على بعض مشاعر السعادة، يدفعك هذا نحو السمنة أو إدمان الكحول والمخدرات مما يؤدي لمشاكل صحية ونفسية خطيرة.
. ارتفاع ضغط الدم:
وهذا لن يلحق الضرر بقلبك فقط ولكن بنفسك وكليتيك كذلك.
. التغيب المستمر عن العمل:
التغيب عن العمل والحضور، ليس فقط من ناحية التعذر وعدم الرغبة في العمل، بل الحضور رغم المرض فهاتين الحالتين دليل على أن مهنتك تحرقك.
طرق التخلص منها..
. تخلص من الضغوط غير الضرورية:
تأتي متلازمة الاحتراق النفسي من استجابة مطولة للضغوط المزمنة، فكلما زادت الضغوطات التي تتعامل معها على أساس يومي زاد خطر الاحتراق النفسي فليس المطلوب منك التركيز الشديد على أشياء ومشتتات جانبية كمتابعة البريد الإلكتروني مثلا.
نحن نخطئ في الانشغال بالتحقق من صحة أننا نقوم بالأشياء الصحيحة. ولكن من السهل أن تكون “مشغولاً” في التحقق من رسائل البريد الإلكتروني طوال اليوم أو الذهاب إلى الاجتماعات مثل قضاء الوقت في عمل هادف ورؤية تقدم حقيقي.
. حدد وقتك الضائع:
جمع البيانات لاكتشاف أين يذهب وقتك بالفعل وهناك برامج قد تساعدك في ذلك كثيرا لأنه يراقب تلقائيًا كيف تقضي وقتك ويعرضه بطريقة يسهل فهمها.
. نظم يومك:
يتخلص الجدول اليومي المنظم من إرهاق القرار والخوف والشعور بالاحتراق إذا أديت الأمر على النحو الأكفأ.
. احصل على الاسترخاء:
قم بإنشاء طقوس للتهدئة تفصل بين ساعات العمل والساعات التي لا تعمل فيه، فحماية نفسك من متلازمه الاحتراق النفسي لا تقتصر فقط على ما تفعله خلال يوم العمل على الرغم من أن هذا جزء كبير، لأنه مع متلازمة التعب المزمن الذي يقترب من مستوى الاكتئاب المصاحب لمتلازمة الاحتراق النفسي ستحتاج إلى أكبر قدر ممكن من النوم والراحة للتعافي.
للفصل والتوقف وترك مشكلات العمل في العمل يمكنك الاستعانة بهذه الخطوات:
أزل أجهزة العمل الخاصة بك من أمامك واستبدل وقت الشاشة بشيء أكثر صحة.
استرخ بقضاء بعض الوقت بمفردك للتعافي من المطالب الاجتماعية للعمل والمنزل.
اقضِ بعض الوقت في هواية أو مهارة أخرى تستمتع بها وتحبها.
. ركز على خطواتك لا نتيجة السعي:
الإنتاجية و متلازمة الاحتراق النفسي لهما علاقة مزعجة، فكلما زاد العمل الذي تقوم به زاد الاحتراق النفسي لديك وزاد العمل الذي تشعر أنك بحاجة إلى القيام به، ولكسر هذه الحلقة تحتاج إلى تغيير طريقة قياس قيمتك فبدلاً من التركيز على إنتاجية قائمة مهامك ركز على ما تحققه كل يوم من خطوات.
. اهتم بنفسك:
خصص وقتا لرعاية نفسك، نومك، تفكيرك، وطعامك إذ يبدأ التعافي من متلازمة الاحتراق النفسي عندما تعطي الأولوية لنفسك وصحتك على العمل والعلاقات التي تحرق قلبك، وفي حين أن أخذ إجازة للراحة والاسترخاء سيكون دائمًا الحل إلا أن هناك بعض الأساليب التي يمكنك تجربتها خلال أسبوع عملك تتضمن:
استخدام تقنيات التنفس العميق التي تساعدك على الهدوء وتجعل الجهاز العصبي يستفيد في تقليل التوتر أو إدارته.
أخذ فترات راحة مدتها 5 دقائق لكل 20 دقيقة تقضيها على مكتبك أو في مهمة واحدة، وأهمية هذه الراحة في أنها بمثابة إعادة شحن همتك ونشاطك وحماية لك من الإرهاق البدني.
اقض وقتًا أطول في ممارسة هواية خارج العمل فهذه تسمح لك بإلغاء الضغط والتخلص من التوتر والانفصال عن العمل، يمكن أن يكون هذا أي شيء تريده لكنها ستكون مفيدة بشكل خاص إذا كان الأمر يتضمن أي شكل من أشكال التمرين.
. كن يقظا:
ابني وعيا ذاتيا لك وقيم بيئة عملك وأدائك باستمرار، لأن أصعب جزء في علاج متلازمة الاحتراق النفسي هو أنك لا تتوقع حدوثها إلا بعد فوات الأوان، لهذا من المهم تطوير دفاع ذاتي بالوعي والتفكير والتقييم لحياتك وعقلك.
. احط نفسك ببيئة داعمة:
أحط نفسك بشبكة دعم من الأشخاص الذين تثق بهم من أجل التعافي طويل الأمد فالاتصال البشري ضروري لدفع خطر متلازمة الاحتراق النفسي عنك ورفاهيتك وصحتك أعلى ما دمت على اتصال بأشخاص آخرين.