18 نوفمبر، 2024 1:31 م
Search
Close this search box.

ما تخيّله الحفيد

ما تخيّله الحفيد

“ما تخيّله الحفيد” رواية جديدة للكاتب مروان ياسين الدليمي
ضمن الإصدارات الجديدة التي أعلنت عنها دار حكاية للنشر والتوزيع في المملكة العربية السعودية، رواية «ما تخيله الحفيد» للروائي مروان ياسين الدليمي، وسيشهد معرض الرياض الدولي للكتاب في الأول من أكتوبر القادم 2022 بداية إطلاقها لتكون بين ايدي القراء ، وهذه الرواية هي الإصدار الثاني للمؤلف في إطار الكتابة السردية، بعد روايته الأولى «اكتشاف الحب» التي صدرت عن دار نينوى في دمشق، وتأتي التجربة الثانية لتعزز خيار المؤلف بالتصدي الفني للواقع، من خلال الاشتغال على تفكيكه وإعادة بنائه في منطقة التخييل السردي، وعبر بنية حكائية تدور أحداثها المركزية في سبعينيات القرن الماضي داخل مدينة الموصل العراقية، وأبطالها ينتمون إلى شريحة اجتماعية تنتمي في وعيها إلى الطبقة الوسطى، بكل حضورها الفاعل والمؤثر في مجتمع المدينة الزاخر بالجدل والصراعات السياسية.
من الناحية التقنية تتوالى على صياغة مسار الرواية السردي، وما يطرأ عليه من تحولات درامية مجموعة أصوات ساردة، ينطلق فعلها الارتدادي من الناحية الزمنية ابتداء من خمسينيات القرن الماضي، وينتهي عند السنوات الأولى التي أعقبت سقوط بغداد تحت الاحتلال الأمريكي عام 2003.
يطرح خطاب الرواية تساؤلات مغيّبة تتعلق بفترات زمنية ملتبسة من تاريخ العراق المعاصر، وتشكل النساء في هذا الإصدار الذي يتحرك في فضاء واقعي تخييلي العنصر الرئيس الذي تنتظم من خلاله حبكة الأحداث، حيث تتوزع أدوارهن المتنوعة في وظائفها ودلالاتها ما بين الجدة والزوجة والعشيقة، وهن يخضن صراعات تكتسب عناوينها من محركات اجتماعية وسياسية وعاطفية.
والرواية في بنائها الفني تعتمد على تقنية النص داخل النص، إذ يمنح المؤلف الأول الحرية للمؤلف الثاني، ممثلا بالحفيد، لينسج خيوط لعبته الزمنية، سعيا إلى إبراز شغف الإنسان بالحرية، رغم قساوة ما يحيطه من سلطات، لا تتردد في أن تمارس ضده أساليب مختلفة في القمع والتغييب عن الحياة.
الناقد العراقي حسن عبد الحميد كتب عن الرواية ما يلي: «لغة طيّعة وبارعة تماهت وتعالت بصحبة نسق سردي واضح وعميق، للحدّ الذي تعدى السارد فيها الكثير مما هو سائد في معماريّات الرواية التي درجنا على تلمس خيوطها، من دون الظفر بنتائجها على نحو يداني ملامسة شغاف اللهفة والإدهاش، بل التبّصر، حتى سيكون من المجحف أو المحرج – أيضاً- لو تناولنا هذه الرواية بمصفوفات أصواتها، وبراعة الصوت الواحد الذي هيّمن على الجو العام، بعد أن امتزج بالمخيلة وقدحات التوّقع، ولوامع الذكرى، التي رصفها السارد يونس وتاه في خضم مآسي هذه العائلة التي لم يرث منها – رغم صفاء ونقاء أفرادها- غير توالي النكبات. وكم كنتُ أتوق لو كان الروائي الحصيف قد منح الزمان ملكات البوح، شاهداً ونذيرا، ليقول ما أراد البوح به، كذلك الأمكنة التي ضاقت حدودها واقتصرت على جوانب من مآسي هذه العائلة، ليس فقط بسليمان وشكيب وغالب، والروح المقدّسة أمينة عبدالله، أعرف أن الحيّز ضيقاً جدا في تقييم عمل مروان ياسين الدليمي بهذا الخلط من الإشادة والإعجاب والحذر المضني من مس خوالج «ما تخيله الحفيد»، وما دار من حمم وتمنيات في دواخله، قد لا أكتفي ـ قطعاً ـ بما أوردتُ، فالعمل ناصع وكبير يستدعي وقفات، وبعض محاولات حصر الذهن، سعياً لقراءة ثانية».
سبق للمؤلف أن أصدر ثلاث مجموعات شعرية «رفات القطيعة» 1999، «سماء الخوف السابعة» 2010، «منعطف الوقت» 2015، إضافة إلى كتاب نقدي عن الرواية العربية بعنوان «تفكيك السرد» 2019، وكتاب عن السينما بعنوان «جاذبية الأفلام» 2022.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة