19 ديسمبر، 2024 4:09 م

“كيانو ريفز”.. جمع ما بين الأداء الهادي البارع وطيبة القلب

“كيانو ريفز”.. جمع ما بين الأداء الهادي البارع وطيبة القلب

إعداد- سماح عادل

“كيانو ريفز” ممثل سينمائي أمريكي من أصل كندي.
حياته..
ولد في الثاني من سبتمبر/أيلول 1964، فوالده من هاواي تجري في عروقه دماء صينية وبرتغالية، هرب والده، ولم يكن قد بلغ العامين، واضطرت والدته للسفر من بلد إلى آخر حتى تُوفر له طعاما مع شقيقته.
في بيروت، التقت امرأة بريطانية ورجل تعود أصوله إلى جزر هاواي، وتزوجا، لكن الرجل لم يكن مستقيما تماما، فقد خرج على القانون، واضطر بعد إنجاب طفلين إلى الهروب من الشرطة ومن أسرته، لتخوض الأم رحلة من بيروت في لبنان إلى سيدني بأستراليا، ونيويورك في أمريكا، بحثا عن مكان آمن، وتستقر في تورنتو بكندا، لتؤسس حياة متواضعة لأم وحيدة مع طفليها. كان لأمه العديد من الشركاء، كان لوالديه البيولوجيين طفلين فقط معاً، وهما “كيانو وكيم”. لديه كذلك أختان غير شقيقتين وهما “كارينا”، من والدته، و”إيما” من زوجة والده. أصبح حامي الأسرة والأخ الأكبر المفضل لدى الجميع. وهو ما يزال مقربا من والدته، وتعاون مع شقيقاته في الأفلام.
أثناء وجوده في المدرسة الثانوية، فكر في لعب هوكي الجليد لفريق الأولمبياد الكندي، لكنه غير رأيه وقرر أن يكون ممثلاً عندما كان يبلغ من العمر 15 عامًا فقط. واجه ريفز مشاكل في المدرسة، لكنه برع في المسرح والرياضة. لقد كان جيدًا بشكل خاص في لعبة الهوكي، وكان على ما يبدو رائعًا للغاية كحارس مرمى لدرجة أنه حصل على لقب “الجدار” أثناء اللعب في الفريق في كلية دي لا سال.
التحق الممثل الأميركي كيانو ريفز بمدرسة ثانوية في كندا لكنه طُرد أكثر من مرة، لذا انتهى به الأمر في حضور أربع مدارس مختلفة. في النهاية، ترك الدراسة عندما كان عمره 17 عامًا لمتابعة التمثيل ودراسة السينما. عندما بلغ 19 عامًا، انتقل كيانو إلى لوس أنجلوس، كاليفورنيا لمتابعة التمثيل بدوام كامل.
كبر وأصبح مراهقا، يركب دراجته ليجوب الأفق بحثا عن مصير مختلف، بادر بالتقدم للتمثيل في الشركات، فوجد فرصا في إعلانات ساعدته وأسرته على سد احتياجاتهم، ثم وجد أدورا في أفلام المراهقين مثل “المغامرة الممتازة لبيل وتيد” 1989 (Bill & Ted’s Excellent Adventure) بجزأيه، محققا شهرة كبيرة.
شارك في أفلام رعب بعد عامين منها 1991 (My Own Private Idaho)، ثم قدم دور “دراكولا” 1992 (Dracula)، ورغم النجاح، تعرض كيانو ريفز للنقد حيث وصفوا أداءه ببرودا في التمثيل. تميز “كيانو ريفز” بهدوء في أدائه بشكل عام في التمثيل وفي الحياة، ويعني اسمه “نسمات الجبال الباردة” بلغة أهل هاواي، وقد تكلم النقاد في عن الاسم الغريب واعتبروه إشارة لذلك الهدوء الذي أصبح واحدا من الملامح المميزة لتمثيله.
فقدان الأحبه..
توفي أفضل أصدقائه عام 1993 ليغرقه ذلك في أسئلة قاسية حول الحياة، والفقد الذي لا ينتهي. كان الصديق الذي مات هو “ريفر فينيكس” شقيق بطل الجوكر “خواكين فينكس”.
ثم تصاب شقيقته “كيم” بمرض سرطان الدم. وقتها ترك “كيانو ريفز” أفلام هوليود وملايينها، وفرقته الموسيقية التي كان قد أسسها وتفرغ ل رعاية شقيقته. وصرح وقتها: “لقد كانت هناك دائمًا من أجلي، كما تعلمون. وسأكون دائمًا هنا من أجلها”. تعافت أخته من مرضها، وأنشأت جمعية خيرية مع “كيانو” لمساعدة الآخرين الذين يعانون من السرطان. من جهتها، وصفت “كيم ريفز” شقيقها بأنه “أميرها” وأضافت: “إنه يستمع إلى كل كلمة، وإلى كل فاصلة بعد كل كلمة تُقال”. لحسن الحظ، تعافت “كيم ريفز” مؤخراً وهي بصحة جيدة، وقيل إنها تعيش في روما وتفضّل البقاء بعيداً عن الأنظار. وقدّ كتبت سيناريو فيلم “لون الماء” الذي عُرض سنة 2002 ومثّلت فيه أيضاً.
ثم قابل “كيانو ريفز” حبيبته وهي صديقة لشقيقته “كيم”، أيام قليلة بعد لقائه “جينيفر سيم” فقرر الارتباط بها بعد وقع في غرامها، بعد 8 أشهر من الحمل، وبينما تعد “جينيفر” غرفة الطفلة، شعرت بآلام رهيبة، وذهب بها “ريفز” إلى المستشفى، وولدت الطفلة ميتة، وتحول الفرح الغريب الذي ملأ حياة الأسرة إلى حزن كبير، لا يقوى على هزيمته.
تحولت حياة الثنائي إلى بؤس بعد موت الطفلة التي كانت تمثل الأمل في سعادة دائمة، وبقيت بينهما شبحا يسبب خلافات ضارية، فطلب “ريفز” الانفصال بهدوء. وجينيفر، أصبحت أكثر ضعفا وأدمنت على المشروبات الكحولية، وأثناء قيادة السيارة تسببت في حادث أدي إلي وفاتها.
بدايته..
في العام 1984 ظهر مراسلاً صحفياً لمحطة التلفزيون الكندية CBC، وفي العام نفسه ظهر على شاشة التلفزيون ممثلاً في ثلاثة مسلسلات. بعد عامين اثنين ظهر في السينما لأول مرة وتحول إلى نجم معروف مع مطلع التسعينات بعد تمثيله عدة أدوار مساندة في أفلام ذات حبكات روائية مختلفة.
ماتريكس..
من المحطات المميزة في حياته المهنية “سلسلة الماتريكس”، التي لم يعتبرها النقاد منذ انطلاقها مجرد أفلام سينمائية عادية، فقد حققت على مستوى الإيرادات، كما حققت على مستوى الإبداع الدرامي ما أضاف “نوعا” أو “تيمة” جديدة للتيمات الـ28 التي تدور السينما في إطارها منذ نشأتها، وهي تيمة “قصص الفضاء”، أما “كيانو ريفز” تحول بغموضه ومظهره الهادئ وأدائه البارع إلى حالة خاصة من الأداء الهوليودي، أضيفت إليها حالته الشخصية التي تميزت بالكثير من الاحترام والرقي والمساهمات العديدة في الأعمال الخيرية.
ويعد فيلم “سلسلة ردود الفعل” 1996 (Chain Reaction)، بمثابة محطة انطلاق قدمت الممثل الشاب، وكشفت عن طاقة مدهشة لأداء هذا النوع من الأدوار.
ويدور الفيلم حول إيدي كاسيليفيتش الكيميائي الشاب اللامع الذي يؤدي اكتشافه العلمي المثير إلى استهدافه وتدمير معمله بالكامل، وقتل أستاذه، فيبدأ رحلة مثيرة للكشف عن الحقيقة وراء استهدافه.
أما فيلم “شيطان النيون” 2016 (The Neon Demon)، فيكشف خلاله ريفز وفريقه الحقيقة وراء عالم الأزياء المتوحش وضحاياه.
وفي فيلم “البدلاء” 2000 (The Replacements)، يقدم عملا يبدو رياضيا، لكن المستوى الأعمق يقود المشاهد إلى الحديث عن الإرادة التي تفوق في أهميتها الموهبة أحيانا.
شارك “كيانو ريفز” في فيلم “نوفمبر الحلو” رغم التوقعات بأنه لن يحقق إيرادات عالية، وألح على المخرج لتنفيذه، لأن الفيلم يعالج قصة فتاة مصابة بمرض السرطان الذي عانت منه شقيقته، وكان ريفز يرغب في صنع الفيلم تحية للشقيقة التي صمدت في مواجهة المرض.
أعمال صالحة..
يتميز “كيانو ريفز” بأنه ممثل متفان وإنسان طيب، اشتهرت قصص العطاء التي يقوم بها في هوليوود. بدأت أعماله الخيرية في المنزل مع أخواته، اللواتي يتمتعن بمكانة غالية في قلبه. ومثل سلسلة أفلامه John Wick، يُظهر “ريفز” للمعجبين أنّ لا أحد يمكنه العبث مع عائلته، حيث أنّ الممثل داعم لأفراد أسرته بشكل لا يصدق في الحياة الواقعية أيضاً.
بالإضافة إلى التمثيل، كان كيانو أيضًا عازف جيتار وموسيقي لفرقة Dogstar. كانوا معا من 1991 إلى 2002. خلال مسيرتهم المهنية، لعبوا مع Bon Jovi و Rancid و Weezer وقاموا بجولة في الولايات المتحدة وآسيا.
دراكولا..
كان “كيانو ريفز” جزءًا من فريق العمل الضخم لفيلم دراكولا ، واحد من أفضل أفلامه، للمخرج فرانسيس فورد كوبولا وقصة برام ستوكر dracula bram stoker’s. في الفيلم يلعب “كيانو ريفز” دور جوناثان هاركر، المحامي الذي يسافر إلى قلعة الكونت دراكولا لمساعدته في تسوية بعض مشاكل العقارات. أصبح دراكولا (جاري أولدمان) مهووسًا بزوجة هاركر مينا، التي تلعب دورها الممثلة وينونا رايدر. من الناحية الفنية ربما يكون ريفز ورايدر قد تزوجا بالفعل أثناء الإنتاج.
استخدم مخرج الفيلم كوبولا كاهنًا حقيقيًا لأداء طقوس الزواج الفعلية بين أبطال القصة جوناثان ومينا لمشهد في الفيلم. في حين أن “الزواج” ليس قانونًيا بأي حال من الأحوال، فمن المضحك الاعتقاد بأن الممثلين قد تزوجا أثناء تصوير فيلم دراكولا.
راتبه..
يستطيع “كيانو ريفز” الحصول على اعلي راتب في مهنته، ولكن من المعروف أنه يقوم بتخفيضات كبيرة في أجره من أجل مساعدة صناع الفيلم. وافق على خفض راتبه أثناء تصوير فيلم الكوميديا 2000 The Replacements من أجل العمل مع Gene Hackman. وفعل الشيء نفسه بالنسبة لفيلم The Devil’s Advocate لعام 1997 للسماح للمنتجين بإحضار آل باتشينو باعتباره الشيطان جون ميلتون في الفيلم.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة