كتبت – سماح عادل :
يعاني بعض شباب الكتاب من التهميش في مصر كثيراً.. نتيجة لغياب دور الدولة في دعم الثقافة، وقلة المنافذ التي تدعم الكتاب الجدد وتتبنى مواهبهم.. لذا تظهر بين وقت وآخر مبادرات شبابية لكسر حالة التهميش تلك، محاولة منهم في نشر إبداعهم وتعريف المتلقي به.
مبادرة حلم الوصول :
أسس الكاتب الشاب “مصطفي عزت” مبادرة أسماها “حلم الوصول “، أعلن عنها عبر حسابه الخاص على شبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك”، واستقطب حوله عدد كبير من الكتاب الشباب الذين تحمسوا للفكرة.
بادر عزت في حديثه الخاص لـ(كتابات)، مؤكداً على ان “أهداف المبادرة هي تحريك المياه الراكدة في الحياة الثقافية, وتسليط الضوء على الكتاب الجدد من الشباب, ودفع الناس نحو القراءة الجادة والهادفة، من منطلق ما لاحظناه على نسب قراءة الكتب التي تدهورت بشدة, لأسباب متعددة منها عدم وجود الوقت للبحث عن الكتب, بل أن الجميع يختار ما هو مقدم له مباشراً.. لذلك كان علينا أن نقوم بعرض ما نكتبه على الجميع لتشجيع القارئ على اختيار ما يحب من كتب”.
مضيفاً أن “تعدد الكتب وكثرتها دون معرفة من هو الكاتب وما هي أهدافه، جعل الكثيرون يفقدون الثقة، خاصة مع إنتشار بعض الكتابات الهزيلة، وأن النقاش والحوار بين الكاتب والجمهور يزيد التقارب ويثري الأفكار، بل ويساعد الكاتب على إكتساب الخبرات مما يفيده في تحسين مستوى كتابته في الأعمال القادمة”.
مبادرة لا تقف عند جيل محدد أو داخل محافظة واحدة :
عن مبادرته يقول عزت لـ(كتابات): “لا تقتصر على نوع واحد من الكتابة.. أنها مبادرة شاملة تجمع الكثير من الكتاب.. جيل قديم وجيل حديث، فمن الطبيعي أن نكتسب الخبرة ونزيد عليها, فالكتابة هي دائماً إبداع وموهبة.. لذلك سيجد الجميع ما يحتاجونه بإختلاف ميولهم القرائية، وهي أيضاً لا تقتصر على محافظة واحدة.. سوف نتواجد في جميع المحافظات والقرى”.
أما عن مدى القبول من الجامعات والمكتبات لإستقبال المبادرة يقول: “وجدت قبول وترحيب وثناء على الفكرة من مسئولين الجامعات.. وقمنا بعمل لقاء في جامعة الإسكندرية كلية الحقوق بحضور عميد الكلية وبرعاية اتحاد الطلاب، ويتم تحديد موعد مع جامعة القاهرة كلية زراعة، وتم عمل ندوة في مركز شباب السنبلاوين ولاقت حضوراً كبيراً لم أكن أتوقعه”.
وفيما يخص دور النشر وموقفها من تلك المبادرة أكد عزت قائلاً: “لا أتعامل معها بل أتحدث مع الكتاب.. وهناك دور نشر تحاول الإنضمام للمبادرة لكني أرفض.. دور النشر ترفض إعطاء الكتاب الذين معي في المبادرة نسخ من كتبهم، رغم أنهم يضعون الكتب داخل مخازنهم ويخبرون الكاتب أنها موجودة بالمكتبات.. وأقول للجميع كيف لكاتب أن لا يحمل كتابه بنفسه، إن لم يوصل الكاتب فكرته إلى الناس لن يوصلها أحد غيره.. هناك مهزلة تقع في حق الكاتب ولذلك قد قررت أن أطبع كتابي “حلم الوصول” على نفقتي الخاصة، وطبعت ألف نسخة قمت بعمل حفلات توقيع ومبادرات وتم بيع أكثر من 350 نسخة، واعتقد أن هذا عدد كبير قد لا تستطيع دار نشر بيعه لكاتب جديد، ولست أطبع نسخة ليقال عني كاتب.. فمهنة الكتاب من أسمى المهن في الحياة”.
يلفت عزت إلى عدد الكتاب الذين انضموا للمبادرة: “يصل العدد إلى 140.. عدد الكاتبات أكبر من عدد الكتاب، ولكن الحضور قد يصعب عليهن السفر لأن المبادرة تستهدف جميع المحافظات، أول لقاء عقدته مع الجمهور حضره 3 كتاب رجال وخمسه كاتبات، وهناك كاتبات لديها القوة والإصرار على السفر من أجل حلم لها وفكرة تريد توصيلها”.