خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
أسبوع حقوق الإنسان الأميركي، فرصة للدراسة والبحث في ماهية الحكومة الأميركية والطرح الواقعي عن “الولايات المتحدة” وإدارتها.
وقد ألف بعض الكُتاب على المستوى العالمي؛ وبعضهم من “الولايات المتحدة” ذاتها، الكتب المتعلقة بتسريبات حقوق الإنسان في “أميركا”. ورصد “حسين حبيب”؛ في تقريرًا له لصالح صحيفة (كيهان) الإيرانية الأصولية المتشددة؛ بعضًا من تلك الكتب في نبذ مختصرة..
“أميركا” من وجهة نظر أميركي..
رواية (الأميركي)؛ للكاتب “هاوارد فاست”؛ أميركي الجنسية، تُقدم نبذة عن أوضاع المؤسسات السياسية في “الولايات المتحدة” بدون مجاملات.
وقصة الرواية حدثت بالفعل، وهى تتناول قصة حياة قاضي يُدعى: “بيتر آلتغلد”، من الميلاد إلى الوفاة. وقد كان قاضيًا قبل أن يُنتخب محافظًا.
كان صاحب شعبية كبيرة؛ وبخاصة بين الطبقات البسيطة بسبب تبرئة بعض العمال المتظاهرين من تهم بالقتل والتفجير. وسوغت له شعبيته التفكير في رئاسة “الولايات المتحدة” بغرض تغيير البوصلة السياسية والاقتصادية باتجاه الشعب، لكنه سرعان ما أدرك أن الوضع بالغ السوء.
ولا يوجد بالرواية جوانب رومانسية، لأن القصة تكشف عن الكثيرمن القضايا المثيرة. ومن ذكاء المؤلف أنه حافظ على إيقاع موحد للنص.
بعبارة أخرى؛ (الأميركي)، عبارة عن بحث أو مقال ينطوي على الكثير من الأبحاث والتحليلات برزت في قالب روائي. والأحداث والشخصيات وعلاقاتها المعقدة تفتح للقاريء أبواب القطاعات المجتمعية الأميركية المختلفة.
والطريف أن كل تهم “البيت الأبيض”؛ للدول المستقلة، موجودة بدرجات أكبر في “الولايات المتحدة”؛ من ديكتاتورية المصرفيين والمستثمرين، وحتى تبعية الإعلام للدولة وتزوير الانتخابات !
وتكشف (الأميركي) بوضوح عن أسباب عدم قدرة أي مرشح مستقل عن الوصول إلى الرئاسة. وفي المقابل؛ وصلت شخصيات مثل “جورج بوش” و”دونالد ترامب”؛ إلى رئاسة “الولايات المتحدة”.
وقد سعى “فاست” إلى إثبات أسباب عدم إمكانية إصلاح “الولايات المتحدة”. ووفق الرواية يقف “النظام” و”القانون” كعقبات تحول دون إمكانية الإصلاح. هذا النظام الذي ولد منذ البداية بروح التسلط والاحتلال، وهذه الروح لن تُبارح مطلقًا الهيكل الأميركي إلا بالموت !!
إنها “أميركا” التي بدأت على جثث الهنود الحمر، واستمرت بالاستثمار في عبودية السود، وتتقدم من خلال احتلال الدول الأخرى.
العدو الأميركي من منظور “روجيه غارودي”..
البروفسيور “روجيه غارودي”؛ مفكر وفيلسوف وكاتب فرنسي كبير؛ وكان عضو حركة المقاومة الفرنسية، وحكم عليه بغرماة قدرها: 40 ألف دولار؛ بسبب موقفه الداعم لـ”القضية الفلسطينية”، وتأليف كتاب (الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية)؛ وإنكار “الهولوكوست”.
ومن أهم مؤلفات هذا الفيلسوف كتاب: (العداء الأميركي.. لماذا ؟)، وفيه يُعّرف فكرة: “العداء الأميركي” كمذهب ثقافي، وسياسي، واقتصادي والنضال ضد نظام عالمي مفروض بغرض إنقاذ شعوب العالم الضعيفة. والواقع أن الهدف الرئيس هو بيان كيفية تبلور ونشأة نظام سلطوي.
ومن جملة الموضوعات المطروحة في الكتاب يمكن الإشارة إلى: العنصرية المتطرفة، و”أوروبا” في مصيدة “الولايات المتحدة”، والعالم في مواجهة خطر، والقرية العالمية الكبيرة، و”آسيا” الأميركية، والهجوم الثقافي الأميركي، والنظام الاقتصادي العالمي، وسلطة الصناعات العسكرية، وغيرها.
وفي الفصل الأخير من الكتاب؛ ناقش أسباب وصول “الولايات المتحدة” إلى ما هي عليه، ومواجهة التسلط الاقتصادي والثقافي.
المهاجرون..
رواية (المهاجرون) الأميركية؛ تُقدم نقدًا للعلاقات الاجتماعية الأميركية.
هي رواية تناقش المشاكل الحيايتة للبطل؛ “دان لافوت”، وهو ابن لأسرة إيطالية فقيرة، هاجر مع والديه إلى “الولايات المتحدة” بنهاية القرن التاسع عشر. عمل مع والده بصيد الأسماك، لكنه كان يحلم بالثراء.
وللقيام بذلك كان عليه أن يحصل على قرض من البنك. وحين ذهب للحصول على القرض التقى مدير البنك ووقع في حب ابنته؛ “جين”، وتزوجها بالنهاية رغم معارضة أسرة “جين”.
واستغرق “لافوت” بعد ذلك في العمل وتناسى تمامًا زوجته وأبناءه. والرواية تقدم صورة عن إثنين من المشكلات التاريخية الكبرى، هما زلزال وحريق عام 1906م؛ بمدينة “سان فرانسيسكو”، ثم الأزمة الاقتصادية الكبرة؛ في الفترة: (1929 – 1930م)، وتأثير هذه الأحداث العميق على “الولايات المتحدة الأميركية”.
أسباب كراهية الشعوب لـ”الولايات المتحدة”..
كتاب: (لماذا يكره الجميع الولايات المتحدة ؟)؛ للمؤلفين: “ضياء الدين سردار” و”مريل وين ديفيس”؛ وترجمة: “عظيم فضلي پور”، يبحث كما يتضح من الاسم في أسباب عداء شعوب العالم لـ”الولايات المتحدة”.
والكتاب يُحاول البحث في جذور كراهية “الولايات المتحدة” في الدول المختلفة، ويُحلل في كل فصل هذه القضية من منظور الأفلام والبرامج التليفزيونية.