خاص: إعداد- سماح عادل
فراق الحبيب أمر صعب، يسبب أعراض خطيرة نفسيا علي الشريك، وقد يؤدي الي تدهور الحالة النفسية للطرف الذي لا يقبل الافتراق.
الحزن بعد الفراق..
الإحساس بالحزن بعد الفراق، يختلف من شخص لآخر، قسم علماء النفس فترة الإحساس بحزن الفراق إلى مراحل التالية:
الإنكار: تتمثل ردة الفعل الأولى في الشعور بالصدمة والإنكار وكأن كل شيء من حوله قد توقف، كما ينتابه إحساس بأنه لن يكون قادراً على الوقوع في الحب مرةً أخرى.
الغضب: يلجأ البعض إلى الغضب والتعبير عن انزعاجهم وانتقادهم للحبيب السابق لتفريغ طاقة الحزن والمشاعر السلبية التي يشعرون بها.
المساومة: قد يشعر البعض بعدم مقدرتهم على تجاوز هذه المرحلة مما يدفعهم لطلب فرصة جديدة للعمل على إنجاح هذه العلاقة مرةً أخرى؛ مما سيصعب الأمور أكثر ولن يساعده على الوقوع في الحب من جديد.
القبول: سيصل الشخص في نهاية المطاف إلى قناعة بأنّ الأمور لن تتغير فعلا وأن عليه تقبل الأمر والمضي قدما مهما كان ذلك مؤلماً.
الاكتئاب: يؤدي الحزن الشديد بالبعض إلى الاكتئاب حتى بعد تقبل الأمر مما يستوجب التواصل مع معالج مختص إذا استدعى الأمر.
ألم فراق الحبيب..
الانفصال عن الحبيب لا يعني نهاية الدنيا فكل مشاعر الحزن، واللوعة، والغضب ستمضي بمرور الوقت وستسعي لبداية جديدة ونسيان التجربة المريرة بكل ما فيها، نصائح تساعد في ذلك:
اهتم بنفسك وأعطِها مساحتها الخاصة لعمل ما يجلب لك السعادة والراحة، التأمل، أو القراءة، أو مشاهدة فيلم تحبه. البقاء بعيداً عن الحبيب السابق وإلغاء التواصل بينكما بأي وسيلة قد تجلب أخباره. حافظ على نشاطك ولا تترك نفسك رهينة لأوقات الفراغ التي تمنحك المزيد من الحزن والألم لذا اشغل نفسك بالأنشطة المختلفة.
امنح نفسك الوقت اللازم حتى تعتاد على فكرة الانفصال لكي تستطيع التعامل معها كما يجب. الحصول على ساعات كافية من النوم وممارسة الرياضة مما يساعد على التأقلم وتجاوز هذه المرحلة. عدم توجيه اللوم لنفسك والاقتناع بأنّ العديد من العلاقات قد تنتهي بالفراق. تجنب أن تفكر بالانتقام، أو أن تتعلق بأي أمل لعودة هذه العلاقة من جديد. لا تفقد الثقة بالآخرين فسوف تجد من تبدأ معه علاقة جديدة وناجحة.
صعب التقبل..
يقول استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية “د. محمد هانى” إن فقدان الحبيب، سواء بالفراق أو الموت، أمر صعب تقبله خاصة إذا كان الشريك مرتبطا به جدا، ومن أكثر الأمراض النفسية التي تسببها حالة البعد، هي الاكتئاب لأن الشخص يشعر باليأس من الحياة والعزلة والوحدة وينفرد بنفسه في بيته ولا يتحدث مع أحد متأثرا بفقدانه لمن كان يحتويه ويبدأ في التفكير في سلبيات الحياة لأن من يساعده في الحياة اختفى.
ويضيف: “أن إحساس تحمل الفشل والصواب وحده هو أمر لا يحتمله ولا يمكنه الاستمتاع بالحياة لأنه فقد هذا الجزء المهم وحتى التفكير في التنزه والخروج من هذه الحالة لن تنعكس عليه إلا بالإصابة بالإحباط لأنه سيستعيد الكثير من الذكريات التي حدثت بينهما.
حالة الشخص قد تتدهور أكثر وتصل لفقدان الرغبة والإصابة بنوبات الهلع عند التفكير في الموت لأنه أخذ منه الشخص الذي كان يحبه وكره الحياة ومن الممكن أن يقبل على الانتحار في حال كانت شخصيته ضعيفة وعندما لا يتمكن من تعويض الشريك لأنه لا يستطيع استكمال الحياة بدونه.
ونصح “استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية”، بمساعدة الشخص من خلال إقناعه أن الفراق أمر طبيعي في الحياة خاصة في حالة الإجبار بالموت، وتذكيره بالأيام الجميلة له والدعم النفسي من المحيطين ومساندته، ويكون هناك شخص يلجأ له لأنه إذا لم يجد ذلك، من الممكن أن يقوم بأمور كثيرة سلبية قد تودي بحياته.
الصدمة العاطفية..
أنها مشكلة تواجه بعض الأشخاص، تكشف الإحصائيات العلمية إن 70% من البشر عانوا منها في مرحلة ما من حياتهم، وهي مشكلة تؤدي إلى اضطرابات نفسية واجتماعية قوية.
والصدمة تأتي نتيجة حدث سلبي في الحياة يؤدي إلى الشعور الحاد بالأذى العاطفي أو العقلي. مثل موت شخص تحبه، أو الانفصال المفاجئ عن شريكك أو التعرض للإيذاء مثل إصابة خطيرة نتيجة حادث أو كارثة طبيعية مثل الزلازل والأعاصير.
الصدمة العاطفية تؤدي إلى “اضطراب ما بعد الصدمة”، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن نحو 20% من الأشخاص الذين يتعرضون لحدث صادم سيصابون باضطراب ما بعد الصدمة.
وتشير نتائج أكبر “دراسة مستقبلية” من نوعها في أمريكا إلى أن الأفراد الذين يعانون من الصدمة يشعرون “بالاغتراب”، وهو شعور عميق بالانفصال عن إحساس المرء بذاته أو محيطه، قد يشير إلى وجود مخاطر عالية للإصابة لاحقا باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق والألم الجسدي والضعف الاجتماعي.
نُشر البحث الذي قام به باحثون في مستشفى “ماكلين” في المجلة الأميركية للطب النفسي. وكشف أن الانفصال قد يساعد شخصا ما على التأقلم في أعقاب الصدمة لكنه غالبا يرتبط بأعراض نفسية أكثر حدّة، وقالت”لورين إيه إم ليبوا” المؤلفة الرئيسية للدراسة أو مديرة برنامج الاضطرابات الانفصالية وأبحاث الصدمات في مستشفى “ماكلين” والأستاذة المساعدة في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد “الانفصال قد يساعد شخصا ما على التأقلم في أعقاب الصدمة بتوفير مسافة نفسية من التجربة المؤلمة التي مرت به، ولكن بتكلفة عالية. فغالبا ما يرتبط الانفصال بأعراض نفسية أكثر حدة”.
وفحصت “ليبوا” وزملاؤها بيانات تتعلق بـ1464 شخصا بالغا عولجوا في 22 قسما مختلفا للطوارئ في جميع أنحاء أمريكا، كانوا قد عانوا من نوع حاد من الانفصال يسمى “الاغتراب عن الواقع”، كما خضع 145 مريضا لتصوير الدماغ أثناء العلاج.
وبعد 3 أشهر، جمع الباحثون تقارير متابعة عن اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والألم وأعراض القلق والضعف الوظيفي التي عانى منها هؤلاء الأشخاص. واكتشف العلماء أن الانفصال والغربة عن الواقع ارتبطا بالنشاط المتغير في مناطق معينة من الدماغ اكتُشفت لدى تصوير الدماغ.
وقال الدكتور “كيري كيسلر” كبير الباحثين في الدراسة وأستاذ الطب النفسي في جامعة هارفارد “إن الغربة عن الواقع علامة نفسية مبكرة وعلامة بيولوجية لنتائج نفسية أسوأ لاحقا، وقد تكون ارتباطاتها العصبية في الدماغ بمنزلة أهداف مستقبلية محتملة للعلاجات للوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة”، وذلك حسب منصة “ساينس ديلي” (sciencedaily) التي نشرت أهم نتائج الدراسة.
اضطراب الإجهاد الحاد..
قد يصاب بعض الأشخاص بما يعرف بـ”اضطراب الإجهاد الحاد” فتظهر عليهم أعراض شديدة من التوتر تتداخل بشكل كبير مع الحياة اليومية في الحياة والعمل، وذلك في الشهر التالية من الصدمة.
الحب والاضطرابات النفسية..
تقول “د. سماح جبر” استشارية الطب والعلاج النفسي عن مناطق التقاطع بين الحب والاضطرابات النفسية في ظل ما نشاهد من حالات عيادية كثيرة تتأثر فيها العواطف بأعراض مرضية. لا يقتصر مفهومنا للحب فقط على العلاقات العاطفية بين الأزواج أو العشّاق، بل يتضمن كل العلاقات التي تتسم بمشاعر مودة ورغبة بالتقارب كالعلاقات الأسرية والصداقة. فإليكم تفاعلات الاضطرابات النفسية الشائعة مع الحب:
الحب والاكتئاب:
نبدأ بأكثر الاضطرابات شيوعا بين الناس والذي قد يأتي منفردا أو مصحوبا باضطرابات أخرى، ألا وهو الاكتئاب، والذي ينخفض فيه مزاج الفرد وطاقته وتقل اهتماماته ويصبح أقل استمتاعا بنشاطات كان قد شغف بها في السابق، فينطفئ الحب والشغف، ويظهر على المريض فتور في المشاعر تزامنا مع بقية الأعراض، فيظن الطرف الآخر أن الأمر شخصي وأنه لم يعد محط اهتمام ولا حب ذلك الشخص المكتئب غير منتبه أن ذلك هو أحد أعراض اضطراب الاكتئاب، وقد قابلت الكثير من الأبناء الذين يعتقدون أن أمهاتهم لا تحببنهم وأصل الحكاية أن تلك الأمهات كن مكتئبات.
الحب واضطراب ثنائي القطب..
غير بعيد عن الاكتئاب، ننتقل إلى اضطراب ثنائي القطب، والذي يكون الاكتئاب جزءا منه بدرجات متفاوتة، لكن القطب الأساسي فيه هو النوبة الانبساطية أو حالة الهوس أو الزهو والذي تتزايد فيه الطاقة النفسية للمريض وتغمره الكثير من المشاعر ومن ضمنها الحب، وقد يتهور في التعبير عن هذه المشاعر فيتصرف بطريقة غير لائقة اجتماعيا، منجرفا بقوة الهوس ومشاعر العظمة وكثرة الكلام ويكون مغازلا جيدا في تلك الأثناء، وقد يتجرأ على معاكسة معالجته أو معلمته ويكسر الحدود المعتادة في العلاقات، وقد يشعر المريض بزيادة واضحة في الرغبة الجنسية والتي قد تفسر خطأ على أنها حب شديد وتعلق، لكن كل ذلك يكون لفترة محدودة يتبعها فتور سريع في المزاج وحرج وخجل مما شعر به أو أقدم عليه أثناء النوبة.