7 أبريل، 2024 5:07 م
Search
Close this search box.

“ماريا مارتينيز سيرا” .. إمرأة الظل .. تخفت في اسم زوجها كي تستمر في الكتابة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

اعتادت “ماريا مارتينيز سيرا”، الكتابة في السر، بين أربعة جدران، بعيدًا عن التصفيق والأحتفاء الذي حازت عليه أعمالها، ومع ذلك تمكنت من مواجهة جيل بأكمله وحفر اسمها بين النساء البارزات والرائدات في “عصر الفضة”، الذي مر به الأدب الإسباني، واستمر منذ عام 1900 حتى الحرب الأهلية.

وأمتاز هذا العصر بوجود عدد من كاتبات الروايات والدراما والمقالات والمترجمات لم يستطعن كتابة أسماءهن على أغلفة كتبهن.

وظلت “مارتينيز سيرا”، التي عاشت لمدة قرن كامل، في الفترة من 1874 حتى 1974، تنشر أعمالها بينما يوضع اسم زوجها، “غريغوريو مارتينيز سيرا”، الذي تزوجته في سن صغيرة، على أغلفة كتبها، كما تلقى هو كلمات الإعجاب عقب عرض أفلام مثل؛ (تهويدة) و(الحب الساحر) و(قبعة ثلاثية)، في وقت قضته المؤلفة الحقيقية في المنزل.

إعادة كتابة اسمها..

وفي ظل الظروف الحالية؛ يبدو أن التاريخ يقوم بدور المعالج للنسيان، لذا فإن إعادة كتابة اسمها على الأغلفة حق أدبي لكل مؤلف قضى ساعات وأيام، وأحيانًا سنوات، في غزل خيوط حبكته، ولكونها أنثى تحمل هذه الخطوة أهمية أخرى هدفها العرفان والتقدير لواحدة من أبرز المؤلفات خلال تلك الحقبة.

حاولت دار نشر “ريناسيمينتو”، “نهضة”، إنقاد سلسلة قصص الأطفال (رحلات قطرة ماء)، التي نشرت عام 1954، خلال فترة إقامتها في “الأرجنتين”، إذ وضعت عليها اسم الكاتبة الحقيقية بدلاً من اسم زوجها، وتحكي فيها الكاتبة 3 قصص حول رحلة “قطرة ماء نقية” منذ مولدها حتى وصولها إلى البحر، وتحاول أن ترسخ لدى الطفل العديد من الخبرات من خلال هذه الرحلة، وتعد هذه المرة الأولى، منذ عام 1899، التي يكتب فيها اسم “ماريا” بجانب عنوان الكتاب.

وتشمل عملية إعادة طبع الكُتب أيضًا أعمال أخرى مثل؛ (كيف يحلم الرجال والنساء)، و(مسرح المنفى).

وتحوي هذه الطبعات قيمة خاصة؛ إذ يظهر بها الاسم الحقيقي للكاتبة وهو، “ماريا لياراغا”، تمامًا كما كتبته بنفسها لمرة وحيدة على غلاف أول عمل لها، (قصص قصيرة)، الذي نشر عام 1899.

غضب أسرتها دفعها إلى التخفي..

يرجع السبب الذي دفع “ماريا” إلى التخلي عن اسمها واستبداله باسم زوجها؛ إلى الغضب الذي أظهرته عائلتها تجاه كتابتها لاسمها على غلاف أول عمل لها؛ لذا عندما تزوجت من “مارتينز سيرا” قررت الإختباء وراء اسمه، وشكلا معًا أحد أبرز الأزواج المثمرين أدبيًا في هذا العصر، وكان الزوج هو المسؤول عن إخراج هذه الأعمال، كما حصل على كل الشهرة خلال فترات العرض، بينما قبلت “ماريا” بهذا الدور، الذي كانت تلعبه في الظل بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، لذا عرفت بأنها “إمرأة في الظل”.

وأحيانًا كان يضطر “غريغوريو” إلى وقف البروفات لأن “لياراغا” لم تنته من كتابة الفصل الأخير بعد، ووصل الأمر حتى أن الزوج في إحدى المناسبات ألقى خطابًا منصفًا للنساء كانت قد كتبته زوجته.

وكانت لـ”لياراغا” صاحبة هدف ورسالة؛ إذ دافعت عن حرية واستقلال المرأة، وظهر هذا التوجه خصوصًا في كتاب (رسائل النساء في إسبانيا).

ومع ذلك؛ كانت الكاتبة ناشطة سياسية وأنضمت إلى “الحزب الاشتراكي”، وكتبت من المنفى كتاب (سيدة على الطريق إلى إسبانيا).

كسر قلبها رغم نجاحهما معًا..

رغم النجاح الذي حققاه معًا، بتنازلها عن جزء أصيل من حقوق الكاتب، إلا أن زوجها كسر قلبها؛ إذ أحب الممثلة المشهورة حينها، “كاتالينا بارسينا”، وتطورت علاقتهما حتى أنجب منها إبنة، فانفصلت عنه، ومع ذلك استمرت في التعاون معه بكتابة الكتب التي حملت توقيعه هو.

وكان الجزء الأكثر ألمًا بالنسبة لـ”لياراغا”؛ هو عندما توفي “غريغوريو”، فطالبتها إبنته من “بارسينا” بإعطاءها حقوق المؤلف، ولم تستطع الكاتبة الهروب من المعضلة.

وعاشت “لياراغا” حياتها في “الأرجنتين”، المنفى، وسط ضيق الحال، لكنها بدأت في نشر الكتب بتوقيعها الشخصي، ومع ذلك لجأت إلى لقب زوجها، وقررت كتابة مذكراتها مع “غريغوريو”؛ بعنوان (أنا وغريغوريو)، وهو العمل الذي كشف الكثير من الأمور.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب