16 نوفمبر، 2024 11:17 ص
Search
Close this search box.

ماذا كتب أشهر الروائيين عن الرواية (19) .. داوبتفاير : يجب أن تختار ثيمتك التي تهمك أنت !

ماذا كتب أشهر الروائيين عن الرواية (19) .. داوبتفاير : يجب أن تختار ثيمتك التي تهمك أنت !

خاص : كتبت – سماح عادل :

في هذه الحلقة سوف يتناول الملف كتاب قديم بعنوان: (الرواية وصنعة كتابة الرواية)، يرجع إصداره إلى عام 1981, بدون أي معلومات عن مؤلفيه, فقط تعريف بالمترجم “سامي محمد” والكتاب إصدار “منشورات دار الجاحظ – الجمهورية العراقية”.. والمترجم كان محرراً ثقافياً لصالح صحيفة (الجمهورية) المصرية.. الكتاب له فائدة كبيرة ترشحه للعرض.. وهو مقسم لجزأين، الجزء الأول تأليف “إدوارد ابلشن” والجزء الثاني بقلم “دايانا داوبتفاير”، ويتضح من السياق أنهما روائيين ألف كل منهما عدة روايات.

“إدوارد ابلشن”..

يفتتح “ابلشن” حديثه عن الرواية بقوله: “على الروائي أن يجذب انتباهك من الصفحة الأولى، إن الكاتب يعرف قدراً كبيراً من قصته مسبقاً، فقد أنضجها في ذهنه بعناية، وفي نفس الوقت لا يعرف بشكل مطلق ما سيحدث فيها بالتفصيل، ذلك لأنه عندما يبدأ في كتابة الرواية فإن أفكاراً جديدة تحضره نتيجة انهماكه في الكتابة”.

الشخصيات..

يؤكد “ابلشن”، بخصوص تخليق الشخصيات الروائية، على أن: “المادة التي يستخدمها الروائي هي معرفته بالناس، يأخذ الروائي شخصاً حقيقياً ويغير الكثير من ملامحه، في حين يبقي على الجانب المهم من حقيقة هذا الشخص، إن الشخصية الروائية مزيج من الابتكار والحقيقة، كما قد يمزج الروائي أجزاء من شخصيات مختلفة قابلها في الواقع في شخصية روائية واحدة، والروائي في كل الأحوال يضيف شيئاً من نفسه أثناء تخليقه للشخصية”.

وعن تشخيص المؤلف, يقول: “في زمن سابق لم يحاول الروائيون إخفاء أنفسهم في الرواية التي يكتبونها، فروائي القرن التاسع عشر كتبوا عن شخصياتهم كأنها دمى وهم يحركون هذه الدمى، ثم جاء التغيير ببطء، بدأ المؤلف بالاختفاء من صفحات روايته أو بالأحرى أخذ يضع نفسه في القصة التي يكتبها كأحد الشخصيات”.

تاريخ الرواية..

تتبع “أبلشن” تاريخ كتابة الرواية, موضحاً: “في القرن السادس عشر كتبت روايات قليلة ولكنها لا تقرأ هذه الأيام، كانت هناك روايات أقرب إلى الشعر منها إلى النثر، ثم لا شيء حدث في المئة سنة اللاحقة, فالكثير من المواهب انصبت في كتابة المذكرات وفي الصحافة، وكتبت روايات خلال القرن السابع عشر وهي ليست كثيرة، وفي هذا القرن أنتج عملاً كبيراً اسمه (مسيرة الحج) كتبه “بونيان”، وكانت  قصة الرواية تجري في حلم، وهو عبارة عن رحلة حج مسيحية مليئة بالمغامرات، وكتبت روايات كثيرة على غرارها بسبب نجاحها، وفي القرن الثامن عشر صحت الرواية فعلاً، أصبحت تدور عن الحياة الحقيقية، ومن أوائل الكتاب العظام الذين كتبوا عن الحياة كما هي “دانيال ديفو”, الذي عاش ما بين “1660 : 1731”, في هذا القرن كان هناك روائيان مهدا الطريق لنوعين مختلفين من الروائيين الذين ظهروا بعدهم، واصطلح على تسمية هذين النوعين بالروائيين الداخليين والروائيين الخارجيين، الأول “صموئيل ريتشاردسون”, وكان يكتب روايات الحب، وكانت لا تخرج عن حدود البيت والغرف المغلقة، والروائي الثاني “هنري فليدنغ”, كانت مشاهد رواياته تجري في الهواء الطلق، وفي الحقول والشوارع واهتم بالمغامرات، بعد ذلك جاء القرن التاسع عشر، إنه قرن الرواية العظيمة، حيث ظهرت “الرواية الفانتازيا”، و”رواية الخيال العلمي” و”رواية الرعب”, وظهرت الرواية العظيمة في إنكلترا، وروسيا، وفرنسا”.

دايانا داوبتفاير”..

تعطى “داوبتفاير” أهمية كبيرة للثيمة الروائية, تقول: “الرواية هي قصة تدور عن الناس، والروائي يخلق شخصيات خيالية ويضعها في وضعيات درامية من اختياره، وأظن أنه يسرد قصة ليوضح ثيمة تهمه، والثيمة هي عادة أساس الرواية، غالباً ما يخلط الناس بين الثيمة والحبكة، أن الثيمة موضوع الرواية، الحدة، الانتقام، الخيانة، اكتشاف الذات، وقد يعبر عنها في كلمة واحدة أو جملة، أما الحبكة هي فعل القصة، يقوم بناء الرواية على الصراع، وينبغي أن تكون هناك مشكلة لأجل وضع الحبكة في الحركة، إن الناس كما نعلم يميلون إلى خلق صعوبات لأنفسهم وللآخرين، وهذه الصعوبات نفسها إلى جانب امتداداتها وحلولها هي التي تجعل الرواية ممتعة”.

وتواصل: “إن الرواية ليست سلسلة من الأحداث مهما كانت ممتعة، ولا هي سيرة ذاتية، كما أنها ليست قصة حقيقية رغم أنها تقوم على الحقيقة، لابد من الأساس أن تختار ثيمتك التي تهمك أنت، لا تستطيع أن تتوقع بأنك بصدد كتابة رواية جيدة ما لم يكن موضوعها هام بالنسبة إليك، ربما نريد سرد قصة ونقول من خلالها شيء ما، وإن كنا لا نملك سبباً إلزامياً لاختيار قصة معينة فإنها ستكون جوفاء مهما مارسنا صنعة القصة، أحياناً يصعب صياغة ثيمة في مستهل الكتابة، ولكن طالما أنك في أثناء الكتابة تملك فكرة عامة عن القصة التي تسردها، فإن الثيمة ستضح في أثناء اكتمال الرواية، وفي حالات معينة ينطلق زناد الرواية بمشهد بسيط في ذهنك، واظب على سؤال نفسك ما الذي أحاول قوله؟.. ينبغي أن تسرد حكاية مشوقة، ولكن عليك أيضاً أن تبقي على ثيمتك مهما كانت مخفية”.

كتابة الحياة الفعلية..

تقول “داوبتفاير” عن نسخ الحياة الفعلية للكاتب: “إن كل شيء قد حدث لك, وخاصة في طفولتك, سيؤثر في كتابتك اليوم، وربما ستكون معاناتك ذات قيمة كبيرة، وما ستكتبه اليوم سيؤثر في الإنسان الذي ستكون عليه، إذاً على أية حال كن حذراً من محاولة كتابة رواية تدور عن حياتك الفعلية، إن الكثير من الراويات الأولى للكاتب تكون سيرة ذاتية إلى حد ما، ورواياتي ليست استثناء، ولكنك لو أردت أن تستقي تجربة شخصية مباشرة فتأكد من خلق شخصيات وأحداث خيالية، حتى وإن كان بعضها يحدث في الواقع، الكثير من الناس لا يفهم أن القصة الحقيقية لمغامراتهم لا تصنع رواية”.

رسم الشخصيات..

عن رسم الشخصيات الروائية, تنصح الكاتبة: “ينبغي علينا أن نستقي مخلوقاتنا الوهمية مما نعرفه عن أنفسنا، وعن الناس الذين قابلناهم، إن الروائيين هم أناس ذوو أوجه متعددة، وبعض شخصياتهم هي تطورات لأنفسهم، مهمة الروائي أن يرى ويقول بوضوح ما هم عليه الناس، ذلك يعتمد على فهمنا للطبيعة الإنسانية، إن الشخصيات الروائية يجب ألا تستمد مباشرة من الحياة، فلا أحد يكشف عن تجربته السرية، وعن أمله، ومخاوفه وعاطفته إلى شخص آخر مهما كان قريباً، إن أفضل طريقة لخلق شخصية روائية هو أن نبتكر شخصاً بكامله، إن أحد أهدافك الرئيسة بكونك روائي هو أن تجعل قراءك يهتمون بماذا حدث لشخصياتك ؟.. هذا هو سر القراءة الممتعة، لذا لكي تجعل الشخصية الروائية حقيقية, يجب أن تفهم دوافعها الجيدة والرديئة، لذا يستخدم الروائي ذاته كنموذج، من الأفضل أن تدرس نفسك بموضوعية، وتدرس الآخرين بحيث يسعك أن تفهم الطبيعة الإنسانية”.

وتضيف عن الشخصيات الروائية الكرتونية: “وقد تسأل لماذا تبدو بعض الشخصيات الروائية كرتونية ؟.. أولاً يكون حوارها متكلف، كما أنها تبقى كما هي على امتداد الرواية، الناس في الواقع يتغيرون نتيجة لتجاربهم، يجب أن يكون هناك تحول تسببه الأحداث التي تبتكرها، فالشخصية الرئيسة يجب أن تتطور في سياق الرواية وتكتسب مواقف جديدة، ويفضل أن تكون مواقف أكثر حكمة، وإذا شعرت أن إحدى الشخصيات تفتقر إلى العمق فهذا بسبب أنك غير متأكد من طبيعتها الحقيقية، وإذا لم تعرف شخصياتك جداً بحيث تشعر أنك في حضورهم في أثناء الكتابة فإنها تكون شخصية غير حقيقية”.

وبخصوص وصف الشخصية, تقول: “القارئ الحديث يفضل أن يصور الشخصيات بنفسه، مؤسساً انطباعه على تفصيلات قليلة، على الروائي أن يختارها جيداً، واجعل شخصياتك تكشف عن نفسها بالتدريج، وحين تخلق شخصية شريرة فعليك أن تعرف لماذا هي شريرة ؟.. اكشف عن اضطرابها وبؤسها، وكذلك عن خبثها، ولكي تصدر حكماً فإن شخصيتك لابد وأن تكون مزيجاً من الخير والشر كما نحن البشر في الحياة الواقعية”.

الحوار..

تواصل “داوبتفاير” تقديم نصائحها للكاتب المبتدئ عن الحوار الجيد: “كل سطر في الحوار يجب أن يستتبع اهتمام الشخص، وفي الرواية الجيدة يمكنك أن تخمن من الذي يتكلم حتى من خلال جمل منفصلة، فلكل واحد اختياره الفردي وأسلوبه في الكلمات، كن حذراً في ألا تجعل شخصياتك تتحدث كما لو أنك تكتب مقالاً لا قصة، وكقاعدة اجعل الأحاديث قصيرة، فالناس قلما يتحدثون طويلاً دونما مقاطعة، لا تجعل شخصياتك تتكلم في فراغ، قرر أين وماذا تفعل الشخصية في أثناء ما تتحاور ؟.. وتذكر أن قدراً كبيراً مما يقوله الناس منصب على إخفاء الحقيقة أكثر من الكشف عنها، ومن الأفضل تجنب استعمال اللهجات إذ أنها تضع صعوبة أمام القارئ في مناطق أخرى، وينبغي أن تتلاءم اللغة مع الشخصية، فأنت تعرض أناساً كما هم وليس كما تريد أن يكونوا، يجب على الروائي أن يسمح لشخصياته أن تتحدث بمفرادتها الحقيقية”.

بداية الرواية..

تقول “داوبتفاير” عن دور البداية في الرواية: “أفضل نصيحة هي أن تبدأ بالشخصية أو الشخصيات, وهي في حالة صراع، فأنت ستقرر من تكون شخصيتك الرئيسة التي تمتلك القصة، وأنت متعاطف مع هذه الشخصية وواجبك أن تشغل القارئ بها وتجعله مهتماً بما يحدث لها، ابدأ روايتك بمشهد كبير، إن الرواية قد لا تبلغ ذروتها في الفصل الثاني، أو حتى في الثالث ولكن القارئ ينبغي أن يسحب سريعاً إلى منبع القصة، ويحس بالتطورات المهمة التي تخزنها، لذا قرر المشكلة الرئيسة التي تواجهها شخصيتك الرئيسة، وتوصل إلى نوع الذروة في الفصل الأخير، لا تعرف القارئ بأكثر من ثلاث أو أربع شخصيات في الفصل الأول، ولا تجعله مشوش البال بالكثير من الوقائع والأفكار، الفصل الأول ذا أهمية بالغة ففيه تأسر قارئك أو ربما تفقده إلى الأبد، ابتعد عن حشر قارئك في تغيرات وأوصاف طويلة، وهذا ينطبق على باقي مراحل الرواية، ولكن على الفصل الأول بخاصة فهذا الفصل يتطلب منك الكثير من العرض الذي تتحاشى منه ملل القارئ، اجعل قصتك تتحرك منذ البدء وقدم تفسيراتك بالتدريج وبجرعات صغيرة يتداخل فيها الفعل والحوار، ومعالجتك لهذه المشكلة يعتمد على نوع الرواية التي تكتبها، فقصة تعتمد عنصر الترقب تبيح أقل وصف من تلك الرواية التي تتحرك ببطء، حيث الأجواء والشخصيات مهمة سواء بسواء”.

وتستمر الكاتبة: “ابدأ الكتابة واستمر في العمل بانتظام، وإذا كتبت شيئاً ما فستجد أن القصة تتطور، باستطاعتك في ذلك الوقت أن ترجع وتعيد الكتابة في ضوء الاكتشافات الجديدة التي قمت بها، بشأن شخصياتك وحبكتك وفي كل الأحوال قد تكون بحاجة إلى إعادة كتابة الفصل الأول حين تنتهي من كتابة الرواية”.

الحبكة..

تقول الكاتبة: “إن الحبكة بالنسبة لكثير من المبتدئين مشكلة صعبة، ولكن لو بذلت عناية خاصة بثيمتك، وعرفت شخصياتك، وكيف تتنقل من مشهد إلى مشهد آخر، فستجد الفعل يكشف لك أكثر مما تتصور، إن الفعل يجب أن ينمو طبيعياً وحتمياً من البناء الثابت لرسم الشخصيات ومن الدافع”.

البنية..

تبين الكاتبة للكاتب المبتدئ: “ينبغي أن تكدح في الكتابة، وتضفي عليها كثافة، وعليك أن تحذف مقاطع ليس لها مكان في الرواية، فهي تمارين لمتعتنا الخاصة، وعلينا أن نتبين أن بناء الرواية سيصيبه الدمار لو أبقينا هذه المقاطع، إن الجانب الحيوي الآخر في البنية هو خطر نشر آرائنا الشخصية، خطر الوعظ، انقل فقط الحقيقة التي تتعلق بشخصياتك ونشاطها قدر الإمكان، دون إطلاق حكم، وتحاشى محاولة إصلاح القارئ، إن موقفك من الحياة سيطفو من خلال السطور دون جهد منك، وتذكر أن غاية الرواية أن تسلي، إن روايتك لابد وأن تحمل القارئ بثبات وقوة من خلال تنوع الأمزجة، وتقدم ذروة الدراما وبعدها مشاهد هادئة، اعط القارئ دائماً أكثر بقليل مما يتوقعه ولا تعطيه أقل من المتوقع”.

مسرحة الحالة..

توضح الكاتبة أهمية التمهيد للدراما في الرواية: “إن الاستعداد للحالة الدرامية قد يبدأ أحياناً قبل عشرة فصول، أو حتى في الصفحة الأولى من الرواية، فالموت أكثر مأساوية لو كان الشخص الميت محبوباً جداً، والفرح أكثر كثافة بعد اليأس، والخيانة أشد فظاعة بعد الثقة الكاملة، اطل في إثارة القارئ ولكن لا تطل أكثر مما ينبغي، إن تمكن الروائي من تقنية الترقب ضروري في كل قصة، يجب أن تكون هناك دائماً رغبة من القارئ لتتبع حيوات شخصياتك حتى الفصل الأخير، وكل رواية بحاجة إلى نهاية قوية، عليك أن ترضى القارئ وتتركه مع ذلك يتساءل كيف تدبرت الشخصيات أمرها في ذلك العالم الغامض الذي يكمن خلف الصفحة الأخيرة ؟.. يجب أن تتكشف القصة بالتدريج، وكل مقطع فيها يستتبع بانسياب المقطع الذي يسبقه، وتحاشى القفزات الكبيرة في الزمن والمكان، عدا تلك التي تحدث بين الفصول، اجعل تسلسل الزمن متوازنا في كل الرواية”.

النهاية..

عن النهاية تضع الكاتبة سؤالاً: “اسأل نفسك ما الذي أحاول قوله.. هل قلته ؟.. هل قلت قصتك وأكملت دائرتها، وحللت المسألة التي أرقت الشخصية الرئيسة ؟.. لو كان الأمر كذلك فقد حانت النهاية، أنا أكره النهايات السعيدة التقليدية, لكن أظن القارئ يشعر معها بأن الشخصية قد اكتسبت شيء ذا قيمة من تجاربها، وفي الحقيقة أن النهاية حصيلة الرواية، وهي يجب أن تعتمد على موقف الكاتب من ثيمته ومن شخصياته، لا شيء غير التجربة تعلمك فن البنية، فلو أنك امتلكت الموهبة وفهم المبادئ الأساسية فلا تحتاج سوى الوقت والتصميم لتنتج رواية محكمة البنية”.

الأسلوب..

عن ضرورة أن يكون لكل كاتب أسلوبه الخاص, تقول: “من المفيد بالنسبة للكاتب المبتدئ أن يأخذ صفحة على نحو اعتباطي لآخر عمل له، ويقراه بعناية، مفتشاً عن الكلمات والعبارات التي يمكن حذفها دون تغيير في المعنى، ومن الخطأ الكبير أن تحاكي أسلوب كاتب آخر، وليس من الحكمة قراءة روايات عديدة في أثناء انشغالك في كتابة رواية، كما وعليك تجنب التعميم قدر الإمكان والأوصاف المستهلكة”.

التخطيط..

عن وضع مخطط مسبق للرواية, تقول: “هناك روائيون يبدأون الكتابة على الفور، وآخرون يكتبون ملاحظات قبل الشروع في الكتابة الفعلية، وقسم ثالث يخططون في أذهانهم فقط، إن وجود دفتر ملاحظات أمر ضروري، فتدوين الملاحظات باستمرار يحمي الأفكار الجديدة من الضياع، ومن الخطأ الاعتماد على الذاكرة فقط لحفظ الأفكار، دون في ملاحظاتك كل التفاصيل حول الشخصيات، وأيضاً الأفكار حول المكان الذي اخترته للرواية، الأماكن الحقيقية والخيالية التي ستقدمها، إن من الجوانب المهمة للتخطيط هو قياس زمن روايتك، والتفكير بعناية في التواريخ، وربما تدون تنويعات من المشاهد الدرامية، ومقاطع من حوار، أو وصف الناس والأمكنة، والأفكار الجديدة عن شخصياتك، هذه الومضات المفاجئة التي تأتي إلى ذهنك لا تقدر بثمن”.

وفي النهاية, تؤكد “داوبتفاير” على نصيحتها قائلة: “حاول أن تخطط لعمود فقري قوي لروايتك، واعمل باتجاه ذروة قوية، ولكن كن مستعداً دائماً لتغيير خططك لو تطلبت الشخصيات ذلك، ولا يهم أن تغير كل تخطيط روايتك في أثناء ما تكتب، وذروتك قد تبرز على نحو مختلف مما تصورته في البدء، الأهم أن تكتب بتماسك من مشهد لآخر”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة