خاص : كتبت – سماح عادل :
في هذه الحلقة من الملف سوف نتناول كتاب هام جداً وثري.. كتاب (لماذا نكتب ؟.. عشرون من الكتاب الناجحين يجيبون على أسئلة الكتابة)، تحرير “ميريدث ماران”، ترجمة مجموعة من المترجمين العرب.. الكتاب يضم آراء 20 روائي أميركي شهير، يجيبون على سؤال رئيس “لماذا أكتب ؟”، كما يقدمون نصائح للكتاب المبتدئين.
إيزابيل الليندي..
عن سؤال “لماذا أكتب ؟”.. تجيب “إيزابيل الليندي”: “أحتاج أن أروي قصة، إنه هاجس كل قصة، هي بذرة بداخلي تنمو وتنمو، لماذا قصة بعينها ؟.. أنا لا أعرف ذلك حينها أبداً، ولكني أتعلم ذلك لاحقاً، على مر السنين اكتشفت أن كل القصص التي رويتها، وكل القصص التي سأرويها على الإطلاق مرتبطة بي بشكل أو بآخر، أن تستعبدك حكاية فهذا مرض، إنني أحمل القصة داخلي طوال اليوم، طوال الليل، في أحلامي، في جميع الأوقات، عندما كنت أكتب رواية (الجزيرة تحت البحر) مرضت إلى حد فظيع، واصلت التقيؤ ولم أقدر على الاستلقاء وكان عليَ أن أنام جالسة، قال لي زوجي: إنه جسدك يتفاعل مع القصة، عندما تنهين الرواية ستكونين بخير.. وهذا ما حدث، عندما أبدأ بكتابة رواية فأنا لا أملك أدنى فكرة إلى أين سأذهب ؟.. إذا كانت رواية تاريخية أكون قد بحثت في الفترة الزمنية والمكان، لكن لا أدري ما القصة التي سأرويها، أنا فقط أعرف بأني أريد، بشكل رقيق وخفي، أن أوقع تأثيراً في قلب القارئ وعقله، في كل كتبي هناك نساء قويات يتغلبن على عوائق عظيمة لكي يكتبن أقدارهن، لا أحاول أن أخلق نماذج تقلدها النساء، بل أن تجد القارئات القوة، ويفهم القراء معنى أن تكون المرأة، أن يجدوا التعاطف”.
وعن اختيارها للكلمات بدقة تقول “إيزابيل”: “يمكن لقرائي أن يفاجئوا عندما يعرفون كم أنا انتقائية مع اللغة، أقرأ الفقرة بصوت عالي، وإذا كانت هناك كلمات مكررة فهذا لا يعجبني، من المهم أن أجد الكلمة المحددة التي ستخلق الشعور أو تصف الحالة، فالإفراط في النعوت والوصف يجب تجاوزه”.
موعد محدد للكتابة..
تحدد “إيزابيل” يوماً معلوماً في السنة للبدء في كتابها الجديد، تقول: “أبدأ كل كتبي في الثامن من (كانون ثان) يناير، لذا فالسابع من (كانون ثان) يناير جحيم، أبدأ بتجهيز مساحتي الملموسة، أخليها من كتبي الأخرى، وأبقي على المعاجم والمسودات الأولى والمواد التي تحتوي على بحوث العمل الجديد، وفي الثامن من (كانون ثان) يناير أخطو 17 خطوة من المطبخ باتجاه الملحق الصغير، مكتبي، إنها بمثابة رحلة إلى عالم آخر.. أذهب إلى هناك خائفة متحمسة وخائبة الآمال، الأسابيع الأولى وحتى الأسبوع الرابع تذهب هدراً، أنا فقط أسجل حضوري أمام شاشة الكمبيوتر، وبعد مدة تحضر ربة الإلهام، عندما أشعر أن القصة قد بدأت في إلتقاط إيقاع ما فإن الشخوص تتشكل، استطيع أن أراهم وأسمع أصواتهم، إنهم يفعلون أشياء لم أخطط لها، أشياء لم يكن بوسعي أن أتخيلها حينها، أعرف بأن الرواية موجودة في مكان ما، وكل ما علي فعله هو أن أجدها وأجلبها كلمة كلمة إلى هذا العالم، وبعدها تتغير حياتي وتتحول إلى عملية مختلفة تماماً من الإثارة والوسوسة والتوتر، أستطيع أن أعمل لـ14 ساعة، مجرد الجلوس طوال ذلك الوقت أمر صعب، قام ابني ببرمجة الكمبيوتر بحيث ينبهني كل خمس وأربعين دقيقة كي أنهض، وإذا لم أفعل أتصلب بحيث أعجز عن النهوض في نهاية اليوم”.
وتواصل عن هوسها بالتصحيح “أنا أصحح لحد الإنهاك، وفي النهاية استسلم، الرواية دائماً غير منتهية تماماً، ودائماً ما افترض بأنها يمكن أن تكون أفضل، ولكني أبذل قصارى جهدي، مع الوقت تعلمت تجنب التصحيح المبالغ فيه، عندما حصلت على جهاز كمبيوتر لأول مرة، واكتشفت كم هو سهل تغيير الأشياء إلى ما لا نهاية، صار أسلوبي أكثر صلابة، فأنا أريد للقارئ أن يحس بأني أحكي له القصة شخصياً، أريدها حواراً كما هو قص القصص عادة، وليست محاضرة، من الصعب إيجاد هذا التوازن ولكني أكتب من 30 عاماً، والآن أنا أعرف عندما أبالغ في الأمر، أقرأ روايتي بصوت عال، إن لم تكن مثل الطريقة التي أتكلم بها أغيرها”.
وعن ميلها لعمل حوار بسيط تقول “إيزابيل”: “يجب أن أكون حذرة جداً مع الحوار لأن كتبي تترجم إلى 35 لغة، من الصعب أن تترجم الحوار، اللهجات تتغير ويصبح الكتاب قديماً، أنت لن تعرف أبداً كيف يمكن ترجمة حوارات شخصياتك إلى الرومانية أو الفيتنامية، لهذا لا استخدم كثير من الحوار، وما استخدمه أحاول أن أبقيه بسيطاً”.
وعن أكثر وقت كانت فيه مستمتعة بالكتابة، تقول: “أفضل وقت بالنسبة لي كان في 1981، عندما كنت أكتب روايتي الأولى، لم يكن ثمة طموح في الأمر، لا أمل بالنشر، لا ضغط من أي نوع، لم أكن قد عرفت بعد بأنني كاتبة، لقد عرفت ذلك بعد أن نشرت كتابي الرابع، لذا لم تكن لدي أية توقعات، فقط حرية أن أروي قصة، لغاية القص ذاتها، كنت أعمل في مطبخي ليلاً على آلة كاتبة متنقلة، حتى لا يكون بإمكاني أن أخطئ، عندما أنهيت الكتاب عرضته على أمي قالت: لماذا أطلقت على أسوأ شخصية في الكتاب اسم والدك ؟.. أنا لم ألتق بأبي قط، ولكنني قلت لا مشكلة سوف أغير الاسم، لذا كان علي أن أجد اسماً للشخصية بنفس عدد الأحرف، وغيرت في كل المخطوطة، لقد كان وقتاً رائعاً عدم الاكتراث بأي شيء إلا القصة، أن أحمل نسختي الوحيدة من الكتاب إلى كل مكان ضاغطة إياه على صدري مثل طفل حديث الولادة”.
وتؤكد: “الكتابة دائماً ما تعطي شكلاً من النظام لفوضى الحياة، إنها تنظم الحياة والذاكرة، وإذا أصبت بحبسة الكاتب فيمكنني أن أكتب في غير الخيال، كتابة المذكرات لها إيجابيتها، فأنا أعرف أنه لا يمكن ابتزازي لأنني لا أخفي أية أسرار، ولكنني لا أزال خائفة من امتناع قدرتي على الكتابة، الأمر أشبه بابتلاع الرمل، إنه مروع”.
ديفيد بالداتشي..
ولد 1969 في أميركا، حققت رواياته مبيعات ضخمة، ووصل عدد النسخ المطبوع منها إلى عشرة ومئة مليون نسخة، أمضى عقداً من الزمان يعمل في النهار ويكتب في الليل بلا أي مردود لجهوده.
يقول “ديفيد بالداتشي”: “الكتابة قهرية، عندما تبدأ القصة في التدفق تكون الكتابة أفضل من أي مخدر، فهي لا تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك وحسب بل تشعر بالرضا عن كل شيء، وعلى العكس عندما تحذف الصفحات لأنك لا تستطيع أن تكتب الشخصيات بشكل ناجح، بينما تواجه المواعيد النهائية لتسليم مشروعك، فهذا ليس بالشيء المبهج أبداً، لكن الكتابة أروع مهنة في العالم، فأنا أتقاضى المال لأحلم أحلام يقظة، فقد قرأت كثيراً في طفولتي، كنت أتخيل عوالم طوال الوقت، عوالم صغيرة افقد نفسي خلالها، قصصت قصصي على أي شخص أقابله، في النهاية أعطتني أمي دفتراً، كانت تحاول إسكاتي متمنية القليل من السلام والهدوء، وطلبت مني أن أشرع في تدوين قصصي وقد علقت في الكتابة، الكتابة تتخذ حياة لنفسها، عندما أكون في الخارج لا يمكنني مقاومة إقحام الآخرين فيما أكتبه، الجميع يعتقد بأنه يستطيع كتابة رواية لكنه عمل صعب جداً”.
وعن تصنيف راوياته بالتجارية يقول: “يقتلني التمييز بين الروايات الأدبية والتجارية، حضرت فعاليات في جميع أنحاء البلاد، وقابلت الكثير من الروائيين الرائعين، والذين يرحبون بالكتاب التجاريين مثلي برحابة صدر، ولكنني من جهة أخرى وجدت الكثير من العدائية، فالكتاب الذين يكتبون روايات أدبية يتساءلون لما لا تباع كتبهم ؟”.
المحكمة مصدر للقص..
يقول “ديفيد بالداتشي” عن مصدر قصصه: “كتبت أفضل رواياتي عندما كنت محامياً، من يفوز في المحكمة الموكل الذي يمثله محام يروي قصص أفضل، كان جدول كتابتي ثابتاً حتى توقفت أخيراً عن عمل المحاماة في عام 1995، كنت أكتب منذ العاشرة مساءاً وحتى الثانية بعد منتصف الليل، لستة أيام في الأسبوع، لم يكن صعباً فبعد يوم عمل تجتمع في رأسي الكثير من القصص التي لا تستطيع الانتظار”.
وعن بداية الكتابة يقول “ديفيد بالداتشي”: “كان انجذابي لكتابة القصص القصيرة طبيعياً لكوني تربيت في الجنوب، بدأت في محاولة نشر قصصي القصيرة أثناء المرحلة الثانوية وخلال الجامعة، وجمعت الكثير من رسائل الرفض، وبعد وقت فكرت بأني لن أصل وسأكون أحد أولئك الكتاب الذين يكتبون للمتعة ولن ينشر أعمالهم أبداً، ولكن هذا لم يعن بأنني سأتوقف عن الكتابة، ثم كتبت رواية نالت إعجاب المحيطين بي، لكنها رفضت من أحد الناشرين، فقمت بالبحث عن عدد من الوكلاء الناجحين ثم بعثت لهم بالرواية، واستطعت أن أحصل على وكيل لي، قام وكيلي بإرسال النص لعدد من الناشرين، ولقد بيع النص وتفرغت للكتابة بدوام كامل بعد 16 سنة من الكتابة، فقد قام الناشر بدفع مبلغ كبير إلي لكتاب واحد، كانت صفقة جيدة للناشر ولي، كان شعوري يفوق الوصف، مع العلم أن أحداً لم يعرف بكتابتي طوال تلك السنين سوى زوجتي ووالدي وأخي وأختي، أتذكر اليوم الذي رأيت فيه لأول مرة كتابي على رف مكتبة، كان اليوم الذي أحسست فيه بأنني نجحت ككاتب”.
خائف في كل مرة..
يصف “ديفيد بالداتشي” بداية كل مشروع لرواية يفكر في كتابتها، يقول: “في كل مرة أبدأ مشروعاً جديداً أجلس مرتعباً حتى الموت من احتمالية عدم قدرتي على استجلاب السحر مرة أخرى، في الكتابة الطريقة الوحيدة لكي تتطور هي أن تقوم بتجربة عمل الأشياء بطريقة مختلفة في كل مرة، فأنت ككاتب لست مقيداً بأدوات ميكانيكية أو تكنولوجية، أو أي شيء آخر، يمكنك اللعب وهذا مرعب، لذا فنصيحتي للكتاب الشباب أكتب كل شيء كما لو كان أول شيء تكتبه في حياتك، فاليوم الذي تعتقد فيه بأنك تعرف كيف تفعل ذلك هو اليوم الذي تنتهي فيه ككاتب”.
ويضيف عن إحساسه بالكتابة: “أحياناً أحسد نفسي قبل عشرين عاماً، عندما كنت أجلس في قوقعتي دون طرق على بابي، وأكتب قصصاً من غير أن أكون قلقاً من الجولات الكتابية، والمال، والرحلات الخارجية، ولكني أحاول في كل يوم أن أقابل شاشتي وأتجاهل العالم التجاري في الخارج، كما لو أنني أقوم بذلك مجاناً، للمتعة الخالصة لسرد القصص”.
وينصح “ديفيد بالداتشي” الكتاب المبتدئين، يقول: “مهما كان النوع الأدبي الذي تكتبه تآلف مع كل ما يستجد فيه، الشيء الذي أثار القراء قبل عشر سنوات ليس بالضرورة ما يثيرهم اليوم، لذا انظر إلى المنافسين، وتذكر حين تكتب رواية أن الأقصر هو الأفضل، وبالنسبة للنشر أن تنشر أعمالك بنفسك اليوم أسهل بكثير مما كان عليه في الماضي، لذا انشر على الإنترنت أو حسب الطلب، ولكن أياً كان ما تفعله إذا أردت أن تشارك قصتك انشرها، وبخصوص القول الشائع (اكتب لقرائك) فهو تعبير ملطف لـ(اكتب ما تعتقد أن الناس ستقوم بشرائه)، لذا اكتب للشخص الذي تعرفه جيداً، اكتب لنفسك”.
غينيفر إيغان..
ولدت 1962 في شيكاغو، من أعمالها (السيرك اللامرئي) و(زيارة من زمرة البلهاء)، تجيب “غينيفر إيغان” عن سؤال لماذا أكتب ؟.. تقول: “حين لا أكتب يجتاحني شعور بفقد شيء ما، إذا طالت بي الحال تزداد الأمور سوءاً، وأصاب باكتئاب، حينها يكف أمر مصيري عن الحدوث، وعطب بطيء يشرع في التكون، وكلما طال انتظاري صعب على البدء بالكتابة مجدداً، حين أكتب خاصة إذا كان سير الكتابة جيداً فأنا أعيش في بعدين مختلفين، هذا العالم الذي أعيش فيه واستمتع به، والعالم المختلف كلياً الذي أقيم فيه دون أن يعرف أحد، حين أكتب المسودة الأولى أشعر بأني نقلت خارج ذاتي، هذه الحالة أسعى إلى تحقيقها دائماً، أنسى من أكون ومن أين جئت ؟.. أتسلل إلى وضع انهمار مطلق، أهوى شعور ارتباطي بالعالم الآخر، أحياناً أنسى أن لدي أطفال، أشعر بالذنب حيال هذا كما لو أن غفلتي ستتسبب في حدوث مكروه لهم، حين تسير الكتابة على ما يرام أشعر بمصدر خفي يزودني بالوقود، كل ما أحتاجه لكي أبدأ هو مكان وزمان الرواية”.
رعب الكتابة..
عن بدايتها في الكتابة تقول “غينيفر”: “تجربتي الأولى في الرواية كانت مريعة، كان علي أن أتخلص منها، عندما كنت في الـ29، حلت على منحة أتاحت لي سنة للعمل على الرواية، أنهيت المسودة الأولى وجلست لقراءتها ووجدتها ركيكة، لم أكن قد تقدمت كثيراً في قراءاتي، وكدت أجن، قبل المنتصف أصبت بنوبة هلع شديدة لثلاثة أيام، أوشكت على دخول الثلاثين، وليس لدي سجل تتبع عمل احترافي إلا كسكرتيرة، بطريقة ما تمكنت من السيطرة على هذا السلوك الغريب، وعدت للعمل على الرواية، وكونتها من جديد، كان جزء من عقلي يخطط لإصلاحها، وحين حسنتها هدأت”.
وعن أكثر تجربة آلمتها في الكتابة، تقول: “العمل على رواية (انظر إلي) كانت أكثر تجربة آلمتني في حياتي ككاتبة، كانت صراعاً كبيراً، كنت أعرف بأن الفكرة مألوفة نوعاً ما، ولم أكن متأكدة من أن أحداً سيتقبل مني مثل هذا العمل، كما لو أنني سأعاقب عليه، كنت أشعر بالخوف طيلة فترة كتابة الرواية، بعد ذلك أصبحت الكتابة تسلية محضة”.
وعن قدراتها في الكتابة، تقول “غينيفر”: “إحدى نقاط قوتي ككاتبة قدرتي الجيدة على حل المشاكل، أكتب مسوداتي الأولى بطريقة غير محكمة وغير عقلانية، الخطة بالنسبة لي دائماً أن أحول هذه الصفحات العفوية إلى عمل يقرأ”.
وتنصح الكتاب: “اقرأ كتب من المستوى الذي ترغب في كتابته، القراءة هي قوت الكتابة، والتدريب مقاربة جيدة للكتابة، فربع ساعة كتابة يومياً تبقيك في إطار العادة، إذا أردت أن تكون كاتب فيجب عليك أن تكتب بانتظام”.
جيمس فري..
ولد في 1969 في أوهايو، عمل كاتب سينمائي، ومخرج، ومنتج أفلام، رفضت روايته (مليون قطعة صغيرة) من 17 ناشر قبل أن ينشرها أحد الناشرين، حيث بيع منها 7 ملايين نسخة حول العالم، وترجمت إلى 35 لغة.
يقول “فري”: “لست مؤهلاً لفعل شيء آخر، لا أستطيع ألا أكتب، إذا لم أكتب سأجن، أحب أن أكتب روايات لها معنى يغير العالم، أريد أن أضع نفسي في قائمة الكتاب الذين صنعوا التاريخ، أكثر ما أحبه في ممارسة الكتابة هو اختفائي، أن أتوه في محاولة أن أجعل كل كلمة هي الكلمة الصحيحة، لدي سيطرة مطلقة حين أكتب، عندما تجلس على شاشة الكمبيوتر فأنت تخلق ذلك العالم، تحياً فيه، تتحكم به، سيكون فقط كما تريده أنت، لا أعرف وقتاً أكون فيه ممتلئاً ومنقاداً وسهل الطباع أكثر مما أكونه وحيداً في غرفتي لـ8 ساعات أكتب، استغرقت سنوات للوصول إلى تلك الحالة التي أجلس فيها للكتابة، عارفاً أنني سأكتب بطريقتي الخاصة وأن كتابتي ستكون جيدة”.
طريقة خاصة للكتابة..
عن طريقته الخاصة تلك في الكتابة، يصرح “فري”: “لا اهتم بالنحو المتعارف عليه، ولا استخدم علامات الترقيم، لا أكتب بشكل صحيح أبداً، تعمدت ذلك في الحقيقة لأصل بعد وقت طويل إلى الثقة التي تمكنني من اختراق كل قانون في الوجود، الكثير من الكتاب يضيعون في محاولة إيجاد أساليبهم الخاصة في الكتابة، والكثير منهم لا يجدون طريقهم أبداً، لا يخالجني الشك في نفسي عندما أجلس إلى الكمبيوتر، مخاوفي العظيمة تجيئني عندما أفكر بها وأنا بعيد عنه، لكن عندما أجلس إلى الكتابة أعرف أنني سأنجز ما أردت كما أردت”.
وعن اختياره لمهنة الكتابة، يقول ” فري”: “عشت فقيراً وكان ذلك مقرفاً، ولم أرد لنفسي عملاً قذراً في حانة أو في محل ملابس، لذا بدأت بكتابة الأفلام عندما كنت في عمر الـ25، وبين ذلك العمر وعمر الـ31 كنت كاتب سيناريو بارع، حصلت على وظيفة كاتب، وهذا يختلف عن أن أكون كاتباً حقاً، ثم رهنت منزلي وصار لدي مال يكفيني للعيش 18 شهراً، جلست سنة كاملة أكتب حتى انتهيت من روايتي الأولى، ثم بعتها، وصار هذا ما أفعله منذ ذلك الوقت، في طريقي لتعليم نفسي بأن أكتب بالطريقة التي أريد بحثت كثيراً في تاريخ الأدب، حاولت أن اكتشف ما الذي يشترك فيه الكتاب الذين أقدرهم، وأبرمت اتفاقاً مع نفسي إذا جاء يوم صرت فيه مهتماً بآراء الناس وبأرقام المبيعات، وبعدد الحضور في لقاءاتي أكثر من سعي لكتابة ما يزحزح العالم، ويضع الناس في فوضى، فسأعتزل الكتابة”. ونصائحه للكتاب الجدد هي: “لا قواعد في الفن الحقيقي، ليس عليك الكتابة تحت شكل أدبي معين، ولا يهم إن كنت درست في جامعة متخصصة أو حصلت على شهادة في الكتابة الإبداعية، إما أن تستطيع الكتابة أو لا، اعمل بجد، عليك أن تشكر الكتب الإلكترونية، ليس للناشر أهمية بعد وجودها، تستطيع أن تنشر كتبك بنفسك أن أردت”.