20 نوفمبر، 2024 6:49 ص
Search
Close this search box.

“مارغريت آتوود” : أحداث “The Handmaid’s Tale” تكسر الديكتاتورية وتنتصر لحرية المرأة !

“مارغريت آتوود” : أحداث “The Handmaid’s Tale” تكسر الديكتاتورية وتنتصر لحرية المرأة !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

تتحدث الكاتبة، “مارغريت آتوود”، صاحبة الرواية الأكثر مبيعًا، (The Testaments)، عن تربيتها غير العادية المختلفة التي تلقتها وهي طفلة صغيرة، وعن مصدر إلهامها الذي دفعها لكتابة روايتها الشهيرة؛ التي تحولت إلى مسلسل تليفزيوني حمل نفس الاسم، (The Handmaid’s Tale)، والذي سيطر على جوائز “إيمي” التليفزيونية في دورته الـ 69، فقد نال 8 جوائز من بينها أفضل مسلسل درامي لعام 2017، وأفضل ممثلة في دور رئيس من نصيب، “إليزابيث موس”، وأفضل سيناريو، وأفضل إخراج أيضًا.

تروي قصة مسلسل (The Handmaid’s Tale)، حال المرأة في عهد “غلعاد”، وهو نظام أصولي يعامل المرأة على أنها ملك للدولة، وإجبار القليلات الباقيات الخصبات على الإستعباد الجنسي.

تركز القصة على خادمة تدعى، “أوفريد”، سُلبت منها حياتها الطبيعية، وأجبرت على العيش كخادمة لتصبح مجرد أداة للتلقيح، في ظل مجتمع فقدت فيه النساء القدرة على الإنجاب. ومع ذلك، هي لا تستسلم تمامًا، بل تعيش في عالم موازِ في قرارة نفسها.

“مارغريت إلينور آتوود”، هي كاتبة كندية وشاعرة وناقدة أدبية وناشطة في المجال النسوي والاجتماعي. ولدت في 18 تشرين ثان/نوفمبر 1939؛ وهي إحدى أهم كُتاب الرواية والقصص القصيرة في العصر الحديث.

حازت على جائزة “آرثر سي كلارك” في الأدب، والعديد من الجوائز والأوسمة الرسمية، في “كندا” وولاية “أونتاريو”. وهي زميل في “الجمعية الملكية الكندية”. كانت من بين المرشحين الأوائل للحصول على جائزة “بروكر” خمس مرات، وفازت بالجائزة مرة واحدة. وبالرغم من أن شهرتها كانت نتيجة كتاباتها المميزة كروائية كندية؛ إلا إن شعرها نال قبولاً واسعًا كذلك ولها العديد من المجموعات الشعرية الناجحة، والتي بلغت 15 مجموعة شعرية حتى الآن.

بهدوئها المعتاد، تطرقت “مارغريت”، في حوارها مع الكاتبة البريطانية، “ليزا الإراديس”، التي التقت بها في “لندن”، إلى أمور هامة تخص نساء مجتمعها وأمور سياسية .

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يساهم في نشر الفوضى..

“ليزا” : يتأرجح (البريكسيت)، وهو حديث الساعة في “بريطانيا”، بين مؤيد يرى أنه يصب في صالح “لندن” ومعارض يتوقع عواقب وخيمة حال تنفيذه.. مع أي فريق تتفقِ ؟

“مارغريت” : خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” يمكن أن نقول عليه إنها فوضى أخرى يمكن التنبؤ بها؛ وقع عليها الناس.

“ليزا” : ولكن ماذا ستكون العواقب ؟

“مارغريت” : أنا مهتمة أكثر بـ”من سيستفيد من ذلك ماليًا ؟”.. يمكنني أن أفكر في جميع أنواع الأشخاص الذين قد يحولونها لصالحهم.

الناشر في حاجة ماسة للتسويق الجيد..

“ليزا” : كيف تقيمين مسلسلك الجديد (The Handmaid’s Tale)، ورواية (Alias Grace) ؟

“مارغريت” : أشعر بسعادة بالغة نتيجة نجاح الروايتين، التي تحولت إحداهما إلى مسلسل تليفزيوني ناجح، وتضاعفت سعادتي أن المسلسل، (The Handmaid’s Tale)، يُعرض في الوقت الذي تتصاعد فيه الأعمال الدينية الأصولية ضد المرأة.

“ليزا” : مثل “فرانس كافكا”، رائد الكتابة الكابوسية، و”جورج أورويل”، صحافي وروائي بريطاني، أصبحت “أتوود” جزءًا من الخطاب العام.. الجلباب الأحمر والأبيض الذي تم تبنيه كرمز لتحدي الإناث من “إيرلندا” إلى “الأرجنتين”، ولكن في أغلب الأحيان في “الولايات المتحدة”، حيث تم إختزال النساء إلى عبيد الإنجاب. لكن في عام 1985؛ عندما تم نشر (The Handmaid’s Tale)، رواية “Atwood” السادسة، لماذا لم تكن هناك ضجة كبيرة بشكل خاص؛ مثلما حدث الآن بعد تحويله إلى مسلسل تليفزيوني ؟

“مارغريت” : أعتقد أننا في حاجة مُلحة لتسويق جيد للناشر. تمتليء التتمة بمستويات من السرية لمنافسة أي مذكرات لرئيس وزراء سابق، مع اختراق حكايات عن أجهزة كمبيوتر قضاة بوكر (The Testaments مدرجة في القائمة المختصرة لهذا العام). “لقد تركت جهاز الكمبيوتر الخاص بي على متن طائرة”، كما تعترف. “لقد نسيت ذلك لأنني كنت أشاهد الكابتن Underpants”. لم يكن لديها نسخة من (The Testaments)، ولكن كانت هناك معلومات كافية تتسبب في ضجة إذا وقع في الأيدي الخطأ.

خيال واقعي !

“ليزا” : بما تصنفين العمل واقعي أم خيال علمي بحت ؟

“مارغريت” : لا أحب أن أُصنف قصتي على اعتبار أنها “خيال علمي” بحت، كل شيء كتبته حدث في الماضي، أو كان يحدث شيء مشابه له. والنساء عانين في فترات عديدة من القمع والإضطهاد؛ منها ما حدث في “أميركا” في القرن السابع عشر، وفي “رومانيا” على يد السياسي، “نيكولاي تشاوشيسكو”.. الولادة الإلزامية، كانت من بين القوانين المفروضة على السيدات.

فقد كتبت روايتي هذه عام 1985، في عهد الرئيس، “ريغان”، ذا التوجه الديني، الذي رسم معالم السياسة الأميركية داخليًا وخارجيًا في “الولايات المتحدة”، في فترة الثمانينيات. كانت الأجواء المشحونة والتي سببت خيبة أمل كبيرة للكثيرين، ولكني لم أكن أتوقع أن يكون خيالي أقرب إلى الواقع مع وصول الرئيس “ترامب” إلى الحكم مؤخرًا.

أميركا والنظام الشمولي..

على الرغم من طاقتها الهائلة.. تجسد “أتوود” سكونًا يشبه البومة – تميل رأسها قليلاً، تستمع بعناية، مع تحريك يديها فقط عندما تتحدث. إنها تقدم إجابات طويلة المدى، (ليس دائمًا على السؤال المطروح)، ويمكنها القفز من “ماري كوين أوف سكوتس” إلى “ماري بوبينس”، أو من “كرومويلز” إلى أخبار اليوم، في غمضة عين بطريقة سلسلة محببة.

“ليزا” : متى بدأتِ الكتابة ؟

“مارغريت” : لا أستطيع تذكر وقت كنت فيه شيئًا معتادًا، أمضيت طفولتي في البرية الكندية. كنت طالبة جامعية غريبة الأطوار، أصبحت كاتبة في السادسة عشرة من عمري، عندما صنعت قصيدة في رأسي أثناء عبوري ملعب كرة قدم.

ومنذ ذلك الحين، كتبت أكثر من 60 كتابًا، في كل نوع تقريبًا، ومنحت أكثر من 100 جائزة، بما في ذلك “بوكر”، في عام 2000، عن فيلم (The Blind Assassin). لدي ثلاثية مستقبلية – (Oryx and Crake)، 2003، (The Year of the Flood) 2009، و(MaddAddam) 2013 – لدي متابعين متحمسين. أعيش في “تورنتو”، حيث أقضي الصيف في جزيرة “بيلي”.

“ليزا” : هل رواية (The Handmaid’s Tale) تجيب على السؤال: إذا كان هناك نظام شمولي في “الولايات المتحدة” من عدمه ؟

“مارغريت” : بالفعل حكاية الخادمة قد كتبت للإجابة على السؤال: إذا كان هناك نظام شمولي في “الولايات المتحدة”، فما الشكل الذي ستتخذه ؟.. تستعد الوصايا لإظهار كيف ينهار مثل هذا النظام، ما الذي يجعلهم يتحولون إلى شيء آخر ؟.. ما الذي يجعلهم ينهارون ؟.

“ليزا” : في واحدة من الحلقات؛ يصدر حكم بإعدام فتاة رجمًا بالحجارة، أمّا المثليون عقابهم الشنق في الساحات العامة.. ما الرسالة التي أردتِ إيضاحها من خلال تلك المشاهد ؟

“مارغريت” : لا يوجد شيء في هذا المسلسل لم نره مسبقًا. اضطهاد المرأة ؟.. تلك التي كان لها زيّ موحّد تحت حكم “طالبان”، أما عند الحديث عن وقائع الإنجاب الإجباري للنساء من أجل رفع معدّل النمو السكاني وزيادة عدد السكان؛ فلا بد أن نتذكر حادثة مطابقة كان الديكتاتور الروماني، “تشاوشيسكو”، قد نفذها عندما أمر بوجوب إنجاب كل امرأة في سن الإنجاب داخل “رومانيا” خمسة أطفال، وتُعاقب مَن تُخالف الأوامر. تمامًا كما في “غلعاد” التي تتعرض فيها الخادمات إلى طقس تزاوج إجباري كل شهر حتى تصبح حاملًا.

أما فيما يخص بإعدام فتاة رجمًا بالحجارة، وعقاب المثليون بـ”الشنق” في الساحات العامة، وهو ما بدا متأثرًا بتعاليم دينية معروفة، لن تكون المفاجأة بوجودها في المسلسل إلا إغماضًا للعين عن الحقيقة الواقعة. قوانين العالم الفاسد للمسلسل موجودة بالفعل من حولنا، وهو مما لا جدال فيه.

ماذا فعلت الديكتاتورية بالمرأة ؟

“ليزا” : بما تصفين المرأة في عهد نظام “غلعاد” ؟

“مارغريت” : سلعة يُمكن امتلاكها.

“ليزا” : وما الفارق بين النازية وقادة “غلعاد” من وجهة نظرك ؟

“مارغريت” : النازية كانت مصدر إلهام لهذه الرواية/المسلسل. كما رأى “هتلر” ورجاله تميّز العرق الآري، فإن قادة “غلعاد” يرون في أنفسهم الشيء ذاته، وكما أعتمدت النازية على رجال “الغستابو” لحفظ الثبات الداخلي للبلاد فإن “العيون” كانوا شبكة التجسس الخفية الممتدة داخل بيوت الآخرين، والتي تُبنى عليها دولة “غلعاد”.

“ليزا” : هل ترين أن نظام “غلعاد” بدأ يعود بتنصيب “ترامب” رئيسًا لـ”أميركا” ؟

“مارغريت” : لفترة طويلة كنا نبتعد عن “غلعاد”؛ ثم التفتنا وبدأنا نعود نحو “غلعاد”، “حكاية الخادمة”، التي بدأت كتابتها في “برلين” الغربية في عام 1984، ترد على أولئك الذين أرادوا عكس الحريات التي أكتسبتها النساء في السبعينيات.

لحظة النعش..

“ليزا” : إذا طلبت منك تلخيص الأوقات التي نعيش فيها الآن في كلمة واحدة ماذا تقولين ؟

“مارغريت” : هذه لحظة مفصلية، دعونا نسميها “لحظة النعش”، في إشارة إلى الصناديق الثلاثة في (The Merchant of Venice).

“ليزا” : هذه هي المرة السادسة التي يتم فيها اختيار “Atwood” لجائزة “بوكر”.. كيف ترين ذلك ؟

“مارغريت” : هناك تقلبات وجوانب سلبية للفوز، إذا فزت بالجميع، يجب ألا تفوز بالـ”بوكر”. وإذا لم تفز، فإنهم يقولون: فشلت “Atwood” في الفوز بـ”بوكر”. ثم هناك “نوبل”.

في مجتمعنا يُسمح فقط للأموات بالحصول على تماثيل وجوائز، لكنني نجحت في حصد الجوائز وأنا لا أزال على قيد الحياة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة