6 أبريل، 2024 9:21 م
Search
Close this search box.

 ماري كويني.. تفوقت في المونتاج والإنتاج السينمائي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“ماري كويني” ممثلة مصرية من أصل لبناني، ولدت في “تنورين” في لبنان1913، كان والدها “بطرس يونس” يعمل مزارعا وعندما توفي انتقلت مع والدتها وأختها “هند” للإقامة في مصر مع خالتها الممثلة والمنتجة “آسيا داغر” وعمها الصحفي “أسعد داغر” الذي كان يعمل بجريدة الأهرام اليومي في ذلك الوقت.

حياتها..

بدأت العمل في السينما عام 1929 في فيلم (غادة الصحراء) أمام خالتها “آسيا” وكانت لا تزال في الثانية عشرة من عمرها، واستأنفت “ماري كويني” العمل السينمائي عام 1933 في قطاع المونتاج حيث شاركت كمونتيره في فيلم (عندما تحب المرأة) من إخراج “أحمد جلال”، ثم اتجهت إلى التمثيل والإنتاج مع خالتها صاحبة شركة “لوتس” العملاقة للإنتاج السينمائي قبل أن تستقل عنها عام 1942. وإلى جانب مزاولتها التمثيل غير أن “ماري كويني” تفردت أيضا في العمل كمركبة أفلام في الأربعينات وعملت على 13 فيلم.

أول لقاء جمع بين “ماري كويني” و”أحمد جلال” كان عام 1931 عندما قاما ببطولة فيلم (وخز الضمير) ومنذ ذلك التاريخ كون الثلاثي الأشهر “ماري” و”آسيا” و”أحمد جلال” فريق عمل للإنتاج والإخراج والتمثيل وكتابة القصص والسيناريو والحوار، ثم توالت الأعمال السينمائية التي جمعت كل من “أحمد جلال” و”ماري كويني” لتبدأ بينهما قصة حب تنتهي بالزواج.

في العام 1940 تزوجت “ماري كويني” من “أحمد جلال” وأسسا سوياً شركة مستقلة عن خالتها “آسيا داغر” وتقاسما العمل حيث أنه هو يؤلف ويخرج وهي تساعده في صياغة السيناريو والمونتاج والتمثيل، وقد كانا ثنائياً من أهم رواد للسينما المصرية وساهمت “ماري كويني” إلى جانب جيل سبقها من النساء العربيات في ترسيخ دور المرأة في السينما العربية، فيما جاء إسهامها الخاص في الإنتاج في الأربعينات.

وكان ذلك الزواج مفاجأة حيث كان الجميع يعتقدون أن هناك قصة حب بين “أحمد جلال” و”آسيا” وجاء زواج “ماري كويني” لينهي هذه المقولات وقدما بعد ذلك سويا أعمالا منها (رباب) و(أم السعد) حتى توفي (أحمد جلال) عام 1947.

كانت ” ماري كويني”هي أول من استقدم أول معمل ألوان في الشرق الأوسط عام 1957، ومن بين الأفلام التي أنتجتها (أمير الأحلام) و(عودة الغائب) و(كانت ملاكا) و(ظلموني الناس) و(ابن النيل) و(نساء بلا رجال) و(إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات) و(المليونير الفقير) و(فجر يوم جديد) و(بدور) و(أقوى من الأيام)، ومن بين الأفلام التي أنتجتها الفيلم الأول لابنها المخرج “نادر جلال” (غدا يعود الحب) عام 1972، وكان آخر فيلم أنتجته هو (أرزاق يا دنيا) عام 1982. وبالإضافة إلى الإنتاج شاركت “ماري كويني” أدوار البطولة في حوالي 22 فيلماً.

حصلت “ماري كويني” على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عن فيلم (حب من نار) لـ شادية وشكري سرحان ومن إخراج حسن الإمام في العام 1958، كما حصلت على شهادة تقديرية في مهرجان الهند الدولي عن فيلم (ابن النيل) ليوسف شاهين، وعلى جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم (بدور) الذي أخرجه “نادر جلال” في العام 1974.

مثلت في 19 فيلما هي: (غادة الصحراء 1929، وخز الضمير 1931، عندما تحب المرأة 1933، عيون ساحرة 1934، شجرة الدر 1935، البنكنوت 1936، زوجة بالنيابة 1936، بنت الباشا المدير 1938، فتس عن المرأة 1939، زليخة تحب عاشور 1939، فتاة متمردة 1940، رباب 1940، ماجدة 1943، أم السعد 1946، السجينة رقم 17 (1949)، الزوجة السابعة 1950، إلهام 1950، ضحيت غرامي 1951، نساء بلا رجال 1953).

مغامرة مع مجهول..

في حوار مع حفيدها المخرج “أحمد نادر جلال” أجرته “سماح جاه الرسول”يقول عن التحاق “ماري كويني” بالعمل كممثلة: “في ذلك الوقت كانت السينما مغامرة مع المجهول وكانوا يستعينون بالأقارب والأصدقاء للقيام بالأدوار الصغيرة.. وجدت آسيا في “مارى كويني” بذرة ممثلة جيدة وكان عمرها 12 عاماً, فقامت بالتمثيل في أول أفلامها “غادة الصحراء” عام 1922.. وقامت بالبطولة الثانية مع “آسيا” في معظم أفلامها، وأول عمل لها مع المخرج “أحمد جلال” كان عام  1931 من خلال فيلم “وخز الضمير”, ومنذ ذلك الوقت كونوا الثلاثي “مارى كوينى.. وآسيا.. وأحمد جلال”. وكانت معظم هذه الأفلام تأليف وسيناريو وإخراج “أحمد جلال”, وقام بالتمثيل في بعض منها, إلى أن وصلوا إلى فيلم “فتاة متمردة” وكان أول بطولة مطلقة لـ “مارى كوينى” ونجحت نجاحاً باهراً عام 1940 بالمشاركة مع الفنانة “بديعة مصابني”.

وعن سبب انفصال “آسيا” عن “مارى كوينى” و”أحمد جلال” يقول : “عام 1940 تقدم “أحمد جلال” إلى مارى كوينى وتم الزواج, واستمرت الشركة بين مارى وآسيا وأحمد جلال لمدة عام إلى أن جاء فيلم”العريس الخامس”.. في ذلك الوقت كانت “مارى” حاملاً, ولم تشارك في الفيلم، وحدث خلاف بينهم على نصيب”مارى” التي لم تشارك في العمل بسبب حملها، وفى أواخر الأربعينيات انفصلت عن “آسيا” واستمرت بمفردها مع شركة “لوتس فيلم” التي أنتجت أفلاماً عظيمة  منها “صلاح الدين الأيوبى”.. و”رد قلبى”.. وكونت “مارى كوينى” مع “أحمد جلال”  شركة أفلام “استوديو جلال” وأنتجا أول فيلم لهما بعنوان “رباب” بطولة مارى كوينى وأحمد جلال بعد إنجاب والدي، وكانت لهذا الفيلم ظروف صعبة لأنه أنتج في أواخر 1941 في وقت الحرب العالمية الثانية، وأوروبا مشتعلة, وكانت الأفلام الخام التي تأتى من أوروبا من الصعب الحصول عليها وقليلة جداً لأن الطرق البحرية كانت تتعرض لهجمات حربية كثيرة والأفلام كانت تكلفتها عالية، وصور هذا الفيلم في أستوديو “ناسبيان” بالفجالة وحقق نجاحاً كبيراً جداً، ووالدي مثل في هذا الفيلم في آخر مشهد وكان عمره وقتها عشر سنوات.. الفيلم الثاني كان بعنوان “ماجدة”, بطولة  مارى كويني وعباس فارس وإخراج أحمد جلال, وحقق نجاحاً كبيراً جداً زاد الحماس لدى جدتي “مارى كوينى” وجدي “أحمد جلال”.. بعد نجاح الفيلمين الأول والثاني قررا عمل الفيلم الثالث.. فذهبا إلى أستوديو “ناسبيان” لحجزه فوجدوه محجوزاً مقدماً لمدة عام ونصف العام  وهذا بسبب زيادة الإنتاج في ذلك الوقت وقلة الاستوديوهات حيث لم يكن موجوداً سوى ثلاثة استوديوهات فقط: أستوديو مصر بمنطقة الهرم.. وأستوديو ناسبيان.. وأستوديو شبرا.. وبسبب مشكلة مع أصحاب استوديو ناسبيان خرج “أحمد جلال”  قائلاً: سوف أنشئ أستوديو.. وبالفعل قام بشراء قطعة أرض في منطقة حدائق القبة وبنى عليها أستوديو جلال الذي انتهى من إنشائه عام 1944.. وبدأ العمل به بمجموعة من أفلام أحمد جلال يؤلف ويخرج وهى تساعده في صياغة السيناريو والمونتاج والتمثيل.. وآخر فيلم قامت بتمثيله “نساء بلا رجال” عام 1953, ثم تفرغت  للإنتاج وإدارة أستوديو جلال”.

وعن عملها في المونتاج يواصل: “عام 1933 استأنفت عملها في المونتاج وشاركت كمونتيرة في فيلم “عندما تحب المرأة” إخراج أحمد جلال.. في ذلك الوقت  كان عدد “المونتيرات” قليلاً جداً.. فتتلمذ على يديها كثيرون من الذين عملوا في المونتاج منهم السيدة “أميرة فايد” زوجة المخرج “كمال الشيخ”. ونعمت فايد كانت “مونتيرة  نيجاتيف”.. ومارسيل صالح من أشهر مونتيرات النيجاتيف في مصر.. وكذلك تميزت “كوينى” في العمل كمركبة أفلام”.

وعن  موقفان في غاية الصعوبة, مرا على “مارى كوينى” الأول وفاة أحمد جلال, والثاني أخذ الحكومة لأستوديو جلال  يقول: “تعرض جدي لأزمة صحية وكانوا يقيمون في حدائق القبة في الطابق الثالث وطلب منه الطبيب عدم صعود السلم فانتقلنا للإقامة في الأستوديو عام 1945.. كانت شقيقتها “هند” عادت للإقامة في لبنان فكان يذهب والدي وجدي وجدتي لزيارتها كل صيف، وفى عام 1947 وأثناء وجودهم في قرية “برمانا” بالقرب من بيروت كان جدي يخرج كل يوم للتمتع بهواء الجبل الممتع, وفى أحد الأيام كان يقوم بجولة تعرض لارتفاع في الضغط وأصيب بجلطة في المخ توفى على أثرها.. وعادوا لدفنه في مصر.. جدي كان يكبر “مارى كوينى” بحوالي 15 عاماً, وكانت تعتبره الزوج والأخ والأستاذ والسند والصديق.. كان عمرها في ذلك الوقت  حوالي 25 عاماً, ترك لها طفلاً عمره 6 سنوات  وأستوديو مستحقا عليه كثير من الديون، فكانت أكبر صدمة في حياتها لأنه كان  يتحمل هو كل النواحي الاقتصادية وهى مهتمة بالنواحي الفنية فقط, وأصبح على عاتقها مشاكل الأستوديو، وظلت عاماً ونصف العام  جالسة في البيت والأستوديو كان متوقفاً عن العمل تماماً..

كان يحكى لي والدي أنها كانت تظل طوال الليل تسير في ممر طويل في الأستوديو تفكر كيف تصل إلى حل، وخلال العام ونصف العام عرض عليها كثيراً بيع الأستوديو لكنها رفضت حفاظاً على اسم “أحمد جلال “.. وبدأ الأستوديو في العمل وقررت أن تعود كممثلة ومنتجة تحت اسم “أفلام مارى كويني”  والفيلم الوحيد الذي عملته في حياتها خارج آسيا وخارج أحمد جلال كان فيلم “إلهام” مع جلال حرب, وتصويره كان في أستوديو مصر.. ولم أعرف شيئاً عن هذا الفيلم.. ربما ضاع أو حرق مع كثير من الأفلام التي حرقت في معمل أستوديو مصر.. وفى عام 1964 بيع الأستوديو للحكومة بقيمته الأصلية حوالي 120 ألف جنيه, وكانت قيمته البيعية حوالي مليون ونصف، وقال لي “والدي” عن هذا اليوم ترك الأستوديو وقفت أمامه وعيناها كلها دموع وكأنها تودع كل ذكرياتها مع “أحمد جلال”.. قال لها والدي: يا ماما لا تغضبي هذا أمر الله. أجابت: “ربنا يخليك لي أنت اللى فاضل لي”.. وذهبنا للإقامة في حي روكسى”.

وفاتها..

توفيت ” ماري كويني” في 25 نوفمبر 2003

https://www.youtube.com/watch?v=gXqg9dXSVC4

https://www.youtube.com/watch?v=fvwxGmkr-gQ

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب