16 نوفمبر، 2024 5:47 م
Search
Close this search box.

ماذا كتب أشهر الروائيين عن الرواية (22) تيري ماكميلان: أختار شخوص لست متعاطفة معهم

ماذا كتب أشهر الروائيين عن الرواية (22) تيري ماكميلان: أختار شخوص لست متعاطفة معهم

خاص: كتبت- سماح عادل

في هذه الحلقة من الملف سوف نستمر في عرض كتاب “لماذا نكتب؟..عشرون من الكتاب الناجحين يجيبون على أسئلة الكتابة” تحرير “ميريدث ماران”، ترجمة مجموعة من المترجمين العرب، والكتاب يضم آراء 20 روائي أمريكي شهير، وذلك لأن آرائهم ثرية ومفيدة، كما أنهم يقدمون نصائح للكتاب المبتدئين، ويكشفون في حواراتهم عن واقع النشر في أمريكا، وكيفية وصول الروائيين للشهرة التجارية.

سو غرافتون..

“سو غرافتون”، كاتبة سيناريو ناجحة، نشرت في 1982، وهي بعمر 42 رواية “عين تعني عذر”، وهي من روايات الغموض، وكانت هذه البداية لنجاحها.

تقول “سو” عن هدفها من الكتابة :”أكتب لأن هذا كل ما أتقن فعله، أن حياتي تتثقف بالكتابة، سواء كان العمل يسير بشكل جيد أو كنت عالقة في حبسة الكاتب، وهي تحدث مرة في اليوم تقريبا، في معظم الأيام عندما أجلس أمام الحاسوب أصاب بالذعر، أكون مقتنعة تماما بأنه آخر كتاب لي، بأن مهنتي تشرف على النهاية، بأني لن أنجح أبدا في كتابة رواية أخرى، وأن نجاحي وهم عابر، كل هذه الدراما والساعة لم تتجاوز التاسعة صباحا، فكرت كثيرا في موضوع حبسة الكاتب، إذ أنني واجهاتها مرارا، عادة ما أحاول شق طريقي بالقوة، لكنني الآن أراها بشكل مختلف، الحبسة هي نتيجة قرار خاطئ قمت باتخاذه، ومهمتي هي العودة إلى الوراء لرؤية ما إذا كنت قادرة على تحديد مفترق الطرق، حيث مضيت نحو الاتجاه الخاطئ، أحيانا أخطيء في فهم شخصية أو دوافعها، أحيانا أسلسل الأحداث بطريقة تجعل مسار القصة موحلا، فأنا اعتمد في كتاباتي على التجربة والخطأ إلى حد كبير، وهذا يعني الوصول في الغالب إلى طرق مسدودة”.

وتواصل ” أطارد الاحتمالات التي تتلاشى، لذا أقوم بالاحتفاظ بمذكرات لكل رواية أكتبها، ومن خلالها أخطط وأجرب، إن الكتابة عمل مرهق مشوب بالتوتر، نظريتي هي إذا كنت غير مسيطرة على جانبي المظلم: خيباتي، مخاوفي، وتخبطاتي، التي تبدو أنه مقدر لي خوضها كل يوم فستدمر عواطفي السلبية قدرتي على الكتابة، لهذا ألجأ للمذكرات التي لها  أغراض عدة، فهي تمدني بسجل لسير العمل، تقرير يومي عن المصاعب التي أصادفها فيما تتشكل الرواية، ومتى ما واجهت حبسة الكاتب ألجأ إلى مذكراتي وأعود إلى المراحل الأولى من كتابة الرواية، وأقوم بحل المشكلة وأرفق الحل في مذكراتي قبل الشروع في الكتابة، الكتابة في المذكرات عبارة عن استعداد، فهي مستودع أبحاثي بها مقتطفات من الحوار، وهندسة للشخصيات، ويحدث أحيانا أن أقوم بانتشال فقرات من المذكرة وأضعها بالكامل في المشهد الذي أكتبه، وأشعر كأنها هبة”.

الكتابة بخفة يد..

تصف “سو” كتاب روايات الغموض والإثارة بأنهم: “إن كتاب قصص الغموض هم جراحو الأعصاب في الأدب أو ربما السحرة، وذلك لأننا نعمل بخفة يد، بناء قصة بوليسية معقولة يتطلب براعة وصبر ومهارة، علينا أن نبني الشخصية والحبكة في الوقت ذاته، قصص الغموض هي الشكل الأدبي الوحيد الذي يضع القارئ في تحد مع الكاتب، جانب الكاتب من الاتفاق هو أن يلعب بإنصاف وهذا يعني أن يجعل القارئ يصل إلى نفس الاكتشافات التي يصل إليها المحقق في كل الأوقات، أن يضع جميع الحقائق بوضوح على الطاولة”.

تنصح” سو” الكتاب الجدد “تعلم الكتابة يأتي عن طريق التعلم الذاتي، وإتقان الكتابة يحتاج لسنوات، عليك بمراجعة كل صفحة تكتبها حتى ينتظم الوزن والإيقاع والنغم، على نحو تنسجم معه أذنك الداخلية”.

سارا غروين..

“سارا غروين” ولدت 1968 في لندن، كتبت رواية “ماء للفيلة” وقد باعت أكثر من خمسة ملايين نسخة، وترجمت إلى 57 لغة، وصنع منها فيلم سينمائي.

تقول “سارا غروين” عن الكتابة: “الشيء الوحيد الذي يدفعني للجنون هو عدم الكتابة، كتبت روايتي الأولى وأنا في الثانية عشرة، أؤمن أنه إذا أردت أن تكتب فعليك أن تقرأ، هناك لحظة في كل رواية عندما تكون القصة والشخصيات حاضرة أخيرا، فتدب فيهم الحياة ويتولون زمام السيطرة، عندها أصل إلى ذلك المكان، أبلغ السحر، إنه ضرب من اللذة، يجب أن أكون بمفردي تماما عندما أكتب، عملية الكتابة عندي طقسية بشكل محرج، عندما أبدأ رواية جديدة أترك الفكرة تختمر حتى يبزغ المشهد الأول، أذهب للنوم وأنا أفكر فيها وأنا أطبخ وأنا استحم، أثناء تلك الفترة أصطدم بكثير من الجدران، بمجرد أن أشرع في الكتابة فعليا تبدو أيامي كلها متماثلة، أفتح الملف وأقرأ ما كتبته اليوم السابق مرة بعد مرة، حتى أشعر بأني قادرة على الاستمرار، عادة ما يتطلبني ذلك ساعة ونصف، ولكن في نقطة ما أشعر بأني عبرت من خلال بوابة إلى ذلك العالم الآخر، العالم الخيالي، وأنني أسجل ما يحدث هناك أكثر من كوني أخلقه، وفي حال أن قمت بالرد على الهاتف، أو أحد طرق الباب تنكسر التعويذة السحرية، وعلى بعدها أن أمارس تلك الساعة والنصف من الذهول من جديد”.

وعن أصعب وقت مرت به في رحلة الكتابة تقول “سارا”: “أصعب وقت مررت به ككاتبة هو عندما كتبت الرواية التالية بعد نجاحي، قبل أن تنشر يكون لديك إحساس بالحرية لأنك غير معروف، ولا يتوقع أحد منك شيء، لم أتوقع أبدا أن تلقى “ماء الفيلة” هذا النجاح، ولكن هذا ما حدث، وقد كنت أمضي قدما خائفة ومدركة بأن كثيرا من الناس سيقرأون كتابي القادم، كان يتوجب علي الابتعاد عن الأنظار وألا اقلق بشأن ما سيظنه قرائي المحتملون، كان ذلك صعبا جدا، يوجد أيضا الكثير من الشماتة في هذه المهنة، وأعتقد بأن هذا ينطبق على جميع المجالات، كنت أعرف بأنه سيكون هنالك أناس يتصيدون أخطائي”.

أحجار سحرية..

وعن طقوس الكتابة تقول “سارا”: “أنظف مكتبي بالكامل قبل أن أبدأ في أية رواية، لدي مجموعة من الأحجار والملونة وحدوة حصان ذهبية، وفي كل مرة أبدأ فيها رواية على أن أضع الحدوة وارتب الأحجار بداخلها، حتى أشعر بأنها على النحو الصحيح، وألا ألمسها ثانية حتى انتهي من الرواية، إضافة إلى ذلك فأنا لا أقوم بحذف أي شيء أكتبه، إذا عرفت بأن علي أن أحذف فقرة أو صفحة أو فصلا أو مشهدا فأنا أضعه في ملف يدعى البقايا، لا أعيد استخدام هذا الملف ولكنها إحدى الطرق التي تساعدني على التخلص من الأشياء”.

وتنصح “سارا غروين” الكتاب “لا تفكر في الكتابة وحسب بل أكتب، من الممكن أن تكون أصعب فقرة في يوم الكاتب هي قراءة ما كتبته بالأمس ولكن هذه هي الكتابة، بناء كتاب اليوم أو الغد من خربشات الأمس، من الصعب الحرص على وقت للكتابة، خاصة عند وجود عمل أو أطفال لكن اجعل وقت كتابتك مقدس، حتى لو ساعتين في يوم العطلة”.

كاثرين هاريسون..

“كاثرين هاريسون” ولدت 1961 في كاليفورنيا، تكتب روايات من نوع السير الذاتية.

تقول “كاثرين” مجيبة عن سؤال لماذا أكتب؟: “أكتب لأنه أمر يمنحني الأمل بكوني جديرة بالمحبة، إذا سارت الأمور على نحو رائع يمكن للكتابة أن تكون تجربة وجدانية، وإذا ما صعبت العملية أكتب أيضا لأن الكتابة أداة لتفسير العالم من حولي، ففي سنوات الثانوية أيقنت بأن عملية نحت النص على الورقة

كونك قادر على الإفصاح بشكل صحيح لا تعزيني فحسب، بل تمنحني مكانا أعيش بداخله، عليك أن تكون مستعدا للعمل شهورا وشهور دون أن يقول لك أحد أنك تبلي حسنا، أكتب أيضا لأن الكتابة أداة لتفسير العالم من حولي، إذا ما انقطعت صلتي بالرواية أصبح تائهة لفترة، فأنا أجد صعوبة في ترك رواية والاقتران بأخرى، أمر آخر يشغفني بالكتابة وهو تلك اللحظة التي أشعر فيها بنفسي بالكامل وأتحرر منها في الوقت ذاته، إرهاق الكتابة أمر غريب لعملية لا تتضمن تحريك عضلة واحدة، إنها تتطلب كما هائلا من الطاقة النفسية، وفي آخر اليوم أكون هلكت، يمكن للكتابة أن تجعلني مضطربة بشدة، عبر الأعوام تعلمت كيف أخفف بعضا من توتري”.

وعن جرأتها في كتابة حياتها رغم انتقادات البعض تقول “كاثرين”: “أحب أن أضرب عصبا، أحب أن أسمع من الناس أن كتابي أنقذ حيواتهم وأن أسمع من آخرين عبارة “يجب أن تحتجزي”، ردود الفعل الفاترة تشعرني بالفشل، بشكل ما إنني لا أصور نفسي كما أرغب، وإنما أصور نفسي كما أنا”. وتنصح الكتاب الشباب”اترك علامة في أعمالك، والانضباط الذاتي أمر لا يمكن الاستغناء عنه”.

غيش جين..

“غيش جين” روائية صينية أمريكية، ولدت 1955 وهي من الجيل الثاني، هاجر والداها إلى أمريكا في أربعينيات القرن الماضي، من رواياتها” مونا في الأرض الموعودة” و”الأمريكي ال

تقليدي”.

تقول “غيش” عن معنى الكتابة بالنسبة لها : “عندما أكتب فأنا غير مدركة لذاتي، أجدني في شخصياتي، كتابتي تلقائية، عندما أبدأ أكتب فلا خطة لدي، لا أتطلع إلى الأمام وإنما أنظر لما أقوم به، بالنسبة لي فإن مسألة السرد برمتها محصورة في قضايا الهوية الذاتية، إنني أدعم أي جهد يسخر الكتابة للناس، لأساعد الناس أن يدركوا كم تثري الكتابة حيواتهم”.

تنصح “غيش” الكتاب المبتدئين “تعتبر الكتابة شيئا سخيفا حين تفعلها لكسب المال، أكتب للحصول على الرضا، من المهم أن تكتب بنظرة عالمية لأن القراء يهتمون ما يجري في أنحاء العالم، لأنه ذو صلة شديدة بواقعهم، وتذكر حافظ على إيقاع القصة وكأنك تحكيها لأصدقاء في جلسة ودية”.

سباستيان جنغر..

“سباستيان جنغر” ولد 1962 ويعيش في نيويورك، له أربع روايات نجحت جميعا، عمل “جنغر” مراسلا في أكثر المنطق خطورة في العالم منها “نيجيريا” و”أفغانستان”، كتاباته واقعية وثائقية ومن أشهر رواياته “العاصفة الكاملة”.

يقول “جنغر”: “حين أكتب أصير إلى حالة عقلية متبلدة، ما أكتبه غالبا لا يندرج تحت إطار الأدب القصصي، لا أحتاج أن أعصف عقلي لينتج أفكارا جديدة، أفكاري تأتي من العالم، أقوم فقط بحصدها، الكتابة بالنسبة لي هي الكيمياء العجيبة الأشبه بالسحر، حين أكتب بشكل جيد فأنا أعرف ذلك، في أوقات أخرى أفشل وأدرك رداءة ما كتبت فيكون مصيره الحذف، خلال عقد من الكتابة من الممكن أنني حققت خمسة آلاف دولار، عملت في العديد من الوظائف العشوائية، عملت في حانة، وفي أعمال البناء، كل معرفتي بالكتابة أخذتها من قراءتي لأعمال جدية لآخرين”.

الإعلام يصنع المشاهير..

وعن نجاح أعماله يقول”جنغر”: “عندما نجحت روايتي “العاصفة الكاملة” كنت فخورا جدا بها، لكن الانتقال من كوني شخصا منعزلا إلى هذا النوع من تسليط الأضواء كان مزعجا حقا، كنت خائفا من التحدث أمام الجمهور كان هذا مخيفا حقا، يقوم الإعلام بفعل هذا الشيء الغريب، إذا قرروا أنك أعجبتهم سيرسمون لك صورة غير واقعية، لا يمكن لأحد أن يرقى إليها، أدى بي هذا إلى الكثير من التفحص الذاتي المؤلم، كنت أشعر بالانكماش، كنت تعيسا كل يوم ولم يتغير الحال إلى الأفضل، حين تكون في الترتيب الذي يمكن أن تكونه على قوائم “التايمز” فهذا جزء من عملك، هناك كتب جميلة جدا لم تدخل القائمة، وكتب تغض بالسخف تدخلها، كل كاتب يدرك أن دخول القائمة أو مدة بقاءه فيها لا يعتمد كليا على جودة العمل، رؤية اسمك على قوائم “التايمز” لا يعني الكثير، إنها تجربة شاحبة ومفرغة مقارنة بلحظات الكتاب الجميلة، لا يمكنك حتى المقارنة بينها”.

القراء..

عن التفكير في القراء أثناء كتابة الرواية يقول “جنغر”: “أقوم بهذا النوع من التفكير في القراء عندما أكتب، أقوم بما أستطيعه لجذبهم لأجعل كتابتي متاحة وآسرة، وفي الوقت ذاته أحاول ألا اهتم أبدا بما اعتقد أن الناس سيحبونه، إنني أكتب لنفسي، أسعى لمعرفة العالم والكتابة سبيلي في ذلك، أعرف الآن أن لدي جمهورا لذا أشعر بمسؤولية كبيرة حتى أكتب بشكل جيد، حاولت التوصل إلى ماهية الكتابة الجيدة أنني أشعر بها في أعمالي وفي أعمال الآخرين، أقرب ما توصلت إليه أن هناك إيقاع للكتابة في الجمل والفقرات، إذا كان الإيقاع معطلا فمن الصعب قراءة النص، كما أولي اهتماما كبيرا باللغة، اللغة مهمة جدا، يفرض علي هذا وقتا أطول أثناء الكتابة ولكن الأمر يستحق الكثير”.

ونصائحه للكتاب “اكتب لنفسك لا للسوق، لا يمكنك التنبؤ أي واحد من أعمالك سيعجب الشريحة الأكبر من القراء، فمن أفضل أعمالي ما حقق مبيعات مخفضة والعكس صحيح”.

ماري كار..

“ماري كار” ولدت 1955 في تكساس، من رواياتها “رحلة الشيطان” و”اهلا بالخطاة”.

تقول “ماري”: ” أكتب لأحلم، لاتصل بالآخرين، لأوثق، لأترك بصمة في العالم، أكون قلقة معظم الوقت أثناء الكتابة، عادة ما أمرض كثيرا بعد أن أنهي أية رواية، أفضل توقيت للكتابة هو آخر اليوم، الزم نفسي بالكتابة يوميا لعدد معين من الساعات أو الصفحات”.

النشر تغير..

وعن تغير حال النشر عن السابق تقول ” ماري”: “حاليا لا أحد يعرف حقا كيف يبيع كتبا، الأسلوب كله تغير، ولا أحد يعرف كيف يكسب نقودا من هذه الصنعة، لهذه الصنعة ذهنية شعبية تتيح لنجم تليفزيوني تافه أن ينشر كتابه التافه ويبيع 3 ملايين نسخة بغلاف مقوي، ثم لا تسمع به مجددا، كل الطاقة موجهة إلى تلك الكتب ذات الرواج الشعبي لمردودها المباشر، يقول الناس أن الرواية انتهت منذ أرنست همنجواي، لكني أعتقد أن الناس تقرأ أكثر مما اعتادت أن تقرأ”.

مايكل لويس..

“مايكل لويس” ولد 1960 في لويزيانا، يميل إلى الكتابة الواقعية، أشهر رواياته “بوكر الكاذب” و”كرة المال”.

يقول “لويس”: “السبب الذي أكتب من أجله تغير مع الوقت، بعد نجاح أول روايتي أصبحت أكتب للقراء لأني أعلم أن باستطاعتي تسديد لكمة إلى العالم، وأنا أتحكم في قوتها وهذه القوة نعمة، الآن أصبحت انتقائيا في الموضوعات التي أكتبها، أمر بتغييرات فسيولوجية أثناء الكتابة، تتعرق يداي وأثرثر بصوت مرتفع، وأضحك بصورة هيسترية، فيما مضى كنت أشعر بالانغماس التام في الكتابة عند منتصف الليل، تركيبة النهار لا تساعدني على الكتابة، لذا أسدل الستائر وأضع سماعات أذني استمع لألبوم موسيقى وحيد، عندما أبدأ في العمل على رواية أدخل في حالة هياج ذهني شديد، يضطرب نومي وتقتصر أحلامي على مشروع الرواية، ودوما أحمل معي مذكرة، سيفاجأ القراء بمعرفة كم العرق والألم والفوضى والمسودات التي أكتبها، والشك الذي ينتابني حيال جودة ما أكتبه، النجاح التجاري يجعل كتابة الكتب أسهل لكنه يخلق المزيد من الضغط لكتابة كتب ناجحة تجاريا”.

أرمستيد موبين..

“أرمستيد موبين” ولد 1944 في كاليفورنيا، أشهر رواياته “قصص من المدينة”.

يقول “موبين “: “أكتب لاشرح نفسي لنفسي، إنها طريقة لفهم كوارثي، لترتيب بعثرة الحياة، لأعيرها الاتساق والمعنى، أحيانا أكتب لأشرح نفسي للآخرين، مرحلة البداية في الكتابة ممتعة غير أن العملية الفعلية فاترة ومليئة بالشك الذاتي، وقد تعلمت المثابرة أثناء الكتابة وذلك من أجل الفرحة التي تأتي في نهاية الأمر، فإذا كتبت فقرة وأعجبتني أقوم بالرقص في الغرفة، كل دليل لكل كاتب على هذا الكوكب ينصحك بسكب كل منا ما في داخله سكبا، ومن ثم صقله لاحقا، حين أكتب رواية أرغب أن تكون قراءتها كركضة رشيقة في الغابة، ومهمتي هي إزالة العوائق، وهذا ما يحتاج إلى الوقت والجهد”.

تيري ماكميلان..

“تيري ماكميلان” ولدت 1951 وتعيش في كاليفورنيا، اشتهرت روايتها “بانتظار أن أزفر” وبيع منها ملايين النسخ، حيث اشتهرت ككاتبة افريقية أمريكية تكتب عن واقع الأفارقة الأمريكيين.

تقول”تيري”: “أكتب لأن العالم ليس مثاليا ونحن لا نتصرف بشكل مثالي، أكتب لأتخلص من جلدي الميت، ولأكتشف لماذا يفعل الناس الأشياء التي نفعلها لبعضنا البعض ولأنفسنا، الكتابة تشعرني كما لو كنت في حالة حب، استغرق تماما في شخصياتي حتى أصبحهم، فأفقد كل إحساس بالواقع الخاص بي، عندما أشرع في كتابة رواية يكون الأمر ممتع، أنا أكتب عن أناس يقعون تحت واقع أنهم ضحايا، ولكنهم لم يستسلموا، لهذا أتعمد اختيار شخوص لست متعاطفة معهم، أو آخرين لا أفهمهم حقا، قد يتفاجأ قرائي بكم البحث الذي أقوم به، أجري مقابلات مع أناس، وأقرأ كتب تتعلق بموضوع روايتي”.

وعن الرواية تقول “تيري”: “الرواية كالحياة، عبارة عن مجموعة من العقد، أنا أقدم لشخصياتي شيئا ليقوموا بمعالجته، أتركهم يخبروني بالتحدي الأكبر الذي يواجهونه، بأعظم مخاوفهم ثم أتركهم يواجهون هذا التحدي في قصتي، هذا ما يجعلني أكثر تعاطفا معهم، أبكي كثيرا عندما أكتب، خاصة عند كتابة حدث مأساوي، أقفز من نومي مسرعة في الصباح، لا يمكنني الانتظار لمعرفة ما ستفعله الشخصيات، بعد نجاح رواياتي لم تتغير كتاباتي، ما زلت أروي القصص التي أرغب بروايتها، الأمر هو أن النقاد يكرهونك حينما تصبح ناجحا، فيبدؤون بالبحث عن أي شيء يمكن أن يكون خطأ”.

عنصرية بكل بساطة..

عن معاملة الناشرين للكتاب السود تقول “تيري”: “هناك الكثير من الكتاب البيض الذي يحصلون على مقدمات مالية مميزة، ويبيعون كميات جيدة من الكتب ويستمرون، ناشروهم سيقومون بدعمهم وتشجيعهم على أية حال، هؤلاء الكتاب يدورون حول البلاد حاصلين على رسوم هائلة في الحفلات والندوات، لن تجد كتابا سود يفعلون ذات الأمر، إنها عنصرية بكل بساطة، أعرف كتابا سود حصلوا على أموال كثيرة وأبليت كتبهم بلاء حسنا وهؤلاء الناشرون لم يعملوا على دعم الكتاب أو الترويج لهم في جولات كبيرة لتوقيع كتبهم، الشيء الذي يثير حنقي أكثر من أي أمر آخر هو عندما يستعمل الكتاب البيض منهم لهجة متعالية متغطرسة، أو عندما يكتبون عن شخوص تعد غير منطقية في العالم الحقيقي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة