7 أبريل، 2024 4:06 م
Search
Close this search box.

“ليالي رمضان” في العراق .. بأدوات الماضي يسترجع المجتمع تلاحمه

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تمتاز ليالي “رمضان”، في “العراق”، بالتجمعات واللقاءات والعزائم على ولائم الإفطار؛ سواء في المنزل أو في مطعم أو مقهى، ورغم أن البلاد لا تزال في فترة التعافي مما فعله بها تنظيم (داعش) الإرهابي، إلا أن المجتمع الراغب في التواصل يحاول استعادة العلاقات الجيدة بين الشعب العراقي من خلال إسترجاع متعة الماضي.

شهدت الروابط بين العراقيين تأثرًا كبيرًا بسبب فترات من العنف والتوترات السياسية، إذ كانوا يمنعون من السير والتجمع في الشوارع ليلًا، لكن الآن بدأت البلاد تستعيد فترات الاستقرار السياسي وتسترجع معه ما فاتها، ويرى الباحث الاجتماعي، “سعد أحمد”، أن محاولات استعادة الألعاب القديمة تُعد طريقة لحل المشكلات الاجتماعية، وأضاف أنها تسهم في إظهار أن التطور التكنولوجي لم يقضي على الأشياء الجميلة.

القصخون “عبدالواحد إسماعيل” يسترجع الماضي..

يسعد الجميع بالحكايات، فبينما يسترجع الكبار طفولتهم من خلالها، يقضي الأطفال وقتًا ممتعًا في الإستماع إلى القصة، ويمتلك الراوي الكثير من الأدوات التي يمكن من خلالها جذب إنتباه جمهوره لأطول فترة ممكنة، ما بين تغيير نبرة صوته، واستخدام أساليب التشويق والتفاعل مع الجمهور أو الموسيقى التصويرية للأحداث.

عاد الحكواتي، “عبدالواحد إسماعيل”، هذا العام، من الماضي إلى مدينة “الموصل”، حاضرة محافظة “نينوى”، من أجل إمتاع جمهوره التواق إلى كل ما يمت إلى الماضي بصلة، ليطل كل ليلة بقصة جديدة تجمع بين الماضي والحاضر يرويها بأسلوب تشويقي رائع.

يرتدي “القصخون”، كما يطلق عليه أبناء “الموصل”، جلبابًا أسودًا وكوفية صفراء وطربوشًا أحمرًا، ليعيدك مظهره إلى جمال الماضي، وتتلون حكاياته بكل لون وتدق كل باب، ليتمكن بذلك من استعادة جزءًا من التراث الموصلي المفقود.

قد لا يعرف آخر جيلين متعة الإستماع إلى “الحكواتي”، الذي كان يجد في ليالي “رمضان” فرصة ذهبية للحصول على أكبر عدد من الجمهور، وقديمًا كانت قصص الراوي موضوعات تشمل أيضًا نقل الأخبار والمعلومات عن المنطقة المحيطة وعن البلد في فترة الحكم العثماني؛ إلى جانب القصص التاريخية التي تحكي عن البطولات، واستطاع الرواة إمتاع أجيال وأجيال من الموصليين، إذ كانت تعتبر المدينة مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا للغاية في الشرق الأوسط.

ولكن مع انتشار التلفاز في المنطقة، حرص كل صاحب مقهى على إمتلاك واحدًا أو أكثر في مقهاه لجذب الجمهور، ما تسبب في إندثار مهنة “الحكواتي” واختفاء الحكايات، إذ بات الناس يقصدون المقاهي والمطاعم لتناول وجبة سريعة وكوبًا من الشاي أو القهوة وتدخين “النارجيلة”.

وأخيرًا ظهر هذا العام واحدًا منهم، بعد مرور عامين على تحرير مدينة “الموصل” من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي، التي غرقت في مستنقع العنف منذ الاحتلال الأميركي لـ”العراق”، والإطاحة بالرئيس، “صدام حسين”. وقال “إسماعيل”، لوكالة الأنباء الفرنسية: “لقد عشت حقبًا مختلفة، لذا أحاول أن أحكي حكايات جميلة للشباب”.

وكان “إسماعيل”، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا، شاهدًا على أبرز الأحداث التي مر بها “العراق”، خلال 6 عقود مضت، بداية من المملكة وحتى سقوطها الدموي، ومرورًا بانقلابات عسكرية وفترات من الحظر الاقتصادي، لذا فهو يمتلك في جعبته الكثير والكثير من القصص والحكايات؛ رصيد مكنه من جذب الأطفال والكبار على حد سواء، إذ يسترجع كبار السن ذكريات الطفولة، بينما يمنح فرصة للشباب للإستماع إلى القصص التي أحبوها بأسلوب الحكواتي الرائع المثير، كما أنه يحاول ربط الماضي بالحاضر، كأن يقص حكاية “عنترة” و”عبلة”، ويربطها بلعبة الفيديو، (بوبجي)، المفضلة لدى كثير من الشباب.

لعبة الظرف والصينية والمنافسة ممتعة..

لا شيء يضاهي متعة ليالي “رمضان” بلعبة، “الظرف والصينية”، التي يفضلها سكان مدينة “كركوك”، إذ يتجمع اللاعبون عادة في المقاهي التي تمتليء عن آخرها بالمتنافسين، ويستمر اللعب بداية من وقت الإفطار وحتى الفجر.

تكون لعبة “الظرف والصينية”؛ عبارة عن صينية نحاسية بها 11 قدحًا وضع أسفل أحدها خاتمًا، ويكون على اللاعب تخمين مكان الخاتم.

وقال الشاب الكردي المتحمس للغاية للعبة، “شانو عسكر”: “نطلق على الظرف والصينية لعبة القوميات لأنها تجمع كل القوميات”.

“المحبيس” أيهم يمتلك الخاتم ؟

من الألعاب الرمضانية الممتعة أيضًا؛ لعبة “المحبيس”، وهي تشبه إلى حد كبير لعبة، “الظرف والصينية”، لكن يتم إخفاء الخاتم في يد أحد المتنافسين على أن يحاول أفراد الفريق المقابل تخمين مكانه، وتحتسب النقاط لأي من الفريقين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب