13 أبريل، 2024 6:43 ص
Search
Close this search box.

لقاء العراق الجديد: مذكرات الرجوع إلى الوطن، والأمل

Facebook
Twitter
LinkedIn

صدر الكتاب باللغة الإنكليزية عن دار نشر ماكفارلاند في الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٣.
تناولت المؤلفة جمان كبة فيه مواضيع هامة في فصول الكتاب الأربعة. فوثّقت ما رأته في العراق خلال فترة عودتها لوطنها في أواخر ٢٠٠٩ والى حين صدور الكتاب في عام ٢٠١٣، علمًا انها كانت قد جاءت الى العراق لبضعة أيام في سنوات ٢٠٠٣ و ٢٠٠٨ قبل عودتها الأخيرة في عام ٢٠٠٩ من أجل خدمة الوطن والعمل الجاد فيه وتقديم كل علمها وخبرتها من الخارج من أجل تطوير العراق. الكتاب يمثل (أدب المهجر) حيث المؤلفة عاشت طفولتها في العراق وعاشت أغلب حياتها بعد ذلك في بريطانيا لفترة قصيرة ثم الولايات المتحدة.

يتزين الكتاب من أوله الى آخرة بوصف دقيق للمشاعر القوية العاصفة، كما الرقيقة والهادئة والحنونة التي أحستها المؤلفة بعد ٣٠ عام من البعد عن الوطن الذي تعشقه، حيث كانت اسرتها قد غادرت العراق قسرًا في عام ١٩٨٠. وتخلل هذا الوصف مواقف ومشاهد يومية وآنية ابتداءً من شرب الشاي العراقي بنكهة الهيل بـ”الإستكان” وطبعًا أول ما تلاحظه طعمه المشبع بالسكر، إلى تغزلها بوقت المغرب الساحر في صيف في بغداد اللاهب حيث تصف صدى أذان المغرب وهو يتأرجح في السماء ذات ألوان الغروب الخلابة، وتصف دخولها العراق مشيا على الأقدام عبر الحدود العراقية الكويتية حيث لم يكن الطيران المدني قد عادت خدمته آنذاك في أواخر عام ٢٠٠٣. في بداية الكتاب تصف كل ما أثار انتباهها عن (العراق بعد ثلاثين عام) من جمال الطبيعة الى الأناقة والديكور العراقي الى أساليب العمل وسلوك الموظفين وتعامل العراقيين مع الأجانب المنتشرين في العراق في كل مكان، وكتبت عن المحبة والتآخي بين العراقيين وحياة اللاطائفية واللاأثنية التي تربينا عليها.

ومع هذه المشاعر اللاهبة والرقيقة التي تبين حب الوطن وعن ذكرياتها في بغداد التي عاشت فيها المؤلفة أثناء طفولتها تدخل المؤلفة مباشرة بمواضيع في جوهر السياسية وتصعقنا بأول جملة من الكتاب، وهي ان “العراق متجه الى كارثة” (ص٣) وانه (آنذاك في ٢٠١٢ و٢٠١١ عندما كتبت الكتاب) بالإمكان إيقاف تلك الكارثة لو توحد المخلصون وشدوا على سواعدهم لمعالجة الوضع الخطير الذي وصفته منذ ذلك الوقت – وقبل أن تذكره أية قناة فضائية وقبل أن تشير إليه أي من تقارير المنظمات الدولية. فما هو الوضع الخطير الذي دعاها لتقول ان العراق متجه الى كارثة؟؟ شخصت المؤلفة ومنذ عشر سنوات ومن أول ملاحظاتها في العراق بأن وضع المجتمع في خطر حيث الصغار يعيشون أجواء عنف الإرهاب والقتل ويشاهدونها يوميًا، ويتسول الأطفال في الشوارع بين السيارات، وتعيش الأسر في الفقر، وتباع في الأسواق اسوء المنتوجات المستوردة وبلا حسيب ولا رقيب، وان ما يدرج من مليارات الدولارات في الموازنات ليس له أثر إيجابي يتناسب مع تلك الأموال. ما هكذا تبنى وتصح الأنظمة الديمقراطية وما هكذا هي الديمقراطية، والتي لا توجد أي من سماتها الحقيقية في العراق “الجديد”.

“ماذا تعني الديمقراطية؟”
هذا هو عنوان فصل كامل في الكتاب تشرح فيه المؤلفة قصة العراق من البداية وتصعقنا مرة أخرى في بداية الفصل بجملة هادرة وهي أن قصة ما يحصل في العراق لم تبدأ في ٢٠٠٣ ولا حتى هي من مخلفات عام ١٩٩١ كما يعتقد الغربيون (القادة والاعلاميون ومراكز الأبحاث ومن شارك في الحربين من القوات المسلحة وحتى عموم الناس في الغرب الذي عاشت فيه المؤلفة حيث كلما يذكر اسم العراق في الاعلام الغربي، تناقش الإمور في محوري حرب الكويت أو حرب عام ٢٠٠٣). ويتحمل وزرها التحالف الدولي والأمريكيين والعراقيين الذين استلموا هذا الحكم على أطباق من ذهب. ان الظلم والدمار كان قد بدأ منذ ثلاثين عامًا، وأن الدول الغربية التي أسقطت نظام صدام هي نفسها من دعمته طوال سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، وهي من دعمت مجيئهم في ستينات القرن الماضي. وتذكر المؤلفة مشاركتها مع مجموعة من الشباب والشابات العراقيين المخلصين لإيصال مظلومية العراقيين للغرب الذي عاشت فيه وغياب حقوق الإنسان في العراق، وكانت تلك الجهود وإن كانت متواضعة وبسيطة ولكنها كانت مخلصة ونقية وبريئة، وان تلك هي الجهود الحقيقية التي عملت ضد نظام صدام بإخلاص ومحبة للعراق ولم يتآمروا ضد العراق -كما حصل من قبل بعض العراقيين – بعد حرب ١٩٩١ حيث أصبحت معارضة نظام صدام (موضة) دخل فيها من هب ودب وتم دعم تلك “المعارضات” الجديدة بالمال والإعلام وبدأ التآمر والعبث بالعراق منذ ذلك الحين بأيدي عراقية.
ثم تصف المؤلفة تشوهات الديمقراطية “العراقية” حيث لا مسؤولية ولا مساءلة ولا محاسبة وهذا بخلاف ما تعلمناه من الديمقراطية الموجودة في الغرب حيث يتم فيها استجواب ومساءلة المسؤولين وحتى أن بعضهم من يستقيل فور حصول خطأ يؤذي المواطنين و … الخ، وهذه هي من المزايا الحميدة للديمقراطية الحقيقية. بل الأدهى والأمر ان السياسيين و”العملاء” مع العناصر الإرهابية التي دخلت العراق من كل حدب وصوب منذ ٢٠٠٣ بسبب الانفلات الأمني – المتعمد أحيانا – سببوا بنشر الطائفية والعرقية والأثنية وأدخلوا مصطلحات غريبة على العراقيين مثل (المناطق المتنازع عليها) و(الحرب الأهلية) والتي من الواضح جدًا انها ترجمة من اللغة الإنكليزية، وهذه المصطلحات زرعت ونشرت بين العراقيين ولم تكن موجودة من قبل.

في الفصل الثالث تعود بنا المؤلفة الى ما تعرضت له اسرتها من ظلم نظام البعث منذ بداية سبعينات القرن الماضي (وكانت قد كتبت المؤلفة كتابًا آخرًا عن هذا الموضوع صدر باللغة الإنكليزية “The First Evidence” عام ٢٠٠٣ وصدر باللغة العربية عام ٢٠٠٩ بعنوان “شاهد عيان”). وتُبين في هذا الفصل المواقف الوطنية المخلصة لوالدها (المرحوم مكي كبة) لأجل العراق وضد الفساد الإداري والمالي منذ ذلك الحين في ستينات وسبعينات القرن الماضي حيث بدأ الدمار والخراب في العراق آنذاك مع مجيء عصابات البعث وسيطرتها على الدوائر الهامة. وفي الفصل نفسه وهو بعنوان (خارطة التصميم The Blueprint، إشارة الى عثورها على خارطة الأساس لبيتهم ضمن مجموعة صور ووثائق عائلية حصلت عليها) تصف مشاعر الفرح والحزن والدهشة عند الذهاب الى شارع ١٤ رمضان في منطقة المنصور في بغداد حيث بيت اسرتها وحيث قضت أيام الطفولة.

وفي الفصل الرابع “العراقيون والأمريكيون في عسرها ويسرها (يعني المقصود معًا بخيرها وشرها)” تبين المؤلفة كيف ان حياة العراقيين والأمريكيين قد اتصلت وامتزجت بمئات الأواصر وهذه ستبقى معنا الى وقت طويل وعلينا ان نسخرها لخير المجتمعين. وفي ختام الكتاب ترى المؤلفة الحل آنذاك (عند نشر الكتاب في ٢٠١٣) بأنه ليتناحر السياسيون فيما بينهم ولكن اتركوا إدارة البلد للخيرين والمخلصين المؤهلين القادرين على حل مشاكل الحياة للشعب العراقي وتوفير حياة كريمة وبكرامة للمواطنين.
في هذا الكتاب المؤلفة تمد الجسور بين الأجيال العراقية وبين عراقيي المهجر والعراق وبين العراقيين والأمريكيين وثقافة البلدين حيث تقدم ملاحظات مقارنة بين بعض جوانب الثقافة في البلدين مثلا كيف تتزين النساء في البلدين وتقديم الهدايا وكلها نفس المشاعر الإنسانية.

محتويات الكتاب
تقديم الكتاب من مظهر الحلاوي
المقدمة: كلمة الى الحكماء
الفصل الأول: ليلة رأس السنة عام ٢٠١٠
الفصل الثاني: ماذا تعني الديمقراطية؟
الفصل الثالث: خارطة التصميم
الفصل الرابع: العراقيون والامريكيون، في عسرها ويسرها
الخاتمة
———————————————————————————————————

المؤلفة أوصلت هذا الكتاب الى رئيسي الوزراء العراقيين المالكي والعبادي، والى آنذاك الرئيس أوباما ونائب الرئيس بايدن والى مجموعة من السفراء والمتخصصين بشؤون العراق والشرق الأوسط في الكونغرس الأمريكي.

المؤلفة
الدكتورة جمان مكي كبة
ولدت في بغداد وعاشت فيها الى أن غادرت مع أسرتها بعمر 15 سنة الى بريطانيا أولا ثم بعدها الى الولايات المتحدة الأمريكية.

تحمل شهادة الدكتوراة والماجستير من جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس في الولايات المتحدة الأمريكية، والبكلورويس من جامعة أكرن في الولايات المتحدة الأمريكية. متخصصة بأبحاث العلوم العصبية
Neuroscience

لها خبرة 21 سنة في التعليم العالي والبحث العلمي ، عملت كباحث علمي وأستاذ جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة .وعملت كمستشار في شؤون التعليم في رئاسة مجلس الوزراء في العراق.
مصممة مشروع “همسة” أي الهمة المجتمعية لسلامة التفكير والتعليم وهو مشروع وطني لإنقاذ التعليم والعقول وتعافي المجتمع من تأثير الحروب على الدماغ.
مؤلفة كتاب (عصر الظلمات: التعليم في العراق بعد عام 2003) وكتب أخرى عن العراق.
كذلك
عضو في المؤسسة الأمريكية لدعم العلوم ومؤسسة العلوم العصبية- الولايات المتحدة الأمريكية.

لها مؤلفات عن العراق:

The First Evidence: A Memoir of Life in Iraq under Saddam Hussein
الذي صدر باللغة الإنكليزية عام 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية
ترجم الى العربية بإسم شاهد عيان

Meeting the New Iraq: A Memoir of Homecoming and Hope
الذي صدر باللغة الإنكليزية عام 2013 في الولايات المتحدة الأمريكية

عصر الظلمات: التعليم في العراق بعد عام ٢٠٠٣
صدر عام ٢٠١٧

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب