خاص : ترجمة – محمد بناية :
وقعت الحوزة الفنية بـ”هيئة الدعاية الإسلامية” الإيرانية اتفاقًا مع “مركز الدراسات الإيرانية” بلندن، ينص على ترجمة الروايات والقصص والأشعار في مجال أدب الحرب إلى الإنكليزية وتوزيعه داخل “بريطانيا”. بحسب موقع (راديو زمانه) الإيراني المعارض.
وبموجب الاتفاق سوف يعقد “مركز الدراسات الإيرانية” بلندن ليالي شعرية. وقد عُهد إلى “سلمان الصفوي” بإدارة “مركز الدراسات الإيرانية”؛ وهو يُعرف بـ”البطل الصفوي”، شقيق “يحيى رحيم الصفوي”، القائد السابق لـ”الحرس الثوري” ومستشار مرشد الجمهورية الإيرانية لشؤون القوات المسلحة.
والمركز عبارة عن كيان موازي للسفارة الإيرانية في “بريطانيا”، ولم يتوقف نشاط المركز حتى في ظل توتر العلاقات “الإيرانية-البريطانية”، في عهد الرئيس السابق، “أحمدي نجاد”. وقد تمكن المركز خلال السنوات الماضية من تأسيس مراكز إسلامية في عدد من المدن البريطانية المختلفة.
يقول “محمد تنگستاني”، الشاعر والكاتب والصحافي الإيراني المقيم في “بلجيكا”، حاولت الاتصال بالسيد “سلمان الصفوي”، مدير المركز، وقال تعليقًا على الاتفاقية: “يجب أولاً أن اتصل بإيران وأستشير وأرى إذا يمكنني التحدث مع إذاعة أجنبية بهذا الصدد ؟.. لكن على كل حال نحن مركز مستقل عن الحكومة الإيرانية، والاتفاقية الموقعة ذات طبيعية فنية-ثقافية”.
والمعروف أن “مركز الدراسات الإيرانية”؛ قد تأسس في العام 2013، كأكاديمية “للحوار الفلسفي” بين إيران والعالم الغربي، ولم يرتق إطلاقًا إلى المستوى الجامعي، ولا توجد أي أخبار تتعلق بدراسات المركز في أي دورية أكاديمية.
من بيت القائد حتى تسريبات “ويكليكس”..
يقول “علی رضا نوري زاده”، الخبير السياسي الإيراني: “مؤسسة سلمان الصفوي بلندن ليست تابعة للجهاز الحكومي. لكن نشاطات المؤسسة لا تختلف كثيرًا عن سياسات النظام. والمؤسسة على علاقة وثيقة بالمراكز البحثية بالحوزات العملية وجامعة “الخميني” الدولية وجامعة آزاد”.
جدير بالذكر أن “سلمان الصفوي” من المؤسسين لـ”الحرس الثوري” بـ”أصفهان”، عقب انتصار الثورة الإيرانية. حصل على عضوية البرلمان الإيراني في دورته الثامنة بدعم من “حزب الثقة الوطنية”، وترأس آنذك، بحسب “علی رضا نوري زاده”، توجيه تشكيلات تمثيل آية الله “خامنئي” في لندن، وتمكن من مد جسور العلاقات بين “بيت المرشد” وسائر بقاع العالم.
حصل على شهادة العلوم الدينية، وأحيانًا يرتدي الزي الديني بحسب مقتضى الزمان والمكان. والوثيقة التي سربها موقع (ويكليكس)؛ لإحدى الاجتماعات السرية بمشاركة “سلمان الصفوي” وعدد من المسؤولين الغربيين بتاريخ 16 حزيران/يونيو 2009 في لندن، حظيت بأصداء واسعة في وسائل الإعلام.
توسع الحوزة الفنية خارج الحدود الإيرانية..
اتفاقية “الحوزة الفنية” مع “مركز الدراسات الإيرانية” في لندن للعمل على ترجمة ونشر الآثار الإسلامية في “بريطانيا”، يتيح للحوزة الفنية، بالتوازي مع مؤسسة المكتبات العامة وبدعم كامل من وزارتي التربية والتعليم والإشارد، نشر آثار الدعوة الإسلامية على مستوى الدولة. فهل نجحت “الحوزة الفنية” من توسيع نطاق إمبراطوريتها خارج إيران ؟
يقول “عبدالجبار کاکایي”، الشاعر والكاتب، في حوار إلى (راديو زمانه): “أنا أعتبر الحوزة الفنية مندوب عن الأدب الثوري الإيراني. والحوزة الفنية واحدة من القواعد التي تؤدي دورها في جمال الأدب الثوري، لكن هذا النوع الأدبي يتجاوز الحوزة الفنية. لقد شهد العام 1988؛ انسحاب عدد من الكتاب والشعراء الثوريين من الحوزة الفنية، ومن ثم فقد خسروا فرصة تمثيل الشعر والأدب الثوري. ومذ ذاك والحوزة الفنية تزداد صغرًا بينما الأدب الثوري يزداد وينمو”.
مع هذا هل يمكن بالأساس الحديث عن الكتابة الإسلامية أو الأدب الثوري كأسلوب مستقل في الأدب الفارسي المعاصر ؟.. وما هي مكاسب نشاطات “الحوزة الفنية” بالنسبة للأدب الفارسي ؟..
يجيب “قاضي ربیحاوي”، الكاتب والمؤلف المسرحي الإيراني الشهير، في حوار إلى (راديو زمانه): “أدب الدفاع المقدس أو الأدب الإسلامي هو بمثابة الوصلة التي تربط الأدب دونما حاجة. إنما ما تفرضه الجمهورية الإيرانية على الشعب باسم أدب الدفاع المقدس أو الأدب الثوري، لا يرتبط بالأدب الإيراني المعاصر. فالكُتاب الذين يحصلون على راتب أو يتصورون أنهم يكتبون بوازع من عقيدتهم، إنما يكررون الشعارات وأحيانًا ما يستفيدون من التقنيات الرائجة في كتابة القصص”.
نبذة تاريخية..
تأسست “الحوزة الفنية”، عام 1978، باسم “مؤسسة النهضة الثقافية الإسلامية”؛ قبل أن يتغير الاسم لاحقًا إلى “حوزة الفكر والفن الإسلامي”، ثم أُلحقت مطلع الثمانينيات بهيئة “الدعاية الإسلامية”. وتشرف الحوزة الفنية على العشرات من القاعات السينمائية، و”جامعة سوره”، و”مركز أبحاث الثقافة والفن الإسلامي”، ومجلات سوره مهر، والدورية الأسبوعية مهر، والدورية الشهرية سوره.
والاتفاق الأخير مع “مركز الدراسات الإيرانية” يتيح لـ”الحوزة الفنية” ترجمة ونشر أعمال بعض الكُتاب الإسلاميين ممن لا تحقق أعمالهم مبيعات في الداخل الإيراني، إلى اللغة الإنكليزية، والدعاية لتلك الأعمال في وسائل الإعلام ووكالات الأنباء في الداخل الإيراني.