خاص : كتبت – سماح عادل :
سوف نعرض لطقوس الروائيين أثناء الكتابة من خلال الإستعانة بالجزء الأول من كتاب (طقوس الروائيين.. أين ومتى وكيف يكتب الروائيون)، للكاتب “عبدالله ناصر داوود”، يعرض فيها طقوس لروائيين عرب وغربيين تواصل مع معظمهم ليتعرف على طقوسهم أثناء الكتابة..
إبراهيم نصر الله..
ولد في عمان؛ لأبوين فلسطينيين.. من أعماله: (حارس المدينة الضائعة) و(شرفة الهذيان)..
يقول “إبراهيم نصر الله” عن طقوسه في الكتابة: “كل ما يلزمني لكي أكتب هو أن تشرق الشمس، منذ 30 عاماً بدأت الكتابة في الصباح ولم أزل انهض صباحاً أعد قهوتي وأمضي إلى طاولتي لأبدأ الكتابة في الثامنة صباحاً، وقد يستمر الأمر إلى الثالثة ظهراً في بعض الحالات، وأحتاج الهدوء المطلق.. أحتاج أن أكون وحدي تماماً. في البداية كنت أكتب على الورق بقلم حبر أسود ثم أصبحت استخدم الكمبيوتر، أختصر كثير من الجهد الذي كنت أبذله كروائي لأنه يعفيني من النسخ مرة تلو أخرى ويمنحني حرية إستثنائية للتحكم في النص، حين أبدأ بكتابة رواية أعمل عليها كل يوم إلى أن تنتهي، وحين تنتهي الرواية تماماً أبتعد عن الكمبيوتر أهجره أشهراً قبل أن أعود للكتابة ثانية”.
أحلام مستغانمي..
روائية جزائرية.. من أعمالها: (كتابة في لحظة عري)، و(على مرفأ الأيام)، و(عابر سرير)..
تقول “أحلام مستغانمي” عن طقوسها: “أكتب في المنزل وفي غرفة النوم، بل وعلى السرير وفي ظل إضاءة قوية وأكتب بأقلام تلوين مدرسية سيالة أثناء الكتابة، لا أدخن ولا أشرب شيئاً سوى بعض الشوكولاتة وكأس حليب، فقبل الكتابة أصنع لي كأساً من حليب ساخن مع نسكافيه، غالباً أنسى الأقلام مفتوحة فتتلون الشراشف بألوان الأقلام، أنا قلقة جداً على عملي، أظل أراجع العمل مرات ومرات، وإن كان على وشك الطباعة”.
أرنست همنغواي..
كاتب أميركي شهير.. يكتب “أرنست همنغواي” في غرفة النوم ولديه حجرة عمل خاصة معدة من أجله في برج مربع في الركن الجنوبي من المنزل، لكنه يفضل الكتابة في غرفة النوم ثم يصعد إلى حجرة البرج حين تجتذبه شخصيات الرواية، كان يقوم بتجهيز أقلام الرصاص من الليل، وإذا بدأ يكتب فإنه يكتب بالقلم الرصاص وهو واقف على رجليه منتعلاً حذاءاً أكبر من مقاسه، ويكتب على ورقة آلة كاتبة شفاف معتمداً على لوح القراءة، وحينما يبدأ يكتب بشكل سريع فإنه ينتقل إلى الآلة الكاتبة.
يقول في حوار معه: “عندما يكون عندي عمل كتابي فإني أصحو في الصباح الباكر قبل أول ضوء، حيث لا يوجد أحد يزعجني، أكتب ثم أتوقف لأقرأ ما كتبت، وقد استمر في الكتابة حتى الظهر، أنني أقوم بإعادة ما كتبته مرات عديدة، ويمكنني أن أكتب في أي مكان واعتبر الهاتف والزوار هم مدمرو العمل، وحينما أحس أني لا أستطيع الكتابة أعيد قراءة أعمالي كي أشحن نفسي، وبعد أن انتهي من كتابة العمل فإني أضع مئات الأسماء له لأقوم بعد ذلك بشطب معظمها، وقد لا يبقى منها شيء”.
باولو كويليهو..
كاتب برازيلي حاز شهرة واسعة.. يقول في حوار معه: “أنا أكتب الكتاب وأنهيه دفعة واحدة، لا أتوقف إلا عندما أكتب الخاتمة.. الكتاب الواحد يتطلب مني إسبوعين إلى شهر من الكتابة المتواصلة”.
وفي 1987 قرر أن يكتب عن رحلة حجه، التي قام بها إلى “كومبوستيللا”، كان يومها خائفاً ومتردداً رغم أن الكتابة حلمه الوحيد، يقول: “قلت في نفسي إذا رأيت ريشة بيضاء اليوم فسأكتب، وهذا ما حصل فكتبت وحصل الكتاب على نجاح كبير، ومن ذلك الحين وأنا أنتظر هذه الإشارة كي أبدأ في كتابة أي عمل، ولقد وجدت ثمان ريشات أخرى وقد أنتظر أسابيع أو شهوراً لكني في النهاية أجدها”.
جمال الغيطاني..
روائي مصري.. من أعماله: (الزيني بركات)، يقول “الغيطاني” عن طقوس الكتابة لديه: “أنا أكتب في المساء في البيت نظراً لظروف عملي الصحافي، وقبل الكتابة لابد أن أقرأ قليلاً ثم أكتب لمدة أربع ساعات من الساعة العاشرة إلى الواحدة وتتخللها فترة عشاء لنصف ساعة، أكتب وأنا أستمع إلى موسيقى مختارة بعناية، وهي إما أندلسية أو عربية قديمة أو إيرانية ساحرة، والكتابة عندي على مرحلتين؛ الأولى تكون مسودة، أما الثانية فهي مرحلة تبييض العمل وتنقيحه، وتكون على ورق مسطر وببطء شديد، وهي من أمتع مراحل الكتابة لدي، حيث استخدم لها أفضل الأقلام والأوراق واستخدم القلم في الكتابة وبقلم حبر بلاستيكي ولدي مجموعة من الأقلام النادرة لذلك، وحين أكتب وتواجهني مشكلة وصعوبة فإني أعيش أزمة نفسية قد تجعلني أفكر في الإنتحار، لكن عندما تنحل أحس بسعادة وتكون من أفضل لحظات عمري”.
حنان الشيخ..
روائية لبنانية.. من أعمالها: (إنتحار رجل ميت) و(حكاية زهرة).. تقول عن طقوسها: “أجلس على مكتبي في الثامنة وأظل أكتب حتى الظهر، وعندما أشعر بالملل فإني أخرج وأتجول في الحديقة القريبة من بيتي، أفكر فيما كتبته وأحاول أن أعيد ترتيب القصة في داخلي، وعندما أنتهي من الكتابة فإني أكتب هذه الجملة (إلى الغد يا حنان)، كما أني أكتب وبالقلم الأحمر هذه الجملة أيضاً (هل حنان كتبت هذا ؟).. فإذا جاء الغد فإني أفتح أوراقي وأقرأ جميع ما كتبته بالأمس، فإذا أعجبني أجبت عن سؤال الأمس بجملة (نعم هذا ما كتبته حنان جميل جداً)، أكتب باليد وأختار من الأقلام قلماً أسود رخيصاً من النوع السائل، واستخدم اللون الأحمر لكتابة الملاحظات وأكتب على ورق كراسة إذا كنت متأكدة من العمل والفكرة جاهزة لدي، وقد أكتب عملاً جديداً على مسودات كتب قديمة حفاظاً على طبقة الأوذون، وأثناء الكتابة أحب أن أشرب الشاي وأتناول معه الشكولاتة، وعند بداية أي عمل فإني أقوم أولاً بعمل مخطوطة وتصور كامل عنه ثم أبدأ بكتابته، وفي الغد أقوم بتهذيبه وتنقيحه. وأثناء الكتابة تصيبني دوامة وأبقي في حالة تفكير عميق تلازمني حتى النوم، الذي أجد فيه حلاً لما يستعصى علي أثناء الكتابة، فقد وجدت حلاً لمشكلة واجهتها في إحدى قصصي عندما رأيت الحل في الحلم وفي الغد كنت أكتب ما رأيت تماماً”.
دان براون..
كاتب أميركي شهير.. من أعماله ” شفرة دافنشي”، في لقاء أجرى معه يقول: “يجب أن أكون على مكتبي بحلول الرابعة صباحا، وإذا لم أتواجد فيها فإني أحس أني فقدت ساعة منتجة لا تعوض، إني احتفظ بساعة زجاجية على مكتبي وأكتب لساعة ثم آخذ استراحة أزوال فيها بعض التمرينات لتنشيط الدورة الدموية والأفكار، كما أني أمارس رياضة الوقوف على الرأس التي تساعدني في حل صعوبات الحبكة الروائية. إن كتابة رواية مثيرة ذات معلومات كثيرة ومترابطة في نفس الوقت هو مثل صنع حلوى، إني أراجع العمل أكثر من مرة وأقوم بتصحيحه وأحذف أكثر من مرة، مراجعة النص هي أهم خطوة في العمل لأن التخلص من الكلمات الفائضة في النص ضروري حتى تخرج رواياتك شفافة، مقابل كل صفحة نشرت في رواياتي كنت قد كتبت عشر صفحات انتهت جميعا إلى سلة المهملات”.
دانيال ستيل..
روائية إنكليزية.. من أعمالها “العزاب الفاسدون” و”دقة قلب”، تقول عن طقوسها: “أنا أكتب في غرفة صغيرة في بيتي وعلى آلة كاتبة قديمة في الليل، بعد أن يذهب الأطفال إلى أسرتهم. أثناء الكتابة لا أحب أن أتناول طعاما أو شرابا من أجل أن أكون في قمة تركيزي، في أغلب الأحيان أعمل على خمسة كتب في وقت واحد، وأقضي من سنتين إلى ثلاث سنوات في البحث والتطوير في مشروع واحد، في المسودة الأولى أقضي 18 ساعة إلى 20 ساعة في اليوم ملتصقة بآلتي الكاتبة القديمة”.
الطاهر وطار..
روائي جزائري.. يقول عن طقوسه: ” لا أكتب إطلاقا في بيت الزوجية رواياتي الأولى كتبتها في مقطورة متنقلا من مدينة لأخرى تبعا للموضوع، وفي بداية الثمانينات امتلكت محلا على شاطئ البحر ألجأ إليه للكتابة، واختار شهر أغسطس لكتابة رواياتي فهو يتميز بنهار طويل، ومنذ ظهور الكمبيوتر وأنا استخدمه في الكتابة من 9 صباحا إلى الخامسة مساءا دون طعام، إنما مستعينا بقليل من النبيذ الأحمر. وكل رواياتي لا يتعدى زمن كتابتها 15 يوما ولم يسبق لي أن أعدت كتابة أي عمل، وإنما ألغيت أول رواية لي كتبتها في الخمسينيات من القرن الماضي لأنها لم تعجبني للوهلة الأولى من الشروع في قراءتها، عندما أكتب تعتريني مشاعر كثيرة فميلاد رواية شبيه بميلاد كائن حي”.
علاء الأسواني..
كاتب مصري.. من أعماله” شيكاغو” و”عمارة يعقوبيان” يقول علاء الأسواني عن طقوس الكتابة: “أجد في الصباح فرصة للكتابة، تقوم زوجتي قبل السادسة صباحا بإعداد ثلاثة فناجيل من القهوة وتضعها على مكتبي وتغلق الستائر لإضافة جو خصوصية على المكان، وعلى صوت أم كلثوم وأحيانا مغنية فرنسية تدعى “اديت دياف” أبدأ في الكتابة إلى العاشرة، ولمدة خمسة أيام أو ستة أيام في الأسبوع. أكتب على الحاسب حيث يسهل الحذف والإضافة فالكتابة على الورق متعبة”.
فضيلة الفاروق..
روائية جزائرية.. من أعمالها “اكتشاف الشهوة” تقول عن طقوسها: “أكتب عند الفجر، أحيانا أمضي أكثر من أربعة شهور لا أكتب أكثر من ساعتين يوميا وأحيانا ثلاث ساعات، أحب أن أكتب في فراشي أو في غرفة السفرة وتغيير المكان لا يؤثر علي خاصة في الشتاء، بإمكاني أن أكتب في أي مكان عند الكتابة، أكتب بقلم أسود والحاسوب أجده عمليا، وأثناء الكتابة عادة لا أشرب شيئا، كثيرا ما أعدت كتابة أعمالي وقد رميت مخطوط مرة لأني قدمته لصديق فقال أنه يشبه رواية ما قرأها، الأدب بالنسبة لي ليس خلقا ولكنه عملية تفكيك وإعادة تركيب لأمور الحياة، لم نخترع شيئا جديدا إلى اليوم نكتب هواجسنا وأوجاعنا وأحلامنا وطموحتنا وأمنياتنا”.
هدى بركات..
روائية لبنانية.. من أعمالها “حجر الضحك” و” أهل الهوى” تقول: “أنا أكتب حين استطيع وحيثما استطيع في الفسحة المتبقية من أوقات العمل ومن حاجات ولدي، فأنا أعمل ساعات النهار بكاملها في أيام العطل، أكتب صباحا في غرفة نومي وعلى مكتبي وتمتد الجلسة طوال الساعات التي تمدني بها طاقتي، وقد تصل إلى 8 ساعات، تعودت أن أكتب في رأسي وحالما أكون وحدي، فالتحضير لرواية يأخذ بضع سنوات لست مستعجلة أكتب في الحافلة والمترو والمطبخ، أكتب الرواية مرتين الأولى بقلم رصاص حتى يسهل المحو والثانية بالحبر السائل حتى يسهل التحرير واثبات العمل في رأسي، وأكتب بيدي إذ من الضروري لي أن أرى خطي في النص بعدها ولأني بطيئة في الطباعة وخاصة بالعربية أوكل إلى شخص ما بالطباعة على الحاسب. وقت الكتابة أشرب القهوة ولا أطيق سماع صوت. لا استطيع أن أصف ما يجري بداخلي فهو متعة ممزوجة بقلق كبير وبتعب ما، ليست الكتابة سهلة بأي حال إذ هي تفتح أبوابا مغلقة في وعيي، إنها مغامرة محسوبة النتائج مرهقة بمعنى، ما إلى جانب حرصي على اللغة الذي لا يجعل قلمي يسيل على الورق، لم يسبق لي أن أعدت عمل كتبته على أن أكون ممسكة جيدا ببداية خيط الرواية قبل أن أبدأ الكتابة”.