خاص: إعداد- سماح عادل
“ماجدة” ممثلة مصرية اشتهرت بأدوارها المميزة المدافعة عن حقوق المرأة وبأدوارها الرومانسية.
حياتها..
اسمها الحقيقي “عفاف على كامل أحمد عبد الرحمن الصباحى”، ولدت في مدينة المنوفية في عام 1931 لعائلة الصباحي المعروفة في المحافظة، حصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، كان أبوها موظفا في وزارة الموصلات. بدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة دون عِلم أهلها، وغيرت اسمها إلى “ماجدة” حتى لا تكتشف.
كانت بدايتها الحقيقية عام 1949 في فيلم “الناصح” إخراج “سيف الدين شوكت” مع “إسماعيل يس”.
البداية..
حكت “ماجدة” خلال أحد الحوارات، عن بدايتها في الفن: “إنها في سن المراهقة بين الـ 13 و الـ14 عاماً كان لديها 3 صديقات في نفس عمرها، إحداهن مصرية، ويونانيتين، وقضت معهن معظم أوقاتها، وفي أيام الإجازة، كان العمل في السينما يستهوي صديقاتها الثلاث، كل واحدة منهن تحلم بأن تكون نجمة على الشاشة، وأردنَ السعي إلى تحقيق أحلامهن. علمت ماجدة أن جيرانها لديهم قريب يدعى “محسن سابو”، يعمل في مجال السينما ويمتلك أستوديو سينما في “شبرا” بالقاهرة، فطلبت من ابنة الجيران، أن ترتب لها هي وصديقاتها ميعاداً معه ليذهبن إلى الأستوديو، وهو ما حدث بالفعل. جلست، ماجدة، مع صديقاتها تشاهد تصوير مشاهد أحد الأفلام، بطولة “يوسف وهبي، فاتن حمامة، مديحة يسري وإسماعيل ياسين”. بعد نهاية التصوير، اقترب “سابو” من ماجدة وقال لها: “يا قطة يا صغيرة، تحبي تمثلي في السينما”، فخجلت منه وقالت له: “لا”، ثم أشارت إلى صديقاتها قائلة: “أنهن اللواتي يستهويهن أن يكن ممثلات”، لكن صديقات ماجدة أصررنَ عليها بأن توافق، لأن ذلك سيسهل عليهن تحقيق حلمهن بالتمثيل. وافقت ماجدة، وحدد لها صاحب الأستوديو ميعاداً ليختبرها، وفي اليوم التالي “هربت” ماجدة من المدرسة بصحبة صديقاتها، لتلحق بالاختبار، وفي نهاية الاختبار سألها “سابو” عن سنّها، فكذبت عليه وقالت إنها “16 عاماً”، على الرغم من أنها لم تكن وصلت إلى سن الـ14 عام. تقول ماجدة، إنها تعمدت ذلك لأن ذلك الرجل كان يستخفّ بها، وينظر إليها على أنها فتاة صغيرة، وأيضاً لكي يعتقد أنها في سن الرُشد. واضطرت، ماجدة، أن توقع أول عقد سينما في تاريخها دون ولي أمر، إذ لم تكن قد بلغت السن القانوني، كما وجدت نفسها أمام مشكلة أكبر، بسبب دراستها في المدرسة ودخلوها التمثيل دون علم أهلها، مما دفعها إلى استكمال الكذبة”.
وتواصل الحكي عن صديقاتها اللاتي تحمسنَ لمساعدتها، وأرسلنَ خطابات اعتذارات إلى إدارة المدرسة، وكأنها خطابات من أسرة ماجدة، وذلك لمساعدتها على الذهاب للتمثيل! وكانت، ماجدة، تقضي في التصوير نحو 4 ساعات، ثم تعود إلى منزل أسرتها وكأنها عائدة من المدرسة، ظلّت على هذا الحال إلى أن انتهت من تصوير أول أفلامها “الناصح” الذي عُرض نهاية أربعينيات القرن الماضي. وتوضح، ماجدة، أن أسرتها لم تلحظ الفيلم في السينمات حين تم عرض، لأن والدها ووالدتها كانا في شجاراً في تلك الفترة، أدى إلى الطلاق، وأخيها دخل المستشفى لإجراء جراحة، فمر الأمر دون أن يحدث لها مشكلة.
استطاعت بعد دورها الأول أن تتبعه بأدوار أخرى وهي لا تزال في مرحلة الدراسة، مثل دورها في فيلمي “فلفل” و”ومرت الأيام”، ثم تطور أداؤها من خلال مجموعة من الأفلام التي وصلت 65 فيلماً هي كل حصيلة مشوارها السينمائي.
ثم دخلت مجال الإنتاج وكونت شركة “أفلام ماجدة” لإنتاج الأفلام، من أفلامها التي أنتجتها فيلم “جميلة” و”هجرة الرسول”، وقد مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية. واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة.
وعلى الرغم من عشق “ماجدة” للسينما لكنها رفضت العمل في المسرح، لرغبتها في ألا تكرر ما تقدمه يوميا على خشبة المسرح، وكان لها تجربة وحيدة في اﻹخراج من خلال فيلم “من أحب؟”، ومن أفلامها الدينية “انتصار الإسلام” و”بلال مؤذن الرسول”، ومن أفلامها الوطنية فيلم “الله معانا” وفيلم “جميلة بوحيرد” والذي حققت من خلاله شعبية كبيرة على مستوى العالم، إذ جسدت خلاله شخصية المناضلة “جميلة بوحيرد”، كما قدمت شخصية ليلى في فيلم “قيس وليلى”.
صوت رقيق..
كان لصوتها الناعم الرقيق المبحوح أثر كبير في لفت الأنظار إليها منذ بداياتها، إضافة إلى نجاحها في إنشاء قاعدة جماهيرية كبيرة برقتها وأنوثتها التي عرفت بها من خلال أعمالها.
وكونت “ماجدة” ثنائيات مع العديد من النجوم، فقدمت مع “إسماعيل ياسين” “ليلة الدخلة” و”فلفل” و”الآنسة حنفي”، وغنى لها “عبد الحليم حافظ” “أهواك” في فيلم “بنات اليوم”، وقدّمت مع “رشدي أباظة” أفلام “المراهقات” و”دنيا البنات” و”حواء على الطريق” و”زوجة لخمسة رجال”، وقدمت مع “فريد الأطرش” “لحن الخلود” و”من أجل حبي”، ومع “يحيى شاهين”، “مرت الأيام” و”هذا الرجل أحبه” و”أين عمري” و”عشاق الليل”، وشاركت زوجها “إيهاب نافع” أفلاماً مثل “الحقيقة العارية” و”القبلة الأخيرة” و”هجرة الرسول”، وكان آخر فيلم قدمته هو “ونسيت أني امرأة” في عام 1994، ومن أهم أفلامها أيضاً “النداهة” و”العمر لحظة” و”أنف وثلاثة عيون”.
بدعاية “أول قبلة لماجدة الصباحي في السينما”، تم الترويج لفيلمها “شاطئ الأسرار”، وهو الفيلم الذي جمعها ب”عمر الشريف” وخلال التصوير اتفق “عمر” والمخرج “عاطف سالم” بأن يفاجئها بقبلة، وهو ما أدى لخلاف شديد نشب بينها وبينهما ورفضت العمل إثر ذلك لمدة أسبوع كامل، وكانت قد أصرت على حذف المشهد قبل أن يتم التصالح فوافقت بعدها على عرضه، على الرغم من رفضها القبلات في فيلمها مع “فريد الأطرش” “من أجل حبي”، ولكنها وافقت على القبلات التي جمعتها ب”رشدي أباظة” في فيلم “المراهقات” إذ وجدتها ضرورية في القصة، خاصة وأنها كانت ترى العناق هو الأصدق على الشاشة، ويعتبر “رشدي أباظة” هو أكثر من قبلها أمام الشاشة.
شاركت “ماجدة “عام 1967 في عضوية لجنة التحكيم الدولية في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، وخلال عرض فيلمها “جميلة بوحيرد” في موسكو نظم الإتحاد النسائي السوفيتي حفل استقبال لها مع “يوسف شاهين”، كما شاركت في عضوية لجنة التحكيم بمهرجان الهند السينمائي عام 1964. وخلال تواجدها في أسبوع الفيلم المصري في مقديشيو عام 1988 قابلت الرئيس الصومالي “محمد سياد بري” مع وفد الفنانين، كما اختيرت لتكون عضو بلجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، وحصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد، وشغلت منصب الرئيسة الفخرية والرائدة لجمعية السينمائيات المصريات التي اشتهرت في عام 1990، وقد حملت اسمها دار عرض تم افتتاحها في عام 1992 في ميدان حلوان في مصر ودار عرض أخرى باسمها في الخرطوم، كما كرمت في عيد الفن، وذلك في عام 2014.
جميلة بوحريد..
تقول ماجدة عن فيلم “جميلة بوحريد”: “كنت أريد المشهد الأخير في نهاية الفيلم يضم مجاميع مختلفة للثورة والثوار في العالم كله يتكلمون عن أزمة جميلة التي هي أزمة الجزائر، وكل الأراضي العربية المحتلة، وكل ضحايا الاحتلال في كل بقاع العالم، ولكن الدكتور ثروت عكاشة، وكان وزير الثقافة والإرشاد في حينها، أشار إلى أن يكون مشهد النهاية يضم مجاميع تظهر فيها أفريقيا فقط، ونفذ يوسف شاهين ما أراده عكاشة، وكنت ومازلت غير راضية عن هذا المشهد. وانتهى تصوير الفيلم وحضر فتحي الديب واللجنة العليا للجزائر وأحمد بن بيلا، الذي أصبح بعد ذلك أول رئيس للجزائر في عام 1962 لمشاهدة الفيلم في الأستوديو، ووقفوا في نهايته، وأدى بن بيلا ومن معه التحية العسكرية الجزائرية، وصفقوا بشدة وشكروني على تلك الهدية التي وثقت بها جرم الاحتلال الفرنسي.
وخرج الفيلم وعرض في سينما راديو في عامي 1960 و1961 وهو العام الذي تقرر فيه إعدام جميلة، وقامت مظاهرات داخل السينما وعلت الهتافات لتحرير الجزائر، لكن في النهاية أضاف فيلم جميلة لكل من عمل فيه وقدمهم وكأنه يكتشفهم للمرة الأولى، وتحول لفيلم عالمي صنع المظاهرات في كل بلد عرض فيه، وكانت فرنسا تحتج في كل بلد يعرض فيه، وكتب عنه الفيلسوف الفرنسي “جان بول سارتر” والكاتبة “سيمون دي بوفوار” يمتدحانه. لقد تسبب الفيلم في ضجة عالمية كبرى وضغط على الرأي العام العالمي فتراجعت فرنسا عن إعدام جميلة”.
الحب..
أول قصة حب عاشتها “ماجدة” كانت مع صديق شقيقها، والذي كانت تنظر له خلسة حتى تحدثا واتفقا على الزواج، وحين تقدم لها رفضت أسرتها لأن شقيقتها الكبرى لم تتزوج بعد، لتشعر بخجل شديد وتقرر أن تلزم غرفتها شهرا كاملا، فظنت أسرتها أن الأمر احتجاجا لكنها كانت تشعر بالخجل وبذلك انتهت القصة الأولى لها .
فوجئ الوسط الفني بإعلان “ماجدة” خطوبتها ل”سعيد أبو بكر”، وهو الممثل الذي اشتهر بشخصية “شيبوب” في فيلم “عنتر بن شداد”، وقد أقيمت الخطوبة في حفل ضيق وبحضور الأهل والأصدقاء، ولكن تم فسخ الخطوبة بعد فترة بسيطة، من دون إعطاء أي سبب.
في عام 1963 نشأت قصة حب بين “ماجدة” و”إيهاب نافع”، وتعرفت عليه بالصدفة في حفل نظمته السفارة الروسية في القاهرة، وكان وقتها “إيهاب نافع” طيارا خاصا للرئيس جمال عبد الناصر، وقد أصر على توصيلها إلى المنزل فاستغرقت التوصيلة ساعات ليدق قلبها، وبعدها ذهب إلى منزلها وطلب يدها من والدها وأقيم حفل الزفاف في أحد الفنادق، وكشفت بأنه دفع لها مهرا قدره 25 قرشاً، وبأنها اشترت فستان الزفاف من الكويت.
إلا أن الزواج لم يستمر طويلاً فتم الطلاق أثناء رقصة تانغو بينهما في بيروت، وقد بررا الطلاق بالاختلاف في الطباع والمستوى الفكري وأثمرت الزيجة عن ابنتها “غادة”، والتي شاركتها في بطولة فيلمين هما “عندما يتكلم الصمت” و”ونسيت أني امرأة”. وتعتبر هذه الزيجة الوحيدة في حياة “ماجدة”.
وكانت إبنتها قد كشفت في لقاء لها بأن السبب في إنفصال والديها، هو غيرة والدها الشديدة، وقد شعرت بذلك لكن والدتها لم تفصح عن الأمر. أيضا ففي مذاكرتها كشفت “ماجدة” بأن “رشدي أباظة” أحبها وتقدم لطلب يدها، لكن الأسرة قالت له إنه صديق حميم لكن حياته الخاصة يعلمها الجميع لذلك لن تستطيع “ماجدة” أن تعيش معه وستعاني، وحينما علم بارتباطها ب”إيهاب نافع” شعر بغضب شديد وأخبر صديقا له إنه لو شاهد “إيهاب” سيضربه ويكسر عظامه.
https://youtu.be/Y2mT7lr9CPc
https://youtu.be/zdluazUiEXc