كتبت – سماح عادل :
مواصلة لهدفنا من عمل هذا الملف، وهو تعريف الكتاب الشباب بآراء أشهر الروائيين عن الرواية، ونقل خبراتهم في كتابة السرد الروائي، وكيفية تطور مهاراتهم حتى أصبحوا محترفين.. نقدم لكم في هذه الحلقة كتاب هام، يتصف بالعملية، ويقدم بشكل مكثف وموجز نصائح هامة للكتاب المبتدئين، إنه كتاب “أكثر 38 خطأ في الكتابة القصصية” للروائي الأميركي “جاك. م. بيكهام”، والذي ألف أكثر من 75 رواية منشورة وعدداً من الكتب حول السرد، منها كتاب “المكان والبناء والمشهد”، وكتاب “كتابة روايتك وبيعها” كما عمل أستاذاً متخصصاً في الفن القصصي بجامعة “أوكلاهما”، الكتاب ترجمة “صدقي عبد الله حطاب”.
يفند الكاتب 38 خطأ يجب ألا يقع فيه الكاتب الشاب لكي يصبح كاتباً محترفاً.. وسننقلهم جميعاً لكم…
(1): لا تخترع لنفسك أعذار: إذا كنت جاداً في كتابة القصة فلا تتوقف عن الكتابة، لأن المحررين، والقراء، والنقاد، ظالمون.. يجب ألا تسمح لأمر أن يحول بينك وبين عملك ككاتب.. الكاتب الحقيقي سيستمر في العمل وبانتظام، لأن اختلاق الأعذار يُفقد القوة الدافعة إلى الحد الذي لن تستطيع معه إتمام مشروعك أبداً.
(2): لا تظن أنك عبقري: التعالي والاعتداد بالنفس موت للكاتب.. الكاتب الجيد يكتب بتواضع لا بتنازل، وكأنه يكتب لمخلوقات أدنى منه.
(3): تجنب الاستعراض: الكاتب الجيد لا يستعرض معرفته.. وإنما يستطيع صياغة أكثر الأفكار تعقيداً بلغة بسيطة.
(4): لا تتوقع المعجزات: مهارة الكتابة تستغرق سنوات لإتقانها.. لذا لا تتوقع أن تكون كاتباً محترفاً من أول قصة تكتبها.
(5): لا تسرف في تسخين محركاتك: لا تبدأ بالوصف في مطلع القصة.. ولا تبدأ بحكي عن حدث ماضي أبدأ بالحدث، لأن السرد القصصي ينظر للأمام وليس للخلف.. عليك أن تبدأ بالفعل أي فعل، ابدأ بلحظات التغيير، لا تغرق في الوصف، القصة حركة والوصف سكون، يجب أن يصاغ الوصف في شذرات، لكي تبقي على قارئك.
(6): تحاشَ الأسلوب المنمّق: فالكتابة الجميلة تكاد تبطئ من خطوات القصة وتشتت انتباه القارئ عن مسارها.. لا تنصرف إلى اختيار لغة مغرقة في الشعرية على حساب مسار القصة.
(7): لا تستخدم شخصيات من الواقع: الناس الحقيقيون ليسوا نابضين بالحياة بما فيه الكفاية.. الشخصيات الروائية الجيدة تشكل وتستنسخ من الواقع.. عليك أن تبني شخصياتك، تأخذ جوانب من ناس حقيقيين وتبالغ في بعض الزوايا وتطمس أخرى.
(8): لا تكتب عن شخصيات ضعيفة: شخصيات القصص الجيدة مكافحة، تتحدى الصعاب.. الشخصية يمكن أن ترفض الاستسلام، ومع ذلك فإنها تكون مرعوبة، أو غير واثقة من نفسها، والشخصيات التي تعمل بالرغم من القلق والخوف أقوى الشخصيات.. ما عليك إلا أن تعطي للشخصية القوية هدف، ووقتها يحول القارئ هذا الهدف إلى سؤال يسعى لمعرفة إجابته، ثم ينبثق قلقه أو بتسمية أخرى “التشويق”.
(9): لا تتجنب المتاعب: أفضل أوقات القصة هي عندما تكون الشخصية الرئيسة في ورطة.. إذ أن اهتمام القارئ تثيره حبكة المتاعب، لكن لابد أن تكون هذه الورطة نتيجة صراع مع شخص آخر، وعندما تكون الشخصية في موقع صراع فهي تدري من خصمها، ولديها الفرصة لتناوله، وأن تغير مسار الأحداث.
(10): لا تفتعل حدوث أشياء بدون سبب: يجب أن تكون القصة منطقية أكثر من الحياة الحقيقية.. زود الشخصية بالخلفية المناسبة، التنشئة، والخبرة، والمعلومات، لتحفزها بشكل عام للتحرك في الاتجاه الذي تريد أن تسلكه في عمل الفعل، استخدام الحظ والمصادفات خطأ يمكن أن يدمر المنطق الظاهر في القصة.
(11): لا تنس المثير والاستجابة: قانون المثير والاستجابة يفرض أن يكون لدى شخصيتك سبباً مباشراً لأفعالها.. هذا القانون يكشف أجزاء من القصة، تفاعلات المثير والاستجابة تكمن في أفعال قريبة تحدث على مسرح الأحداث، ولا علاقة لها بالخلفية، أو الدافع، أو أفكار الشخصية ومشاعرها.
(12): لا تنسى الراوي: فكل قصة يجب أن تروى من وجهة نظر داخل الفعل.. ويجب أن تتضمن القصة شخصية وجهة نظر مسيطرة بوضوح، ويجب أن تكون هذه الشخصية أكثر عرضة للمخاطرة، وتكون مشاركة بشكل فعال في حبكة الرواية.
(13): يجب أن تكون وجهة النظر واضحة: على الكاتب تقمص شخصية وجهة النظر.. وتقديم الأحداث من خلالها، وتذكير القارئ دوماً أن شخصية وجهة النظر هي الموجودة، مما يسهل تماهي القارئ معها.
(14): تجنب إلقاء المواعظ: القصة وجدت لتحكي حكاية، لا لتقنع أحد بشئ ما.
(15): لا تجعل الشخصيات تلقي خطباً: كما أنه ليس مسموح لمؤلف القصة إلقاء المواعظ أو تكديس المعلومات، فإنه عليه أيضاً ألا يستغل الحوار لتنقل الشخصيات معلومات أو نصائح من خلاله.
(16): تجنب أن تكون شخصيتك ثرثارة: يجب أن تكون الشخصية أكثر إيجازاً.. وعلى الحوار أن يكون مكثفاً، ويجب ألا يكتب المؤلف فقرات مملة وطويلة أكثر من اللازم، ويجب أن يكون للحوار بين الشخصيات هدف.
(17): لا تُفسد حديث شخصياتك: في الحوار بين الشخصيات تجنب ما يشيع من الكلام سريعاً ويختفي سريعاً، استخدم ألفاظ تعيش طويلاً.. وتجنب الألفاظ البذيئة حتى مع اقتناعك أنها تستخدم في الأحاديث اليومية، لأن الحديث القذر يبدو أكثر قذارة على الورق.
(18): لا تنسَ الانطباعات الحسّيّة: لابد من تدعيم الحوار بانطباعات حسية من وجهة نظر الشخصية، وإخبار القارئ ما تريده الشخصية، وما تفكر به، وما تحسه أثناء حديثها مع شخصية أخرى.
(19): لا تخاف من استخدام لفظ “قال”: استخدم كلمة “قال” غير المرئية نحو 90% من الوقت.. مع استخدام كلمات أخرى مرادفة لها، لكن وفقاً لسياق السرد مثل سأل، أجاب، أخبر.
(20): تحاشى استخدام معلومات خاطئة: لأنها سوف تنكشف لا محالة.. الخطأ في المعلومة قد يدمر علاقتك بالقراء، حتى لو كنت واثقاً من معلومتك عليك اللجوء إلى مرجع لها.
(21): لا تتوقف عن المراقبة وتسجيل الملاحظات: درب نفسك على قوة الملاحظة، مراقبة الناس والأماكن والأحداث في الواقع، سيوفر لك ذلك مخزوناً جيداً خاصة إذا دربت نفسه على التدوين الفوري لكل ما تراقبه في الواقع.
(22): لا تتجاهل بناء المشهد: الصراع هو الذي يشكل معظم المشاهد، وهو عبارة عن تعارض بين أهداف الشخصيات مما يخلق صراعاً، ويزيد ذلك من توتر القارئ واهتمامه، وإذا أردت أن ترضي القراء يجب أن تنهي المشهد نهاية درامية، ويجب أن يوفر للقصة انعطافاً جديداً أو حركة، على أن تكون نهاية المشهد منطقية.
(23): لا تلقي تماسيح صغيرة من النافذة: لا تُدخل في قصتك عناصر لا تناسب القصة، لأنها لا تساعد في إيجاد جواب عن سؤال المشهد، بل تشتت القارئ، فكر في سؤال المشهد، ثم ضع ردًا، ويفضل أن يكون سلبيًا لإنهاء المشهد.. يفضل أن لا تحل السؤال بل تزيد التعقيد..
(24): لا تنس أن تجعل شخصياتك تفكر: ممكن أن تتعرض لخطر شد حبكة الحادثة لدرجة أن لا تجد الشخصيات وقتاً لاسترجاع نفسها، نتيجة الحرص على بناء القصة على خط مستقيم مع حبكة مشهد مشدودة.. هناك في السرد قمم ووديان، القمم هي المشاهد التي تمثل أعلى نقط الإثارة والصراع، أما الوديان فهي زمن أكثر هدوءاً في القص، يكون فيه متسع لأن تشعر الشخصيات بالعاطفة، و تتأمل في التطورات الأخيرة وتخطط للمستقبل.
(25): لا تهم على وجهك في ضباب: عليك التخطيط جيداً لقصتك قبل كتابتها، وضع مخطط مفصل لها، وتدوين مفصل عن الشخصيات، والأهم هو امتلاك الفكرة الرئيسة للقصة قبل كتابتها.. أن كتابة الرواية عمل شاق وطويل ولا يستطيع الكاتب أثناء تأليفها أن يظل ذاكراً لجميع جوانب المشروع طوال الوقت، عليك أن تتحكم في خيالك، وأن تسيره وتملك الزمام وتعود دوماً لمخطط القصة الذي كتبته في البداية.
(26): لا تقلق من الوضوح: على الشخصية أن تفكر في غايتها، وأن تتحدث عنها، وأن تدركها.. وعليك أن تذكر القارئ دوماً ما هو هدف الشخصية، لأنه لو نسيه فلن يفهم القصة.
(27): لا تسرف في نقد نفسك: المخاوف شئ ملازم لكتابة قصة، لكن الاستسلام لنقد الذات قد يعوق استمرار العمل.
(28): لا تشغل نفسك برأي أمك: لا تهتم بآراء الآخرين.. من متع الكتابة الشعور بالحرية.
(29): لا تختبئ من مشاعرك: قد يخاف الكاتب من المشاعر القوية في الحياة الواقعية، وبالتالي يعجز عن مواجهتها في الكتابة.. المشاعر أساسية في القصة، أنت مطالب ألا تخفي هذه المشاعر، شخصيات القصة الذين يفكرون فقط هم أموات، مشاعرهم هي التي تجعل القراء يفهمونهم ويتعاطفون معهم.
(30): لا تعرض إنتاجك على الباخسين: تجنب أن تعرض قصتك على أحد غير متخصص.. أو على أشخاص لا يهتمون بنقدها بحيادية.
(31): لا تتجاهل نصيحة المتخصص: عليك بالاستعانة بالكتب والدراسات المتخصصة.. وإذا استطعت أن تجد محترفًا عليك الاستفادة منه، إياك أن تتجاهل نصائحه، بل ادرسها وجربها.
(32): لا تلهث وراء السوق: لا تجري وراء “الموضة” في الكتابة.. أبدع نصاً جيداً، لأن الموضة لا تستمر طويلاً، والنص الجيد هو ما يؤسس لتيار جديد.
(33): دع الحركات الاستعراضية: هناك نوعان من الحركات الاستعراضية.. الكاتب الذي يحوّل كل شئ إلى مشاعر صرفة مبالغ فيها بعيدة عن الكتابة القصصية، والشخص القاسي الذي يخفي مشاعره ويمتنع عن إظهارها في قصته.. الاستعراضية تعد هروبًا من المشاعر الحقيقية التي هي أغلى سلعة لديك، يجب أن يكون أسلوبك في سردك أشبه بلوح الزجاج الشفاف الذي يرى القارئ من خلاله الحادثة.
(34): لا تبدد أفكار حبكة قصصك: عندما تخطر لك حبكة لروايتك دوّنّها فورًا دون إبطاء كي لا تنساها.. إن التفكير بالأحداث أسهل نسبيًا مقارنة بكتابة حبكة التطورات واستغلالها وأن تصل بها إلى أقصى حد فور كشفك عنها.
(35): لا تتعجل في التوقف: نقح عملك أكثر من مرة.. ابتعد عن النص بعد إنهاؤه، ثم عد إليه وأقرؤه بعين ثانية أكثر تفحصاً، لا تنهي كتابة نصك لمجرد شعورك بالإجهاد، يجب عليك تنقيحه حتى ترضى عنه.
(36): لا تستعدِ المحرر: قدم نصك في صورة جذابة حتى تلفت نظر المحرر أو الناشر.
(37): لا تستسلم: حتى إذا رفض نصك أكثر من مرة عليك ألا تستسلم.. كتاب كبار رفضت نصوصهم ثم نشرت من قبل آخرين ولاقت نجاحاً.
(38): لا تكتفِ بالجلوس هناك: الاستمرار في الكتابة هو الضمانة الوحيدة لأن تكون كاتباَ محترفاَ.. المواظبة على الكتابة والاستمرار في العمل، ومواجهة التحديات هي وسيلتك للوصول.