18 ديسمبر، 2024 9:50 م

لوعة الفراق.. تجنب الاقتراب من تفاصيل الحبيب السابق

لوعة الفراق.. تجنب الاقتراب من تفاصيل الحبيب السابق

خاص: إعداد- سماح عادل

الحب بعد الفراق في علم النفس إنّ ألم ولوعة الفراق يترك الإنسان أمام صدمة نفسية حقيقية حيث يتوقف عقله عن التفكير وتجتاحه مشاعر مختلطة ما بين الغضب، والحزن، واليأس ورفضه لهذا الواقع الجديد، فهو ما يزال يعيش بين جدران عالمه الداخلي الذي يتجاهل حقيقة ما حدث مما يجعله يعاني من أزمة عاطفية قد تطول مدتها بسبب عدم القدرة على تجاوز هذه المرحلة.

فقد يشعر البعض أنه ما زال يشعر بالحب نحو الحبيب السابق مما يجعله يخلق الأعذار للتحدث إليه وإطالة الحديث معه قدر الإمكان. بالإضافة إلى التواصل مع أصدقائه وعائلته لمعرفة أخباره، ومحاولة كسب احترامه وتقديره، كما تدفعه مشاعر الحب أيضاً إلى الاهتمام به ومعايدته في أي مناسبة خاصة به، وفي علم النفس تشير هذه العلامات إلى أنك ما زلت تحتفظ بمشاعر الحب تجاه هذا الشخص حتى بعد فراقكما، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص قد تخطى هذه المرحلة ولم يعد يبادلك نفس المشاعر من الحب والاهتمام؟.

لوعة الحزن..

في مقالة بعنوان “كيف تتجاوز لوعة الحزن على فراق الحبيب؟” كتبت “إدوينا لانغلي”: “هناك ما هو أصعب من انكسار القلب، فقد مررتُ بتجربة حب فاشلة وتحطم قلبي قبل عام، وانتهت التجربة الواعدة فجأةً، إذ كنت على وشك الانتقال للعيش مع الشخص الذي كنت أحبه لسنوات، لكنه غير رأيه، فكانت الصدمة كبيرة لي وشعرت بأنني لن أكون نفس الفتاة التي كنت سابقاً.

لم يكن الانفصال أمرأ جديداً في حياتي، وكانت استراتيجياتي في التكيّف مع الحالة ليست فريدة وهي: أخرجي مع الأصدقاء، احتسي الكحول، وانسي اللحظة وكرري ذات الأشياء.لكن ذلك أثبت عدم فعاليته في مثل هذه الحالات لأنه لا يمكنك النسيان تماماً.

لذلك قررت تجربة شيء آخر في العام الماضي، غادرت لندن وأنا في 32 من عمري، كنت قد عشت 27 عاماً من حياتي هناك، ثم انتقلت إلى الريف. لم أكن أستطيع تحمل فكرة الاضطرار إلى أن أكون موجودة في تلك الحالة التي تتمحور حول الشعور بالرغبة في تجاوز التجربة، في الوقت الذي “كنت أخشى فيه دائماً مصادفة شريكي السابق والعودة إلى الماضي وتخيله في كل ركن وشارع وحافلة””.

وتواصل: “كنت متأكدة من أن هناك بداية جديدة ستشفيني في مكان ما مختلف تماماً عن المدينة. لم يكن لدي الكثير من المال، لكن كان لدي مشروع أردت القيام به، وكنت جيدة في وضع الميزانية، ومصممة على جعله يدوم أطول فترة ممكنة. خلال الأشهر الثمانية التالية، غمرت نفسي فيما يمكن أن أصفه بـ “علاج القلب”.

كنت أمشي أميالاً، وأسبح في البحر، وأجهش بالبكاء مراراً، وعملت بجد أكثر مما كنت أعمل من قبل، ورغم ذلك، ظل الحزن طاغياً. أدركت أن الحياة الريفية بالنسبة لفتاة من المدينة مثلي، كانت عزلة تامة.

كنت محظوظًة لأنني حظيت بدعم عائلتي، لكنني أدركت أنني في الحقيقة أحتاج إلى أصدقائي الذين توقف معظمهم عن الاتصال بي مع مرور الزمن. الوعود بالزيارات لم تتحقق، وشعرت بالوحدة أكثر من أي وقت مضى، وتساءلت: هل هناك طريقة إيجابية للتعامل مع مشكلة الانفصال عن الحبيب؟. في ذلك الوقت لم تكن لدي أدنى معرفة بذلك، لكن بعد مرور عام على ذلك، أكتب هذه المادة لإلقاء الضوء على ذلك”.

حسرة القلب..

وتضيف: “ماذا تعني حسرة القلب؟ “إنها بشكل أساسي حالة من الخسارة العاطفية المدمرة”، هذا ما يوضحه “جو همّينغز”، عالم النفس السلوكي ومرشد العلاقات. “على الرغم من اختلافنا جميعاً، إلا أن مشاعر الحزن الشديدة والشعور بمرارة عدم القدرة على التغلب على الألم أمر شائع”. “ومن ناحية الدماغ، فإن المناطق المسئولة عن الشعور بالألم الجسدي تعمل بنفس الطريقة كما لو كنت حقاً تعاني ألماً حقيقياً، كما أنها تسبب أعراض الانسحاب التي تشبه إلى حد بعيد تلك التي تظهر على مدمني المخدرات”.

وبالنسبة لي، كان شعوري كمن يحترق جسمه بالكامل من الداخل. والتحدي الحقيقي هنا هو كيفية مواجهة أعراض الانسحاب، إذ أنه من الصعب مقاومة الرغبة الجامحة في الحصول على فرصة أخرى والاتصال بالشريك السابق والتواصل معه، وتذكيره بنفسك وما مررت به.

ويقول جو: “من الناحية العاطفية، فإن الانفصال السيئ سيغرقك في خمس مراحل من الحزن وهي: الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب وفي النهاية القبول، وغالباً ما توجد انتكاسات خلال هذه العملية””.

التغلب على الألم العاطفي..

وتقترح الكاتبة طريقة للتغلب علي الألم “ضبط لوعة فقدان الحبيب برأيي، فن من الفنون. لكن هذا لا يعني أنه ليس بمقدورنا أن ننهل من العلم. قامت عدة دراسات بتحليل ما يحدث بالفعل، وكيف يمكننا التعامل مع ذلك. وتناولت أبحاث نشرت في مجلة علم النفس التجريبي مؤخراً على سبيل المثال، فعالية ثلاث استراتيجيات للتكيف مع الحالة: التفكير في الصفات السيئة لشريكك السابق، تملك و قبول مشاعرك حول حب شريكك السابق، وصرف انتباهك عن طريق التفكير بأفكار جيدة حول القيام بأي شيء لا علاقة له مع شريكك السابق.

في حين لم تكن أيهاً منها مثالية، فقد عملت الاستراتيجيات الثلاث على تقليل ارتباط المشاركين عاطفياً بشركائهم السابقين، لذلك يبدو أن الجمع بين الثلاثة نقطة جيدة للبدء.

ردد ذلك معي: “كان لشريكي السابق رائحة فم كريهة وكان معجباً بصوته الغليظ”.

وثم: “إنه أمر طبيعي أن تكون قد أحببت شخصاً ما، فهذا أمر جيد حتى لو كنت ترى هذا الشخص الآن فظاً”.

وأخيرا: “أليس الطقس رائعاً في هذه اللحظة؟”

تقترح دي هولمز وهي خبيرة العلاقات، نقطة انطلاق جيدة أخرى: “امنح نفسك بعض الوقت الممتع “.

لا أرى أنه من غير المعقول أن تأخذ إجازة من العمل، إذا كنت في حالة صدمة، “فقد يكون هذا الإجراء الأكثر أماناً، وهذا يتوقف على عملك”.

“تحدث إلى أصدقائك واحتفظ بمذكرات تكتب فيها مشاعرك، لكن لا تدع الأمر يسيطر على حياتك، ولا تتخذ قرارات متهورة، ربما تظن أنك لن تتحمل العيش بدون شريكك السابق بعد الآن، ولكن في الواقع بمجرد تغيير الأشياء من حولك، حتى لو كان طلاء الجدران، قد تشعرك برغبتك في البقاء والثبات”.

وتوصي جو بإلغاء متابعة شركائكم السابقين في مواقع التواصل الاجتماعي: “احظر أو أحذف أي شيء يثير ذكريات مؤلمة لديك، مثل الصور أو النصوص، ربما يبدو الأمر صارماً، لكنه يساعدك فعلياً على الشفاء.

لا ترسل رسائل نصية ولا تجري اتصالاً، لا سيما في ساعة متأخرة من الليل، قم بصياغة نصوص وأحذفها أو اكتب مشاعرك بشكل خاص دون أن تشاركها مع أحد، لا تطارد أو تتفحص مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بالشريك”.

الغضب..

وعن الغضب تحكي الكاتبة: “وفقًا لمراحل الحزن، يمكن للغضب أيضا أن يلعب دوراً. في الواقع كان الغضب الذي شعرت به في بعض الأحيان مثل البركان.

وعلى العكس يمكن أن يكون للغضب فوائد: من الصعب أن تشتاق لشخص قررت أنك لا يمكنك العيش معه، على الرغم من أن بعض الخبراء لا ينصحون بهذا النوع من علم النفس العكسي.

ويقول أحد مرشدي الحياة في فيديو بعنوان “كيف تنسى شخصاً ما؟”: “إن طريقة القيام بذلك لا يجب أن تكون مبنية على فكرة إقناعك لنفسك أنك لم تحب ذلك الشخص إطلاقاً في يوم من الأيام، ولكن ما هي الصفات التي أحببتها في الشخص؟”.

ثم اسأل نفسك: “هل من الممكن أن تجد مثل هذه الصفات في شريك المستقبل؟”

إذاً، ما الذي أعجبني في شريكي السابق؟ بالنسبة للغالبية قد يكون الجواب لإنه كان لطيفا، إذاً هل هناك أناس طيبون آخرون في العالم؟

الجواب: نعم

لقد وجدت مناقشة علاقتي بهذه الطريقة مفيدة. ولكن لم يكن ذلك في المراحل الأولى من الانفصال، لأن نظرية “هناك الكثير من الأسماك في البحر” لم تكن مفيدة في البداية، وعندما عرضها علي الناس على سبيل التعزية، عزز اعتقادي بأنهم لم يفهموني.

لكن مع مرور الوقت، كان قبول فكرة أن حبيبي السابق لم يكن رجلاً مثالياً، وأن الصفات التي وجدتها فيه جذابة يمكن العثور عليها في أشخاص آخرين، نقطة تحول كبيرة وصلت إليها.

وعبر الجمع بين هذه النقاط يتم الوصل إلى الخطة وهي: تقبل ما تشعر به واسمح لنفسك بالحزن والتحدث إلى العائلة والأصدقاء وإذا لزم الأمر مع أخصائي نفسي أو اجتماعي. واكتب يومياتك وتجنب وسائل التواصل الاجتماعي واحذف الفيديوهات المؤلمة واشغل نفسك، ولا تتخذ قرارات متهورة لا تتصل بشريكك السابق وفكر في سلبياته.

وبعد فترة من الزمن، فكر في جوانب الشخص الإيجابية آخذاً في عين الاعتبار أنك قد تجد هذه الصفات في شخص آخر، وأن كل هذا مجرد مسألة وقت لا أكثر.

التعافي..

وتتسائل الكاتبة : “كم تستغرق عملية التعافي؟ “لا يمكنك أن تعجل بالحب، وللأسف لا يمكنك التعجيل بالتخلص منه أيضاً”. وتقول إحدى الدراسات إن الأمر يستغرق حوالي ثلاثة أشهر حتى يشعر الشخص بالراحة بسبب انفصاله عن الشخص الذي كان يحبه.

وكما قلت سابقاً، فإن لوعة فقدان الحبيب ليست علماً. شخصياً، استغرق الأمر لدي ستة أشهر قبل أن أشعر أنني مستعدة لطي صفحة الماضي. ولكن بحلول تلك المرحلة، كنت مستعدة تماماً للمضي قدماً في حياتي.

ولدهشتي وحظي السعيد، فالشخص الذي وجدته جدّد إيماني بقوة الارتباط الحقيقي. ولم أذرف دمعة على حبيبي السابق منذ ذلك الحين.

الأمر الذي دفعني إلى التوصل إلى نظريتي الخاصة وفحواها أن التغلب على انكسار القلب بسبب فقدان الحبيب يمثل تحديا معقداً. لكن سر النجاح في ذلك هو: تذكر أنك تستحق الحب. وإنه سيجد طريقه إليك في الوقت المناسب”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة